مقالات وآراء

تاريخ السودان ما بين الحقيقة والافتئات

تاريخ السودان ما بين الحقيقة والافتئات

يجب أن أعترف بأني لا أعرف كيف أبين في عدة أوراق تاريخاً حافلاً لا يبلغ مداه إطناب، ولا يستغرقه إسهاب، تاريخ انتظمت حقبه هالات المجد التليد من كل نوع، وأحاطت به ضروب العز الباذخ من كل ناحية، ولعل اليقين الذي لا يخامره شك، والواقع الذي لا تسومه مبالغة، أن هذا التاريخ الذي عاش على أسلات الأقلام، وفي بطون المجلدات والدواوين، قد حجبه ظلامٌ قاتم فاحم في كثير من عصوره، فما سبب هذا الاحتجاب؟ وما باعث هذه الدهمة التي اكتنفت تاريخ هذا البلد الذي تركض فيه المصائب، وتتسابق إليه النكبات؟ وما هو السر في انقطاع وتيرة التواصل بينه وبين دول تربطه بها آصِرة رحم، ونسب شابك، باعث هذا الأمر يتمثل في كيد الشقيق، وتدليس العدو، فتاريخ السودان في وجهة نظري القاصرة قد تعرض لمراقبة دنيئة، وإفتئات مرذول، ولم يقتصر الأمر على السودان، بل تعداه ليشمل القارة برمتها، فقد روجت مجموعة من المستشرقين حتى بداية الستينات من القرن الماضي لمقولة مفادها أن التاريخ نتاج الكلمة المكتوبة فقط، وبناء على هذا الفهم القاصر، ولما حسبوه ندرة بل انعدام للمصادر المكتوبة فيما سمّوه إفريقيا جنوب الصحراء، فقد زعم أولئك المستشرقون بأن ذلك الجزء من العالم لم يكن له تاريخ يستحق المعرفة أو الدراسة قبل اتصاله باوربا في أواخر القرن التاسع عشر. ولعل أهم ما تبنّى هذا الموقف الفيلسوف الألماني هيجل 1770-18031م الذي أطلق زعمه المشهور بأن إفريقيا قارة غير تاريخية وأن سكانها الزنوج غير قادرين على التطور والتعلم. وسار لاحقاً في الاتجاه نفسه المؤرخ البريطاني هوك تريفور روبر الذي زعم في سلسلة محاضرات ألقاها عام 1961م بجامعة أكسفورد بأن تاريخ أوربا هو التاريخ العالمي الوحيد المفيد والذي يستحق الإشادة والاعتبار.

ومن هنا شاع الزعم بأن إفريقيا السوداء عاشت في عزلة تامة وظلام دامس، وبالتالي لم تسهم البتة في إثراء الحضارة الإنسانية، بل ومثلت هذه القارة في الخرائط القديمة بفضاء واسع كتب عليه هنا مرتع السود رمزاً للهمجية والتوحش، وحتى المؤرخ البريطاني أرنولد توينبي الذي عُرِف بموضوعيته، لم يضمّن في موسوعاته التسع المشهورة عن تاريخ وإسهامات الحضارات العالمية أي ذكر لإفريقيا السوداء في هذا المجال.

غير أنّ دراسات علمية أخرى تبنتها مجموعة مرموقة من العلماء الأفارقة  خاصة منظمات اليونسكو الثمانية بعنوان: تاريخ إفريقيا العام  دحضت هذه المزاعم مبينة أنها نتاج للغرض والجهل، فبها أراد أولئك المستشرقون الترويج لما سمّوه  مسئولية الرجل الأبيض  نحو الشعوب المتخلفة، وبذلك تبرير الهيمنة والسيطرة الأوربية على شعوب العالم الثالث عامة والأفارقة خاصة الذين قسمت قارتهم عَقِبَ مؤتمر برلين 1884-1885م تقسيماً عشوائياً بين الدول الاستعمارية، وأهم من ذلك جهلهم التام بأفريقيا حتى القرن السادس عشر، وحتى عندما اتصلوا بها حينئذٍ فقد اقتصر ذلك على سواحلها ولم يتعداه إلى معرفة المجتمعات في دواخل القارة.

أما الجناية على تاريخ هذه الديار التي كل شيء فيها الآن معتل يفتقر إلى علاج، فيتمثل في السعي لطمس عظمة هذا التاريخ، والحرص على إخفاء صداه، فدأبت هذه الأقلام التي لم يدركها قط شيء من الخمول، طاغية باغية، موفقة أو غير موفقة، على اختلاق الكثير من الزيف والبهتان وإلصاقه بتاريخ حاز من الرتب أعلاها، ومن المعالي منتهاها، ذلك التاريخ الذي أوجد حضارة لم تألفها الأمم في ذلك العهد البعيد، ولعل من أهم الحضارات السودانية التي أدت أدواراً متميزة في مسار الحضارة الإنسانية كما يرى البروفيسور عبدالرحيم محمد خبير الحضارة الكوشية المروية 900 ق.م – 350م،  والتي عرف فيها السودان وأفريقيا جنوب الصحراء الكبري ولأول مرة ظاهرة الدولة  State كبنية سياسية مؤسسية ومشروعية سلطة منذ ما يربو عن أربعة آلاف عام بظهور دولة كوش الأولى كرمة والتي بسطت ظل سلطتها على شمال السودان الحالي وكل منطقة النوبة 2500 – 1500 ق.م ودولة كوش الثانية مملكة مروي 900 ق.م – 350م. وبلغت الدولة السودانية أقصى اتساع لها في التاريخ في العهد الكوشي المروي حيث كانت تمتد في أوج ازدهارها من شواطئ البحر الأبيض المتوسط مصر شمالاً إلى ضفاف النيل الأبيض الكوة والنيل الأزرق جبل موية جنوبا. ولعل من المدهش أن هذا الاعتراف العالمي بتفوق الشخصية السودانية وتبوأها مكاناً علياً في سلم الحضارة الإنسانية لم يصل إليه رواد علم الآثار الأوائل الذين عملوا في هذا القطر. وقد كان هؤلاء وكلهم من الأوربيين قد أنجزوا أعمالاً متنوعة في المسح والتنقيب الآثاري وبخاصة في شمال البلاد منذ فواتيح القرن العشرين، وفيما يلي الحضارة الكوشية المروية فثمة افتراضات ونظريات أثارها نفر من العلماء الغربيين حول أصل هذه الحضارة والجذور الإثنية للأسرة الحاكمة الكوشية التي يرجع إليها الفضل في بزوغ فجرها في فترة باكرة من تاريخ أفريقيا والشرق الأدنى القديم.

ومما شحذ همتي لتسطير هذا الموجز عن أصل الحضارة السودانية كوشمقال نشر باللغة الإنجليزية في مجلة “ناشونال جوغرافيك National Geographic  عدد فبراير 2008م للكاتب روبرت داربر – R. Draper  موسوم بالفراعنة السود: فصل مجهول من التاريخ يحكي عن ملوك من أدغال أفريقيا فتحوا مصر القديمة. وتنبه الكاتب إلى حقيقة هامة وهي أن مملكة كوش الثانية مروي لم تظهر بصورة فجائية على مسرح الأحداث في التاريخ إنما كانت امتداداً لدولة أفريقية قوية هي مملكة كرمةوحاضرتها كرمة عند الشلال الثالث في أقصى شمال السودان. ونوه درابر إلى آراء بعض الرحالة الأوائل من المكتشفين للآثار السودانية في القرن التاسع عشر والذين أثار انتباههم المنشآت المعمارية الرائعة المعابد والأهرامات التي تمثل أطلال حضارة كوش العتيقة أمثال الإيطالي الدكتور ج. فرليني 1834م الذي نهب العديد من الأهرامات المروية والألماني رتشارد لبسيوس 1842- 1844م الذي زعم أن الكوشيين الذين أنجزوا هذه الحضارة الراقية ينتمون إلى الجنس القوقازي شعوب البحر الأبيض المتوسط ولا صلة لهم البتة بشعوب أفريقيا الحامية. ومن الملفت للانتباه أن فرية الأصل القوقازي للحضارة الكوشية وجذورها الوافدة من السواحل البحرسطية لشمال أفريقيا ناجم من التفسير العرقي والنظرية العنصرية للفكر الأوربي في القرن التاسع عشر والذي دون شك أثرَ كثيراً في التحليلات التاريخية والسياسية والاجتماعية وتلك التي تتناول التوجه القومي لعدد غير قليل من الكتاب والمفكرين الذين درسوا السجل الآثاري للسودان خلال أحقاب التاريخ المختلفة. ومما جعل الأوربيين الذين كانوا يسيئون الظن بأفريقيا وبدولها ويستخفون بمن فيها أشد الاستخفاف، يقفون حيال هذا الاعتقاد موقفاً صريحاً واضحاً يزيل الشك، ويجلي الريب، اكتشافهم وجود تطور حضاري سابق للعصور اليونانية الرومانية التي ملأوا العالم بها تشدقاً وضجيجا، فكانوا  كلما ازدادوا قربا وبحثاً عن ذلك التراث تأكد لهم أن أوربا ليست سيدة العالم في التراث القديم، وأن تلك السيادة ربما بل وكل الأدلة تشير إلى أنها تمت على أيدي شعب وادي النيل القديم، فمن هو ذلك الشعب العظيم الذي خلف كل ذلك التراث؟ المشكلة التي واجهتهم هو المفهوم القديم الذي كان سائداً في الأوساط العلمية عن شعوب أفريقيا والذي يقسم سكانها إلى ساميين وحاميين وزنوج.

وقد ارتبط تصنيف الحاميين في ذلك الوقت باللون الأسود، وكان المصريون وقفاً لتلك التقسيمات أبناء كوش التي ينتمي إليها كل السود في أفريقيا، فكيف يعقل أن يرتبط هذا الجنس الأسود بهذا التراث الحضاري؟ وبدأت الفرضيات والتفاسير التي جعل بعضها الشعب المصري شعباً سامياً لا صلة له بالسود، ….ويبدو أن البعض الآخر لاحظ سمات العنصر الزنجي واضحة في بعض الآثار المصرية وبخاصة العناصر السوداء التي تقطن جنوب مصر، فتطورت النظرية التي فصلت الجنس الحامي من الجنس الزنجي، وأصبح سكان أفريقيا في نظر الأوربيين ثلاث سلالات رئيسة هي السلالة السامية والسلالة الحامية ونُسِبَ إليهما كل التطور والإنجاز الحضاري الذي عثروا عليه في القارة، ثم السلالة الثالثة وهم السود باقي سكان أفريقيا الذين ظلوا في المفهوم الأوربي يعيشون في مراحل التخلف وفي حاجة إلى خدمة الرجل الأبيض ينتشلهم من دنيا الظلام والهمجية إلى عالم النور والحضارة، ويرى المؤرخ السوداني الذي قرّب البعيد، وأظهر الخفي، وبيّن المُلتبس من تاريخ أرض النيلين البروفيسور يوسف فضل أنّ هذه النظرية أو التقسيم الذي جرد الزنوج من كل مكرمة لم ينضجه بحث، أو تصاحبه روية، وأن طبقة الزنوج أو الجنس الأسود أو الأفارقة تعبير فضاض يستعمل في غير دقة في هذا البحث للدلالة على السكان الوطنيين الأصلاء السود الذين ربما وضعوا اللبنة الأساسية في تاريخ هذه البلاد وتطور ثقافتها، ومن المرجح أن ذلك الشعب الأسود ظل يعمر السودان في الأجزاء الجنوبية والجنوبية الغربية كما أن مجموعات منه قد تفاعلت مع سكان المنطقة الشمالية والمنطقة الشرقية. ومن الممثلين لهذا الشعب الأسود القبائل التي تسكن دارفور وجنوب السودان والنوبة في كردفان، والنيليون الحاميون في جنوب السودان، وكان رواد هذا الجنس الأسود من سكان منطقة الخرطوم وأنهم بصناعتهم الفخار قد وضعوا اللبنة الأولى للحضارة السودانية”.

ويرى العلامة البروفيسور عبد الله الطيب رحمه الله أن الشيء الذي دلّ عليه البيان، واتسق به البرهان، أن خصيصة اللون هي التي جعلت أخياف من البشر تقطب لتاريخ هذه البلاد، وتعرض عنه، وتتآبى عليه، ويرى الراحل عبد الله الطيب أن مرد ذلك نوعاً من العنصرية جعل يحول بين العلم والعلماء وبين تتبع تاريخ هذه البلاد، وهذا أمر رغب العلامة في الوقوف عنده، ولكنه يحتاج إلى من هو أدرى مني، حسب تعبيره، يقول البروفيسور عبدالله الطيب أن هذه البلاد ابتدأت تهمش كما يقال في اللغة العصرية من حوالي القرن السادس قبل الميلاد، قبل ذلك كانت مهمة، وابتدأت تهمش ويهمش معها لون الناس، السواد يعتبر متأخراً، وأهله يعتبرون متأخرين، وهذه البلاد على حضارتها أخذوا ينكرون وجود حضارتها، وانتقلت هذه العدوى إلى المسلمين، فالصلة كانت قوية جداً بين هذه البلاد وبين الشاطئ الشرقي والتبادل كان مستمراً واستمر حتى بعد الإسلام لمدة طويلة، لأن ابن بطوطة عندما جاء في شاطئ البحر الأحمر وجد بني كاهل ووجد قبائل البجة متصاهرين مع أهل مكة وبينهم صلات واشجة

د.الطيب النقر

Sent from Yahoo Mail on Android

‫13 تعليقات

  1. الكاتب ابو جلمبو في ردك على كاتب يتبين انك انسان جاهل فما علاقة موضوع المقال بالكيزان وقد كان المقال ممتازاً وقيّماً

    1. با اخ وطني العلاقة هي ان الطيب النقر كتب مقال في الراكوبة مروجاً فيه لما اسماه بالمارد النائم الذي سينتفض ويستنفر ويتسلح ويحسم الحرب لصالح الكيزان ..
      والطيب النقر -كوز مطرقع من شلة الجامعة الاسلامية العالمية في ماليزيا- بعد ان انتقد وتم فضح كوزنته عمد الي الهروب الي الامام ..
      اعاد نشر مقالات كتبنها قبل سنوات عن الادب والشعر الجاهلي وعن تاريخ السودان وعن البنية الاجتماعية للمجتمع السوجاني من باب التذاكؤ الكيزاني ومحاولة التغطية علي جلطته الاولي …
      وقع ليك يا وطني !!

  2. 😎 ان ما سكبه الدكتوركوز النقر من مداد لهو خير مثال لما يطلق عليه ( الكلام الهبوب ) و لا يستحق حتى اضاعة الوقت في الرد عليه 😳😳

  3. اصلا مافي دولة اسمها السودان وهذا الاسم القبيح الكريه هو عبارة عن منطقة جغرافية تمتد من البحر الأحمر الى المحيط الاطلسي وتضم ١٢ دولة او مايعرف بالدول جنوب الصحراء الكبرى.
    دولة مالى كان اسمها السودان الفرنسي
    دولة جيبوتى كان اسمها السودان الفرنسي الشرقي
    اما انحنا مايسمي الان بالسودان هو عبارة عن تجميع ل٣ دول ل٣ شعوب مختلفين عن بعضهم البعض في كل شئ وهم كالتالي:
    ١. دولة كوش او (لاحقا تغير اسمها لسنار في ١٥٠٤م) وهي دولة قامت علي ارض كوش وما ادراك ما كوش دولة وحضارة عمرها اكثر من ٧ الف سنة وهي الرافعة الحضارية التى يفتقدها ابناء الهامش.
    ٢. دولة دارفور وهي كانت تعرف ب سلطنة دارفور وهي دولة مستقلة لها رئيس و كان لها تمثيلها الدبلوماسي ضماها المستعمر الانجليزى لسنار في يوم الاثنين الاسود الموافق ل ١يناير ١٩١٧م بعد مقتل زعيمهم علي دينار فى ٦ نوفمبر ١٩١٦م وهي ليس لها علاقة بدولة سنار والشعبيين فيهما مختلفين تماما ولايوجد اى رابط مشترك او ثقافة او اى حاجة تجمعهم.
    ٣. اقليم جبال النوبة وضم لسنار في ١٩٠٠م بواسطة الانجليز بعد ان رسم الحدود بين سنار ودولة الجنوب الان.
    ايضا دولة جنوب السودان الان كانت جزء من الدولة المشوهة المصنوعة الاسمها السودان وذلك قبل ان تنفصل في يوليو ٢٠١١م ويعودوا الى مكونهم الطبيعي ودولتهم الطبيعية بشعبها المختلف تماما عن الشعب الشمالي والشعب الدارفوري وشعب جبال النوبة.
    معلومة مهمة جدا جدا جدا جدا جدا جدا وهي:
    اول مرة يطلق علينا اسم السودان هم الاتراك في يونيو ١٨٢١م عندما احتلزا دولتنا سنار التى قامت علي ارض كوش.
    اذن منذ الازل ولغاية التاريخ المشؤوم يونيو ١٨٢١م لم نكن نعرف بهذا الاسم القبيح الكريه السودان والذي بسببه جاء الى بلدنا معظم شعوب دولة وسط وغرب افريقيا المتخلفة المتوحشة الرجعية واستوطنوا الشريط النيلي وسكنوا ارضنا واحتلوها وما مشاكل دولة دارفور بحركاتها ال ٨٥ حركة قبلية مسلحة الا نتاج هذا التاريخ المزور والوحدة المصنوعة وهجرة وافدى غرب افريقيا بثقافتهم المدمرة والان نحن ندفع في تمن وشيل بلاوى كل هذه المحموعات والشعوب الحاقدة العنصرية الرجعية القبلية التى لاتعرف معنى الدولة او الوطن او العيش بسلام.
    الان الحرب الدائرة في بلدنا سنار/ كوش ولا اقول السودان هي بسبب اختلاف عصابة الكيزان المعظم عضويتها من ابناء دارفور والدعم السريع الاغلبو من ابناء دارفور. اى مصيبة تجد وراها ابناء دولة دارفور حتى اعتصام الموز الشهير وانقلاب ٢٥ اكتوبر ورفض الاتفاق الاطاري واندلاع الحرب وراهم ابناء دارفور
    فوز الصادق المهدي في ١٩٨٦م وراه ابناء دارفور بنسبة ٧٦%
    تنظيم الكيزان الارهابي الدموى الفاشل غالبية عضويته من ابناء دولة دارفور وان كان القيادة من ولاية نهر النيل
    في التسعينيات التعيسة من كان متحمس للذهاب للجنوب وقتل الجنوبيين بدعوة الجهاد هم ابناء دولة دارفور.

    والان بعد اكثر من ٧٠ سنة من الوحدة المصنوعة بين هذه الدول الثلاث والشعوب الثلاث ولم نستطيع ان نتعايش فيها ولم نستطيع ان نندمج مع بعض لاننا شعوب مختلفة بخلفيات ثقافية وحضارية مختلفة وحتى مزاجنا ماواحد ولايوجد شئ يجمعنا مع بعض. وكانت نتيجة هذه الوحدة المصنوعة كل هذه الحروب والخراب والدمار والتهجير والقتل والكراهية والحقد والموت سمبلا
    لا بديل من وضع حد لهذه المعاناة الرهيبة والحروب المزمنة الابدية وكل هذا الخراب والموت وكل ذلك بانهاء هذه الوحدة المصنوعة الوحدة الكذوب وان يحكم ابناء كل بلد منطقتهم كالاتي:
    دولة سنار / كوش بتاعت الجلابة وبس
    دولة دارفور بتاعت الدارفوريين وبس
    اقليم جبال النوبة بتاعت النوباويين وبس

    وكفي الله المؤمنين شر القتال.
    كل الشرور والحروب من هذه الوحدة المصنوعة الوهمية
    الانفصال سمح
    الأنفصال سمح
    الانفصال سمح
    الانفصال هو الحل الكبير والوحيد والنهائي والناجع والاخير.
    بالانفصال نحفظ دماء اهلنا في دارفور وجبال النوبة ودولة سنار/ كوش.
    والاهم من دا كووووولو التخلص من اسم السودان هذا الذي جمعنا بجميع زبالة غرب افريقيا المتخلفة وجاوو الينا بالملايين
    نحن الشماليين شعب له تاربخ وحاضر وثقافة واحدة ومزاج واحد فلافرق بين الشمالي في بورتسودان او حلفا او شندى او الابيض او الدمازين او كوستى او الخرطوم فكلنا شماليين وكلنا من سلالة حضارة كوش العظيمة وان كان دخل علينا بعض الدماء العربية لكن يبقي هنالك عامل مشترك يربطنا جميعا هو حضارة كوش العظيمة التى قامت علي نهر النيل العظيم.
    لذلك لن تجد ان هنالك قبائل شمالية لها امتدادات في دول وسط وغرب افريقيا مثل دارفور او تشاد او افريقيا الوسطى او النيجر او نيجيريا او مالي او بوركينا فاسو او موريتانيا.
    نحن الشماليين حدودنا الغربية هي الابيض وخر قبيلة شمالية هناك هي قبيلة الكبابيش العظيمة.
    لن تجد جعلي او شايقي او محسي او كباشي او فونجاوى او انقسناوى او بجاوى او رفاعي او كواهلي او بطاحينى او كنانى او …..الخ لن تجد ان لقبايل الشماليين هذه اى امتدادات او علاقة بدول وسط وغرب افريقيا كدارفور وغيروا
    لايمكن ان تجد لشمالى يريد ان يذهب ويزور فرع فبيلته في تشاد مثلا او النيجر هذا غير ممكن ومستحيل لان حدودنا الجغرافية بتنتهي مع حدودنا النفسية والثقافية في الابيض وديار الكبابيش غربا ولا علاقة لنا بتلك المناطق والدول التى تقع غرب اقليم كردفان بتاع الشماليين.

    الانفصال من دولة دارفور واقليم جبال النوبة وتغيير اسم دولتنا من هذا الاسم العنصري البغيض البدون ملامح ثقافية وان نعود الى دولة وادى النيل / كوش / سنار هو الحل الوحيد والنهائي.
    بدون هذه الخطوة لن تتوقف الحروب في هذه الدولة المصنوعة بالقوة الاسمها السودان.

    ملحوظة اخيرة:
    تكوين المليشيات القبلية المسلحة وشن الحروب علي الدولة وزعزعة استقرار وامن المواطن العادى والتقسيمات العرقية والتشدد الدينى والقبلي والمزايدة بالدين وعدم قبول الاخر وممارسة النهب والسرقة والاغارة علي الاخر وقتل الاخر والاستيطان في اراضي الغير والانجاب بكثرة وبدون استطاعة علي تربية الاطفال واغتصاب النساء واذلال المرأة واجبارها علي الاعمال الشاقة لتعيل اسرتها واولادها ثم ممارسة السحر والشعوذة والاعمال والاناطين والتمسك بتعليم القرون الوسطي مع خلطها بالعادات الافريقية المحلية، كووووووووول هذا هو ثقافة شعوب دولة غرب افريقيا وعاداتهم التى لن يتخلوا عنها ولن تتغير ولن يستطيع كائن من كان اى يغيير فهم وطريقة تفكير هؤلاء الناس ولو ولج الجمل من سم الخياط
    ولو في واحد منتظر من شعوب غرب افريقيا هذه ان تترك ثقافتهم وعاداتهم المدمرة هذه وان يطوروا من انفسهم وبلادهم وان يلحقوا بركب الحضارة والتكنولوجيا والانسانية والحريات والديمقراطية الا الواحد يكون واحد اهطل او مجنون.

    لاحل امام الجلابة الا الانفصال
    هذا او الطوفان الكبير

    الا هل بلغت
    اللهم فاشهد

    1. 😎 لا اظن ان هنالك مدينة قد تم تدميرها و نهبها بالكامل من مكون قبلي جهوي ينتمى لنفس الدولة مثل الخرطوم 😳

      لماذا تكمن عند اهل دارفور من جنجكوز و خلافه كل هذه النزعات لتدمير و نهب ما يملك اهل وسط و شمال السودان ؟😳

      في مدني يوصيك اهلك بعدم ترك الابواب مفتوحة لأن اولاد و بنات الفلاتة سيسرقون ما تقع عليه ايديهم 😳 في كسلا اوصاني قريبي بقفل الابواب و الا سرق أولاد الهوسا ما تقع عليه ايديهم 😳 في الخرطوم يوصيك نساء العائلة بمراقبة بنات الفلاتة اثناء تواجدهن للعمل في المنزل 😳 المفارقة تكمن في أن الهوسا و الفلاتة من اكثر القبائل التي تتمسك بشدة بممارسة الطقوس الدينية من صلاة و صيام و حج 😳 كيف سنستمر في العيش وسط هذه المجموعات القبلية ؟ 😳

      1. يا اخ نجارتا نسيت جزئية بسيطة وهي انه كان للقوات الجوية السودانية شرف لا يدانية شرف وغير مسبوق عالمياً وتستجق عليه ان تنال جائزة قينس في تحطيم الارقام القياسية …

        فهي القوات الجوية الوحيدة في تاريخ العالم التي قام -ولايزالون يقومون – ابطالها من الطيارين بتنفيذ طلعات جوية متواصلة لقصف عاصمة بلادها !! فهم وحدهم لا شريك لهم تسببوا في اخطر واكبر نصيب من الدمار والقتل ..

        أولئك ابطالي فجئني بمثلهم **** إذا جمعتنا يا نجارتا المجامعُ

        1. 😎 لا اعتقد ان ما قامت به طائرات الجبشكوز المتخلفة و القديمة لا بل شاهدت بام عيني بعضًا من طائراتهم تبدو كلعب الاطفال و مثل تلك الطائرات تسخدمها بعض الجيوش لمهام التدريب فقط ان تقوم تلك الطائرات بمثل ما قام به الجنجكوز و حلافائهم سكان العشوائيات من تدمير و سرقة تقريبا اي شيئ و كل شيئ 😳

      2. ما ذا دهاك يا نجارتا تركت كل محاولات الاساءة للاسلام والهجوم علي المسلمين بتعميمات مخلة مقتبسة من نقد غلاة اليمينين المسيحين المتطرفين ..
        هجرت هوايتك المفضلة وهي وتحقير النبي صلي الله عليه وسلم وسب الصحابة والبصق البذئ علي متعقدات الغالبية العظمي من اهل هذه البلاد … واتجهت الي المهمات الصغيرة الحقيرة في الهجوم علي اهل دارفور بذات الحماس والتعميم المخل !!
        يا اخي خليك في حملتك الليبرالية العلمانية المقدسة فذلك اقرب للتقوي يا شيخنا !!

        1. 😎 لم يقل الناس في مدني و الخرطوم و كسلا عليك بالحذر من أولاد الجنوبيين او اولاد العرب او الفور او المساليت لانهم سيدخلون منزلك خلسة و يسرقون انا فقط نقلت ما ماله الناس لي في خصوص سرقات المنازل هذه واحدة 😳

          خصوص الاساءة لمحمد و الاسلام لم اورد الا ما هو موجود في امهات كتب الاسلام بغرض لفت نظر المسلم الطقوسي لحقيقة الايدلوجية السياسية الاسلامية و مقارنتها بما يحدث عندنا من سلب و نهب و سبي لم اجد مثيلا له الا ما قام به ابن العاص و موسى بن نصير فان لم يعجبك ماهو مكتوب فيها فما ذنبي انا ؟😳

          الإسلام قَبلَ 1430 عام… أعلَنَ الحَرب عَلى الجَمِيع- ما هُو الحَل؟

          بولس اسحق

          الإسلام قبل 1400 عام أعلن الحرب على الجميع.. لم يفرق بين كافر وكافر.. وحتى من سماهم اهل كتاب امر بقتالهم:{قَاتِلُواْ الَّذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَلاَ بِالْيَوْمِ الآخِرِ وَلاَ يُحَرِّمُونَ مَا حَرَّمَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَلاَ يَدِينُونَ دِينَ الْحَقِّ مِنَ الَّذِينَ أُوتُواْ الْكِتَابَ حَتَّى يُعْطُواْ الْجِزْيَةَ عَن يَدٍ وَهُمْ صَاغِرُونَ}.. الإسلام أعلن ان الكفر ملة واحدة والدنيا إما كافر وإما مسلم.. بل فرق بين افراد العائلة الواحدة المسلمين وغير المسلمين:{لا تَجِدُ قَوْمًا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ يُوَادُّونَ مَنْ حَادَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَوْ كَانُوا آبَاءَهُمْ أَوْ أَبْنَاءَهُمْ أَوْ إِخْوَانَهُمْ أَوْ عَشِيرَتَهُمْ أُوْلَئِكَ كَتَبَ فِي قُلُوبِهِمُ الإِيمَانَ وَأَيَّدَهُم بِرُوحٍ مِّنْهُ وَيُدْخِلُهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ أُوْلَئِكَ حِزْبُ اللَّهِ أَلا إِنَّ حِزْبَ اللَّهِ هُمُ الْمُفْلِحُونَ}.. الإسلام يعلنها صراحة انه يريد السيطرة وإخضاع غير المسلمين لحكمه واذلالهم:{هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ}.. وان الدين عند الله الإسلام.. وغير المسلم مخلد في النار:{إن الدين عند الله الإسلام ومن يبتغ غير الإسلام دينا فلن يقبل منه وهو في الآخرة من الخاسرين}.. وبناء عليه فعلى جميع قوى الكفر كما يسميها الإسلام.. وتشمل جميع الأديان والمعتقدات والأفكار الأخرى التوحد ضد الإسلام.. لأنه العدو المشترك للبشرية جمعاء.. الإسلام أعلن الحرب على الجميع.. ويجب على الجميع أن يعلنوا الحرب عليه.. فهو الذي بدأ.. والبادئ اظلم.. وإعلانهم الحرب عليه ما هو إلا دفاع عن النفس.. وهو حق مشروع ومقدس.. والغريب انه حين تظهر ردة الفعل الطبيعية لمن بادئهم الإسلام بالعداء.. تجد المسلمون يتباكون وكأنهم مظلومون وابرياء.. المسلم لا يري الا نفسة هو.. يقتل وينهب ويري كل ذلك مشروعا وجهاد ضد الكفار.. واذا تم الاعتداء عليه يستنكر هذا الاعتداء ويقول.. ان الجميع يريد تدمير الإسلام وقتل المسلمين ونظرية المؤامرة.. فالمسلم له كل الحقوق لأنه مسلم.. ولأنه من خير امة أخرجت للناس.. وغير المسلم عليه كل الواجبات لأنه كافر.. واكيد الكثيرين سيقولون وبالأخص الملحدون.. ان مهمتنا يجب أن تكون التنوير والتثقيف.. ومحاولة انتشال المتدينين.. كل المتدينين من وهم الدين وخرافاته.. لا فرق بين إسلام.. مسيحية.. يهودية.. هندوسية أو غيرها.. ليس من مصلحتنا محاربة الإسلام ولا المسلمين ولا أتباع أي دين.. لنتوقف عن دق طبول الحرب.. ولنوقد شموعا تضيء ليل الجهل بدلا من التلويح بشن حروب طاحنة يقودها متطرفون ضد متطرفين.. وظلاميون ضد ظلاميين.. نحن لا يمكن أن نتحالف مع أي ظلامي ضد أي ظلامي آخر!!
          لكن هؤلاء يتناسون ما قلناه.. بان الحرب سواء بالكلام او التطبيق الفعلي.. أعلنها الإسلام على باقي البشر في القرآن مند 1430 سنة.. ولذلك لا يمكن ان يبقى العالم متفرجا على همجية وبربرية المتأسلمين ورغبتهم بالسيطرة على العالم.. ومن الظلم الفاحش أن يتم وضع الأديان والأفكار البشرية الأخرى في كفة متساوية مع الإسلام الرجعي الدموي الهمجي.. فالعالم لم يواجه هتلر في بداية استلامه للسلطة.. لاعتقاده بمحدودية خطره وإمكان التعامل معه سلميا.. ثم اضطرت البشرية بعد ذلك لدفع الثمن باهظا.. وفي مقالي هذا انا لا ادعو لشن حرب عسكرية على المتأسلمين.. مع وجوب الجاهزية لها في حال أصبحت ضرورية.. لكن أنا ادعو جميع قوى الكفر كما يسميها الإسلام وتشمل جميع الأديان والمعتقدات والأفكار الأخرى الى التوحد في مواجهة الإسلام وفضحه.. فالمواجهة أيها السادة لا تكون بوسائل عسكرية فقط.. ولكن بوسائل فكرية وإعلامية وتنظيمية وسياسية واقتصادية أيضا.. هذا أولا!!
          اما ثانيا.. ان مبدأ مهاجمة كل الأديان حتى لا يُقال عني عنصري.. هو مبدأ يفتقد للكثير من الصدق مع النفس.. ودافعه الأول والأخير الخوف من الاتهام بالعنصرية.. وهو لا يستند لحقائق ولا لتقييم صحيح لهذه الديانات.. بل لمثاليات زادت عن حدها.. فهل يمكن لأي إنسان عاقل أن يساوي بين تعاليم الديانة المسيحية أو البوذية من جهة.. وتعاليم الديانة الإسلامية من جهة أخرى.. من ناحية معاملة الأخر وقبوله واللجوء إلى العنف.. هل يجب ان نهاجم بوذا والمسيح وغاندي ودعواتهم للسلام والإنسانية.. حتى لا يقولوا لنا أننا عنصريين ضد محمد وهتلر.. فهنالك فرق كبير جداً بين العنصرية والموضوعية.. وأنتم تفقدون موضوعتيكم لكي تتجملوا بالمثاليات.. فسحقاً للمثاليات التي تدفعني لكي أهاجم راهب يسكن صومعة.. ويقرأ الكتب ليل نهار.. بنفس الطريقة التي أهاجم فيها مسلماً إرهابيا يلف نفسه بحزام ناسف ويفجر النساء والأطفال والرجال.. في سوق خضار بأوامر مباشرة من القران ورسوله.. كيف تتقبل إنسانيتكم (وعقلكم) أن نربط هذا السلوك بذاك.. تعلموا من التاريخ قبل أن يفوت الفوت.. فهل يجب ان تعيشوا التجربة حتى تحسوا بها.. الم تسمعوا بالمجازر التي ترتكب بحق الاخر في معظم دول الإسلام.. هل يجب أن أكون مشلولاً لأشعر بألم ومعاناة الإنسان المشلول.. هل يجب أن يموت ابني حتى أشعر بألم الاب او الأم التي فقدت أبنائها في غزوة إسلامية مباركة.. هل يجب أن يموت أخي في تفجير انتحاري عند ذهابه لشراء الصمون.. حتى أشعر بالألم الذي يسببه الإسلام والجهاديين لأبناء العراق وغيره وفي كل العالم!!
          عزيزي المؤمن اكيد انك ستتهمنا بالعنصرية.. ولكن إن كنت ترفض العنصرية.. فكيف ترضى بالإسلام دين لك وهو يحثك على العنصرية في كل أية وكل حديث.. أم أنك تقبل أن تفرضها على الأخرين.. ولكنك لا ترضى أن تتعرض أنت وأهلك لها.. أي انك تقبل الجريمة أن كنت أنت المجرم.. وترفضها إن كنت أنت الضحية.. فانا لم أأتى بهذا الكلام من عندي.. وانما أوضح لكم الحقيقة التي لا تريدون ان تروها من الاحاديث والقرآن نفسه.. نعم الإسلام هو من يعادى الاخرين وليس الاخرين من هم يعادونه.. أأتونا من القرآن او الحديث الصحيح ما يفند الموضوع.. وعندها سأكون على خطأ واعلن اعتذاري على الملأ.. وبغير التفنيد وليس مهاترات.. على غرار جاء في الدين الفلاني والعلاني سيهمل ولا حاجة لنا بها!!
          نعم الإسلام خطر على البشرية وهذه حقيقه لن يستطيع احد انكارها.. وابسط مثال انظروا كيف يعادى المسلمين الدروز بغض النظر عن البقية المخالفة لدينكم وبضمنها الشيعة.. فهذا شيخكم شيخ الإسلام ابن تيمية.. قال عن الدروز: {كفر هؤلاء مما لا يختلف فيه المسلمون، بل من شك في كفرهم فهو كافر مثلهم، لا هم بمنزلة أهل الكتاب ولا المشركين، بل هم الكفرة الضالون، فلا يباح أكل طعامهم، وتسبى نساؤهم، وتؤخذ أموالهم، فإنهم زنادقة مرتدون لا تقبل توبتهم، بل يقتلون أينما ثقفوا ويلعنون كما وصفوا}.. فالحقيقة هي …نحن نواجه وحشا يتوجب علينا أن نعامله كوحش.. فحينما يستمر المسلمون برشق غيرهم بالنيران والقنابل.. لا يمكن أن يستمر الاخرون برشق المسلمين بالورود والرياحين .. لا بد من مواجهتهم بكافة الوسائل.. وانا اعلم ان الغالبية من المسلمين هم من أوائل ضحايا الإسلام.. وهذا من كرم الطبيعة علينا بان اغلب المسلمين لا يعرفون ما هو الإسلام الحقيقي.. ولو عرفوا لتفجرت كل أبراج العالم وليس برج التجارة وحدة.. ولو عرفوا لفجروا كل انفاق قطارات أوروبا وليس مدريد ولندن فقط.. ولو فهم المسلمون في أوروبا الإسلام على حقيقته لأصبحوا قنابل موقوته جميعا.. هذه حقيقة الإسلام بدون رتوش.. دين دموي ترعرع ونشأ وكبر بالدماء وسيظل كذلك.. وعليكم ان تميزوا بين اننا نحارب الإسلام كعقيدة.. وبين اننا لا نحارب المسلمين كأشخاص.. فأي معتقد او فكرة نمت وكبرت بواسطة الدماء.. لن تستطيع الصمود دون دماء.. ثم عليكم أن تسألوا: ماهي نسبة المؤيدين للجماعات الإسلامية الإرهابية ولشعار الإسلام هو الحل بين المسلمين.. فنسبة التأييد لهم بين المسلمين مرتفعة جدا وخطيرة.. صحيح أن غالبية المسلمين لا يشاركون في الاعمال الإرهابية بشكل مباشر.. خوفا على حياتهم وخوفا من القانون.. لكن غالبيتهم مؤيدة للإسلام الاصولي وللجماعات الأصولية الإرهابية الإسلامية.. اما ان الإرهاب ليس متمثلا بالمسلمين فقط.. فهذا صحيح أيضا.. ولكن يبقى الفرق بين الإرهابيين المسلمين وبين متطرفي الهندوس والإرهابيين اليهود او المسيحيين.. حيث ان لدى الإرهابيين المسلمين مشروع إرهابي عالمي رباني لتدمير النظام العالمي الحالي.. واستبداله بخلافة إسلامية تمتد من اسبانيا الى اندونيسيا.. وفرض الشريعة الإسلامية على الناس بالقوة والسيطرة على العالم.. كل الجماعات الإسلامية المتصلعمة لديها هذا الهدف.. وهو قاسم مشترك بينهم.. وأغلب هذه الجماعات يلجأ للعنف لتحقيق هذا الهدف.. ومن لا يستخدم العنف منهم.. هذا ليس لأنه مسالم ولا لأنه لا يؤمن بالإرهاب المنصوص عليه في القرآن.. ولكن لأنه يرى أن العنف سيؤدي حاليا لهزيمة الإسلاميين وهزيمة جماعته.. أي أنه يرى أنه لا يملك حاليا القدرة على المواجهة المباشرة بالإرهاب.. فيلجأ للطرق السلمية لحين انقشاع الغبرة.. ولو تمكن الإسلاميون من استلام السلطة كما يريدون.. لتم تفعيل هذه الآية ومثيلاتها من آيات الجهاد الكثيرة جدا في القرآن والعمل بهن.. ولتصدر الجهاد (الفريضة الغائبة) كما يسميه الإسلاميون.. قائمة الفرائض الإسلامية!!
          وطبعا لا استبعد ان يكون رد احد المؤمنين المغيبين بالسمفونية المكررة.. والذي لا يعلم بالذي يدور حوله.. الإسلام هو دين الإنسانية قاطبة وتقدمه واضح للعيان، الإسلام هو الدين الوحيد الذي يتماشى مع العلم والأخلاق والحضارة، ولا يغرنكم ما تفعله الحكومات البائسة والدكتاتورية التي تقمع شعوبها وتسلبهم حقوقهم ، الإسلام الحق ضد العنصرية والتمييز العرقي، وفي النهاية نقول للحاقدين على الإسلام على خلفيات باتت معروفة ومألوفة : لن تستطيعوا الوقوف أمام المد الإسلامي، ولو استعنتم بكل قواكم فهو قادم وبكل قوة ولو كره الكافرون!!
          عزيزي المؤمن يقال بالمأثور الشعبي: من مدحك بما ليس فيك فقد ذمك.. وهذا ما تفعله انت بالإسلام.. عندما تثقل كاهله بجعله الوحيد الذي يتماشى مع العلم والأخلاق والحضارة.. وهو ما لا يحتمله تاريخه وما لا تحتمله نصوصه.. وما لا تحتمله أي قراءة موجودة حالياً له (ولا أي قراءة مستقبلية افتراضية له أو لغيره يمكنها احتكار قيم العدالة والحداثة إلا في ضوء نظرة متقوقعة ومتمركزة حول ذاتها حد الاختناق).. فأنا لم أحكم على الإسلام من تصرفات عمر البشير او صدام او القذافي او غيرهم.. ولا من تنظيم القاعدة وداعش وبوكو حرام.. ولا من السعودية ولا من إيران ولا من غيرهما.. انا لم أحكم على الإسلام من تاريخه.. ولا من التفاسير المتعددة لنصوصه الإرهابية.. أنا لن أحكم على الإسلام أو على طريقة التعامل معه.. إلا بقدر ما يمكننا أن نستخلص من قراءة القران التي لا تتماشى مع مبادئ حقوق الإنسان وحريته.. ولا يمكن مع سيادة الخطاب الاستعلائي الذي تستخدمه هنا.. استخلاص أي شيء من ذلك من الدين.. فهو خطاب يصب في خانة صراع الحضارات.. والدعوة إلى المواجهة التي صدقني لن يخرج منها خاسراً إلا الإسلام نفسه!!
          ثم تقول (في النهاية نقول للحاقدين على الإسلام على خلفيات باتت معروفة ومألوفة: لن تستطيعوا الوقوف أمام المد الإسلامي ولو استعنتم بكل قواكم فهو قادم وبكل قوة ولو كره الكافرون)
          يا سادة هذا ما يقوله المسلمون المتصلعمون.. المد الإسلامي قادم لاجتياح العالم وفرض الشريعة الإسلامية على الناس بالقوة.. وإقامة دولة الخلافة من اسبانيا لإندونيسيا.. هذا نموذج لرد المتصلعم المؤمن بالقران على المشككين من خطر الإسلام.. والمعتقدين انه بالإمكان مواجهته والتعامل معه.. عن طريق الحوار والتنوير فقط.. الإسلام يا عزيزي كمرض السرطان.. ان لم تعالجه وتوقف تمدده.. سيستشري ويأكل الجسم كله.. ولو استيقن الذين آمنوا بأنهم قوة تستطيع الكر والفر وإعادة عصر الفتوحات لفعلوا ذلك.. ولا يغرنكم التمسح بالسلام وأن تحية الإسلام هي (السلام) ….. الخ .. المسلمون على استعداد ان يكون اغلبهم كالقنابل الموقوتة.. لانهم أبناء حظيرة تتصرف حسب عواطفها وليس عقلها.. لذلك يسهل تحريضها واستدراجها لكل مستنقع.. أما التنظيمات الجهادية.. فهي في غيبوبة ازلية.. لانهم يعتقدون بأن قوة الههم ونصرته لأوليائه.. ستلغي التفوق العسكري للكفرة.. ولم تقيد قدرة الههم.. ويتناسون ان زمن المعجزات قد ولى بلا رجعة!!
          وفي الختام.. غلطان كل من يعتقد ان اغلب الشر الإسلامي يخرج من بلدان معينة.. وبالدرجة الأولى من ايران والسعودية.. فالشر والخطر الإسلامي منبعه الإسلام نفسه.. أي القران والسيرة.. وليس دول معينة.. فأنت لا تستطيع التحديد من هي الدولة الإسلامية الأكثر شرا.. اليوم السعودية وايران تتصدران اللائحة.. ومصر أيضا.. بوجود اهم مؤسستين لتخريج وتصدير الرجعية والتخلف والإرهاب.. هما الاخوان المسلمون والازهر.. وربما وليس بمستبعد ان يحدث انقلاب إسلامي اصولي غدا في تركيا وباكستان النووية مثلا.. فسيصبح منبع الشر الإسلامي هما تلك الدولتان.. فلا يمكن حصر الشر والخطر الإسلامي بدول معينة.. وانما الإسلام نفسه منبع الشر.. وهو من يجب أن يواجه ويفضح من قبل باقي الأديان والأفكار والمعتقدات أينما وجد.. وفي يومنا هذا.. باتت البشرية تعلم ان الإسلام دين كراهية ودين عنف وإرهاب.. الا المسلمين وحدهم يعيشون هذه الكذبة.. ولا اعلم ماذا يضر المتصلعم عدم ايماننا بما يؤمن به.. انا شخصيا لا اشعر بأي ضرر نتيجة ايمانه باي رب كان.. وأستطيع ان أعيش معه كصديق.. ولكن المشكلة تكمن فيه.. فهل يستطيع ان يقبلني على اختلافي معه.. وهذا من سابع المستحيلات لان اله القران قالها صريحة مدوية {وَدُّوا لَوْ تَكْفُرُونَ كَمَا كَفَرُوا فَتَكُونُونَ سَوَاءً فَلَا تَتَّخِذُوا مِنْهُمْ أَوْلِيَاءَ حَتَّىٰ يُهَاجِرُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَإِنْ تَوَلَّوْا فَخُذُوهُمْ وَاقْتُلُوهُمْ حَيْثُ وَجَدْتُمُوهُمْ وَلَا تَتَّخِذُوا مِنْهُمْ وَلِيًّا وَلَا نَصِيرًا}.. واليكم مجرد نموذج:
          السؤال: هل صحيح أن الشخص إذا لم يقتنع بأن الكافر كافر فإنه يكفر هو ؟ حتى لو أنه يصلي ويؤمن بالقرآن والسنة.. هل يمكن للشخص أن يؤمن بأن اليهود والنصارى مؤمنون وسيدخلون الجنة بعد أن تم تبيين الحقيقة لهم.. لا يزال يعتبر مسلماً ؟
          وانتم اقرأوا الجواب بأنفسكم ولا داعي لنقله هنا.. فهو احط واقذر من ان ينقل.. لتعلموا مدى عفونة هذا الدين ومرتزقته- https://islamqa.info/ar/answers/6688/من-لم-يعتقد-كفر-الكفار-فهو-كافر

        2. 😎 بما ان كل الكلمات و الاوصاف التي اطلقتها علي ليست الا كذبًا بواح بسبب انني لم آت بشيي من عندي انما اوردت فقط ما هو موجود في مصادر الاسلام الرئسية فهل انت تدافع عن دين الحق باستخدام الكذب و الادعاء بغير وجه حق ان ما اورد هو من عندي و ليس من كتب الاسلام 😳

          انت حاولت ان تستخدم حتى أحط الوسائل للدفاع عن دين الله فكيف يستقيم ذلك ؟😳

          انظر الموضوع ادناه و اترك شخصي و اسمي و رسمي و ارينا هل هذا تهجم ام فقط ايراد حقائق من كتب الاسلام 😳👇🏿

          لغزو العربي وإهانة مصر

          فاروق عطيه

          بانتهاء حكم الرومان بدأت فترة الحكم العربي الاستعماري الاستيطاني لمصر. بدأت بدخول عمرو بن العاص سنة 641م وانتهت بقيام الدولة الطولونية المستقلة سنة 868م. خلال هذه الفترة حكم مصر ولاة كمندوبين عن الخلفاء العرب، الذين أذاقوا المصريين أنواع العذاب والاضطهاد والاحتقار، واستنزفوا مواردهم بالجزية والضرائب والمكوس المختلفة. ولم يخطر على بال المستعمرين تعيين والى أو حتى من ينوب عنه من المصريين، واستمرت مصر بقرة حلوب لمصلحة الخلافة حتى بزوغ عصر الدولة الطولونبة سنة 868م حيث أصبحت مصر دولة مستقلة لا تدفع المكوس للخليفة وما تبع ذلك من رخاء وازدهار.
          بدأ الاستعمار الإسلامي لمصر في عهد الخليفة عمر بن الخطاب، حيث قام القائد المسلم العربي عمرو بن العاص بضم مصر لدولة الخلافة الإسلامية فيما عرف بالفتح الإسلامي لمصر وكان قد انتزع فلسطين من يد الرومان قبلها، وكان الهدف من فتح مصر هو تأمين الفتوحات السابقة وعمل طوق محكم حول الرومان لاتقاء عودتهم. كان عمر بن الخطاب يخشى على الجيوش الإسلامية من الدخول لإفريقيا ووصفها بأنها مفرقة أما عمرو بن العاص فقد كان مغرما بمصر من قبل الإسلام وبعد أن حقق انتصارا على الروم في معركة أجنادين استأذن الخليفة في غزو مصر، لكن الخليفة أبدى الرفض في البداية وما لبث أن وافق بعد أن وصل عمرو بن العاص إلى العريش (لاريس) وعسكر غربها قائلا المسا عيد في 12 ديسمبر 639 (وسميت هذه المنطقة بالمساعيد) وأرسل له الإمدادات. وزحف على الفرما ابعد حصون مصر من ناحية الشرق واستولي عليها في 13 يناير 640م وهدّم اسوارها، واستمر زحفه حتى استولي على كل الدلتا وحصن بابليون ومنها إلى جنوب مصر حتى تم طرد كل البيزنطيين من مصر 17 سبتمبر 642م. واستقبل المصريون الكارهون لكل ما هو بيزنطي الغزاة الجدد بكل ترحيب ظنا بأنهم سيكونون عونا لمصر بالخلاص. تم اجراء معاهدة صلح بين سيروس (المقوقس) وعمرو، انسحب البيزنطيون على أثرها من البلاد وأنتهي الحكم الروماني لمصر وبدأ الحكم الإسلامي بعصر الولاة وكان عمرو بن العاص أول الولاة المسلمين. فرض فيها على المصريين دفع جزيه سنوية مقدارها دينارين على كل رجل مصري بالغ (6 مليون رجل) بمقدار 12 مليون دينار مضاف إليها ضريبة على ملاك الأراضي (3 اردب قمح وقسطين زيت وقسطين عسل وقسطين خل)، ويلتزم المصريين بإعطاء كل عربي جبه صوف أو ثوب قبطي وخفين وبُرنس أو عمه وسراويل سنويا، وبنى العرب مدينة الفسطاط واعتبروها مركزا وعاصمة لهم وعن طريق دواوينها العربية تمت عربنة مصر خطوه خطوه. استمرت اليونانية كلغة رسمية لمصر حتى سنة 706م كما ظلت القبطية لغة المخاطبة حتى في مدينة الفسطاط نفسها.
          اعترف المؤرخون العرب رغم أيدولوجيتهم الإسلامية بالجرائم الوحشية التي ارتكبها العرب ضد شعب مصر بعد الغزو. اعترفوا بها كمدافعون عن العرب والإسلام، أمثال الطبري والبلاذري والسيوطي إلخ. ورغم حديث المقريزي عن ثورات المصريين ضد الاحتلال العربي، ورغم أنه من مواليد القاهرة (تنتمي أسرته إلى بعلبك كانت تسكن بحارة المقارزة) فإنه وصف المصريون بالجُبن، بحجة أنّ مصر لا يوجد على أراضيها الأسود فإنّ طبيعة المصريين أقرب إلى الأرانب والحمير (المواعظ والاعتبار بذكر الخطط والآثار-ص43). عنجهيته العربية والإسلامية جعلته يتجاهل أنّ مصر بها أسود وفهود عكس جزيرة العرب وللتذكير عندما قبض الخليفة مروان بن محمد على رجال الكنيسة المصرية وسجنهم، ألقي القديس الشهيد أغناطيوس إلى عشرة من الأسود (ساويرس بن المقفع-تاريخ البطاركة-ص198). ويتمادى المقريزي في صفاقته فيلصق بالمصريين صفات الكيد والخبث والمكر، عندما كتب يُدين ثورات المصريين خاصة ثوار البشمور الذين تحدوا سلطة الاحتلال العربي، قائلا: طباعهم أغلظ والبله عليهم أغلب وذلك أنهم يستعملون أغذية غليظة ويشربون من الماء الرديء (المواعظ والاعتبار-ص44). للأسف كتب المؤرخون العرب التاريخ من وجهة نظرهم المتحيزة للعروبة والإسلام ولم يراعوا الحيدة فيما يكتبون.
          نعت المقريزي المصريين بأشد الصفات سوءًا، وفسر سُمرة المصريين بأنهم أولاد العبيد السود الذين نكحوا نساء القبط بعد الغرق واستولدوهن. بينما يري العرب أنفسهم أنهم أتم الناس عقولا وأحلامًا وأطلقهم ألسنة وأوقرهم أفهامًا (الألوسي في بلوغ الأرب في معرفة أحوال العرب-ج1ص 144) والنظرة العنصرية تحكمتْ في العربي المحتل، ليس من خلال نهب ثروات مصر فحسب، وليس بكل أشكال التعذيب البدني لمن كان يرفض دفع الجزية أو الخراج، وإنما ظهر في كلامهم كما قال ابن عباس (المكر عشرة أجزاء، تسعة منها في القبط، وواحد في سائر الناس) أما معاوية بن أبى سفيان فذهب إلى ما هو أخطر إذْ قال (أهل مصر ثلاثة أصناف: فثلث ناس، وثلث يُشبه الناس، وثلث لا ناس. فأما الثلث الذين هم الناس فالعرب. والثلث الذين يُشبهون الناس فالموالي، والثلث الذين لا ناس المسلمة يعنى القبط) (المقريزي-المواعظ والاعتبار-ص56) وهذه النظرة العنصرية تتفق مع الحديث النبوي (لا تكون العرب كفؤا لقريش والموالي لا يكونون كفؤا للعرب) (شمس الدين السرخسي– نقلا عن خليل عبد الكريم-الجذور التاريخية للشريعة الإسلامية-ص16). حتى عمرو بن العاص نسي أنه ابن صاحبة الرايات (بيت دعارة) وأرخصهن سعرا، حين سُؤل عن مصر قال: “أرضها ذهب ونيلها عجب وخيرها جلب ونساؤها لعب ومالها رغب وفي أهلها صخب وطاعتهم رهب وسلامهم شغب وحروبهم حرب وهم مع من غلب”، نسي أن أمه قد واقعها خمسة رجال هم العاص وأبي لهب وأمية بن خلف وأبي سفيان، فولدت عمرا فألحقته بالعاص، سُؤلت في ذلك فقالت: إنه كان ينفق على بناتي. (عمر بن العاص-عباس العقاد ص10)
          كتب يوحنا النيقوسي القبطي (ربما تزلفا أو خوفا): وساد المسلمون العرب مصر. وكان عمرو بن العاص يقوى كل يوم ويأخذ الضرائب التي حدّدوها. ولم يأخذ شيئًا من مال الكنائس ولم يرتكب شيئا سلبًا أو نهبًا وحافظ عليها طوال الأيام. والحقيقة أن إقرار السماحة التي ذكرها النيقوسي عن العرب قد مرّت عبر أهوال كثيرة تجرعها المصريون حتى خضعوا واستتبتْ الأمور للغزاة الجدد. وفهم عمرو بن العاص أنّ التغاضي عن مال الكنائس هو مفتاح خضوع الشعب القبطي الكامل المحب لكنيسته، رغم ما كتبه النيقوسي في البداية: لما استولى عمرو بن العاص على الاسكندرية جعل نهر المدينة يابسًا وزاد الضرائب قدر إثنين وعشرين عصا من الذهب، حتى اختبأ الناس لكثرة البؤس وعدموا ما يؤدون. وكما جاء عن ابن عبد الحكم في كتابه (فتوح مصر وأخبارها) أنّ عمرو بن العاص قال “من كتمني كنزًا عنده فقد رتث عليه قتلته” وسمع عمرو أنّ أحد أهالي الصعيد اسمه بطرس عنده كنز فلما سأله أنكر ذلك، وعندما تبيّن لعمرو صحة ما سمع عنه أمر بقتله، فلما سمع بذلك الأقباط أخرجوا كنوزهم خوفـًا من القتل.
          كما وقع أيضا مؤرخي العصر الحديث في نفس المطب نصرة للعروبة والإسلام على حساب الحقيقة والمنطق، نجد كاتبًا مثل الدكتور جمال حمدان هذا (المثقف) الذي قرأ آلاف الكتب وكتب العديد من المؤلفات، عاند العقل الحر وابتعد عن الحيدة وكتب: الحقيقة أنّ الدولة العربية كانت امبراطورية تحريرية بكل معنى الكلمة. فهي التي حرّرتْ كل هذه المناطق من ربقة الاستعمار الروماني أو الفارسي واضطهاده (الوثني) وابتزازه المادي (استراتيجية الاستعمار والتحرر دار الشروق-عام 83-ص25، 26) هو هنا يعتبر الفرس والرومان واليونان والمغول الذين احتلوا مصر غزاة إلاّ العرب فهم مُحرٍرون، مغالطا أو متجاهلا حقائق التاريخ بأنّ الغزاة العرب كان هدفهم الأول هو نهب ثروات الشعوب المغزوة، متخذين من الدين ذريعة ليس إلا، بدليل ما أشار إليه ساويرس بن المقفع يأنّ الهروب من الجزية كان أكبر عامل على انتشار الإسلام، وبالرغم من ذلك ظل المصريين يدفعون الجزية رغم إسلامهم، كما ظلت الأرض كافرة. وذُكر المقريزي أنّ الخليفة عبد الملك بن مروان كتب إلى أخيه وواليه على مصر عبد العزيز بن مروان، أنْ يضع الجزية على من أسلم من أهل الذمة. ثم يُردّد جمال حمدان كلام الأصوليين مثل جمال الدين الأفغاني عن الرابطة الدينية فكتب: واضح إذن أنّ أخوة الدين كان يقابلها أخوة الأقاليم، وسواسية الناس كانت تترجم سياسيًا إلى سواسية الولايات والمقاطعات. والأكثر تضليلا قوله: الحقيقة أنّ الدولة العربية الإسلامية كانت شركة مساهمة بين كل أعضائها وأطرافها. وأنها كانت أول كومونولث في التاريخ وأنها لم تمر بالمرحلة الاستعمارية المُشينة التي مرّ بها كومونولث اليوم ويستمر في التضليل دون حيدة أو تدقيق. كما لم ينتبه للتناقض الذي وقع فيه عندما كتب عن (الصراع بين الرعاة والزراع) بأنه صراع بين الرمل والطين، ثم يُغالط نفسه عندما نصّ على أنّ الصراع بين الفلاحين والرعاة هو صراع أشباه أكثر منه صراع أضداد. ولا أدري كيف غاب عنه التناقض بين الفلاحين المُستقرين الذين وفروا لأنفسهم الطعام والكساء والمأوى، وبالتالي لم يُفكروا في غزو شعوب أخرى، وبين الرعاة الذين اعتمدوا على غزو ونهب ثروات الشعوب وسبى أطفالها ونسائها

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..