مسؤولية تاريخية أمام السودانيين لوقف الحرب

علاء الدين محمد ابكر
ما حدث بالأمس واليوم سيصبح في الغد مجرد ماضي، لكنه قد يصبح بكل اسف ماضي قبيح غير مرحب به خاصة عند جرده، و الأجيال القادمة لن تغفر لمن كان سببا في تدمير وطنها بهذه الطريقة يجب النظر إلى هذه الحرب على أنها شر لن يجلب للسودان إلا المزيد من الدمار والخراب لذلك ينبغي على السودانيين أن يدعموا ويباركوا كل خطوة تؤدي إلى استعادة الأمن والاستقرار في البلاد، خاصة أنها حرب أهلية داخلية و ليست حرب مع دولة أخرى تحتل أجزاء من بلادنا فالقتال حينها يكون واجب فردي على كل قادر على حمل السلاح، و لكن عندما يكون القتال بين أهل البلد الواحد فإن المصلحة الوطنية يجب أن تنتصر وان تكون فوق كل شيء
ان المواطن البسيط العاجز العالق في مناطق القتال لم يعد قادراً على الحصول على لقمة عيشه اليومية بسبب هذه الحرب التي قطعت مصدر رزقه، في ظل إحجام المجتمع الدولي عن تقديم المساعدات الإنسانية للمواطنين لذلك يجب على طرفي الصراع أن يقتربا من السلام بنوايا صادقة من أجل ايقاف إراقة دماء أبنائهما، وهنا لا بد من إلاشادة بخطوة القوى السياسية الساعية لوقف الحرب (تقدم) والجنرال محمد حمدان دقلو قائد الدعم السريع بالاتفاق عبر إعلان اديس ابابا و هو بمثابة خارطة طريق للعمل لوقف الحرب ومن ناحية أخرى، ينبغي على الفريق أول عبد الفتاح البرهان، قائد الجيش، أن يتخذ قراراً تاريخياً بإعطاء الأولوية لصوت العقل والدخول في المفاوضات من أجل وقف هذه الحرب و يجب عليه ان ألا يستمع للأصوات التي تطالب بإضافة الزيت على النار واستمرار الحرب فهؤلاء هم أعداء السودان الحقيقيون فاستمرار الحرب يعني التدمير الكامل للدولة السودانية، ولا يمكن تصور ذلك الكابوس المرعب فلا يعقل لاجل تحقيق مكاسب سياسية ان تعمل فئة ضالة علي حرق بلد بأكمله و الصحيح هو العمل بشكل جماعي على وقف الحرب مع الاعتراف بأنه لن يكون هناك إفلات من العقاب بأن يخضع كل من تورط في أي نوع من انواع الانتهاكات للعدالة وفقا للقانون، مع تعويض مادي ومعنوي للمتضررين، والعمل علي استعادة الوحدة الوطنية من خلال مكافحة خطابات الكراهية فالحرب الحالية افرزت الكثير من العنصرية الشي الذي يهدد التعايش السلمي بين السودانيين لذلك ينبغي الاهتمام بهذا الملف بشكل خاص فكل الحروب السابقة التي عرفها السودان كان لضعف النسيج الاجتماعي دور كبير في اشعالها مع الحرص علي تشكيل لجان لتقصي الحقائق لمعرفة الخطأ فيما حدث وتجنب ما سيحدث مستقبلا
ان تطبيق العدالة هي الوسيلة الوحيدة التي يمكن من خلالها محاسبة كل من اجرم ولا ينبغي ممارسة القتل خارج القانون خاصة ضد المدنيين والعسكريين العزل من السلاح والحرب تظل غير مرحب بها فهي تعني الدمار الشامل لذلك من أجل مستقبل أبنائكم أوقفوا هذه الحرب
علاء الدين محمد ابكر 𝗮𝗹𝗮𝗮𝗺9770@𝗴𝗺𝗮𝗶𝗹.𝗰𝗼𝗺
جمهورية السودان