مقالات سياسية

في سوسيولوجيا العمى الأخلاقي،، البرهان وعصر الكيزان!

عبد العظيم سر الختم الشوتلي

في سوسيولوجيا العمى الأخلاقي،، البرهان وعصر الكيزان!

أثارت الفاظ البرهان في خطابه الأخير كثيراً من اللغط بين الاستهجان والاستغراب، والحقيقة أن البرهان هو منتج عادي وطبيعي من منتجات عصر الانقاذ كعصر للتفاهة والانحطاط مع هيمنة حالة من السيولة جعلت كل قيمة مستباحة أو قابلة للاستباحة

 فلفد استقر في الوجدان الإنساني أن الشر هو عكس الخير، ( وهذا جزء أساس من الخريطة الإدراكية التي ترسم العالم في شكل ثنائيات صلبة متعارضة، مثل النور والظلام، الجمال والقبح، الحق والباطل،الإنسانية والبربرية، الحقيقة والخرافة، العلم والجهل..وكانت هذه الثنائيات تستمد تماسكها من مركز صلب، إلهي أو بشري، يحدد معالمها وحدودها)  وفي عصور الاستبداد وسيادة ثقافة النفاق، وطغيان الكسب المادي على حساب الكسب القيمي أو المعرفي تختفي هذه المراكز الصلبة، فيتحول الشر مثلاً من مرحلة الصلابة إلى مرحلة السيولة وتدخل المجتمعات في مثل الحالة التي نعيشها اليوم حيث الاعتياد على التفاهة والتكيف الغريزي مع سيطرة التافهين! نحن للأسف نعيش الآن حالة طاغية من(العمى الأخلاقي)تؤثر في مجمل حياتنا، وليس في السياسة وإدارة الدولة فقط!هذه الحالة تؤكد (ضرورة) استمرار الثورة،،الثورة بمفهومها الشامل كمعركة للوعي تماما ككونها معركة لأجل الحياة!

نعم الثورة بهذا المفهوم هي الحل،وإلا سنسقط في حالة تعلق الإنسان الغريق بالقشة! حيث سنضطر تحت ضغط ما يُطلق عليه «طغيان اللحظة»إلى التعلق بأي قشة قد يمدها لنا(نفس الزول) المسئول عن إغراقنا(أو أي صاحب مصلحة) حتى لو كانت هذه القشة مجرد بائس مأمور مثل حمدوك!

‫2 تعليقات

  1. الف شكر يا استاذ عبد العظيم سر الختم الشوتلي علي الكلمة البليغة الثاقبة اذ تقول:
    “البرهان هو منتج عادي وطبيعي من منتجات عصر الانقاذ كعصر للتفاهة والانحطاط”

    بينما البرهان يهضرب سادراً في تفاهاته .. قارن مع نضم بعض الدعامة ودوبيتهم … استعجب في من صدقوا اكذوبة النيجر ومالي .. مثل صنوتها كذبة الذكاء الصناعي وموت حميدتي ولكن في المقابل ماتت الكذبة موتاً طبيعياً !!
    الرابط:

    https://twitter.com/i/status/1743812850970222615

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..