مقالات سياسية

حكاية النعمان ود الصالح

عبد القادر دقاش

حكاية النعمان ود الصالح

أحلام ود الصالح

يروى أن أحد عساكر الهجانة المقدامين، يدعي ( النعمان ود الصالح)  ..رقي من حضرة صول إلى ملازم، ومنح نجمة ذهبية زينت كتفيه وراح يختال بنجمته في الأسواق، ويرتاد بها المناسبات مرتديا زيه  العسكري كاملا مرصعا بالأوسمة والنياشين، ويصلي به الجمعات..حتى غنت له الحكامات غناءً وصل صداه إلى قيادة المنطقة الغربية والأولى الوسطى والمدفعية عطبرة والبحرية بورتسودان ومدرعات الشجرة والقاعدة الجوية..وظل يردده طلبة الكلية الحربية في جلالاتهم العسكرية في (الجكة) الصباحية التي تبدأ من بوابة الكلية في وادي سيدنا مرورا بكرري البلد وسيرو وخور عمر والجرافة والحتانة والمهدواي وود نوباوي والركابية والمسالمة ثم تعود بذات الإيقاع الصوتي المتناسق مع ضرب الأرجل والتصفيق وصافرة ضابط الصف حادي الركب، مختالين أمام الطلبة والطالبات والموظفين والموظفات وزحام الناس والحافلات والعربات التي تنتظم كلها في وضع (استعداد)، ثم  تنصرف بعد أن يبتعد  عنها مهرجان الطلبة العسكريين المهيب..

وقد أقامت قبيلة هذا الضابط (أبو نجمة) وليمة كبيرة بهذه المناسبة، دعي لها القاصي والداني من أبناء القبيلة، ثم صعد أطول أبناء القبيلة عنقا وأوسعهم حنجرة، وقد كان شيوعيا سابقا، ثم بعثيا تاليا، وإسلاميا لاحقا، صعد المنصة، حمد الله وصلى على نبيه وتلى خاشعا، اللهم مالك الملك تؤتى الملك من تشاء وتنزع الملك ممن تشاء..  ثم طالب، بعد أن حيَّا الضابط القائد، وتحدث عن مجاهداته وإنجازاته، وأنه يستحق النجمة التي تزين كتفه بـ(جدارة). طالب باسم القبيلة وتاريخها المجيد وإنجازاتها الماثلة وأصلها الراسخ، أن يقوم هذا الضابط بانقلاب عسكري، وشدد، ضاربا بيده منبر المنصة حتى أطار المكرفون، مخاطبا ود الصالح: إن شاء الله  (انقلاب فاشل)..ترفع به رأس القبيلة ويخلد اسمها واسمك في تاريخ الانقلابات السوداني.

لم تطل سنوات النعمان ود الصالح في العسكرية، فقد أحيل بنجمته الوحيدة إلى المعاش لكنه ظل منتفخ الأوداج يحكى للأجيال تاريخ نضاله وبطولاته وإنجازاته، وفي ذات يوم خريفي، وقد خرج معظم رجال القرية إلى الزراعة، جاء الناعي بوفاة أحد الأعيان في القرى القريبة، فقررت النسوة الذهاب للعزاء حارا قبل أن يبرد، لكنهن لم يجدن سائقا للوري ود العوض غير ود الصالح الخبير في عسكريته غير المجرب في  (السواقة) وخاصة سواقة  القيزان والخيران بخبوبها وطينها، لكنه لما رأى النسوة اجتمعن في سرية كاملة قرر أن يقودهن مستدعيا كل تاريخه المجيد.. فاختبر اللوري وأكمل التنك من جاز طاحونة ود العوض نفسه، وأوقف الحريم في طابور ليصعدن اللوري حسب الأقدمية..وقادهن كما يقود معركة بلا خسائر، لكن اللوري غرق في أقرب منطقة لم تجف مياهها، فبدأ يلاوي ويدوس بقوة على الأبنص دون أن يتحرك اللوري من مكانه.  ألهب صوت الابنص حماس النسوة فغنين:  (ود الصالح زينة وحالف يعدينا)، ويزغردن، وهو يدوس بقوة وعنف إلى أن نفد الوقود وخمد صوت اللورى..وخمدت أصوات النسوة الصادحة بعد أن  بحت وجفت..لكن ود الصالح ظل يلاوي ويدوس..؟!

‫2 تعليقات

  1. السايق معروف والنسوة المزغردات هن -والعياذ بالله من شيطانات الانس- أسماهن علي ما اظن حسب الاقدمية داليا ندي عشة ورشان ولوشي وتالتن ابو باروكة نادر العبيد !!

  2. اى زول مسك قلم او كى بورد يقوم يشخبط لينا ، هسع دة شنو ، غايتو زى ما قال سيدى الصادق المهدى الما بعرف ما تدوهو يغرف

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..