مقالات سياسية

السودان يتجه نحو النموذج الليبي

السودان يتجه نحو النموذج الليبي

عثمان بابكر محجوب

يعيش معظمنا  في السودان حالة من التشنج الفكري أدت الى  ازدهار سوق الاهانات المتبادلة والاتهامات المتطرفة ، وهذا الواقع المجنون يساعد طرفي الحرب على الاستمرار في  زهق ارواح السودانيين وهدر دمائهم وخراب بيوتهم وافقارهم وتشريدهم .                                                                        ان أي خطاب يؤجج لمشاعر العنف ولاحياء تعطش البعض  للدماء سيوقظ لا محالة غرائز الانتقام والثأر ومشاعر الحقد والكراهية في عموم البلاد، وسيترتب عن ذلك خراب بلادنا بالكامل . ودون الاتفاق على تشخيص واحد لاسباب محنتنا ودون تحديد المسؤولين عن مأساة اهلنا  بالاسم سنبقى ندور في حلقة مفرغة وسنبقى وقودا لهذه الحرب القذرة .                                                                                                                     وفي الحيثيات هي حرب بين اتباع مخلفات نظام حكم الانقاذ الذي زعزت اركانه ثورة ديسمبر ، اساسها التنافس على النفوذ والثروة وضحيتها أهل السودان غير المنخرطين في صفوف اطرافهاوغيرالمشاركيين في احتضانهم .  ويشارك في اذكاء نارها اطراف خارجية من دول قريبة وبعيدة  ترى في سودان مشلول تنخره التمزقات ، فرصة لتحقيق مصالحها بمشاركة السودانيين  في ثرواتهم وخيراتهم باسعار بخسة او حتى نهبها دون مقابل . اضافة الى حرمان السودان من مزايا موقعه الاستراتيجي والغاء دوره الاقليمي والدولي بجعله دولة عاجزة  بحاجة الى رعاية .                                                                     لم يكن ملوك القرون الوسطى يستخدمون جيوشاً نظامية بل كانوا يجندون المجرمين وشذاذ الافاق  والمنحرفين  لتكوين مجموعات المسلحين الذين يستخدمونهم، وكان البدل الذي يمنحونه لهؤلاء هو السماح لهم بنهب السكان.  وهذا ما فعله الاخوان المسلمين  تماما خلال حكمهم من تفريخهم  لجيوش تحرير وميليشيات مسلحة تجاوز عددها التسعون في ايامنا هذه وما زال البرهان صنيعتهم يسير على نفس نهجهم المأفون . وخلال عهد الاخوان المشؤوم عمل البشير على انشاء ما يسمى بدولة الظل التي تكونت من شبكات مواليين لهم ، في ظل  نظام سياسي  ارتكزت السلطة فيه على الاستزلام السياسي ومن ركائز هذا النظام عدم تأسيس  إدارة عامة رسمية فعّالة، خوفا من ان أن تنقلب عليهم.لذلك استعاضوا عن الجيش بما سمي بالدعم السريع  التي اعتمدت  اعتمدت العنف والجريمة وما زالت .  لقد تعمد البشير والاخونجية  ضرب وجود الدولة بما هي مؤسسات رسمية وبما هي احتكار قانوني لاستخدام العنف. مما ادى الى تفريخ امراء حرب  من عسكر المشاة حميدتي ومن عسكر الاليات البرهان ومن العسكر اللوجستي حمدوك الذي ظهر بعد اعلان اديس بابا .

هي لوحة حزينة  انتجتها ديانة الاسلام في ارض النيل من تعاليم البنا وقطب والترابي بمواكبة  من المهدية تارة والختمية تارة اخرى والمكون المدني فلتة الشوط  بدليل انه عز المذابح  التي تعرض لها أهل العاصمة بمدنها الثلاث ،  حضر المكون المدني فرحة زفاف ابنة مريم الصادق في القاهرة استنكارا للحرب العبثية . ومن طبيعة الحرب المرتكزة الى ايديولوجية التكفير ان خطرها على شعوبها يفوق خطر العدوان الخارجي بما لا يقاس لذلك لا  نرى في المستقبل المنظور تحولات ايجابية في مسار الحرب بل من المرجح ان تستمر مع استخدام البرهان وكرتي وباقي مجرمي حزب دركيولا الاخواني الخطاب الديماغوجي نفسه وتمرير الوقت لاكمل مهمته بتوريط السودانين في حرب اهلية  بعد افقار الشباب السوداني الى حد يكون الحل فيه  التطوع في ميليشيات أميري الحرب البرهان وحميدتي لكسب معيشتهم واكبر وصمة عار  على جبين البرهان وحميدتي هي تحويل أهل البلاد الى مرتزقة .

لذلك على المكون المدني اتخاذ موقف وطني واحد هو السعي الى تنفيذ أجندة ببند واحد هو وقف الحرب دون التطرق الى صيغ وبرامج سياسية تشكل غطاء وحضانة لطرفي الحرب لان انتصار البرهان سيؤدي الى عودة الافة الاسلامية الاجرامية الى الحكم وانتصار حميدتي سيؤدي الى ولادة عهد التعايشي المشؤوم . ولتنفيذ هذه الاجندة لا بد من فضح الدول التي تغذي الحرب وتمولها لا السياحة في مرابعها .   حيث ان خلق العراقيل امام  تمويل الحروب الأهلية  يسرع في اخماد نيرانها  خصوصا وان أميري الحرب في السودان يعتبران ان الإجرام طريقة حياة.

ومن خلال رصد مواقف الدول المعنية بالشأن السوداني يبدو ان هناك محاولة لاستنساخ الحالة الليبية في السودان بحيث تصبح بمنزلة حرب بالوكالة ،ممنوع الانتصار فيها ،ممنوع تقسيم البلاد وممنوع التوصل  الى تسوية سياسية دائمة بل مجرد وقف لاطلاق النار مع هدن انسانية ضمن لعبة لا تنتهي من المراحل الانتقالية والمسارات والمنابر .

‫6 تعليقات

  1. استراتيجية محمد بن زايد عليه من الله مايستحق فى السودان الاتجاه نحو النموذج الليبى

  2. 😎 لن نفلح أبدأ و الاسلام له اليد الطولى في تكوين العقول و الآراء 😳

    ألأيدولوجية ألأسلامية- أللاعَقلانية واللا إنسانية – سَبب أَزمة العالم العربي والأسلامي

    نافع شابو

    ألأيدولوجية أللاعَقلانية واللا إنسانية سَبب أَزمة العالم العربي والأسلامي

    مقدمة
    عندما قال أمانويل ماكرون رئيس فرنسا :” إن الأسلام يمرُّ بازمة في كل بقاع العالم”. في الحقيقة ليس ألأسلام فقط يمرُّ بازمة كأيدولوجية خطيرة على العالم المتحضر ، بل الأزمة شملت شعوب العالم الأسلامي ، وبتعبير آخر ، ألمسلمون يمرّون في ازمة بسبب إعتناقهم هذه ألأيدولوجية التي تصطدم بالحضارات ألأنسانية !!! .
    وإنَّ ازمات المسلمون كثيرة منها :
    ازمة ثقافية وازمة إجتماعية وازمة اقتصادية وازمة فكرية وازمة عقلية وازمة القيم الأخلاقية وازمة نفسية وازمة روحية وازمة سياسية وازمة هوية وانتماء.
    ازمات يعاني منها العالم الأسلامي تتحوّل الى امراض نفسية وخلل في الفكر وتناقضات رهيبة ونفاق مؤدلج وكذب مقدس ، وعنصرية متجذرة في الثقافة ألأسلامية ، وازدواجية المعايير والكيل بمكيالين وخيانة الأمانة والغش والفساد والتفاخر والأستعلاء على الآخرين وتقسيم العالم الى عالم ألأسلام وعالم الكفار وتمجيد القتلة والمجرمين الذين غزوا بلدان الكفار وتحليل دماء واعراض واراضي الآخرين …الخ . ازمات ادّت الى انتشار وباء لوّث عقل المسلم فاصبحت المعايير للقيم والمبادئ الأخلاقية والأنسانية ، التي تحرّك المجتمعات في هذه الدول تناقض العقل والمنطق وضد القيم الأنسانية والمفاهيم االحقيقية للمبادئ السماوية
    هذه الأزمات التي ذكرنا ها آنفا ،أدّت وتؤدي الى تسميم العقول والنفوس بتعاليم الكراهية والحقد والعنصرية والسقوط الأخلاقي .
    سببها مؤسسات التربية والتعليم في المدارس والجامعات بصورة عامة- ومنها بصورة خاصة جامعة الأزهر في القاهرة والمؤسسات الدينية في قم والنجف وآلاف المدارس الأسلامية في انحاء العالم الأسلامي – التي تُعلّم الشريعة الأسلامية التي تخالف حقوق ألأنسان وتسمم عقول الملايين بالعنصرية والكراهية وغيرها من الأفكار المخالفة لأبسط حقوق ألأنسان .
    الكارثة أن ّ ألأيدولوجية ألأسلامية خلقت ولازالت تخلق هذه الأزمات . فعبر التاريخ العربي الأسلامي المسلمون يعيشون الأزمات بل صارت الأزمات جزء من حياتهم ، بل اصبحت خلايا سرطانية في جسم هذه المجتمعات ، وصارت المجتمعات ألأسلامية تثقف شعوبها لكي يعيشوا في عالم اخر هو عالم الماضي ،عالم عصر الغابة ، الذي انتهى ومات . اي أنّ هذه الأزمات جعلت من الشعوب العربية والأسلامية يعيشون كاحياء جسديا ولكنهم اموات نفسيا وروحيا.
    أزمة “القيم” ألأخلاقية ، في الدول العربية والأسلامية مترسّخة داخل هذه المجتمعات. وهذه القيم الأخلاقية تصطدم مع القيم ألأنسانية في المجتمعات المتحضرة ولا سيما في الغرب . فمثلا :ألأخلاق في المجتمعات العربية والأسلامية تعتمد على المظاهر الخارجية كالملبس والمأكل والمشرب والتظاهر بالصوم والصلاة ومظاهر التقوى الخارجية . بينما ليس مهما في هذه المجتمعات ، التي تسمتد ثقافتها من الشريعة الأسلامية ،الغش والفساد والرشوى والكذب والنفاق والتقية والعنصرية المقيتة ، وقتل المرتد من الخارجين عن العقيدة الأسلامية ، والدعارة المقنّنة والكراهية للآخرين الذين يختلفون معهم في مفاهيم القيم الأخلاقية، او مختلفين في الدين والمعتقد ، بالأضافة الى ترسيخ ثقافة مجتمع ذكوري فيه يتم تهميش المرأة التي هي اساس المدرسة ألأولى لتنشأة الأجيال.

    يقول احد المفكرين :

    “أهم ما يؤخذ على الفكر ألأسلامي هو “التناقض” في تعاليمه و”التعارض” في مقولاته, فيما يؤخذ على المفكرين أنَّهم _في غالبيتهم_نافقوا وما زالوا ينافقون الحاكم ورجال الدين ولذلك كان طبيعيا أن تنبع أزمة”القيم”في المجتمع ألأسلامي من”أزمة الفكر ألأسلامي نفسه”…القيم الهابطة في الواقع هي أنعكاس لفشل الفكر وخوائه. ذلك أنّ الضروف ألأجتماعية نفسها محكومة بهذا الفكر. والفكر ألأسلامي نفسه ينتج في كثير من الحالات للقيم الهابطة التي تتحول الى قيم يتم ألأيمان بها وقوننتها يوما بعد يوم, كما هي مسألة حجاب المرأة. والمشكلة أنّه لا سبيل الى تحقيق المناعة ضد فساد القيم, والحد من تيارات القيم السلفية في ظل فكر يؤمن بضرورة التسليم المطلق, ولا يتيح أحترام الراي والرأي ألآخر. وهكذا فأن فرض هذه القيم من ألأعلى, كثيرا ما شاع الرياء والنفاق والفوضى. ” انتهى الأقتباس

    مشكلة المسلمون في الدول الأسلامية انهم لايعترفون بهذه الأزمات ولايحاولون ايجاد حلول لها.ولا زالت بلدانهم تؤمن بنظرية المؤامرة، وإسلاموفوبيا ،وان الأستعمار الغربي هو الذي خلق ألأرهاب، في حين ألأستعمار ترك هذه البلدان قبل عشرات السنين
    نطرية المؤامرة واسلامو فوبيا التي تتشبث بها الدول الأسلامية هي هروب من المشكلة والمسؤولية والقائها على ألآخرين بدل ألأعتراف بأنّ العقيدة الأسلامية هي السبب الرئيسي والمنبع لكل أسباب تخلُّف هذه الدول وعدم مواكبتها للعالم المتحضر، بل الأصطدام بالحضارات الأنسانية والعالم الذي يؤمن بالحرية والديمقراطية والمساوات. إنّ التكفير والأرهاب الفكري للأصولية الأسلامية تشلّ المجتمعات العربية والأسلامية وتشكل خطرا على الحضارة الأنسانية .
    عندما نتحدث عن ازمة المسلمين ، فإنّنا لانعمم ، في كون كل المسلمين يمرون بأزمة ، فهناك من ولد في بيت مسلم ولاذنب له ،وهو قد يكون له ايمان بالله وبالأنسانية ولكن لايهمه التراث الأسلامي ، بل يعيش كانسان يفكر بالعمل وخدمة الوطن و كانسان له واجبات وعليه مسؤوليات ، ويستخدم هذا الأنسان العقل والفكر في فهم الحياة والتطلع الى مستقبل مشرق، وهؤلاء كثيرون في البلدان العربية وألأسلامية . لكن في نفس الوقت نحن نلوم هؤلاء وهم الغالبية من المسلمين لأنّهم يتحملون مسؤولية كبيرة لتغيير هذا الواقع الذي يسيطر عليه الأصولويّون من المسلمين الذين هم السائدون في المجتمعات العربية والأسلامية .
    أزمة العقل في المجتمعات العربية وألأسلامية :
    أنا لأ أُفَكِّر …إذن أنا مُسلم”!!
    أعتقد هذا هو الفكر االذي يقود المجتمعات العربية وألأسلامية ، فهناك رجال دين وحتى الساسة و المراجع الدينية الأسلامية التي تتاجر بالدين، ونسبة كبيرة من الناس الذين يحرصون على التسليم بأنَّ الأنسان مخلوق ضعيف لايعرف شيئا وعليه يُسلّمون عقولهم ونفوسهم ومصيرهم بيد رجال الدين . لذلك نشأت ثقافة في هذه المجتمعات تُسمى ” ثقافة القطيع “، حيث تصرفات وسلوك الأنسان الفرد تتأثر بسلوك الجماعة ولايستطيع الأنسان ان يبني حياته على العقل والمنطق والأبداع خارج هذا ألقطيع . والأيدولوجية الأسلامية هي مبنية على ثقافة القطيع ، وليس من السهل الخروج عن هذه الثقافة .
    في كتابه “محنة العقل في الأسلام” يقول مصطفى جحا
    القرآن ذو الوجوه الكثيرة يجب وضعه في المتحف .. سيف محمد والقرآن هما ألأعداء الأكثر عنادا للحضارة والحرية والحقيقة ..محنة العقل ان يبقى ألأنسان الماضي سيدا على ألأنسان الحاضر والمستقبل ..تجارة ألأسلام رائجة : كذب إلهي كذب شرعي بضاعتهم مخدرات سموم ، تفاهات سخافات مصنّعة ومُغلِّفة في معامل الله والنبي وألأئمة والوكلاء الصالحون.
    ونختم بقوله : “إنّ العقل العربي مأسور ولقد وضعوه في تابوت وأحكموا ألأقفال عليه. على يد جماعة المافية القريشية ، أساتذة مكة مهندسي الدين الحنيف …لاتزال عقولنا ونفوسنا يحتلها ذلك البدوي الذي اكتنست لحمه الصحراء وسحقت عضامه .أفلا نخجل؟؟؟. (1)
    راجع كتاب محنة العقل في ألأسلام مصطفى جحا
    هل ألأيمان في الأسلام قائم على العقل ام أنّه ايمان أصولي ووراثي؟
    الشاعر معروف الرصافي في كتابه “الشخصية المحمدية” يقول:
    لو اردنا ان نستعرض ايمان المسلمين في عهد محمد ونستشف ما فيه من الوان مختلفة لجاز ان نقول مستندين في قولنا الى ما الهمنا إياه الفكر الرقيق والنظر الصحيح من اقوال الرواة المسطورة في كتب السير: إنّ ألأيمان بمحمد وما جاء به كان يقع على وجوه شتى ، بالوان مختلفة :
    منه : ما هو ايمان عقلي علمي يستند في وقوعه الى العقل والعلم بما ورائه من غاية مطلوبة ،كايمان ابي بكر الصديق (ويقصد انه ايمان من اجل الوصول الى غاية كالسلطة والمال والنساء).
    ومنه : إيمان تبعي كايمان خديجة زوجة محمد وبناته وكايمان علي بن ابي طالب وزيد بن حارثة (اهل البيت)
    ومنه : ايمان إقناعي كايمان عثمان بن عفان وعبدالرحمن بن عوف..الخ وهو ايمان حصل بدعاية ابي بكر فهو الذي اقنعهم اليه.
    ومنه : إيمان حميوي ، نسبة الى الحمية بمعنى ألأنفة والنخوة ، كأيمان حمزة عم النبي (اي نخوة العشيرة والقرابة ).
    ومنه: إيمان انتفاعي كإيمان حبيب بن يساف الذي خرج مع المسلمين في غزو بدر وهو غير مسلم ثم أسلم رغبة في الغنيمة.[وهذا كان السبب الرئيسي عند القبائل العربية التي دخلت في الأسلام للحصول على الغنائم والنساء وألأماء والعبيد والأستيلاء على اراضي الآخرين .لهذا كان محمد يقول للأعراب : قولوا اسلمنا ولاتقولوا آمنا ]
    ومنه : ايمان فطري ، كإيمان ابي ذر الغفاري فإنّه كان من المتالهين قبل أن تبلغهُ نبوة محمد ، وكان يتعبد ويصلي لله متجها في صلاته الى اي جهة إتفق إتجاهه اليها .
    ومنه: إيمان منامي ، كإيمان خالد بن سعيد بن العاص وذلك انه رائ رؤيا هالته وافرعته فقام من نومه مرعوبا فذهب الى ابي بكر لأنه كان عندهم يحسن تعبير الرؤيا .
    ومنه إيمان نكاحي!!!: كما ورد في ام سليم مع ابي سليم ، وذلك انه خطبها وهو كافر وهي مسلمة ، فقالت والله ما مثلك يرد ولكنك كافر وانا مسلمة ولا يحل ان أتزوجك ، فإن تسلم فهذا مهرك ولا اسألك غيره ، فأسلم فكان إسلامه مهرها ، كما أخرجه النسائي وصححه عن ابن عباس . فإسلام ابي سليم نكاحي .ص 612
    ومنه : إيمان قهري ، كايمان الوليد بن عقبة بن ابي معيط فإنّه كان موثورا بالأسلام لأن محمدا قتل أباه عقبة في طريقه الى المدينة عند مرجعه من بدر ، وكان عقبة في ألأسرى ، ولم يسلم إبنه الا بعد ما كانت للأسلام سطوة قاهرة لا ملجأ له منه الا اليها . فإيمانه قهري ومن هذا القبيل إيمان الذين دخلو في دين الله أفواجا بعد فتح مكة إذ لم يبق لهم ملجأ من ألأسلام إلا اليه [ألأيمان القهري يعني أن يدخل الناس الى ألأسلام وهم غير مقتنعين وغير مؤمنين بالأسلام !!!]..
    ومنه : إيمان جنائي ، كايمان المغيرة بن شعبة . فقد ذكروا أنّه قتل ثلاثة عشر رجلا من بني مالك من ثقيق ، وكان قد رافقهم وهم وافدون على المقوقس صاحب مصر بهدايا . فأنزلهم وأكرم مثواهم ولما دخلوا عليه ومعهم المغيرة سألهم عنه المقوقس فقالوا : ليس منا هو من ألأحلاف.
    فلما نزلوا منزلا في طريقهم ، أخذوا يشربون الخمر ، وصار المغيرة يخدمهم ويستقيهم ، ولم يشرب هو متعذرا بأن في رأسه صداعا ، وصار يكثر لهم بغير مزج حتى همدوا ، فقتلهم جميعا ، وأخذ ما معهم من ألأموال وأتى النبي محمدا في المدينة وأسلم ، وقدم ألأموال التي معه كغنيمة حربية ليخمس النبي (السيرة الحلبية ج2 ص 65). ويضيف معروف الرصافي فيقول : ولا شك أنّ المغيرة بعد ارتكابه هذه الجناية المنكرة لايستطيع الرجوع الى قومه فلا نجاة له منها الا بالأسلام، فايمانه جنائي كما قلن.
    ولكن النبي قبل إسلام المغيرة لم يقبل منه ألأموال وقال لا آخذ من أموالهم شيئا فإنّه غدر والغدر لاخير فيه .[ تصوروا محمد يضم كل القتلة والمجرمين والغدّارين والصعاليك الى الأسلام أي انّ الأسلام كان ملجأ للصوص وقطاع الطرق والمجرمين الذين طردتهم قبائلهم فلجئوا الى الأسلام ليستخدمهم في الغزوات وهم طبعا لاعلاقة لهم بالأسلام ولا ايمان لهم ].
    ومنه : إيمان بلاهي ، نسبة الى البلاهة ، كايمان سودة بنت زمعة ، إحدى أزواج النبي ، فقد ذكروا ان النبي دفع اليها اسيرا يكون عندها في بيتها الى ان ينظر في امره ، فأخذ ألأسير يئن بالله فقالت له سودة : مالك تئن؟ فشكى اليها ألم القيد ، فقامت وأرخت من كتافه ، فلما نامت ، أخرج ألأسير يده وهرب . فلما أصبح النبي دعا بالأسير فأعلم بشأنه ، فغضب على سودة وقال : اللهم اقطع يديها !!!.فاخبرت سودة بما قال النبي فرفعت يديها ، ومدتها الى السماء تتوقع ألأجابة وتنتظر أن يقطع الله يديها ، وبقيت على هذه الحالة رافعة يديها . فبلغ ذلك النبي . قال النبي قولوا لسودة فلترد يديها ، وعند ذلك ردت سودة يديها وانزل محمد آية تتضمن شيئا من لوم نفسه على استعماله بالدعاء على سودة .”ويدعو ألأنسان بالشر دعاءه بالخير وكان ألأنسان عجولا”سورة ألأسراء 11″.
    [السؤال اين رحمة محمد في دعوته لله لقطع ايدي زوجته بينما زوجته سودة رحمت الأسير الذي كان يئنُّ من قيد الأسر؟]
    ولاننسى ألأيمان الكيدي ، كأيمان عبدالله بن سلام وإخوته من اليهود الذين أسلموا ، فإنهم إنّما أسلموا ليكيدوا لأهل ألأسلام المكايد ، ومكايدهم لأهل ألأسلام مذكورة في كتب التاريخ فلا حاجة الى ذكر شيء منها هنا (هناك في التراث الأسلامي موضوع عن الأسرائيليات تتحدث عن هذه المايد).
    وهناك لون واحد من ألوان ألأيمان نجعله خاتمة في هذا الموضوع وهو ألأيمان التقليدي الذي يمثله من القرآن قوله :”إنا وجدنا آباءنا على أمة وإنا على آثارهم مقتدون “(سورة الزغرف 23) [ أي أن العرب من الصعب عليهم أن يُغيّروا تفكيرهم ومعتقداتهم وطبائعهم وثقافتهم الصحراوية . اليوم العالم يتغيّر بينما العرب خاصة والمسلمين عامة متشبثيين بالأيدولوجية الأسلامية التي لاتواكب العصر] .(2).

    أنَّ رجال الدين المسلمين في هذه الأيام يفتون بمنع استخدام العقل حتى طرح ألأسئلة على علماء وشيوخ المسلمين هي محذورة ويُتّهم السائل بأنَّ أسئلته تعني أو تدل على الحاده . فألأسئلة في ألأسلام بدعة وكُل بدعة هي من الشيطان !!! وها هو موقع مشهور في الأنترنت (اسلام ويب نيت ) يؤكد على أنَّ المسلم عندما يستخدم عقله فهو في هذه الحالة قد زاغ وضلَ.
    فبعد استشهاد صاحب الفتوى ببعض الآيات القرآنية يجاوب على سؤال مطروح من شخص يقول: ما رأيكم ، يافضيلة الشيخ ، في شخص يقول انه لايفترض أنّنا نكون الصم العمي للعلماء فيفترض تحكيم العقل في بعض المسائل التي يحدث فيها خلاف بين العلماء . افيدوني وما هو الواجب عليَّ تجاه هذا الشخص ، لاسيَّما هو صديق . وشكرا”؟.
    : يجاوب صاحب الفتوى على تسائل هذا الشخص فيقول بعد مقدمة
    …..”أحكام الشرع – من حلال وحرام – لاتُعرف بالعقل ومن إتَّبعَ فيها عقله زاغَ وضلَّ . …. والخلاصة أننا أمرنا باتباع ما أنزل الله على رسوله فيستشهد بالآية ألأعراف :3 ” …
    ولايمكن لغير العالم معرفة ما أنزل الله ، وما هو حكم الله الاّ بالرجوع الى أهل العلم(اي رجل الدين العالم في كل شيء حتى الطب والهندسة).
    إنَّ المازق الذي وقع فيه علماء وشيوخ المسلمين هو تغليب النص القرآني على العقل . فعندما يفكر الأنسان المسلم بطريقة عقلية ومنطقية مقنعة وواضحةوضوح الشمس ولكن يخالف ،حرفية النص القرآني أو تفاسير من سبقوه ، فعند ذلك على المسلم أن يتخلى عن قناعته الشخصية المبنية على التفكير السليم ليُسلِّم عقله وقلبه ووجدانه الى رجل الدين الذي يدعوه الى التخلي عن العقلانية واتباع ما يفسره رجل الدين حتى لو كان التفسير مخالفا للعقل والمنطق ، وعلى المسلم ان يقبل بكل التناقضات الموجودة في عشرات الآيات القرانية التي تخالف العقل والمنطق المبي على قانون “عدم التناقض”.

    هذا هو الفكر السائد في المجتمعات العربية والأسلامية . فحتى الطبيب ، المسلم ، المتخصص في النسائية على- سبيل المثال لا الحصر- عليه أن يتبع الشريعة الأسلامية التي تقول أن فترة الحمل قد تصل الى سنتين او حتى اربعة سنوات. وهذا الطبيب الذي يعرف جيدا ان فترة الحمل عند المراة لاتتجاوز تسعة اشهر ، ولكنه يخضع لما يقوله الشرع الأسلامي ولو يناقض علمه وعقله ما نُقل اليه السلف من علماء الدين المسلمين.
    وعلى المسلمين ان يقبلوا النص القرآني والأحاديث النبوية عن أنّ
    من حق الرجل ان يضرب المرأة في الفراش بموجب سورة النسا اية 34
    (وَاللَّاتِي تَخَافُونَ نُشُوزَهُنَّ فَعِظُوهُنَّ وَاهْجُرُوهُنَّ فِي الْمَضَاجِعِ وَاضْرِبُوهُنَّ)
    كذلك الرجل له الحق في ضرب المرأة، “لأن الرجال قوّأمون على النساء “، وإن التأديب شرعي في الأسلام بضرب المراة وان المراة تشبه الكللب الذي يقطع صلاة المسلم وهي تشبه الحمار . وأغلب نساء المسلمون في النار، والمراة ملعونة ، وشهادتها نصف شهادة الرجل ، والمرأة أضرُّ على الرجل ، وهي فتنة له، وأن الله خلقها من ضلع اعوج .

    وفي احاديث منسوبة الى محمد :”أنّ المرأة ناقصة عقل ودين ” ولاتصلح لتكون سيدة محترمة في المجتمع كما جاء في الحديث “لن يفلحُ قومٌ ولّوا أمرهم إمراة”.
    ولكن في كُلِّ هذه النعوت التي تهين كرامة المرأة -كأُم وزوجة واخت – في القرآن والأحاديث ياتي شيوخ المسلمين -وعلى راسهم شيخ الأزهر أحمد الطيب -ليقولوا لنا ان الله ورسوله كرّموا المرأة . وإنّ إهانة المرأة نقص الفهم وجهل فاضح وقلة المروءة كُلّ من يستعمل العنف ضد المرأة !!!!(3) .
    هذه امثلة عن بعض التناقضات والشوزوفرينيا في شخصية المسلم إبتداءا من شيخ الأزهر وصولا الى كُل إنسان يؤمن بالأيدولوجية الأسلامية ، المبنية على النفاق الشرعي والكذب والتقية .
    رجال الدين وشيوخ وعلماء المسلمين يمنعون أن يختار الأنسان المسلم طريقة حياته ويقمعوا حريته الفكرية والعقائدية ويحرّمون على المسلم استخدام مَلكات التي منحها الله للأنسان المخلوق على صورته كمثاله وهو العقل وحرية الأرادة والتفكير وألأختيار ، والسبب برأي الكثيرين من المفكرين والباحثين في ألأيدولوجية ألأسلامية ، هو أنّ التاريخ ألأسلامي ومنذ القرن الحادي عشر حارب العقل على حساب النقل ،وجعل الشريعة ألأسلامية والنصوص القرآنية هي فوق العقل ويجب أن يخضع العقل للنص ولايُقبل أن يخضع النص للعقل ،لأنّ العقل بحسب رجل الدين هو محدود ونسبي بينما النص القرآني والشريعة هي مطلقة ومنزلة ، وهي المرجعية للقوانين والشرائع التي تسنُّ في الدول ألأسلامية . هكذا يتم استعباد حرية التفكير وتحجيم وتغييب العقل لدى المسلمين و يتم التحكُّم بحريّة التفكير وحرية ألأختيار وحرية الرأيء . بالرغم من وجود آيات قرآنية لايمكن أن يقبلها إنسان القرن الواحد والعشرون ، بل حتى البدو في الصحراء اليوم لايقتنع بها ، ومع ذلك يقول علماء المسلمون :”أنّ القرآن صالح لكُلِّ زمان ومكان “.
    جاء في سورة المائدة:
    يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَسْأَلُوا عَنْ أَشْيَاءَ إِنْ تُبْدَ لَكُمْ تَسُؤْكُمْ وَإِنْ تَسْأَلُوا عَنْهَا حِينَ يُنَزَّلُ الْقُرْآنُ تُبْدَ لَكُمْ عَفَا اللَّهُ عَنْهَا وَاللَّهُ غَفُورٌ حَلِيمٌ
    المائدة/ 101 ..
    اجمع علماء المسلملون في تفسير هذه الآية بالقول : الله نهى المؤمنين عن سؤال محمد عن أشياء سكت الله عنها في كتابه ، وعفا عنها ؛

    إنَّ العقل والمنطق هما حجة ووسيلة لشرح ألأفكار والمعتقدات ، أمّأ في ألأسلام ، الفكر والمعتقد والتعاليم تفرض فرضا بالأكراه على المسلمين.
    يقول الفيلسوف مراد وهبة :
    هناك معرفة هي نتيجة الأيمان الى جانب المعرفة النابعة من العقل البشري.
    اي ان المعنى ألأول للدين : أنّه ايمان برسالة . هذه الرسالة يتقبلها ألأنسان عاطفيا في البداية .
    اما المرحلة الثانية: هو عمل عقلي لكي يكون ألأيمان بالرسالة مفهوم ومقبول عقليا .لأنَّ الأنسان حيوان عاقل يضع بنود تُعبّر عن الرسالة التي يؤمن بها عقليا ويسمّيها “عقيدة”.
    إذن ألأيمان العقلي يتحول الى معتقد .وعندما يمارس الأنسان العقيدة عمليا مع الناس ، فأمامه ،إمّا أن يفرض هذه العقيدة بالقوة او بالأقناع . وعندما تُفرض العقيدة (او ألأيدولوجية) بالقوة فهو يدخل في صدام مع المجتمع .[ والأسلام منذُ انطلاقه قائم على قوة السيف وفرض العقيدة الأسلامية على الشعوب المقهورة ] .
    السؤال لماذا يصل الأنسان الى مرحلة استخدام القوة؟
    عندما يتحول الدين الى معتقد مطلق اي حقيقة مطلقة وحدة لاتتعدد “مغلقة”. فإذا هنا الأنسان يدخل في مستوى أعلى من الواقع المتغيّر ، وحالة نسبية وأنت تفرض على هذا الواقع “مطلق” لايتغيّر
    المطلق هذا واحد وليس هناك اثنان ، ولكن هناك مطلقات أخرى ، وأديان أخرى وهنا يحصل الصدام على مستوى المعتقد .إذا انت في هذه الحالة تريد فرضه على الواقع .
    إذا آمنت بمعتقد “المطلق” هذا هنا يُحترم رأيك . أمّا إذا تريد فرضه على ألآخرين فهنا تبدأ المشاكل بمعتقد آخر وهو ايضا يعتبره “مطلق”.
    في هذه الحالة نشأ مصطلح مهم ، المثقفون يحاولون أن يتحاشوه وهو “مصطلح ألأصولية “..
    يقول الفيلسوف مراد وهبة نقلا عن البابا فرنسيس :”الله رحمة .إذن لاندين أحدا حتى الذين اختلفوا معنا في العقيدة “.أمّا ألأصولية فتعتبر أنّ الحقيقة تمتلكها ، وأنّ كل من يخالفهم يتم تكفيره
    وفي كتابه “جرثومة التخلف” يقول وهبة: التخلُّف له جرثومة ، والعالم العربي والأسلامي لهما جرثومة التخلف ، لأنّها أمتنعت عن مسايرة الحضارة . العالم العربي لا زال يعيش في القرن 12 الذي هو نهاية ابن رشد وبداية القرن 13 قرن الأصولية الدينية .فمنذ القرن 13 الى القرن 21 ، اي حوالي 8 قرون ،العرب والمسلمون يعيشون خارج الحضارة ..الأنسان العربي عايش في زمن التكنولوجيا في القرن 21 ولكن عقله يعيش في القرن 13 قرن ابن تيمية عميد ألأخوان المسلمين اليوم ، الذي حارب العقل والأبداع والتنوير وكفّر ابن رشد(4).
    الباحثة الدكتورة نايلة سليني في محاضرة لها بعنوان : “التكرار في القرآن ” توصلت في ابحاثها ان القران فيه تكرار في ألآيات بلغت حوالي 57% ( اي ان المصحف ألأول كان بنصف حجم المصحف الحالي من حيث النصوص القرآنية) .
    وإن التكرار الموجود في القران الحالي يجيب عن جملة مسائل (او بالحقيقة يطرح جملة من المسائل حسب رايي):
    عن قضية جمع المصحف وتاريخية النص؟
    عن ألأحوال الشفوية والكتابة في ذلك العصر ؟
    عن الثقافة بين المعتبر وحيا والمعتبر تفسيرا؟
    وفي الأخير تتسائل الباحثة عن ماهي النواة الأصلي للقرآن فتصل الى حقيقة
    غاية في الخطورة على ان المكرر دليل على ان النص كائن حي ينمو
    بنمو قارءه ولذلك افلت من قيود علوم التفسير ، وكُلّما تاخر اللاحق عن فترة التكوين الح عليه السؤال واحتار في جواب يوافق بين الأسلام الأيماني والأيمان العقلي
    فالتكرار اذن شاهدٌ على أنّ الذاكرة ظلَّت تُنافس التدوين.(5).
    ألآيات المُكمات والآيات المتشابهات
    جاء في سورة آل عمران ألآية 7:
    هُوَ الَّذِي أَنْزَلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ مِنْهُ آيَاتٌ مُحْكَمَاتٌ هُنَّ أُمُّ الْكِتَابِ وَأُخَرُ مُتَشَابِهَاتٌ ۖ فَأَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ ابْتِغَاءَ الْفِتْنَةِ وَابْتِغَاءَ تَأْوِيلِهِ ۗ وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلَّا اللَّهُ ۗ وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ يَقُولُونَ آمَنَّا بِهِ كُلٌّ مِنْ عِنْدِ رَبِّنَا ۗ وَمَا يَذَّكَّرُ إِلَّا أُولُو الْأَلْبَابِ
    يقول معروف الرصافي في كتابه “الشخصية المحمدية” عن شرحه للآية اعلاه:
    القرآن يحتوي نوعين من الآيات : 1-المحكم من الآيات القرانية هي واضحة المعنى واللفظ ولاتحتاج الى تأويل بينما 2 – المتشابه من ألآيات غير مفهومة او غامضة ، والمقصود من انزالها كف المسلمين عن الخوض في ذلك لأنّه يؤدي الى الفتنة والى انشقاقهم واختلافهم فيما بينهم . ..لذلك نرى السلف من الصحابة والتابعين كلهم قائلين هذا القول المأثور عن ابن عباس ، فكانوا اذا سئل أحدهم عن شيء من المتشابه قال: “نؤمن به وعلمه عند الله”!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!
    “”من العجائب أنّك إذا طالعت ما كتبه علماء المسلمين من كتب التفسير وغيرها مما يتعلق بالأمور الدينية رأيتهم في أقوالهم يَعقلون ولايَعقلون في آن واحد ومسألة واحدة ، تراهم إذا سلكوا طريقا للبحث والتحقيق يُماشون العقل جنبا الى جنب ما لم يعارضهم شيء غير معقول مما له علاقة بالدين ولو من وجه بعيد. أمّا اذا عاقهم في طريقهم شيء من ذلك فإنَّهم عندئذِ يتركون العقل وراءهم ويمشون خلف غير المعقول ، والشواهد على ذلك كثيرة في كتبهم فلا حاجة الى ايرادها”(6).
    يتسائل الكاتب عبدالرزاق عبدو في كتابه “سدنة هياكل الوهم:

    كيف ان المفسرين دخلوا في التفاسير والأحاديث في الميثولوجيا؟ والأساطير وتركوا العقل؟
    اليس الفكر الديني الذي يطفو على المشهد الراهن عرض من اعراض ازمة الهوية المهددة بالتلاشي سياسيا وثقافيا وحضاريا .، كونه محكوما بمنظومة فكرية قاصرة ،عن الأستجابة لكل التحديات والمعضلات التي تجابهنا اليوم ، اعني المنظومة الفقهية كما تتجلى في العقل المشيخي ، المنبري الوعظي ،الداحض للعقل الكوني الحديث بشتى تياراته ومدارسه؟(7)
    ونحن بدورنا نطرح على المسلمين بعض الأسئلة ونحتاج الى إجابات من قبل علماء المسلمين :
    ماذا بقي من ايات محكمات في القرآن طالما هناك اكثر من 57% من الآيات مكررة ؟
    لماذا هذه النصوص المتشابه في القرآ ن طالما لايفهمه البشر؟
    والسؤال الأهم كيف يؤمن العجم ،الذين يشكلون اكثر من مليار مسلم ، بكتاب القرآن المكتوب باللغة العربية ، بينما العرب انفسهم لايفهمون معظم ألآيات القرآنية المصنّفة بالآيات المتشابهات ؟
    كيف يُعقل كتاب مُنزّل من عندالله للبشرية ولايفهمه البشر، حيث دخلوا علماء المسلمين في حيص بيص واختلفوا في تفسير النصوص القرآنية؟ اليس هذا يخالف العقل والمنطق؟
    ماذا بقي من آيات محكمات في القرآن طالما هناك اكثر من 57% من الآيات مكررة والباقي غالبيتها آيات متشابهات لايعرف تفسيرها الا الله ؟

    لماذا يُحارب الساسة ورجال الدين المسلمين كُلِّ إنسان يحاول كشف الحقائق التاريخية وتسليط الضوء على التراث ألأسلامي فيتم محاكمتهم بتهمة ازدراء بالأديان؟ ولماذا هذا الفزع والخوف من نشر حقائق كاريكاتيريا عن الأسلام ونبي المسلمين ، وهي مدوّنة في كتبهم وتراثهم ألأسلامي ؟
    لماذا يُغيَّب العقل والمنطق في المؤسسات الدينية في العالم ألأسلامي ، ولايُقبل كُلِّ من يحاول مراجعة أو نقد العقيدة ألأسلامية ، سواء النصوص القرآنية والتفاسير او السنة النبويةّ؟
    لماذا لايقبل رجال الدين وعلمائهم ألأجابة على تسائلات المسلمين ، وخاصة الشباب منهم في مواضيع تاريخية عن الجرائم التي ارتكبها الصحابا والخلفاء وسلاطين الخلافة ألأسلامية ؟
    لماذا يحاول رجال الدين المسلمين استخدام حكم الردة على كُلِّ انسان ولد في بيت مسلم إذا اراد أن يغيّر اعتقاده الديني بعد نضوجه العقلي وبحثه عن الحقائق التي يكتشفها عقله وفكره ؟
    لماذا يتجنب رجال الدين والعلماء المتخصصين في تفسير الآيات القرآنية أن يجاوبوا على تسائلات المسلمين حول حقائق تخص النصوص القرانية المتناقضة والتي تجعل المسلم يصاب بالشيزوفرينا (ألأنفصام في الشخصية) ؟
    ويطرح احد المفكرين السؤال التالي: “لماذا تخلّف المسلمون”؟
    ماهي اسباب الانغلاق الفكري والانعزال الحضاري في الدول العربية – الأسلامية؟

    لماذا هذا الهوس والفزع من نظرية المؤامرة ؟
    وأخيرا وهو ألأهم
    هل القرآن والشريعة الأسلامية صالحين لكُلِّ زمان ومكان أم انهما يخالفان العقل والمنطق في احيانٍ كثيرة وتخالف العقيدة ألأسلامية ابسط حقوق الأنسان وخاصة حقوق المرأة ؟
    هذه ألأسئلة وغيرها يجب ان يجاوب عليها المسلمون ، هي تشبه اسئلة طبيب يسأل مريضه ليستطيع الطبيب تشخيص المرض ومن ثم علاجه
    المصادر
    (1)
    راجع كتاب محنة العقل في ألأسلام للكاتب مصطفى جحا
    (2)
    كتاب “الشخصية المحمدية ” للشاعر والكاتب معروف الرصافي
    (3)
    إسلاميات: برنامج الدليل الأخ وحيد الحلقة 585
    https://www.youtube.com/watch?v=2ADOXW1uIn8
    (4)
    فيديو مراد وهوبة ما هو سر تخلف العرب
    فيديو مراد وهبة الفساد الديني
    (5)
    د. نايلة سليني تتحدث عن مشكل التكرار في القرآن وتطرحه مدخلا للبحث عن النواة القرآنية

    https://www.youtube.com/watch?v=3rSbgeJuka0
    (6)
    الشخصية المحمدية للشاعر والكاتب معروف الرصافي
    ص 645
    (7)
    كتاب”سدنة هياكل الوهم ” للكاتب عبدالرزاق عبدو

    1. 😎 النقطة التي ظللت ارددها في كل مرة ارى فرصة لتنوير المسلم الطقوسي الدين هم اهلنا و احبابنا ان المسلم السياسي لا يريدهم ان يعرفوا أشياء عن الايدلوجية الاسلامية السياسية و يريدونهم فقط معرفة قصص مثل عدل عمر و رحمة محمد و انت هنا لا تريدني ان انور المسلم الطقوسي 😳

      ما هو الشيئ المعيب الذي ورد في المقال و تراه يستحق التصحيح ؟😳

  3. 😎 اشار الكاتب السيد عثمان لحقيقة تاريخية عن استعانة امراء و ملوك الامارات القديمة بالمرتزقة و الصعاليك للقتال ضد اعدائهم بوعد الغنائم و النساء 😳

    و كالعادة لا يحدث دهاقنة الاسلام السياسي المسلم الطقوسي الطيب عن حقيقة استعانة محمد بالصعاليك لهزيمة اعدائه 😳😳

    محمد والصعاليك

    الناصر لعماري

    من هم الصعاليك؟

    الصعاليك هم المجرمون والطائشون الذين خلعتهم قبائلهم (الخلعاء). الخليع سمي به لأنه خلعته عشيرته، وتبرؤوا منه، أو لأنه خلع رسنه. ويقال: خلع من الدين والحياء (تاج العروس الجزء 18 صفحة 92)

    الخلع بالمناداة عادة في الحج او سوق عكاظ إنما خلعنا فلاناً، فلا نأخذ أحداً بجناية تجنى عليه، ولا نؤخذ بجناياته التي يجنيها.

    وقد عُرف الصعاليك بالذؤبان وب “ذؤبان العرب” ونقرأ في تاج العروس “ذؤبان العرب لصوصهم وصعاليكهم الذين يتلصصون ويتصعلكون، لانهم كالذئاب” (تاج العروس الجزء الاول، صفحة 248 تحت ذأب)

    وبين الصعاليك قوم من “الغربان” “غربان العرب”، وأغربة العرب سودانهم. شبهوا بالأغربة في لونهم، وسرى اليهم السواد من أمهاتهم. تصعلكوا لازدارء قومهم لهم، ولانتقاص أهلهم شأنهم، وعدم اعتراف آبائهم ببنوتهم لهم، لأنهم أبناء إماء. من أغربة الصعاليك: السُّلَيْك بن السُّلَكَة، وتأبط شراً.

    انتشار الصعاليك وخطرهم

    § وقد انتشر الصعاليك في كل موضع من جزيرة العرب، حتى صاروا قوة مرعبة مخوفة، لشدة بأسهم في القتال. المرجع: جواد علي، المفصل في تاريخ العرب قبل الاسلام، الجزء التاسع صفحة 616.

    § ”وقد كوّن الصعاليك عصابات تنقلت من مكان إلى مكان تسلب المارة و تَغِيرُ على أحياء العرب، لترزق نفسها و من يأوي إليها. أنضم اليها الصعاليك من مختلف القبائل. و لكون أكثر الصعاليك من الشبان الطائشين الخارجين على أعراف قومهم، و من الذين لا يبالون و لا يخشون أحداً، صاروا قوة خشي منها، و حسب لها حسابٌ“. نفس المرجع السابق.

    مكة كملجأ للصعاليك بسبب تعاون بعض قريش معهم

    § “وكانت مكة على ما يظهر من أخبار أهل الأخبار، مكاناً آوى اليه ذؤبان العرب وخلعاؤهم وصعاليكهم، حتى كثر عددهم بها، لما وجدوه فيها من حماية ومعونة“. المرجع: د. جواد علي، المفصل، الجزء التاسع صفحة 618

    § الذين كانوا يريدون أن يستخدموا الصعاليك الخلعاء كانوا يأتون لمكة بسبب تواجد كثيرين هناك. فلما أراد “أبو جندَب” الهُذلي، الأخذ بثأر جارين له قتلهما “بنو لِحيان”، قدم مكة، فأخذ جماعة من خلعاء بَكْر وخُزاعَة، وخرج بهم على بني لِحيان، وكان قد “قدم مكة، فواعد كل خليع وفاتك في الحرم أن يأتوه يوم كذا وكذا، فيصيب بهم قومه. المرجع: ( الاغاني 21: 62).

    الزبير بن عبد المطلب كان ينزل عنده الفاسقين الصعالكة مثل ابو الطمحان و كان عبد المطلب يجير الصعاليك المخلوعين

    § وأما “أبو الطَّمَحان” القَيْني، فهو “حنظلة بن الشرقي ” من بني كنانة، وكان خليعا فاسقاً، متهتكا، لا يعرف خلقا او أدبا، نازلاً بمكة على الزبير بن عبد المطلب. المرجع: (جواد علي، المفصل، الجزء التاسع، صفحة 621)

    § وكان نديما للزبير بن عبد المطلب. المرجع: (ابن حجر، الاصابة في تمييز الصحابة، رقم 2013).

    § وكان ينزل عليه (اي على الزبير بن عبد المطلب) الخلعاء. المرجع: الاغاني للاصفهاني، الجزء 11، صفحة 125؛ الشعر والشعراء، الجزء الاول، صفحة 304 مُستشهد من جواد علي، المفصل، الجزء التاسع، صفحة 621.

    § ونزل “مطرود ابن كعب” الخزاعي، في جوار “عبد المطلب”. المرجع: المرزباني، معجم الشعراء، صفحة 282.

    استخدام الصعاليك من البعض

    § وهكذا وضع “الصعاليك” أنفسهم في خدمة من يريد استخدامهم لتحقيق أهدافه التي يريدها، مقابل ترضيتهم وإعاشتهم، كما يفعل الجنود المرتزقة هذا اليوم من خدمة الدول الأجنبية، بانضمامهم إلى الفرق الأجنبية. المرجع: جواد علي، المفصل، الجزء التاسع صفحة 617.

    § ولما خُلع “امرؤ القيس”، جمع جموعاً من ذؤبان العرب وصعاليكها، وأخذ يَغِير بهم على أحياء العرب. المرجع: (معاهد التنصيص؛ مُستشهد من جواد علي، المفصل، الجزء التاسع صفحة 617).

    § ولما غزا “زهير بن جَنَاب” الكلبي، بَكراً وتَغْلِب أخذ “من تجمع له من شِذاذ العرب والقبائل” وغيرهم فغزا بهم. المرجع: (الاغاني، الجزء 21: 96).

    انضمام الصعاليك لمحمد في مكة مثل ابو بصير واللحاق به من كل من اسلم من الصعاليك

    § وينفلت منهم أبو جَنْدَل بن سهيل فلحق بأبي بصير فجعل لا يخرج من قريش رجل قد أسلم إلا لحق بأبي بصير حتى اجتمعت منهم عصابة. فوالله ما يسمعون بعير خرجت لقريش الى الشام إلا اعترضوا لها فقتلوهم واخذوا أموالهم. المرجع: صحيح البخاري 3 : 183.

    § لقد تبعوا محمد لأن الاسلام يعطي لهم تكتلا اكبر وحرية في استمرار مماراستهم في سرقة القوافل ونوال السبايا تحت حجة الدين.

    § عروة بن مسعود في صلح الحديبة يتعرف على بعض الصعاليك المسلمين “فرفع عروة رأسه فقال من هذا. قالوا المغيرة ابن شُعبة. فقال اي غُدَرُ. ألستُ أَسعى في غَدْرَتِكَ. وكان المغيرة صَحِب قوما في الجاهلية، فقتلهم وأخذ أموالهم ثم جاء فأسلم”. المرجع: صحيح البخاري 3 : 179 و 180 و 183.

    صعاليك صاروا قادة مسلمين

    § لقد أدرجهم محمد في المجتمع الاسلامي ادراجا كليا بلا محاذير أو تحفظات.واستمرعدد كبير منهم في الاسلام الى قطاع طرق يتربصون بالقوافل. وصاروا لاحقا على قدر كبير في الاسلام مثل:

    § سارية بن زَنِيم الدائلي الكناني، الذي أمَّره عمر على جيش وسيره إلى فارس سنة ثلاث وعشرين هجرية.”وذكر الواقدي وسيف بن عمر أنه كان خليعا في الجاهلية أي لصا كثير الغارة وأنه كان يسبق الفرس عدوا على رجليه“ابن حجر، الاصابة في تمييز الصحابة، رقم 3036

    § وأبو ذر الغفاري فقد كان من صعاليك الجاهلية, يقطع الطريق ويغير على النوق عند الفجر. المرجع: (الطبقات الكبرى لابن سعد، ج4 ص 162)

    § نلاحظ بان القريشيين قد طعنوا في القران بسبب أن الصعاليك قد دخلوا الاسلام

    § أن القوم طعنوا في صحة القرآن/ وقالوا لو كان خيرا ما سبقنا إليه هؤلاء الصعاليك. المرجع:تفسير الرازي، تعليق على سورة الاحقاف

    § حديث لابي طالب يذكر عن اتباع صعاليك العرب لمحمد: ”كأني أنظر إلى صعاليك العرب… قد أجابوا دعوته وصدقوا كلمته وعظموا أمره فخاض بهم غمرات الموت“. المرجع: السهيلي، الروض الانف، الجزء الثاني، صفحة 175.

    § نفور قريش من الصعاليك المسلمين: قالت قريش اطردهم عنك…. فقال رسول الله أبشروا معاشر صعاليك المهاجرين بالنور يوم القيامة تدخلون قبل الأغنياء بنصف يوم وذلك خمسمائة عام. المرجع: البداية والنهاية – ابن كثير، الجزء السابع، صفحة 125.

    § تبشير صعاليك المهاجرين انهم سوف يدخلون الجنة قبل غيرهم.

    § ”فقال رسول اللّه صلعم: “أبشروا يا معشر صعاليك المهاجرين بالنور التَّامِّ يوم القيامة، تدخلون الجنة قبل أغنياء الناس بنصف يومٍ وذاك خمسمائة سنةٍ“. المرجع: سنن أبي داود، رقم الحديث 3666؛ الهندي، كنز الاعمال، رقم 16576 و 16614 ؛ مِشْكَاةُ الْمَصَابِيحِ، للتبريزي، الجزءالاول صفحة 307.

    § تفضيل الصعاليك المجاهدين في سبيل الله على الصدقات الكبيرة.

    § أعَجَبَكُم صدقَةُ ابنِ عَوف، لرَوعَةُ صعلوك من صعاليك المهاجرين يجر سَوطه في سبيل الله أفضل من صدقة ابْنِ عَوف. المرجع: الهندي، كنز الاعمال، رقم 10683.

    § كان يستفتح بصعاليك المهاجرين (اسد الغابة، لابن اثير، الجزء الاول، صفحة 164).

    صعاليك جبل تِهامة وضمهم من محمد

    § جبل تِهامة كمركز مهم للصعاليك المجرمين من سائر القبائل.

    § ”كان في جبل تِهامةَ جُمّاع غَصَبُوا المارّةَ أَي جَماعاتٌ من قَبائلَ شَتَّى متفرّقة“. المرجع: ابن منظور، لسان العرب، تحت جُمّاع.

    § كتابة محمد لصعاليك تهامة: وكتب رسول الله صلعم لجماع كانوا في جبل تهامة قد غصبوا المارة من كنانة ومُزَينة والحَكَم والقارَة ومن اتبعهم من العبيد فلما ظهر صلعم وَفَدَ منهم وفد على النبي صلعم فكتب لهم: بسم الله الرحمن الرحيم هذا كتاب من محمد النبي رسول الله لعباد الله العتقاء انهم إن آمنوا وأقاموا الصلاة وآتوا الزكاة فعبدهم حر ومولاهم محمد. ومن كان منهم من قبيلة لم يُرَد إليها. وما كان فيهم من دم أصابوه أو مال أخذوه فهو لهم، وما كان لهم من دين في الناس رُدَّ إليهم. ولا ظلم عليهم ولا عدوان وان لهم على ذلك ذمة الله وذمة محمد والسلام عليكم”. المرجع: ابن سعد، الطبقات الكبرى، الجزء الاول، صفحة 155.

    تحليل لرسالة محمد لصعالكة جبل تهامة

    § ”ومولاهم محمد ومن كان منهم من قبيلة لم يرد إليها“ لم يردهم الى قبائلهم مع انهم مجرمون مطالبون من القانون. ونصب نفسه وليا لهؤلاء الصعاليك.

    § ”وما كان فيهم من دم أصابوه أو مال أخذوه فهو لهم“ جعل جرائمهم وسرقاتهم حلالا لهم

    § ”وما كان لهم من دين في الناس رد إليهم“ وهي ادعاء ان لهم دين في الناس مع انهم سالبو الناس. وهي وقوفه مع الصعاليك ضد القبائل من اجل سلب الناس.

    § ”ولا ظلم عليهم ولا عدوان“ حماهم وأبرأ ذمتهم مع انهم اكبر جماعة خطرة على المجمتع.

    § الرسالة تكشف ترأس محمد على الصعالكة في صيغة تحترم اسلوب حياتهم الصعلوكية ومبادئهم في قتل وسلب الناس.

    صفات الصعاليك وتأثيرهم على غزوات محمد

    § فلسفتهم في الادعاء بحقهم في انتزاع أي شيء من مالكه.

    § “والصعاليك حاقدون على مجتمعهم، متمردون عليه… لا يبالون من شيء ولو كان ذلك سلباً ونهباً وقتل أبناء قبيلتهم وعشيرتهم، لأنهم خلعوا منها…وكل ما تقع أعينهم عليه، هو مفيد لهم نافع، ومن حقهم بحكم فقرهم انتزاعه من مالكه، وإن كان مالكه فقيراً معدماً مثلهم، ويرون الخلاص من هذا الذل بالحصول على المال بالقنا وبالسيف، فمن استعمل سيفه نال ما يريد، لا يبالي فيمن سيقع السيف عليه، وإلا عدّ من “العيال“. المرجع: جواد علي، المفصل، الجزء التاسع، صفحة 602.

    § قال “السُّليك”: فلا تصلي بصعلـوك نَـؤوم إذا أمسى يُعد من الـعـيال. المرجع: الشعراء الصعاليك، صفحة 235 مستشهد من جواد علي، الجزء التاسع.

    § حقهم في سلب الاخرين بسبب بخلهم وأن السبي مدفوع لهم من الله.

    § ولذلك كان صعاليك العرب ولصوصهم وأرباب الغارة منهم يرون أن ما يحوونه من النعم بالغارة، إنما ذلك مال منعت منه الحقوق، فأرسله الله لهم، كما قال عروة الصعاليك: لعلّ انطلاقي في البلاد وبغيتي وشديّ حيازيم المطيّة بالرَّحْـل.

    § سيدفعني يوماً إلى رب هجـمة يدافع عنها بالعقوق وبالبخـل. المرجع: الجمان في تشبيهات القرآن، عبد الله بن الحسين بن ناقيا. المرجع: البغدادي، صفحة 262وما بعدها؛ جواد علي، المفصل، الجزء التاسع، صفحة 603.

    § وهي صارت فلسفة اسلامية في الغزوات وهي حقهم في انتزاع أي شيء من مالكيه بحجة انهم مشركون.

    فلسفة القتل والفتك بالاخرين

    § القتل عند الصعلوك كشربة ماء: فالحاجة عندهم تبرر الواسطة، وإذا امتنع إنسان على صعلوك وأبى تسليم ما عنده اليه، فهو لا يبالي من قتله، فالقتل ليس بشيء في نظره، منظره مألوف…والصعلوك نفسه لا يدريّ متى يقتل، فلا عجب إذا ما رأى القتل وكأنه شربة ماء. المرجع: جواد علي، المفصل، الجزء التاسع، صفحة 604.

    § فمن وجد شخصاً ومعه مال، لا يجد الصعلوك سبباً أخلاقياً يمنعه من قتله للحصول على ماله. المرجع: جواد علي، المفصل، الجزء التاسع، صفحة 611و 612.

    § أغار قيس بن الحدادية-صعلوك مشهور- على جموع هوازن، فأصاب سبيا ومالا، وقتل يومئذ من بني قشير: أبا زيد وعروة وعامرا ومروحا، وأصاب أبياتا من كلاب خلوفا، واستاق أموالهم وسبيا. المرجع: الاغاني لالصفهاني الجزء السادس، صفحة 64.

    § تركت تأثيرا على غزوات محمد حيث نرى أن القتل كشربة ماء

    قساوة الصعاليك وفرحهم عندما يقتلون الأباء ويسلبون ويتركون الآلام في نفوس النساء والأطفال. أليس هذا سر قساوة الإسلام في بدء نشأته.

    § ”نجد الشَّنْفَرَى، يصف غارة ملأت الرعب في قلب من وقعت عليهم، قام بها في ليلة باردة، عاد منها سالماً معافى بغنائم، وهو فرح بما تركه من قتل وسلب وألم في نفوس النساء والأطفال، إذ يقول: فأَيَّمْتُ نِسْواناً وأَيْتمْتُ إِلْدَةً وعُدْتُ كما أَبْدَأْتُ واللَّيْلُ أَلْيَلُ. المرجع: الشعراء الصعاليك، صفحة 49؛ مُستشهَد من جواد علي، المفصل، الجزء التاسع صفحة 612.

    § ”ونجد “السُّلَيك” يخرج مع صعلوكين يريدون الغارة، فساروا حتى أتوا بيتاً متطرفاً، ووجد شيخاً غطى وجهه من البرد، وقد أخذته إغفاءة، ومعه إبله ترعى، فأسرع اليه وضربه بسيفه فقتله، ونهبوا إبله، وعادوا بها مسرعين فرحين، قتله دون أن يشعر بوخزة ضمير، لقتله انساناً نائماً طاعناً في السن يرعى إبله… والضرورات تبيح المحظورات.“. المرجع: الشعراء الصعاليك، صفحة 182؛ مُستشهَد من جواد علي، المفصل، الجزء التاسع صفحة 613.

    § الصعالكة صاروا لا يبالون بعرف ولا سنة، يقتلون لأتفه الأسباب،…. هذا “عروة بن الورد” و “أبو خراش” الهذلي وغيرهما، نجد فيهم القسوة بل الوحشية. المرجع: جواد علي، المفصل، الجزء التاسع صفحة 613.

    تمثيل الصعاليك بأجساد الناس

    § كان الشَّنْفَرَى عندما يرمي رجلا يقطع رجله ويرمي عينه. المرجع: الأغاني لابي فرج الاصفهاني الجزء الثامن صفحة 287.

    § ذاك يذكرنا بتشريع محمد بقطع رجل ويد الإنسان من خلاف و فقع عيون من يعترض عليه. المرجع: المائدة 33.

    § ”سليك يدخل بخبث ليسرق بيت عازل ويقطع رأس شيخ“. المرجع: الاغاني لابي فرج الاصفهاني الجزء الثامن صفحة 219.

    § نرى إذا بأن قطع رؤوس الناس هي عادة قد اختص بها الصعاليك. ونرى محمد يتبع نفس الأسلوب في قطع رؤوس الناس كما فعل في قطع رؤوس بني قريظة بعد أن خندق لهم. وايضا أَمْرُه لأتباعه بقطع رأس من يخالفه.

    تقسيم الصعاليك نتاج الغزوة

    § عروة بن ورد كان يجمع الصعاليك ويكرمهم ويغير بهم ويجعل لاصحابه الباقين نصيبه من الغنيمة. المرجع: الاغاني لابي فرج الاصفهاني الجزء الاول، صفحة 270.

    § تشبه تصرفات محمد في تقسيم الغنائم على المحاربين وعلى الغائبين.

    § فكرة اخذ زعيم الصعاليك في الغزو الربع او الخمس.

    § حاجز بن عوف أحد زعماء الصعاليك كان عمه يأخذ الربع من الغنيمة. المرجع: الاغاني لابي فرج الاصفهاني الجزء الخامس صفحة 278 وما بعدها.

    § مشابهة مع محمد الذي كان يأخذ الخمس الأنفال 41.

    عادة الصعالكة في تأليف عصابات من صعالكة آخرين من العرب والإغارة على قبيلتهم، بسبب مقاومة قبيلتهم لهم

    § قيس بن الحُدادِية خُلع من قومه وهم خُزاعة وجمع صعاليك من العرب يغير عليهم الاغاني لابي فرج الاصفهاني الجزء السادس، صفحة 64.

    § تصرُّف محمد بتجميع صعاليك وقبائل أخرى لمهاجمة قبيلته قريش والسماح بالمتعة الجنسية للمحاربين الذين افتتحوا مكة معه، أمر لم يسبق أن حدث في تاريخ العرب. حيث أن كل فرد عربي كان له انتماء شديد لقبيلته. ولكن تصرف محمد هذا لا يوجد نظيره إلا في تصرف الصعاليك في زمانه.

    تكتلهم وانتمائهم لبعض وأن أخوة الصنف والحرفة تحل محل أخوة العشيرة والقبيلة، وهذا ما مهد لاتحادهم في الإسلام

    § ”وهم من عشائر مختلفة، فلا ينتسبون إلى نسب واحد، ونسبهم الوحيد الذي يربط بينهم، هو الصعلكة، والتمرد على المجتمع والتشرد في البوادي والهضاب والجبال“. المرجع: جواد علي، المفصل، الجزء التاسع، صفحة 620

    § ونجد في شعر شعرائهم إشادة بأخوة “الصنف” و “الحرفة” تحل محل أخوة العشيرة والقبيلة. المرجع: الشعراء الصعاليك، صفحة 203 وما بعدها؛ مسشتهد من جواد علي، المفصل، الجزء التاسع صفحة 621.

    § ذلك سر وراء انتماء المسلمين لبعضهم رغم أنهم ينتمون لقبائل مختلفة، واستعدادهم محاربة قبائلهم وأهلهم، إذ هم معتادون على هذا في حياتهم قبل الاسلام. فأوامر القرآن بمعاداة الناس والأهل وأن يظهروا غلظة نحو أهل بيتهم غير المؤمنين، الأمور التي لا يقبلها العاقلون في أي جيل أو أي شعب، قد وجدت عند هؤلاء الصعاليك قبولا، لأنهم قد مارسوها من قبل.

    يفضلون الموت على البقاء في حالة الفقر

    فلَلمَوتُ خيرٌ للفَتى منْ حَياتِهِ فقيراً، ومن موْلًى تدِبُّ عقارِبُهْ

    وسائلةٍ: أينَ الرّحيلُ؟ وسائِلٍ ومَن يسألُ الصّعلوك: أينَ مذاهبُهْ

    مَذاهِبُهُ أنّ الفِجاجَ عريضةٌ إذا ضَنّ عنه، بالفَعالِ، أقاربُه

    المرجع: ديوان عروة بن الورد، صفحة 29

    الموت ملازم للانسان، ولا مفر منه:

    وأنّ المنايا ثَغْرُ كلّ ثنيّةٍ فهل ذاكَ عما يبتغي القومُ مُحصِر؟

    وغَبراءَ مَخشيٍّ رَداها، مَخوفةٍ أخوها، بأسبابِ المنايا، مُغَرَّر

    المرجع: ديوان عروة بن الورد، صفحة 77؛ جواد علي، المفصل، الجزء التاسع صفحة 632

    § وهذا وراء مبايعات الموت وتحبيذ الموت، التي استمثرها محمد في تعميمها على أتباعه. والحروب الانتحارية. إنها ظاهرة خطرة ومضادة للنزعة الانسانية في الرغبة في الحياة التي وضعها الله في كل انسان، ولم يكن لجيل ان يقبلها لو لم توجد جماعات الصعالكة الذين كانت غزواتهم انتحارية.

    رغبة الصعاليك إلقاء الرعب في قلوب الناس

    § الحديث عن تأبط شرا – أحد قادة الصعاليك”معنى يفيد أنه يغيرعلى القادم والآيب، يسلبه ويأخذ ما عنده، لا يبالي بشيء إلا بحصوله على غنيمة السلب، وهو إن قابل قافلة، فلم يتمكن منها، يكون قد رضي من فعله بما ألقاه من رعب وذعر في قلوب أصحابها، ويكون قد اشتفى بذلك منها. فهو رجلٍ منتقم، يريد أن يفرج عما ولد في قلبه من غلَ، بأية طريقة كانت”. المرجع: جواد علي، المفصل، الجزء التاسع صفحة 644.

    § وفلسفة إلقاء الرعب من محمد في القبائل والمدن هي في توافق مع فلسفة الصعاليك هذه.

    § ”نُصِرْتُ بالرُّعْب مَسِيرَةَ شَهرٍ، وَأُحِلَّتْ ليَ المَغانِمُ ولم تَحِلَّ لأحَدٍ قَبْلي“. المرجع: (صحيح البخاري، كتاب الصلاة، حديث 433).

    § وَأَعِدُّواْ لَهُم مَّا اسْتَطَعْتُم مِّن قُوَّةٍ وَمِن رِّبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدُوَّ اللَّهِ وَعَدُوَّكُمْ (الأنفال 60)

    من أهداف غزوات الصعاليك هو الحصول على النساء

    § ومرّ “سُلَيْك” في بعض غزواته ببيت من “خَثْعَم”، أهله خلوف، فرأى فيهم امرأة بضة شابة، فتسّنمها ومضى. المرجع: جواد علي، المفصل، الجزء التاسع صفحة 648.

    § نجد عروة يأخذ بعض الصعاليك فنزل بهم ما بينهما بموضع يقال له: ماوان. ثم قتل رجلا وسبى جماله وزوجته. المرجع: الاغاني لابي فرج الاصفهاني الجزء الاول، صفحة 270.

    § قيس بن الحُدَادِية أغارعلى جموع هَوَازِن، فأصاب سبيا ومالا، وقتل يومئذ من بني قشير: أبا زيد وعروة وعامرا ومروحا، وأصاب أبياتا من كلاب خلوفا، واستاق أموالهم وسبيا. المرجع: الاغاني لابي فرج الاصفهاني الجزء السادس، صفحة 64.

    § ذاك يفسر الغزوات المحمدية التي كانت تعطي للغازين نساء وبنات الابرياء. فواحد من أتباع محمد قد أحصن في الغزوات ألف امراة (المغيرة بن شعبة الذي كان من دهاة العرب وأحصن في الاسلام ألف امرأة). المرجع: الحلبية 2: 699.

    § ذلك بعكس الجيوش النظامية

    بقية صفات الصعاليك

    § سلب الناس من أجل ان يفتدي أهلهم السبي بمال كثير

    § عروة يسلب امرأة وأهلها يفدوها بفداء كبير. المرجع: الأغاني،الجزء الاول، صفحة 269

    § وهي في أيامنا تصرف لأشر العصابات، قد مارسها الصعاليك قبل محمد ومارسها محمد.

    § الغدر والخداع بالدخول بمكر إلى البيوت حيث يقتلوا وينهبوا.

    § “تأبط شرا” يذهب مع صعاليك الى بلاد هذيل ويسأل راعيا لهم ويقول له عن بيت من قبيلة عتير كثير المال. ويبيتهم صاحب البيت، ولكن الصعاليك يقتلوا كل سكان البيت ويستقوا الاموال. المرجع: الاغاني لابي فرج الاصفهاني الجزء الثامن، صفحة281.

    § يذكِّرنا بإرسال محمد مسلمين لكي يقتلوا بمكر بعض المنتقدين له مثل خداع كعب بن الأشرف بإرسال صديقه محمد بن مسلمة وأبو نائله أخوه في الرضاعة لكي يقتلاه.

    الفلسفة الصعلوكية في مواجهة العدد الاكبر وعدم الهرب

    § “تأبط شرا” يغير مع ستة صعاليك على قبيلة من خَثْعَم، فخرج 40 رجل من خثعم ومعهم كبير القوم. ومبدأ الصعاليك عدم الهرب وهم لا يبالون إن ماتوا. فقتل الصعاليك منهم عددا وهرب الباقون. المرجع: الاغاني لابي فرج الاصفهاني الجزء الثامن صفحة 276 و 277

    § وقال الشَّنْفَرَى:

    نحن الصعاليك الحماة البزل (اي المتفطرين بالدماء)

    إذا لقينا لا نرى نـهـلل (يقصد لا يرتوا من الدماء)

    § وقال كعب حدار: يا قوم أما إذ لقيتم فاصبروا ولا تخيموا جزعا فتدبروا

    المرجع: الاغاني لابي فرج الاصفهاني الجزء الثامن صفحة 282.

    § إن تلك الفلسفة الصعلوكية في مواجهة العدد الاكبر وعدم الهرب ولكن قبول الموت، قد انتقلت للاسلام حيث استخدم محمد الصعاليك واستثمر هذه الميزات الصعلوكية.

    قبيلة غفار والصعلكة

    غِفَارُ قبيلة من كنانة العيني، عمدة القاري ج:4 ص:238
    قبيلة غِفارُ كقطاع طرق ابن سعد، الطبقات الكبرى، الجزء الرابع، صفحة 87
    ”أن الأقرع بن حابس قال للنبي صلعم : إنما بايعك سراق الحجيج، من أَسْلَمُ وغِفَارُ ومزينة و جهينة “صحيح البخاري، باب: ذكر أسلم، وغفار، ومزينة، وجهينة، وأشجع.، حديث رقم 3325
    أبو ذر يعترف بأن قبيلته أي بني غفار يسرقون الحاج
    ”وذاك أني كنت من قبيلة يسرقون الحاج بمحاجن لهم.“ كنز العمال، الهندي، رقم 36901
    قبيلة لها باع طويل في قطع الطريق، فأهلها مضرب الأمثال في السطو غير المشروع، انهم حلفاء الليل، والويل لمن يقع في أيدي أحد من غفار موسوعة ويكيبديا.

    أبو ذر الغِفاري

    أبو ذر صعلوك خطر: ”كان أبو ذر رجلا يصيب الطريق وكان شجاعا يتفرد وحده يقطع الطريق ويغير على الصرم (صَرْم اي الابل المشقوقة المحرمة ) في عماية الصبح على ظهر فرسه أو على قدميه كأنه السبع فيطرق الحي ويأخذ ما أخذ“. المرجع: ابن سعد، الطبقات الكبرى، الجزء الرابع، صفحة 86.
    تخطيط محمد هو القتال منذ بدء دعوته: فقال لي: )يا أبا ذر، اكتم هذا الأمر، وارجع إلى بلدك، فإذا بلغك ظهورنا فأقبل. المرجع: صحيح البخاري 3328.
    “ثم قال أبو ذر يا رسول الله إني منصرف الى أهلي وناظر متى يؤمر بالقتال فألحق بك… فانصرف فكان يكون بأسفل ثنية غزال فكان يعترض لعيرات قريش فيقتطعها فيقول لا أرد إليكم منها شيئا حتى تشهدوا ألا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله فإن فعلوا رد عليهم ما أخذ منهم وإن أبوا لم يرد عليهم شيئا فكان على ذلك حتى هاجر رسول الله ومضى بدر وأحد ثم قدم فأقام بالمدينة مع النبي صلعم“. المرجع: ابن سعد، الطبقات الكبرى، الجزء الرابع، صفحة 87.
    تحليل للقاء محمد بأبي ذر وموضوع إسلام أبي ذر

    أبو ذر يقول أنه رابع مسلم: عن جبير بن نفير قال كان أبو ذر يقول لقد رأيتني ربع الإسلام لم يسلم قبلي إلا النبي صلعم وأبو بكر وبلال هذا حديث صحيح الإسناد. المرجع: (الحاكم، المستدرك على الصحيحين، رقم 5458).
    من بداية نشاطه كان محمد يؤكد لتابعيه بانه يوما ما سوف يحارب ويبدأ بالقتال. حيث ان ابا ذر هو المسلم رقم 4 أو خمسة. ومن البداية كانت غايته هجر مكة نحو مدينة اخرى لكي يبدأ منها الحرب ضد مكة. لذلك كانت رسالته من البداية هي التحضير لحرب ضد قريش وباقي القبائل العربية. وكان من المتوقع ان الذي كان سوف يسمع له هم الجماعات الثائرة على المجتمع وعلى القبائل، الطامعة في غنى ونساء تلك القبائل وهذه الجماعات هي الصعاليك.
    أبو ذر لم يتب ولكنه استمر في حياة الصعلكة في الاسلام.
    ما سبب ضرب أبي ذر من بعض المكيين – إذا صح أنه ضُرب

    قريش لا تضرب من يترك دينهم وضرْب أبي ذر هو لتحرشه بالمرأة“رأى امرأة تطوف بالبيت وتدعو تقول أعطني كذا وكذا وافعل بي كذا وكذا ثم قالت في آخر ذلك يا إساف ويا نائلة. قال أبو ذر أنكحي أحدهما صاحبه… فجاء فتية من قريش فضربوه وجاء ناس من بني بكر فنصروه وقالوا ما لصاحبنا يضرب وتتركون صباتكم فتحاجزوا فيما بينهم… فخرج حتى أقام بعُسفان وكلما أقبلت عير لقريش يحملون الطعام ينفر بهم على ثنية غزال فتلقى أحمالها. المرجع: ابن سعد، الطبقات الكبرى، الجزء الرابع، صفحة 87.
    صيغة أخرى بسبب استفزاز المصلين في مسجدهم :فخرج حتى أتى المسجد فنادى باعلى صوته اشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله ثم قام فضربوه. المرجع: ابن كثير، البداية والنهاية، الجزء الثالث، صفحة 14.
    أقام أبو ذر في عسفان يعترض قوافل قريش.
    إسلام قبيلة غفار

    فاسلم بعضهم قبل أن يقدم رسول الله المدينة وكان يؤمهم خفاف بن إيما بن رخصة الغفاري وكان سيدهم يومئذ وقال بقيتهم إذا قدم رسول الله صلعم أسلمنا. قال فقدم رسول الله فاسلم بقيتهم. المرجع: ابن كثير، البداية والنهاية، الجزء الثالث، صفحة 15.
    ما سر نجاح أبي ذر في أسلمة جزء من قبيلة غفار قبل هجرة محمد للمدينة. لا بد انه نقل لافراد قبيلته فحوى رسالة محمد اي عزمه في بدء القتال ضد مكة وباقي المدن. الامر الذي هو جذاب لقبيلة معروفة بممارسة الصعلكة وقطع طرق القوافل. ولّد كلام ابو ذر فيهم رجاء تحقيق حلم في ان يكون لهم عمليات سطو أكثر على قوافل مكة وغيرها، ونوال غنى مكة والمدن الغنية من خلال الإسلام.
    وتربُّص أبي ذر للقوافل التي كانت محروسة، لم يكن ليحدث بدون مساندة هؤلاء الذين أسلمهم.
    اذا الإسلام ليس دعوة للتقوى ولكن لاستمرار أعضاء القبيلة فيما كانوا يفعلون من قبل من قطع الطرق وسلب القوافل.
    إسلام باقي قبيلة غفار ودوافع إسلامها

    أما الباقين من أعضاء القبيلة، فانهم قد أجّلوا دخولهم الاسلام الى أن يروا هل وعد محمد في الهجرة واعلان حرب سوف يتحقق. فلو كان الامريتعلق بالعقيدة، لأعلنوا قرارهم بقبولها او رفضها. ولكن الامر يتعلق بخطة وبرنامج صفقة كبيرة يترأسها محمد، وهي مهاجمة القبائل والمدن وسلب ثرواتها ونسائها وبناتها واستعباد اطفالها. فكانوا كقراصنة فرحين بمثل ذلك البرنامج والمشاركة فيه، وغير مستعدين لرفضه. ولكن كانوا يودون أن يروا نجاح محمد في تطبيق بنودها الاولى: وهي حصوله على قبائل اخرى قوية تسانده في الخطة ثم هجرته.
    قبيلة غفار تأتي لمحمد مع قبيلة أسلم وتخدع أسلم وتسبيها.
    ”وفدت غفار وأسلم إلى النبي صلعم فلما صاروا في الطريق قالت غفار لأسلم: انزلوا بنا، فلما حطت أسلم رحلها مضت غفار فلم تنزل، فسبوهم“. المرجع: تاج العروس، 17: 141.
    فهي في إسلامها تستمر تسبي القبائل بقدر ما تحين لها الفرصة، وليس لها اي دين او تقوى. وما اسلامها الا لزيادة فرص السبي.
    القبائل التي تبعت محمد معروفة بالصعلكة واللصوصية

    أن الأقرع بن حابس قال للنبي صلعم: ”إنما بايعك سراق الحجيج، من أسلم وغفار ومزينة – وأحسبه – وجهينة. المرجع: صحيح البخاري، باب: ذكر أسلم، وغفار، ومزينة، وجهينة، وأشجع.، حديث رقم 3325.
    حدثني سيد بني تميم، محمد بن عبدالله بن أبي يعقوب الضبي، بهذا الإسناد، مثله. وقال “جهينة” ولم يقل: أحسب. المرجع: صحيح مسلم، 47 – باب من فضائل غفار وأسلم وجهينة وأشجع ومزينة وتميم ودوس وطيء، حديث رقم 2522.
    الأقرع بن حابس: من تميم من فرع من أشهر بني مجاشع أعلن إسلامه وانضم إلى المسلمين قبل فتح مكة، ولما كان يوم حنين أعطى محمد الأقرع بن حابس مائة من الإبل يتألفه. استعمله عبد الله بن عامر على جيش سيره إلى خراسان، فأصيب هو، والجيش. المرجع: الإصابة في تمييز الصحابة.
    ان الصعاليك والقبائل ذات الصفات الصعلوكية في سرقة الحجاج والتربص بالقوافل هي التي آزرت محمد وصارت تحاصر قوافل قريش.
    القبائل التي تبعت محمد معروفة بالصعلكة واللصوصية

    أن الأقرع بن حابس قال للنبي صلعم: إنما بايعك سراق الحجيج، من أسلم وغفار ومزينة – وأحسبه – وجهينة. المرجع: صحيح البخاري، باب: ذكر أسلم، وغفار، ومزينة، وجهينة، وأشجع.، حديث رقم 3325.
    حدثني سيد بني تميم، محمد بن عبدالله بن أبي يعقوب الضبي، بهذا الإسناد، مثله. وقال “جهينة” ولم يقل: أحسب. المرجع: صحيح مسلم، 47 – باب من فضائل غفار وأسلم وجهينة وأشجع ومزينة وتميم ودوس وطيء، حديث رقم 2522.
    الأقرع بن حابس: من تميم من فرع من أشهر بني مجاشع أعلن إسلامه وانضم إلى المسلمين قبل فتح مكة، ولما كان يوم حنين أعطى محمد الأقرع بن حابس مائة من الإبل يتألفه. استعمله عبد الله بن عامر على جيش سيره إلى خراسان، فأصيب هو، والجيش. المرجع: الإصابة في تمييز الصحابة.
    ان الصعاليك والقبائل ذات الصفات الصعلوكية في سرقة الحجاج والتربص بالقوافل هي التي آزرت محمد وصارت تحاصر قوافل قريش.
    مُزَيْنة والصعلكة

    كان العرب يصفون مزينة انهم بلا دين. وذلك بسبب حياة القرصنة: وهل مزينة إلامن قَبَـيِّلة لايُرْتَجَى كرم فيها ولا دين. المرجع: مروج الذهب، للمسعودي، الجزء الثاني، صفحة 39.
    مزينة كانوا يغيرون حتى على الافراد بقصد اسرهم من اجل ان ينالوا بدل فدائهم. المرجع: الاغاني،الاصفهاني، الجزء السادس، صفحة 68.
    جهينة: عرفوا بصفاتهم الصعلوكية حتى في العصر الإسلامي

    انتشرت أحياء العرب من جهينة في بلادهم واستوطنوها وملأوها عيثاً وفساداً. المرجع: تاريخ ابن خلدون الجلد الخامس، ص 487.
    “والقبائل الضاربة على أطراف الحضارة، تطمع في الحضر لما عندهم من رزق حرمت منه، من رزق وافر ومن ماء ومن وسائل عيش رغيدة، فتغزوهم. المرجع: جواد علي، المفصل، الجزء الخامس، ص 333 و 334.
    أسلوب محمد في جذب القبائل غرب المدينة

    كَشَد الجهني من قبيلة جهينة كان يساعد المسلمين في التجسس على قوافل قريش ويخفيهم. وقال له محمد: ألا أقطع لك ينبع، فقال إني كبير وقد نفذ عمري، ولكن اقطعهما لابن أخي، فقطعها له. المرجع: الواقدي الجزء الاول، 19 و20؛ معجم ما استعجم الجزء الثاني: 656 و657.
    أن النبي صلعم خرج إلى تبوك، وإن جهينة لحقوه بالرحبة فقال لهم: “من أهل ذي المروة؟” فقالوا: بنو رفاعة من جُهينة فقال: “قد أقطعتها لبني رفاعة” فاقتسموها. المرجع: سنن ابي داود، رقم 3068.
    بلال بن الحارث وأقطعه محمد العقيق وكان يحمل لواء مزينة يوم فتح مكة. المرجع: ابن اثير، اسد الغابة، صفحة 298.
    دوافع قبائل غرب المدينة للإسلام

    ثم – اي بعد ان اسلمت غفار – تقدمت أسلم(قبيلة خزاعية ) وخزاعة فقالتا يا رسول الله إنا قد أسلمنا ودخلنا فيما دخل فيه إخواننا وحلفاؤنا. المرجع: الحاكم، المستدرك على الصحيحين، رقم 5457.
    يقوم بتهديدات بإرسال جماعات لأرض القبيلة لكي يُشعِر القبيلة بعدم الامان، ثم يكتب لها يعرض الامان في حالة التسليم اليه.
    ”عن جابر قال: غزونا مع رسول الله قوما من جهينة، فقاتلوا قتالا شديدا“. المرجع: السيرة النبوية،ابن كثير،الجزء الاول، صفحة 156.
    لما قدم رسول الله المدينة جاءته جهينة فقالوا إنك قد نزلت بين أظهرنا فاوثق حتى نأتيك وقومنا فاوثق لهم فاسلموا. المرجع: البداية والنهاية ج 3 ص 102
    القبائل غرب المدينة خافت من تحالف محمد مع الأوس والخزرج وغفار وطلبت الأمان.
    تحالفات محمد مع قبائل عُرفت في حروب مبنية على عصبية قبلية

    كان مزينة حلفاء للاوس وجهينة حلفاء للخزرج في حروبهم التافهة. فمثلا في “يوم بعاث” استدعت الاوس قبيلة مزينة لمحاربة الخزرج، بينما استدعت قبيلة الخزرج قبيلة جهينة. وانتصرت الخزرج. المرجع: تاريخ ابن خلدون، المجلد الثاني، صفحة

  4. 😎 بقية مقال محمد و الصعاليك حتى يعرف المسلم الطقوسي ان الجنجكوز لم يأتوا من فراغ 😳

    غيير رسالة محمد بعد فشل رسالته الدينية

    أبو بكر في رفقة محمد يبحث عن قبيلة قوية: في دخولهما إلى أحد مجالس العرب: “فتقدَّم أبو بكر فسلَّم. وقال:ممن القوم، قالوا: من ربيعة..”. المرجع: الحلبية 2 : 155.
    قال لهم أبو بكر: “فلستم بذُهْلٍ الأكبر، بل أنتم ذُهْلٌ الأصغر”. المرجع: الحافظ بن كثير، السيرة النبوية 2: 163؛ البداية والنهاية 3 : 60.
    ذهل كان فرعا من ربيعة. وعرف أبو بكر بأنهم فرع صغير. وهناك فقد أبو بكر اهتمامه بهم.
    وتحرك أبو بكر مصطحبا محمد إلى قبيلة من قبائل بني شيبان بن ثعلبة
    )بني شيبان انتصروا على الفرس في معركة ذي قار(

    “فقال له أبو بكر كيف العدد فيكم.. فكيف الحرب بينكم وبين عدوكم”
    وبعد أن اطمئن أبو بكر على قدرة القبيلة على القتال. قدّم لهم محمد طعمه الاعتيادي في هذه الكلمات: “ثم قال رسول الله: أرأيتم ان لم تلبثوا إلا يسيرا حتى يمنحكم الله بلادهم وأموالهم ويفرشكم بناتهم أتسبحون الله وتقدسونه فقال له النعمان ابن شريك اللهم وإن ذلك لك يا أخا قريش” . المرجع: بن كثير، البداية والنهاية، 3 :60؛ ابن كثير، السيرة النبوية، 2: 166.
    فهو يضع طُعم الاغراء الحقيقي للقبيلة، إذ يعرف أن القبائل غير مهتمة في تدينه. ولكن شيخ القبيلة يجاوبه ان ذلك لمحمد (أي ليس له أن يأخذ مساكن الناس وبناتهم).
    عرض محمد طعمه على باقي القبائل

    وعرض محمد ذاته على كِنْدة. فقالوا له “أجئتنا… لكي ننابذ العرب. إلحق بقومك فلا حاجة لنا بك فانصرف من عندهم”. أي غير مستعدين معاداة العرب وشن حروب عليهم. ومن جملة القبائل العربية التي عرض محمد ذاته عليها: “بنى عامر وغسان وبنى فزارة وبنى مُرة وبنى حنيفة وبنى سليم وبنى عبس وبنى نضر بن هوازن، وبنى ثعلبة بن عكابة، وكندة وكلب. وبنى الحارث بن كعب وبنى عذرة وقيس بن الحطيم وغيرهم. المرجع: الحافظ بن كثير، السيرة النبوية،2 : 171؛ البداية والنهاية، 3: 59.
    تعليق على عرض محمد

    لا نجد أي من تلك القبائل قد قبلت طعم محمد هذا. لم يحدث في تاريخهم أن أحدا قد عرض عليهم عرضا اباحيا مثل الذي عرضه محمد، الذي لو قبلوه كان سوف يجعلهم يتصرفون بطريقة منحطة، نحو افراد من جنسهم. وهكذا قد رفضوا طعم محمد الإباحي معتبرين اياه ضد الانسانية وشرائع الانسان الأدبية، التي راعتها كل قبائل العالم حتى المتوحشة منها في أدغال إفريقيا.
    ولقد ذاعت سمعة محمد وسط القبائل العربية كمُفسِّد للمجتمع بسبب علاقته بالصعاليك

    “فلم يقبله أحدٌ من تلك القبائل، ويقولون قوم الرجل أعلم به. ترون أن رجلا يصلحنا وقد أفسد قومه؟!”. المرجع: ابن كثير، البداية والنهاية، 3 :59 ؛ابن حجر، فتح الباري، 3675؛ ابن كثير، السيرة النبوية، 2 : 158؛ الحلبية 2 : 158.
    تعليق

    أي رفْض محمد من القبائل العربية مبنيٌّ على فكرة أن محمداً يدّعي في أنه مصلح، ولكنه قد أفسد في تصرفاته وسط قومه، مُعمِّما مبادئ فاسدة عن سلب نساء الآخرين وأموالهم واستعباد أطفالهم. كذلك مُسخِّراً الصعاليك المعروفين بالإجرام وحياة اللهو والسطو على البيوت، في خدمته. وكثيرون من أتباع محمد الصعاليك كما رأينا بدأوا بعد إسلامهم في السطو على القوافل المكية الراجعة من الشام.
    تاريخ الأوس والخزرج يدل على حقيقة غرضهم من دعوة محمد

    رحيل عمرو بن عامر ونسله بعد العطب في سد مأرب، بسبب سيل العرم. وذهب الاوس والخزرج الى يثرب ووجدوا اليهود هناك. البداية والنهاية : 2 : 160 ؛تاج العروس 2 : 49 ونزلت الأوس والخزرج يثرب. نزلوا في ضرار. بعضهم بالضاحية وبعضهم بالقرى مع أهلها، ولم يكونوا أهل نعم وشاء، ولا نخل لهم ولا زرع والأموال لليهود، فلبثوا حينا. المرجع: الاغاني 9: 84؛ تاريخ ابن خلدون،2: 335.
    خطة الخزرج في التخلص من اليهود هي قديمة وان موضوع قتل بني قريظة هو من تطلعات الخزرج في تاريخهم.
    استعانة الأوس والخزرج بحسان ابن اسعد ابي كرب وقتل عدد كبير من اليهود. المرجع: (الاغاني، 1: 257).
    حسان هو أبهحسن يهأمن، حكم من عام 435 – 440 م
    مالك بن عجلان من الخزرج استدعى ملك غسان وهو أبي جبيلة وبنى لليهود حائرا ودعا اليه اليهود قائلا لهم بان الملك أبا جبيلة أحب أن يتقابل معكم. فحضر وجوهاؤهم وكل شخص مهم فيهم. فأمر الملك بقتلهم. المرجع: معجم البلدان، ياقوت الحموي 7: 221؛ الاغاني : 9: 84.
    الملك الغساني قتل من رؤساء اليهود واعلامهم ثلثمائة وخمسين. المرجع: المقدسي، البدء والتاريخ 60:3.
    أهداف الخزرج في التخلص من اليهود

    ثم أجمع مالك بن العجلان وصنع لهم طعاما ودعاهم، فاعتذر لهم مالك عنها- اي عن قتلهم من أبي جبيلة- وأنه لا يقصد نحو ذلك، فأجابوه وجاؤا إليه وقتل منهم سبعة وثمانين من رؤسائهم. المرجع: تاريخ ابن خلدون، 2: 335.
    يقول د. جواد علي: “إن أخذ الأوس والخزرج أمر المدينة بيدهم، وزحزحة اليهود عنها، يجب إن يكون قد وقع في النصف الثاني من القرن السادس للميلاد، لأننا نجد إن أحد أولاد مالك وهو “عثمان بن مالك بن العجلان” في جملة من دخل في الإسلام وشهد بدراً، وهذا مما يجعل زمن “مالك” لا يمكن إن يكون بعيداً عن الإسلام”. المرجع: جواد علي، المفصل، الجزءالرابع، صفحة 134.
    إذا كان الخزرج بعد مجيئهم الى يثرب قد استعانوا بابي جبيلة الغساني لكي يستولوا على جزء كبير من منازل اليهود، في زمن قريب من الاسلام. فكيف لا نفسِّر تحالفهم مع محمد هو من اجل إجلاء اليهود نهائيا عن يثرب وليس هو دافع ديني. اذ قد أثبت التاريخ ان هذه هي طريقتهم في الحصول على سبل العيش والاستقرار.
    صفات الغدر وعدم العهد وتخطيطهم القديم للتخلص من اليهود

    في يوم بُعاث. استعانت الأوس ببني قريظة وبني النضير ضد الخزرج. الخزرج اعترضت على ذلك. وكان جواب اليهود أنهم لن يعينوا الأوس ضد الخزرج. فأجابت الخزرج، ارسلوا لنا برهائن. فأرسلوا لهم بأربعين غلام من أولادهم. ولكن أحد زعماء الخزرج وهو عمرو بن النعمان البياضي قال للخزرج بأنهم يجب استغلال الفرصة وسلب اليهود مائهم ونخيلهم “وإنه والله لا يمس رأسي غسل حتى أنزلكم منازل بني قريظة والنضير على عذب الماء وكريم النخل. ثم راسلهم: إما أن تخلوا بيننا وبين دياركم نسكنها او نقتل الرهائن” ورفض اليهود ترك ديارهم. فقتل الخزرج الغلمان وقامت الحرب وانتصرت الأوس. المرجع: الاغاني، للاصفهاني،7: 116.
    إذا فكرة قطع رؤوس بني قريظة واجلاء بني النضير هي حلم قديم للخزرج.
    يهود يثرب كانوا في ولاية الأوس والخزرج، أو الواحد موالي للآخر وكان هناك عقد، وكان هناك حقوق مادية للأوس والخزرج، جواد علي، المفصل، الجزء 4، فصل 45 وهذا ما يكشف انهم كانوا يتقاضون أموال من اليهود بسبب ذلك.
    طبيعة القبيلتان الحربية البربرية

    عشرات الحروب بينهما في فترة قصيرة. وهي أكثر قبائل عربية عاشت حياة حرب وقتال، مما يدل على طبيعتهما البربرية. من الحروب بينهما حرب سُمَيْر ويوم السَّرارة ويوم فارع ويوم الفجار الأول والثاني وحرب حصين وحرب حَاطِب بن قيس ويوم بُعاث. العيني، عمدة القاري 6 :268
    طبيعتهم النزاع على أتفه الأسباب حتى في الإسلام: “إن الأوس والخزرج ذكروا ما كان منهم في الجاهلية فثار بعضهم إلى بعض بالسيوف”. المرجع: تاج العروس 12: 139
    “ويظهر من روايات أهل الأخبار أن الأوس والخزرج، لم يكونوا كأهل مكة من حيث الميل إلى الهدوء والاستقرار، بل كانوا أميل إلى حياة البداوة القائمة على الخصومة والتقاتل. كانوا قد تحضروا واستقروا، غير انهم بقوا محافظين على النزعة إلى التخاصم والتقاتل، فألْهتهم هذه النزعة عن الانصراف إلى غرس الأرض والاشتغال بالزراعة كما فعل اليهود”. المرجع: جواد علي، المفصل، الجزء الرابع، صفحة 141.
    القبيلتان بدون مقومات اقتصادية وفي حالة كسل

    وكان “يهود” يثرب يتاجرون أيضاً، ويأتون إلى أهل “يثرب” بما يحتاجون إليه من تجارات. كما “كانت الساقطة تنزل المدينة في الجاهلية والإسلام يقدُمون بالبر والشعير والزيت والتين والقماش، وما يكون في الشام”. المرجع: الواقدي، تحت فتوح، صفحة 16.
    تجارة يثرب كانت بيد اليهود والغرباء الذين سمّاهم الواقدي بالساقطة. فكونهم لم يكونوا يمارسون الزراعة ولا التجارة، معناه انهم كانوا يعيشون كفقراء اما على القرصنة أو على المساعدات التي تأتيهم من اليهود. وكان يهود “بنو قَيْنُقاع”، قد تحالفوا مع الأوس والخزرج وكانوا صاغة، ولهم سوق عرف ب “سوق بني قينقاع” . المرجع: هاية الارب 67: 67.
    حياة الكسل والاعتماد على اليهود “فالماء متوفر بعض الشيء في المدينة، وهو غير بعيد عن سطح الأرض، ومن الممكن الحصول عليه بسهولة بحفر آبار في البيوت. وهذا صار في إمكان أهلها زرع النخيل، وإنشاء البساتين” جواد علي، المفصل 4: 132“وقد احتفر اليهود آباراً، كانوا يبيعون الماء منها بالدلاء، مثل بئر أرومة وبئر ذَروان”. المرجع: المعارف لابن قتيبة، صفحة 83؛ تفسير النيسابوري 30 : 215 ؛ جواد علي، المفصل 4:131.
    صفات الكذب والأمية والسذاجة واللهو

    صفات اللهو: محمد قال لعائشة “إن الأنصار يعجبهم اللهو” البخاري 6: 144 فأوس “يقال للذئب ويُقال لرجل اللهو واللعب”. المرجع: الحلبية 2 : 159.
    كانوا كأميين لايحسنون القراءة والكتابة وقد علّم اليهود أسماء أقلاء منهم الخط العربي. المرجع: البلاذري، صفحة 459؛ كتاب صبح الأعشى للقلقشندي 3 : 15.
    صفات سكان يثرب العرب كانت معروفة بالكذب، كأكذب قبيلتين عربيتين “وقد ضربوا المثل برجل من العرب في مخالفته المواعيد، فقالوا: “مواعيد عُرقوب“. وعُرقوب صاحب المواعيد”. المرجع: تاج العروس 2: 536.
    )وأكذب من عرقوب “يثربَ” لهجة وأبين شؤما في الحوائج من زَحَل وورد. المرجع: جواد علي، المفصل 6: 821 ذاك يفسر كذبهم في تبني محمد كنبي بدون أساس.
    صفات اللهو :محمد قال لعائشة “إن الأنصار يعجبهم اللهو” البخاري 6: 144 فأوس “يقال للذئب ويُقال لرجل اللهو واللعب”. المرجع: الحلبية 2 : 159
    كانوا كأميين لايحسنون القراءة والكتابة وقد علّم اليهود أسماء أقلاء منهم الخط العربي. المرجع: البلاذري، صفحة 459؛ كتاب صبح الأعشى للقلقشندي 3 : 15
    سذاجة القبيلتين

    “خرج رسول الله صلعم في جنازة رجل من الأنصار بالبقيع فاذا الذئب مفترشا ذراعيه على الطريق. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم هذا جاء يستفرض فافرضوا له. قالوا ترى رأيك يا رسول الله. قال من كل سائمة شاة في كل عام قالوا كثير”. المرجع: ابن كثير، البداية والنهاية 6 :60
    ناهيك عن تصديقهم خرافات القرآن التي اعتبرها اهل مكة خرافات الاولين.
    مقابلة محمد للرهط من المدينة

    بدأ محمد حديثه معهم بقوله: “من أنتم؛ قالوا نفر من الخزرج، فقال: أمن موالي يهود: أي من حلفاء يهود المدينة قريظة والنضير، لأنهم تحالفوا معهم على التناصر والتعاضد على من سواهم، ويأمن بعضهم من بعض. قالوا نعم، قال: أفلا تجلسون أكلمكم؟ قالوا: بلى” . المرجع: بن هشام 2 : 53؛ الحلبية 2 : 159.
    نستطيع أن نستنتج عما جرى في تلك المباحثة بين محمد وأولئك الرهط. فلن تكون مختلفة عما عرضه محمد على باقي القبائل.
    الصيغة الإسلامية لتبرير الحماس الفوري للرهط من ثمانية أشخاص لعرض محمد

    وأن هذا الرهط “قال بعضهم لبعض: تعلمون والله أنه النبي الذي يوعدكم به يهود، فلا تسبقنكم اليه، لأن يهودا كانوا إذا وقع بينهم وبينهم شيء من الشر قالوا لهم: سيبعث نبي قد أظل أي قرب زمانه نتبعه، نقتلكم معه قتلة عاد وإرم“. المرجع: حلبية الجزء الثاني، صفحة 159؛ ابن هشام الجزء الثاني صفحة 53.
    وحثوا انفسهم على الايمان بمحمد قبل أن يؤمن به اليهود ولكن يهود المدينة لم يؤمنوا قط بمحمد، بل فضلوا الموت على ذلك. الحقيقة لم يسبق ان تكلم اليهود عن ان نبيا عربيا سوف يأتي، فكيف يكون يهود المدينة ذوو معرفة اكثر من باقي اليهود في العالم عن ظهور نبي عربي على وشك الظهور، في الوقت الذي فيه كانوا اكثر جهلا عن باقي اليهود، ولم يكن اليهود يعتبروهم كيهود اصليين انما هما اصلا قبيلتين عربيتين كانا قد تهودتا. راجع اراء المستشرقين مثل ونكلر Winkler . المرجع: المفصل، الدكتور جواد علي 6: 531.
    تعليق

    ومن حيث أن محمداً كان دائما يدعو ولسنين للإسلام بما فيه للحجاج الآتين من يثرب المدينة، فلماذا لم يفكر أحد من الخزرج أو الأوس خلال تلك السنين أن يؤمن بمحمد ويصادق على أنه النبي الذي تكلم اليهود عن ظهوره.
    فمحمد لم يعرض ديانةً شخصيةً ولكن عرض خطة

    قد ذهب الرهط إلى المدينة بخطة مُحدَّدة. وقد عرض محمد نفسه لزعامة القبيلتين في تطبيق الخطة. وقد وعد الثمانيةُ أشخاص بنقل رسالة محمد هذه إلى القبيلتين؛ وهي رسالة استعداد محمد التزعُّم لتطبيق ما وعد به. ونرى تعبير الرهط عن تفضيل محمد على غيره في تلك الزعامة: “فعسى ان يجمعهم الله بك، فسنقدم عليهم، فندعوهم الى أمرك، فإن يجمعهم الله عليه فلا رجل أعز منك“. المرجع: بن هشام 2: 54 ؛ الحلبية 2: 159.
    إذاً ليس الأمر برسالة دينية يقبلها فرد. ولكن قبول زعامة إنسان يحقق لهم خطة معروف موضوعها إذ قد سبق وطرحها على باقي القبائل.
    وقد تفشت فكرة محمد بسرعة بين رؤساء القبيلتين. إذ وصلت الى لعابهم فكرة تزعُّم إنسان من قريش بخطة مُحدَّدة، يتخلصون بها من حلفائهم، ويسلبون قبائل عربية ومدن أخرى
    فلم تكن جلسة محمد لدقائق مع ثمانية أشخاص لتقيم رسلاً، ولكن كافية لتوصيل خطة محدَّدة. فالإدعاء بأن القبيلتين قد آمنتا بالاسلام من خلال جلسة محمد لدقائق مع ثمانية أشخاص هو أمر غير واقعي. ولكن قبلتا خطة محمد القديمة.
    الذي جعل محمد كمرشح لتطبيق خطة مثل هذه هو أنه كان متبوعا من طابور من الصعاليك في مكة وعدد من قبيلة غِفار وآخرين ايضا.
    بيعة العقبة الأولى

    وبرنامج محمد سرى وسط القبيلتين. فلم يكن الرهط من ثمانية أشخاص قد تتلمذ على يد محمد لكي ينجح في خلق تأثير ديني إسلامي في المدينة. ولم يجري أحد منهم معجزات لكي ننسب سبب مجيء ممثلين عن القبيلتين لمحمد إلى حقيقة حدوث نهضة دينية حقيقية في المدينة بواسطة ذلك الرهط.
    كما ان القبيلتين لم تؤمنا بموسى وناموسه رغم انهم سكنوا لقرون مع اليهود في المدينة، فقد بقوا وثنيين بصورة دائمة، فكيف الآن يؤمنون كلهم بسرعة عظيمة؟
    ولكن هناك سر في اهتمام اعضاء القبيلتين بمحمد. فكانت هنالك مصالح مادية قد جعلت اهتماما خاصا لهاتين القبيلتين بما أتى الرهط من الثمانية من أول مقابلة بمحمد. فبعد فترة من الزمن أوفدوا له وفداً من اثني عشر شخصا. فلقوه في مكان يُدعى العقبة.
    بنود معاهدة العقبة الأولى

    الاثنا عشر تعهّدوا بدفاع القبيلتين عن محمد كما يدافعون عن أبنائهم وأن يهاجر إليهم محمد. مما يدل على موافقة القبيلتين على برنامج محمد. ورغم ان المسلمين قد سمّوا هذه البيعة ببيعة النساء، أي لم يكن مبايعة مباشرة عن حرب. ولكن كانت رائحة الحرب مُشتمة فيها، اذ نجد بين نصوصها الدفاع عن محمد: “محمد قال لمن حضر من الانصار: ابايعكم على ان تمنعوني ما تمنعون منه نساءكم وأبناءكم، فبايعوه على ذلك وعلى أن يرحل إليهم هو وأصحابه”. ووضع عليهم محمد بعض الشروط: “السمع والطاعة في اليسر والعسر والمَنْشَط والمَكْرَه، وأن لا ننازع الأمر اهله”. المرجع: البخاري 3680/3679، ومسلم 41/1709؛ ابن خلدون، تاريخ ابن خلدون، الجزء الثاني، صفحة 346؛ النسائي، السنن الكبرى، رقم 8688- 8694؛الحلبية 2: 162؛ ابن هشام 2: 73-;- فتح الباري: 7199، ومسلم 41/170.
    أي الطاعة لمحمد في كل الأحوال سواء أحبوا أو كرهوا. وهكذا ربطهم بعبودية قاسية بناء على رغبتهم في طُعمه. ووضع عليهم نوع طاعة عمياء لا يحق لهم ان يعترضوا عليها ولو كرهوها. وهذا يدل على معرفة محمد مقدار التحام القوم في طعمه، حتى انه لم يهمهم أي شيئ آخر. شدَّ عليهم الوثاق فأفقدهم حريتهم الخاصة، وجعلهم في أسوأ عبودية وُضِعت على الانسانية. وحتى إلى اليوم لازال المسلمون يعانون من نفس العبودية.
    لقد أصبح تابعو محمد أدوات بشرية قد أخضعها وأذلّها من أجل أن يزيد في سلطته ومُلكه

    ولم يكن عنده أي اعتبار لهم بل دفعهم إلى حروب انتحارية. فشتان بين تصرف محمد والمسيح الذي بدل أن يفرط بتابعيه قد بذل نفسه فدية عنهم. والحقيقة أن محمداً قد مارس هذه العبودية عليهم، حتى انه قد وضع مَنْ يرفع صوته أمامه تحت حرمان، أو من تأخر عن الغزو بحيث يحوِّل وجهه عنه ولا يتكلم معه ولا يرد عليه التحية. ثم يفرض نفس التصرُّف معه من باقي تابعيه، ويعزله في بيته. ويصل الى نقطة عزل زوجته عنه حتى يذلّه. ثم يدّعي ان توبته قد جاءت من (الله) بعد ان يكون قد أذلَّه وحوَّله الى عبدٍ ذليل.
    وهنا نرى أن هاتين القبيلتين قد خضعتا لشرط مقابل شرط. فالمعاهدة في بنودها معروفة؛ إذ لا يُدعى رجل دين من جماعة في التاريخ من قبائل لكي يكون له اعتراف وسطهم، دون أن يعيش وسطهم لسنين طويلة، ويربح كل واحد منهم من خلال الإقناع. ولكن نرى الآن قبيلتين ومن خلال جلسة عابرة لثمانية أشخاص منهم في الماضي، يستعدون لتمليك محمد على نفوسهم الى أقصى حد: وهذه طبيعة تعاقدات الشيطان: فهي تقدِّم الحرام مربوطاً بسلب الإرادة، وفقدان الحرية للشيطان أو ممثِّله.
    تلوين أفراد القبيلتين بالإسلام تحت أمر الرؤساء

    ولكن محمدا كان دائما ينشر الإسلام ولمدة عشر سنين في مكة اثناء الحج وأسواقها، بما فيه للأوس والخزرج، فلم يؤمن أحد به من القبيلتين من خلال مناداة محمد السلمية عبر سنين، فكيف الآن يعلن رؤساء القبيلتين واعضائها وكانوا عددهم عدة آلاف من البالغين، ايمانهم جميعا من خلال فرد مسلم اسمه مصعب بن عُمير؟ الا يدلنا ذلك على أن الايمان المرفوض سابقا من خلال السلم أصبح مقبولا الآن بسبب غاية أخرى غير التعليم الإسلامي الذي كانوا قد سمعوه من محمد؟!
    دخول القبيلتين في الإسلام لم يكن عن اقتناع ديني شخصي. ولكن نسبةً لقرار زعماء القبيلتين. فمحمد يرسل مصعب بن عمير الى المدينة كشرط الاتفاق. وهكذا مصعب بن عمير يلتقي بزعماء القبيلتين من أجل تلوين القبيلتين بالإسلام، وذلك قبل وصول محمد المدينة. وقد أقام مصعب في بيت أسعد ابن زرارة، وذلك من أجل أن يساعده في سرعة أسلمة القبيلتين.
    ويود المسلمون أن يقنعونا ان قبيلتين كبيرتين قد أسلمتا من خلال نشاط مصعب بن عُمير في فترة وجيزة سبقت المبايعة الثانية -العقبة الثانية.
    سرعة تلوين الزعماء لأعضائهم بالإسلام قد حدث بدون أي تمهيد او تعليم او اعتبار لرأي الفرد

    والتلوُّن بالإسلام هو الأمر الذي لا بدّ من زعماء القبيلتين ان يفعلوه، من أجل ان يكونوا طرفاً مقبولاً في البرنامج الذي عرضه محمد لممثليهم في مكة. فجاء لبس الاسلام من زعماء القبيلتين كأمر تلقائي وسريع. وفرضوه على أعضاء القبيلتين في لحظة واحدة، دون أن يفهم أحد منهم شيئاً عن عقائد محمد الدينية، كما نرى في حادثة )سعد بن معاذ واسيد بن حضير يؤمئذ سيدا قومهما: اي بني عبد الاشهل. فبعد أن أعلن سعد إسلامه في مقابلته لممثل محمد مصعب بن عمير. المرجع: ابن هشام 2 : 59؛ الحلبية 2: 170.
    نجده يذهب لكي يفرض الإسلام على أعضاء القبيلة كما هي بنود الاتفاقية مع محمد: “فلما وقف عليهم قال: يا بني عبد الاشهل كيف تعلمون أمري فيكم؟ قالوا سيدنا، وأفضلنا رأياً وأيمننا وأبركنا نقيبة اي نفسا وأمرا؛ قال فإن كلام رجالكم ونسائكم عليكم حرام حتى تؤمنوا بالله ورسوله، قال: فوالله ما أمسى في قبيلة بنى عبد الاشهل رجل وامرأة إلا مسلما ومسلمة فأسلموا في يوم واحد كلهم” الحلبية 2: 171 ابن هشام 2: 60.
    نجد إذاً أن الأمر لم يكن قناعة الناس بالإسلام. إنما هو حركة سياسية بيد رؤساء القبائل.
    بيعة العقبة الثانية مؤامرة مبرومة في السر

    وتسمى هذه البيعة الأخيرة ببيعة الحرب. “عن عبادة بن الصامت، وكان أحد النقباء، قال: بايعنا رسول الله بيعة الحرب”. المرجع: ابن هشام 2: 73؛ ابن هشام 2: 73
    أي مبايعة أو معاهدة العقبة الأولى تركزت على السمع والطاعة لمحمد ولكن مبايعة العقبة الثانية هي معاهدة حرب. وقد اختير موعد المقابلة أثناء فترة الحج، فلا تشعر مكة بوزن الزيارة. المرجع: (ابن هشام 61:2).
    حضر لمكة ثلاثة وسبعون رجلا. من بينهم أهم زعماء القبيلتين، منهم البراء بن معرور وكعب بن مالك وآخرون. المرجع: ابن هشام 61:2و62.
    فلم يكن طبيعة الحديث ديني لا حرج من الحديث به في الشارع وعلى مسمع من الكل- كما هي رسالة كل نبي او مصلح- كان لقاءً عبارة مؤامرة على مكة. ويجب اختيار التوقيت الذي تكون مكة فيه نائمة. لذا يُفهم كيف يتنكر الرجال “ويتسللون كالقطا” بعد منتصف الليل. وكان اللقاء في”الشِّعب”؛ أي شعب الأودية. في مكان سري ومخفي عن القرشيين.
    وهو عكس إعلان النور الذي نطق به الأنبياء قديما. حيث أُمِروا أن يذيعوا حقهم على المنارة، كما قال الرب يسوع المسيح “لَيْسَ أَحَدٌ يُوقِدُ سِرَاجًا وَيَضَعُهُ فِي خِفْيَةٍ، وَلاَ تَحْتَ الْمِكْيَالِ، بَلْ عَلَى الْمَنَارَةِ، لِكَيْ يَنْظُرَ الدَّاخِلُونَ النُّورَ. (لوقا 11: 33 ) فالحق الذي يخلِّص الشعوب من الخطية يتميّز بكونه حقاً ظاهراً، وليس فيه كتمان أو سرية.
    كان للعباس عم محمد – الذي لم يكن مُسلماً وعُرف بعلاقته التجارية مع القبيلتين – دوراً خفياً في إدارته

    “وقد كنّا نعرف العبّاس، كان لا يزال يقدم علينا تاجرا”. المرجع: ابن هشام 62:2.
    “فاجتمعنا في الشِّعب ننتظر رسول الله، حتى جاءنا ومعه عمه العباس بن عبد المطلب، اي ليس معه غيره. وهو يومئذ على دين قومه، إلا أنه أحب أن يحضر أمر ابن أخيه ويتوثق له”. المرجع: ابن هشام63:2 الحلبية 174:2.
    تعليق

    اذاً هي ليست معاهدة يُرافِق محمد بها أهم مساعديه مثل ابو بكر وعمر ابن الخطاب. ولكن هي برنامجٌ سريٌ لا يجب أن يسمعه حتى أقرب المقرَّبين اليه من مساعديه. ولكن يختار الشخص غير المسلم الذي له مصالح في نجاح البرنامج. اذ سوف يُكرم بكثير من أموال القبائل المتآمر عليها. كما حدث فعلاً ان العباس صار يأتي الى محمد بعد كل قرصنة وغزوة ويأخذ المال. كما حدث بعد مجيء مال البحرين أن العباس أتى واخذ كمية كبيرة عجز أن يحملها لوحده. المرجع: صحيح البخاري 65:4.
    العباس غير المسلم آنذاك ودوافعه ودوره في إبرام الاتفاقية

    وهنا نرى خلفيات لاتفاقيات جرت أصلا بين أشخاص غير مسلمين، ولم يفهموا من الإسلام شيئاً. وليس همّهم نشر ديانة لم يكونوا يؤمنون بها مثل العباس. وإنما همهم دوافع أخرى. ونرى أن الأيام دلّت على صحة ذلك: إذ جعل محمد خمس الغنيمة له ولاقربائه.
    “فلما جلسوا كان العباس أول من تكلم فقال.. إن كنتم ترون أنكم وافون له- اي لمحمد-، بما دعوتموه إليه ومانعوه ممن خالفه فأنتم وما تحملتم من ذلك“. المرجع: ابن هشام 63:2؛ الحلبية 174:2.
    العباس يتحدث على أن محمدا كان مدعوا من القبيلتين أن يعمل شيئاً محددا بقوله “بما دعوتموه اليه”. أي أن هناك برنامج كان محمد متوقع أن يعمله لصالح القبيلتين وهو لا شك القرصنة. ثم وضع العباس شروط الاتفاق؛ وهو أن الاتفاق الذي دُعي بموجبه محمد من القبيلتين لتطبيق برنامج محمد، يتطلب دفاع القبيلتين عن محمد والوقوف معه ضد كل من يخالفه. إذ أن بدء محمد في حملات قرصنة كما وعد، سوف يؤدّي الى غضب القبائل، بما فيه قريش، وإلى نشوب حروب ضد محمد.
    مبايعة محمد لهم ومعرفته بثمن ومخاطر تطبيق برنامج إباحي، ومطالبته بالحماية. فهل محمد رجل إصلاح ديني؟

    محمد يضع شروط مبايعته لهم، لتطبيق ما وعد للمرة الأولى “أبايعكم على أن تمنعوني مما تمنعون منه نساءكم وابناءكم وتبايعوني على السمع والطاعة في النشاط والكسل والنفقة في العُسر واليُسر وعلى ان تنصروني فتمنعوني اذا قدمت عليكم مما تمنعون منه أنفسكم وأزواجكم وأبناءكم”. المرجع: الحلبية 175:2-;- إبن هشام 63:2.
    وهنا نرى طبيعة شروط محمد في تطبيق برنامج كان قد وعدهم به. إن رجل الإصلاح الديني لن يضع شروطا على الشعب الذي يود أن يبثّ أفكاره بينهم. إنه يدخل وسطهم متسلِّحاً فقط بقِيَم يريد أن تؤثِّر في المجتمع من خلالها. محمد جلس ليس كمصلحٍ دينيٍ ينشر رسالةً دينيةً. ولكن كرجل معاهدة ذات بنود ووعود مادية جنسية. فالأمر يتعلّق بصفقة وليس بعقيدة. فالعقيدة يُعطَى لها الفكر والإيمان. ولكن الصفقة لها شروطها كصفقة. صفقة قرصنة كبيرة تخوّل من يعد بتطبيقها أن يضع شروطاً قاسيةً، وان تجعل الطامعين بها ان يجلسوا مستمعين خاضعين. فمحمد يطلب أن يُدافع عنه من القبيلتين مثلما يدافعون عن نسائهم وأبنائهم، وهي فهم الجانبين لتفاصيل الصفقة: وهي غزوات على الجار وعلى القريب والبعيد. فهي ليست مبايعة لعقيدة دينية بل لصفقة.
    المصلح الديني عادة يخضع لأصحاب السلطة في المجتمع، ولكن محمد استثمر صفقته المغرية في عيون الرؤساء لكي يخلي القبيلتين من السلطة لصالحه ويستعبدهم

    ان العقيدة لا تجعل من يقبلها ان يتخلّى عن سلطته لصالح من يبثّ بها. فلم يتخلّى ذو سلطة في التاريخ عن سلطته لصالح مُصلح أو رجل يبثّ عقيدةً دينيةً. بل احتمى المصلح تحت سلطة صاحب السلطة وخضع له. ولكن محمد عرف انه دخل من باب الصفقة. ولذلك عرف سريان بنود صفقته في رؤساء طالبين سلب أعراض الآخرين ومالهم الوفير. فوجد فرصته في التخلُّص من سلطتهم، وأن يدفعوا بدل قبول صفقته حريتَهم وسلطتهم.
    “وتبايعوني على السمع والطاعة في النشاط والكسل”. المرجع: الحلبية 175:2. المعنى عندما تكونون قادرين على الطاعة وعندما ايضا لا تكونون قادرين على الطاعة. أي عندما لا تخولهم أجسادهم وظروفهم أن يطيعوه يجب أن يطيعوه. مثلا أنه عندما يأمرهم بالدخول في الحروب التي بها يواجهون الموت عليهم ان يطيعوا. وهي الطاعة العمياء ضد حياة الإنسان ومتطلبات جسده التي لم يطلبها الله من أي انسان في الماضي. وعرف أن رؤساءَ ساروا شوطاً كبيراً من أجل التعاقد معه ملوِّنيين قبيلتيهم بلون تدينه من لحظة سماعهم عن برنامجه من الثمانية أشخاص، عرف انه من الصعب أن يتخلّوا عن صفقةٍ تقدِّم لهم الأمور التي يشتهونها. ولذلك طالب بأن يكون بلا منازع في السلطة في وسطهم.
    فرض محمد على القبيلتين سعراً ثابتاً لصالح جماعته -صعالكة مرتزقة- بغض النظر عمّا تمر به القبيلتان من ظروف

    وضع عليهم شروطاً مادية في أن يتبنوا إقامة المهاجرين الآخرين ماديا حتى في حالة مرور القبيلتين بأقسى الظروف المادية، بقوله:”والنفقة في العُسر واليُسر”. وهنا كشف لهم أن البرنامج قد لا يعطي ثمره سريعاً. إذ الأمر يتطلب وقتاً فيه عليهم أن ينفقوا على مًنْ هم مُستخدَمين معه من تابعين معظمهم من صعاليك مكة وغفار. فالأمر عبارة عن شراء القبيلتين لمرتزقة لها ثمن وسعر خاص لا يتغير مع حالة القبيلتين.
    قد سنَّ تشريعاً يتمشّى مع هذا البند: وهو أنه آخى بين كل واحد من المهاجرين من مكة وبين أعضاء القبيلتين، بحيث يحقّ لكل مهاجر ان يقاسم أعضاء القبيلتين في مالهم وإرثهم. وهذا ما أراد محمد ان يضمنه لكي يقنع من خلفه بالهجرة إلى مكان مثل المدينة. فيكون ثمن تجنّدهم خلفه مدفوعا.
    محاولة تأخير وصول الخبر لقريش : وهو أن البرنامج الانتهازي الذي نادى به محمد للقبائل أصبح الآن رهن معاهدة مع الأوس والخزرج

    ونلاحظ أن بنود الصفقة هي قبلية تخريبية كما نرى في البنود اللاحقة. فبعد موافقة القبيلتين على هذه البنود، يقول البراء بن معرور لمحمد: “فنحن والله أبناء الحرب وأهل الحَلَقَة أي السلاح ورثناها كابرا عن كابر”. المرجع: ابن هشام 64:2؛ الحلبية 175:2.
    ونرى أن العباس يحاول أن يضمن بأن تكون جلسات تلك الاتفاقية في حالة سرية تامة. إذ يقول للزعماء: “اخفوا جرسكم أي صوتكم، فان علينا عيونا”. المرجع: الحلبية 176:2.
    تعليق

    وهنا نرى أن الموضوع ليس هو انتشار دين. بل معاهدة صفقة وهي صفقة قذرة وخطرة.
    فلو كان اتفاقاً دينياً ينتقل محمد من خلاله لكي يعلّم وسط القبيلتين، فلا حاجة الى السرّية. فلم يرد ان تُفضح خطورة الاتفاقية. أي ما كانت تشكِّل من خطورة على سلامة الناس وأموالهم ونسائهم وبناتهم.
    برهان دوافع القبيليتين المادية وخلوهما من أي اهتمام بدين محمد

    وكان في الهجوم أولا على يهود المدينة -التي كانت في عهود مع القبيلتين- كما ذكر ابو الهيثم احد الاطراف التي حضرت الاتفاق، وتوقف العهود معهم، هناك مخاطر يجب بحثها. فالقبيلتان تستفيدان من هذه العهود ماديا. فهل يتخلّى محمد عن برنامجه يوما، ويعود إلى مكة: “فهل عسيت ان نحن فعلنا ذلك ان ترجع الى قومك وتدعنا”.ابن هشام 64:2؛ الحلبية 176:2.
    أي أن لا يكون تطبيقاً جزئياً للمعاهدة تفقد القبيلتان مصالح مادية مع اليهود، ويعود محمد إلى مكة.
    فالزعماء كانوا يتكلمون بعقليِّة صفقة مادية وليس بعقلية ديانة وعقيدة. وكانوا غير مستعدين لفقدان مصالحهم المادية في سبيل تطبيق برنامج جزئي من القرصنة.
    محرّك الاتفاقية ليس الإسلام بل هي اتفاقية ذات طبيعة قبلية فيها محمد مشتري لدوافع القبيلتين بهدر الدم مقابل تزعمه

    “فتبسم صلعم ثم قال: بل الدم الدم والهدم الهدم”. أي الموضوع هو قتل مستمر وهدم مستمر. وأيضا قوله: “اذا أهدرتم الدم أهدرته، أحارب من حاربتم وأسالم من سالمتم”. وأيضا: “أنا منكم وأنتم مني، أحارب من حاربتم، وأسالم من سالمتم“. المرجع: ابن هشام 64:2؛ الحلبية 176:2.
    وهي تعاقد قبلي الطبيعة والصيغة. يصبح محمد مربوطاً قبلياً في ما عُرفت به القبيلتين من قرصنة وحرب على الآخرين.
    وهنا نرى أن المعاهدة هي اجتماع طرفين على القتل وهدر الدم والهدم الذي ليس له علاقة بتديُّن أو عدالة أو دفاع عن مظلوم.
    وخُتِمت المعاهدة بتأكيدات طبيعتها: وهي الحرب، كما نرى أحد زعماء القبيلتين، وهو عباس بن عبادة، يشرح طبيعة المعاهدة: “يا معشر الخزرج هل تدرون علام تبايعون هذا الرجل؟ انكم تبايعونه على حرب الأحمر والأسود من الناس”. أي الحرب على الجميع مهما كانت طبيعتهم جيدة أو رديئة. المرجع: ابن هشام 76:2؛ الحلبية 177:2.
    اتحاد جبهتين بماضي معروف وإعلان عدم الرحمة المتوافق مع خطة الإبادة والقتل

    هنا تكمن أسرار هذه المعاهدة: إنها تنظيم واتحاد لأماني قديمة سبقت ميلاد محمد، وهي في رفع سلطة وأمن مدينتين عن مجموعتين عُرفا برغبتهما في التحرُّر منها. وهما جماعة صعاليك مكة وقبيلتي يثرب. مجموعتين عُرفتا بالشغب واللهو، وترفضان العمل والجد في الحياة أو أن يدفع الآخرون لهم جزاء عدم حربهم. وهنا نرى أن هاتين العصابتين قد وجدتا مكاناً سرّياً للإلتقاء، وقائداً ملائِماً عُرِف ببثّه بجرأة لذات الأهداف والشعارات.
    لا تبرير لقرارات حربية لقبيلتين لم يُضطَهدا بعد من أجل إسلامهما الذي قبلا التلوُّن به، وإنما هي قرارات تحقيق أماني قديمة معروفة.

    فقد شدّ كل واحد يدَ محمد بعبارات، مثل هذه التي بايع بها النعمان بن حارثة: )أبايعك على الإقدام… لا أرأف فيه القريب ولا البعيد أي لا أعامل فيه بالرأفة والرحمة(. الحلبية 177:2 شعارات عدم الرحمة والإبادة بدأت من لحظة الاجتماع السري الذي اتُفق عليه على الحرب والإبادة. انه ليس كما بدأت المسيحية بكلمات المسيح أحبوا أعدائكم باركوا لاعينكم. وهو قانون المحبة الذي يربح البعيد ويبارك الجار.
    عرفت قريش تفاصيل الاتفاق: وهو إخراج الطابور الخامس الصعلوكي من مكة لكي تحارب به القبيلتان مكة وتهدد سلامة الامن وتبدد سلامة الحياة العائلية والانسانية لباقي المدن والقبائل

    “فَتَنَطَّسَ-أي تدقيق النظر في الاتفاق- القوم الخبر، فوجده قد كان“.
    أي حقيقة مؤامرة إبادة وقرصنة منظَّمة وعامة وليس مبايعة دينية. “وخرجوا في طلب القوم، فأدركوا سعد بن عبادة بأَذَاخِر-مكان بأعلى مكة- والمنذر بن عمرو، اخا بني ساعدة بن كعب بن الخزرج، وكلاهما كان نقيبا.. وأما سعد فأخذوه”. المرجع: ابن هشام 69:2.
    اعتراض قريش

    ولقد اعترض سكان مكة على تآمُر القبيلتين على سكان مكة وباقي القبائل “غدت علينا جلة قريش، حتى جاءونا في منازلنا، فقالوا يا معشر الخزرج، انه قد بلغنا انكم قد جئتم صاحبنا هذا تستخرجونه من بين اظهرنا وتبايعونه على حربنا”. المرجع: ابن هشام 68:2 أي عرفوا تفاصيل الاتفاق انه حربٌ ومصالح حرب. وليس عبارة عن تديُّن أو درس ديانة أو فهم ديانة ونشرها. لو كان كذلك لخططوا كيف يحبون القرشيين.
    لو بثت بها الأمم المتحدة لأنصفت مكة على محمد

    إنه تسخير القبيلتين لفرد له طابور خامس صعلوكي داخل مكة، وصعالكة حولها مثل قبيلة غفار، وإخراجهم لمحاربة مكة. وهي تُعتَبر خيانة صريحة من محمد لقومه، واستغلال القبيلتين لخيانة فرد ورغبته في التسلُّط من أجل قتل القبائل وسرقتها، كما التآمر على سلامة مكة وأموالها وأعراض الناس فيها.
    وهذه هي أصول الحرب التي ابتدأت بين مكة وقبيلة الخزرج والأوس: إنها ليست حرباً دينيةً. ولكن حرب قد وُضعت أصولها في اتفاقيات العقبة في شعاب مكة. وهي أيضا حرب دفاع مكة عن حقوقها في الحياة وأموالها ونسائها.
    وحاول القرشيون ان يضعوا حظراً على جماعة محمد في مكة. إلا أنهم، أي الصعالكة، بدأوا يخرجون منها “أرسالا” أي متتابعيين “يخفون ذلك”. المرجع: الحلبية 180:2؛ ابن هشام 87:2.
    فلماذا الآن تمنع قريش جماعةً خارجةً عن القانون في مدينتها، أفلا تتخلَّص مدينةٌ من أرذالها لو لم يفهم سكان مكة بنود اتفاقية حاصلة، فيها أصبحت مدينة مكة هدف اتفاق محمد مع القبيلتين. وأن من بنود الإتفاقية تهجير الطابور الصعلوكي لكي يكون مجتمعاً مع القبيلتين في جيش واحد لغزو مكة.
    هجرة قائمة على هدم العائلة بعكس تعليم العهد الجديد بحفظ العائلة ومبادئ العمل في المجتمع

    هجرة كل مُسلم بغض النظر عن ارتباطاته العائلية؛ فالزوجة المسلمة تهاجر سرّاً بدون علم زوجها. وتترك زوجها وأولادها في مكة بحجة أنهم لم يؤمنوا بمحمد. والشاب يهاجر تاركاً والديه ليخضع لبرنامج يحوِّله إلى وسيلة يُدفع بها للموت. وهي إذاً هجرةٌ تحارب العائلة، وليس لها أي احترام لأهم ما شرَّعه الله للإنسان.
    العهد الجديد يعلِّم المرأة المؤمنة أن تخضع لزوجها وتربحه للايمان من خلال السيرة الجيده: “كَذلِكُنَّ أَيَّتُهَا النِّسَاءُ، كُنَّ خَاضِعَاتٍ لِرِجَالِكُنَّ، حَتَّى وَإِنْ كَانَ الْبَعْضُ لاَ يُطِيعُونَ الْكَلِمَةَ، يُرْبَحُونَ بِسِيرَةِ النِّسَاءِ بِدُونِ كَلِمَةٍ” بطرس الاولى 3 : 1 و 2.
    والاولاد ان يخضعوا لوالديهم. المرجع: كولوسي 20:3.
    فالانجيل لا يزعج تركيبة العائلة التي هي من تشريع الله ونعمته. ولا يُزعِج المجتمع في ما هو عليه من أعمال. ولا يمس حقوق الآخرين في مُلكهم وعملهم. ولكن نرى المحمدية قائمة على نقض ما شرَّعه الله في العائلة والمجتمع.
    هجرة قائمة على البغضة ومعاداة حتى الاهل

    وفي معركة أحد (وقيل بدر) قتل أبو عبيده بن الجراح والده وكنتيجة لذلك جعله محمد واحدا من قادة الجيش. ومنع الابناء القتلة أن يظهروا أي حزن. كان أبو حذيفة بين الذين قد قتلوا آباءهم في معركة بدر. فبينما كان محمد يطرح جثة والد أبي حذيفة في القليب. لاحظ تغيّر تعابير وجه أبي حذيفة. وقال له “لعلك دخلك من شأن أبيك شيء”. فسارع أبو حذيفة في القول: “لا والله، ولكني كنت أعرف من أبي رأيا وحلما وفضلا. فكنت أرجو أن يهديه الله للاسلام.” . المرجع: ابن هشام، الجزء الاول، صفحة 594.
    فابنه القاتل قد شهد بمزايا حسنة كانت موجودة في والده مثل سداد الرأي والحلم والفضل. ألم تكن تلك الصفات تجعل والده في مقام سامي كأب أرفع بكثير فوق قاتليه، بما فيه الابن القاتل والعقل المدبر لتلك الاعمال الشنيعة التي ليس لها نظير في تاريخ البشرية.
    موقف محمد المقنّع متآمراً على سلامة وأمن شعبه، وايضا في دخوله المدينة يعزف على اللحن الذي من اجله قد قُبل في المدينة

    وتقنّع محمد بقناع غطّى به وجهه ورأسه. وخرج مع أبي بكر قاصداً المدينة. الحلبية 197:2
    وهو ما لم يفعله أي نبي في أن يخفي وجهه. ويهرب متآمِراً على قتل شعبه مع شعب آخر شرس. بل كانت رسالة الأنبياء هي في عيش النبي وسط شعبه يحبهم. محمد كان يحمل رسالةً سريةً خطرة. لذلك كان يتقنع: “كان يكثر التقنع” وكان يقول عن التقنع “هذا ثوب لا يؤدى شكره” أي لأن فيه غض البصر. المرجع: الحلبية 198:2.
    وكان الصعالكة يتقنعون، مثل تميم بن طريف العنبري شاعر الصعاليك. كتاب الديباج / تاليف ابي عبيده معمر بن المثنى.
    أثناء دخول محمد المدينة، يقول: “إني أُمرت بقرية تأكل القرى” أي ان أهلها تفتح القرى فيأكلون أموال أهل تلك القرى، ويسبون ذراريهم. المرجع: ابن كثير، البداية والنهاية 85:3 ؛ الحلبية 240:2.
    فلم يستطع محمد أن يُواجه المدينة بغير تكرار شعارات ذات البرنامج، الذي من أجله قُبِل.

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..