مقالات سياسية

«شر البلية»

هنالك من أسعدهم الخطاب.. وآخرين احبطهم وهناك من الناس أحزنهم بلاشك.. أما أنا فقد أضحكني نعم والله قد أضحكني كثيرا.. لأن الرجل الذي تحدث اليوم نزع عنه الحكمة قطعة قطعة والحكمة تاج الحكام.. ومن تحدث اليوم نزع عنه الوقار قطعة قطعة والوقار شيمة الكبار.. ومن تحدث اليوم باحثا عن تصفيق فئة قليلة تتخذ من عواصم العالم مستقرا وتنادي بالمزيد من العذاب حصد السراب فلا أرضى الله بخطابه ولا أرضى اخوان الشيطان..

ضحكت وانا اقرأ رسائل تصلني يوميا من كرماء في بلادي باتوا يتسولون اللقمة والهدمة.. رسالة من رجل لا يجد قيمة الفونتلين واخرى أتى موعد ولادتها ولاتملك حق الداية وهذه تسأل أن كان هناك من يساعدها بقليل مواد تموينية تطعم بها اطفالها..

نعم ضحكت بهستيريا قهقهت عاليا وضربت كفا بكف لرجل وضع الله في رقبته مسؤولية 30 مليون سوداني ويسقوهم الى الموت سوقا لأنه يريد أن يثبت لنفسه شجاعته وانه لم يكن موجودا في بدروم لأربعة أشهر متتالية.. رجل في دولته الناس يقطعون المسافة من الثورة حتى ود درو ليلا متخفين بالظلام والخربات وصولا الي مسيد شيخ الامين ليتركوا أطفالهم هناك حتى يجدوا ماياكلون..

هل درى من تحدث اليوم عن الرجولة والرجالة بذلك. إن لم يكن يدري فتلك مصيبة، وإن كان يدري ويتجاهل ما يدري فالمصيبة أفدح.. وله نقول ارفع هاتفك وتحدث مع ذلكم الشيخ الوقور الذي شيطنه حلفائك ومن تسعى لإرضائهم وطالبوك بدك مسيده بالطائرات كم طفلا الان يأوي وكم أسرة به من الجوع تستجير.

ضحكت ولم اعرف معنى المقولة ذائعة الصيت ” شر البلية ما يضحك ” الا اليوم فالرجل يتحدث عن المقاومة الشعبية وهو يعلم ان المعركة ليست مغنى وعرضة وحلاقيم والرجل يتحدث عن تسليح الناس للدفاع عن حرائرهم ويعلن ألا تفاوض. يحفر الخنادق حول شندي ومروي والقضارف ويقول اننا مستعدين وسنمضي الي الامام..

يستجدي أن تكون المقاومة الشعبية تحت إمرة الجيش وهو يعلم انه لا سلطان له على الجيش ولاسلطان للجيش على المقاومة ولا للمقاومة والجيش سلطان على الدعم السريع.

ينادي بالحرب وهو مهزوم نفسيا ومهزوم عسكريا ومهزوم سياسيا ومهزوم دبلوماسيا والبساط الأحمر الذي استقبل به غريمه أين ماحل خير دليل.

حاصر قواته داخل الحاميات وينادي بالسلام ووقف الحرب ومن تحدث اليوم ينادي بتسعيرها يحاصره اليوم دبلوماسيا صادقا أم كاذبا يمنح العالم ما يريد من لغة ويفتح المغلق من ابوابه ومن تحدث اليوم يغلق المفتوح ولايبالي. شئنا أم أبينا

تلك حقيقة شاخصة أمام عيوننا فلا دارفور استردت ولا اليرموك عاد ولاجبل الأولياء بخزانها يستطيع ان يقترب منها من كانوا فيها بالأمس..

هذا الرجل يريد صديقا أن يمسكه من اكتافه ويهزه هزا حتى يصحو من حالة الإنكار التي هو فيها.. ليقول له أن المقاومة التي يحدثونك عنها هباء.. اختبرت في مدني و”عرد” قائدها مختفيا بعد أن كان يملأ الدنيا ضجيجا ومكاتب قادة الفرق تكبرا وتجبرا وعنجهية وما جرى في مكتب اللواء احمد الطيب قبيل سقوط مدني بيوم وضع امامك في التقارير أين هو الان ولماذا تبخر هل سألت نفسك أين من كانوا يتغنون للحرب في أيامها الأولى.. ومن أين الان يشتمونك ويصفونك بالعواليق كلما تحدثت عن رفع المعاناة عن شعبك..هؤلاء سيدخلون القضارف في محرقة و الدامر ومروي في مجزرة وانت المسؤول.

اللهم لا تسلط علينا بذنوبنا من لا يخافك ولايرحمنا .

‫12 تعليقات

  1. مقال موضوعي راقي، يستند على المعطيات و قوة السرد و منطق الواثق من حديثه، مثبتا دفوعاته بالحقائق،(عسكريه و سياسيه و دبلوماسيه) الموجوده على أرض الواقع، و التي لا يمكن لعاقل ان يناقضها، كائنا من كان .. قرأت المقال ثلاث مرات إعجابا بقوة اللغه دون طلس، مع شفافيه كامله.
    لك الشكر كل الشكر اخي الاستاذ عثمان فضل الله.. مع تقديري و ودي.. و برجاء المؤصله.

  2. انت والله من يريد صديقا يهز كتفك ويقول لكه ان الذي بينك وبين التحليل الصحفي ما بين السماء والارض.
    انت ايها الاهيبل من المستحيلات ان تحدث الناس عن خزايا الدعم السريع من قتل وسحل ونهب بنهج لا مثيل له في هذ القرن وانتهاك اعراض وغير ذلك وان تتحدث ممالئا لهم وقد اعجبك ايها الاهيبل ان هناك من استقبله وانه سيدخل بعض المدن في محارق ومجازر وقد اصبح عندك وكأنه من يتحكم في اقدار الله والناس؟
    وسؤال لك وانت تؤيد هذ المجرم بلحن القول اليس لك اخت اليس لك زوجة اليس لك بنت؟ هل أمنتهن بحيث حين يدخل هذا المجرم الذي تمجده بيتكم لا يحملهن معه الى الضعين ليتاحر بهن جنسيا؟ والله انه سؤال جاد.. الاعتقاد انك تكتب سطرين تاييدا لهم لن ينفعك في شئ واسأل اقطاب الاحزاب التي تمثل حاضنته السياسية هل سلمت بيوتهم من غلوائه.
    ليتك حين تكتب حرفا تستذكر ان هناك ملايين المتضررين واكرر ملايين من المشردين والمنهوين والمغتصبين يدعون الله عليك ان يأخذك اخذ عزيز مقتدر، وكان الاجدر ان تقول كلمة حق في هذا الظلم الذي نعيشه ليلا ونهارا بينما ينتشر البعض مثل الذباب لا يحملون في اقلامهم الا الخزي والعار والخذلان وانعدام الاخلاق؟
    كم هناك الاف المحروقين مثلي فقد قتلوا ابني ونهبوا سيارته ولا ننتظر نصرة من احد حتى ولو بكلمة، ولكن والله اشعر بالأسى حين ارى من بيننا واحد يتملس لهؤلاء المجرمين وهذا يشعرني بالحزن أكثر مما شعرت بالحزن لابني ونحن قوم منذ خلقنا لا علاقة لنا بالسياسة ولكن الظلم ظلمات وانت ظالم ظالم ظالم ظالم لا تقل عنهم ظلما لأنك تزين لهم وتدعم ظلمهم .
    قد يبدو لك انك تكتب هذين السطرين في صالح الظالم وتنام في بيتك امنا وتنسى دعوة المظلوم.

  3. لله درك الأستاذ عثمان فضل الله
    كفيت ووفيت لمن أرقى السمع وهو بصير
    شكرا جزيلا و لك تحياتي وتقديري

  4. قال ضحكت!!!. اضحك لمن تنفقع نصين بإذن الله.. الناس تبكي وانت تضحك بالمره كمان اديها رقصة.

  5. تتحدث عن الاف المحروقين مثلك ولكنك لا تتذكر ان هناك الاف ايضا من المحروقين كانوا في دارفور وجبال النوبه والنيل الازرق وكجبار وبورتسودان ممن فقدوا ابنائهم وعائلهم وامهاتهم بقنابل جيشك الذى تدعو للوقوف معه وكان الامر لا يعنيكم يومذاك وكأن هؤلاء ليسو بشر وتتكلم عن الاغتصاب وتنسي انه
    عندما تم اغتصاب ٢٠٠ امرأة في قرية تابت لم ترتفع اصواتكم وتساؤلكم ان كانت واحدة منهن اختك او امك
    الجيش والدعم السريع هما وجهين لصورة واحدة ارتكبا كثيرا من الانتهاكات ولوقف الانتهاكات يجب ان تقف هذه الحرب وليس مخاطبة عواطف هذا الشعب المكتوى وحده بنار هذه الحرب الملعونه لعن الله من دعا لها ومن يدعو باستمرارها

  6. الحرب تؤدي الى اظهار البثور والتقيحات المليئة بالصديد في الجسد.
    ولعل الكاتب من تلك البثور
    نسأله : هل الحرب الحالية هي بين الدعم السريع والجيش ام بين الدعم السريع والشعب الاعزل، بس عشان نعرف مين الانتصر ومين الانهزم
    صحيح أن الدعم السريع اجتاح الكثير من القرى والمدن والحلال ونهبها نهبا لا مثيل له في التاريخ القريب أو البعيد وانتهك اعراضها مستغلا حقيقة انه يحمل السلاح ويحارب شعبا اعزل. وحين يدخل الدعامة منزلك وهم مدججين بالسلاح يعاملوك معاملة المستعمرين الذين يستبيحوا قرية يهينوك ويضربوك أمام ابنائك ويسلبوا مالك ويسألوا زوجتك عن ذهبها ويضربوا الرصاص امام راسها لتأتي لهم بما تدخره طول عمرها
    السؤال الثاني انت تصف الدعم بأنه منتصر، فهل تعتقد ان هذا هو النصر المؤزر الذي تدبج له هذه الدعايات الرخيصة مدفوعة الاجر. لماذا لم تتحدث ولا كلمة واحدة عن “التغنيم” أم ان الموضوع كله هو موضوع جيش ودعم، بينما الضحايا الابرياء من المواطنين الذين لم يدخلوا في حرب مع اي طرف هم من يدفع الثمن وهم من يجري تغنيمهم لأنهم في عرف الجنجويد الجهلاء ان اموالهم واعراضهم مستباحة وبالتالي اذلالهم وطردهم من منازلهم وسلب اموالهم وانتهاك اعراضهم واعتبار كل ما يملكون غنيمة حرب (طبعا الغنايم دي بدفعوا منه للاقلام الرخيصة)
    هل هذا هو الانتصار في نظرك؟ انتصار محارب مدجج بالسلاح على مواطن لا ناقة ولا جمل له في الحرب؟
    انتصار تدمير المدن والبنى التحتية ونهب المصارف والمتاجر والشركات وكل ممتلكات المواطنين
    الا تعتقد بإمكانية ان يأتي يوم ويقدمك المتضررون للعدالة لأنك نصير لهذا الظالم؟ واهم من ذلك وانت قد تجاوزت الستين من العمر الم تشعر ان لحظة وقوفك امام رب العالمين قد حانت حيث العدالة المطلقة التي لا يكون الجكم فيها لرشوة أو خيانة أو بيع الوطن والاهل بدراهم معدودة لا تسمن ولا تغني من جوع من مال التغنيم الحرام؟
    ثم هل نحن كفار حتى يستبيحنا جماعتك هؤلاء الذين جاءوا من كل ارجاء افريقيا ليستحلوا اموالنا واعراضنا وكل ما نملك في هذه الدنيا؟

    1. حقيقة، هذه الحرب هي بين “المتأسلمين كافه” و شركائهم في القتل و النهب و الاغتصاب و التعذيب و الظلم من جهه، و بين الشعب السوداني بكل اطيافه و احزابه و تنظيماته و مجتمعاتهم المدنيه، من جهة اخرى.
      فخليك واعي يا سمير، و لا تنخدع بما يسوقه ويروج له المتاجرون بدين الله (من عضوية الحركه الإسلامويه و المؤتمر الوثني) و اللصوص و الارزقيه والمنتفعون من ورائهم، و الخونه والمتطلعين و القوادين (من بعض الصحفيين و الإعلاميين و الخبراء الإصطراطيجيين)، و قدامى الوزراء و الولاة الفاسدين و آلمأجورين، من من أتت بهم سياسات التمكين الإسلامويه، و أعضاء الغرف الالكترونيه و “اللايفاتيه” و الفواتي.. إلخ بدع الحركه الإسلامويه الماسونيه المجرمه الفاسده، التي تسلطت على البلاد و العباد حوالي الأربعة عقود، تقل قليلا.
      فيا اخي سمير، الدين لله و الوطن للجميع، بكل اعرافه و قبائله و دياناته و ثقافاته و لغاته و لهجاته و سحناته.
      ثم الا تعلم يا اخي، ان الدعم السريع الذي يفعل “الافاعيل”، هو في الاصل، صنيعة الحركه الإسلامويه الماسونيه الفاسده: تاسيسا و تمويلا و”تمكينا” و تسليحا و تدريبا و معاضده، و ان كلاهما سيان؟ مثلما نعرف كذلك، إن المؤتمر الوطني و المؤتمر الشعبي، كلاهما سيان و اصلهما واحد من ناحية “الآيدولوجيا”، و إن إختلفت “المصالح و الطموحات”؟
      و لك تقديري، اخي في الوطن.

  7. التحيه لهذا القلم الشجاع الجسور والتحيه للمعلق العجوز فى رده الموضوعى على احمد الحاج عبد الله نسأل الله لأبنه الرحمه ولكل من مات غدراً برصاص مليشيات الكيزان
    واقول للاخ احمد ان مقتل ابنك كان يجب ان يكون دافع لرفضك هذه الحرب وبالتالى تأييدك لكل كلمه فى المقال لكن من الواضح ان ما يدفعك للكتابه وتأييدك المبطن لأستمرار الحرب هو الانتقام لموت ابنك فقط وهنا يأتى تعليق العجوز وسؤاله المنطقى عن مئات الآلف من ارواح الابرياء الذين حصدهم رصاص جيش الكيزان فى الجنوب ودارفور وفى معسكر العيلفون وخلال انتفاضه ٢٠١٣ ، و خلال مجزرتهم امام القياده ، وخلال المسيرات المليونيه ، هل ارتفع صوتك بالنحيب على كل هذه الألوف من الارواح التى زهقت بسبب كيزان السوء
    ام ان الأمر لم يكن يعنيك فى شئ حينذاك ؟؟؟؟
    حتى ما اذا دلفت المصيبه الى عقر دارك رحت تسكب الدمع الثخين على فقدك وتكيل السباب للدعم السريع متناسياً انهم ايضاً صنيعه كيزانيه
    ثم تدلف على الكاتب بالشتم وهو لم يؤيد الدعم السريع فى جرائمهم التى يرتكبونها بل ذهب ليعقد مقارنه بسيطه بين موقف حميدتى الذى يمد يده للسلام وبين موقف المجرم البرهان الذى ينادى بتسليح المواطنين لتكون النتيجه مزيد من الاباء الذين حتما سيفقدون فلذات اكبادهم ويعتصرهم الالم مثلك تماما. فهل هذا ماتريد ؟؟؟؟ مزيد من الموت والدمار ؟؟ فأذا كانت الاجابه بنعم فأقول لك اذاً انت الذى دفعت ابنك للموت اما اذا كانت اجابتك بنعم لوقف الحرب فهو ذا حميدتى باسطاً يده للسلام ولوقف نزيف الدم، اما حق ابنك وحق كل الضحايا فلن يذهب سداً ستكون المحاسبه على كل جرم ارتكبه اياً من كان فى حق الوطن والمواطن.

  8. الافرز العرقى واضح والتموضع حول القبيله والاثنيه واضح –عردو –من يساند نهب واغتصاب المواطنيين العزل الذين لا صلة لهم بالكيزان فهو بلا دين ولا قيمه اخلاقيه ومن يتموضع حول الحقد العرقى والحقد الاجتماعى والحقد الطبقى فلا دين ولا اخلاق له :::::::::::::::خطاب البرهان هو خطاب المهزوم الذى فقد الامل اما المقاومه الشعبيه فهى للدفاع عن العرض والمال والارض والموت بشرف————–اما تكهنك بدخول القضارف وبقيه البلدان فوارد والدعم السريع بقواته وتشوينه ومليشياته العابره للحدود قادرين على استلام السودان كله ———-وليس مهم ________المهم هل سيواصلون الاغتصابات والنهب وانتهاك العرض كما فعلو فى مدنى والجزيره؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟ من الضرورى على البرهان ان يسافر ويلاقى حاكم الامارات والخضوع لاجندته وفصل غرب السودان واعلانها دوله يحكمها الدعم السريع —————–ياهذا:::::::::: الشمال والشرق لم يكن لقمه سائغه وسندافع عن العرض والمال والارض الى الموووووووووووووووووووووووووووووووووووت وما حنرعد —فنحن ليس مدنى ولا الجزيره

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..