بالبلدي .. جدلية السياسة والرياضة في السودان!!

عايز أناقش معاكم اليوم الخلاف (الجدل البيزنطي) السياسي والرياضي المدور في مواقع السوشيال ميديا والواتساب وفي (الونسات) الخاصة والعامة كمان، أين ومتى ما إجتمع السودانيون في أي مكان.
طبعا النقاش المدور دا يا جماعة الشيىء المحير فيهو إنو كل طرف (حزب، مشجعو فريق كورة، كيان مسلح، طرفين في مجموعة واتساب .. إلخ) يعتبر نفسو هو صاحب الرؤية الوحيدة “الثاقبة” للشيىء الحاصل في بلدنا؛ والمابعجب زول طبعاً.
برضو يا جماعة معروف عننا نحن السودانيين أننا بنحب حاجتين “الغلاط” و”المناكفة” حول الهلال والمريخ ومنو الأقوى والأفضل .. وتحديداً الموضوع “المثير للجدل” دوماً والذي يعتبر أهم بند في هذه النقاشات (الفارغة) من أي مضمون .. وهو أي الفريقين تأسس أولاً؟ المريخ أم الهلال!! .. ودي طبعاً يا جماعة جدلية (عظيمة) لا تزال قائمة رغم تعاقب الأجيال وحتى الآن لم يتم حسمها ولا أظن إنها تحسم في المستقبل المنظور!!
لو سألتوني ليه ما حتحسم قريب .. أقول ليكم لأنو الموضوع كلو لا يتعلق بحقائق تاريخية يمكن الاستناد عليها في حسم هذا الجدل العقيم وغير المفيد .. وإنما كل القصة إنو الجماعة عايزين الجدل يستمر والقصة دي تكون بس قايمة كدا .. لأنهم بيفتكرو إنو مافي حوجة لحسم الجدل دا، وبرضو لو تم حسمه ما حيكون في موضوع يتجادلو فيه!!.
الشيىء التاني البحبو “يتناقرو” و”يتجادلو” فيه هو الكلام العقيم في السياسة وكيفية إدارة البلد ومنو الأحق بالسلطة؛ والأهم من ذلك .. منو (الوطني الغيور) القلبو على مصلحة البلد أكتر من غيرو .. وطبعاً موضوع السياسة دا عندهم ليهو قصة طويلة وترديد وتكرار لأشياء معينة ومحفوظة للأطراف المتخاصمة (سياسياً طبعاً) .. برضو طبعاً الفيسبوك والواتساب ما قصرو ووفرو لجمهور المنصات (التواصل الإجتماعي) فرصة عظيمة لممارسة (هواية) الجدل غير المفيد وتكرار أشياء معينة بيفتكر كل طرف إنها بتدعم وبتقوي موقفو في النقاش الذي ليس له هدف ولا يحمل أي رؤى او أفكار، فقط لإثبات الوجود في معترك النقاش المحتدم .. السوشيال ميديا طبعاً فتحت الباب واسعاً للناس ديل لقضاء الساعات الطوال في نقاش لا ينتهي بل هو متجدد كل يوم بلا كلل أو ملل .. وحقيقة الشيىء المحير هو من وين بيلقو الناس ديل (الوكت) الكتير دا لكل هذه النقاشات المكررة وكيف بيقدرو يصبرو على التكرار والمناكفة كل يوم؟؟ .. والله شيىء محير فعلا!!
طبعاً يا جماعة دا غير المهاترات الممكن تصل لدرجة الإساءة والتهديد والوعيد .. والغريبة الكلام دا كلو في شنو ولشنو مافي زول بيقدر يجاوبك .. عجبي!!.
ناس قروبات الواتساب ديل هم عاملين نفسهم بيناقشو مشاكل البلد (السياسية، الإقتصادية، العسكرية والإجتماعية .. والسياسة الخارجية كمان) يعني هم بيتصرفو كأنهم أصحاب (قرار ومسؤولية) وأن ما يقولو به في قروباتهم دي يجب أن يكون .. لكنهم ناسيين أنو نقاشاتهم ومناكفاتهم دي حدها القروب بتاعهم دا، ومافي زول جايب ليها خبر؛ عشان كدا مافي داعي الناس تخسر بعضها في نقاش ما جايب حقو.
وبرضو أتساءل لو ناس قروبات الواتساب ديل عارفين كلامهم دا ما جايب حقو .. ليه مصرين يستمروا في نفس الطريق .. هل فقط لمليء الفراغ مثلاً أم أنها أصبحت عادة لا يمكن الفكاك منها؟!
طيب يا جماعة؛ بعد وصفنا مشكلة جدلية الرياضة والسياسة في بلدنا .. أها الحل شنو؟!
أقول ليكم رأيي بصراحة ..
بخصوص جدلية من تأسس أولا .. المريخ أم الهلال؟ هو طبعاً الحسم فيها صعب وعايز شغل كتير ولكن عندي إقتراح .. وهو إننا كجماهير رياضية متحدة ومحبة لأكبر ناديين في السودان نقوم نمنح (الأقدمية المزعومة في التأسيس) للنادي البقدر يجيب للبلد بطولة أبطال أفريقيا قبل الآخر .. وبكدا نكون حسمنا أكبر جدلية (علمية) وخلافية ظلت مستعرة وممتدة لعقود دون حسم .. رأيكم شنو يا جماعة؟
أما الجدل السياسي المدور دا .. فقصتو عجيبة جداً وحسمو صعب شديد إذا ما كان مستحيل طبعاً؛ لأننا كلنا ما فاهمين شنو ممارسة (الحق السياسي) بالطريقة الصحيحة .. ليه بقى؟
أقول ليكم يا أعزاء ..
طبعاً نحنا دايماً ولاءنا أكتر شيىء للأحزاب السياسية بمختلف توجهاتها (يسارية .. يمينية .. وسطية) وكمان بعصبية شديدة ومبالغ فيها، أكتر من عصبيتنا للمريخ والهلال في يوم المباراة .. وفي نفس الوقت نحنا ناسيين البلد وهو المهم طبعاً .. أكيد مافي زول حيعترف إنو ولاءه للحزب أكتر من البلد، ولكن دي الحقيقة يا جماعة الكلو زول عارفها.
على العموم للناس الما معترفين بتقصيرهم في حق الوطن أقول ..
١) عدم قبولك بالآخر والتحاور معه بعقل منفتح لأجل الوصول لما فيه مصلحة الوطن .. دا يعتبر تقصير في حق الوطن.
٢) عدم اتفاقك مع الآخرين على ضرورة صيانة مصالح البلاد العليا وإبعادها عن الخلافات الحزبية .. دا يسمى تقصير في حق الوطن.
٣) محاولة فرض توجهات وشعارات معينة ومحاولة إملاءها على الآخرين دون السعي للإلتقاء معهم في منتصف الطريق وإيجاد صيغة توافقية بين الجميع من أجل المصالح العليا للبلاد .. دا برضو يعتبر تقصير في حق الوطن.
٤) محاولة إقصاء الآخرين وتخوينهم ورفض التعاون معهم لتحقيق مصالح الوطن؛ والتمسك فقط بالرؤية الحزبية الضيقة .. هو تقصير كبير في حق الوطن.
يجب أن يعلم المتراشقون عبر الواتساب والفيسبوك وغيرهما أن الإستمرار في نفس النهج لن يغير الواقع وإنما سيزيده تعقيداً، ولذلك يجب أن نجعل من مجموعات الواتساب منبراً للتسامح والتوافق وقبول الرأي الآخر وتبادل الأفكار البناءة التي تخدم الوطن بدلاً من المهاترات والتعصب لجهة أو رأي معين.
السياسيون، بشكل عام، لا يأبهون بما يحدث وهم غالباً لا يخسرون شيىء .. فالعبء الاكبر في ما يحدث نتحمله نحن المتشاكسون المتخاصمون على منصات التواصل الإجتماعي بلا وعي منا؛ وهو ما يستوجب تغيير هذا النهج حتى يتغير حالنا للأفضل.
آخر شيىء .. هؤلاء المنتمون للأحزاب يجب أن لا نعول عليهم كثيراً في تعديل إتجاه بوصلة السياسة في بلدنا، وإنما يجب الإعتماد على الأغلبية الساحقة من الشعب وهو ما يعرف في مصطلحات السياسة “بالأغلبية الصامتة” ..
تغيير نهج “الأغلبية الصامتة” لا شك سيساهم في تغيير نهج السياسيين والعسكريين في التعاطي مع الشأن السياسي والتخطيط لمستقبل البلاد بشكل أفضل ومسؤولية أكبر؛ ولن يتأتى ذلك إلا بالضغط الشعبي عليهم .. ولذلك نحتاج لمنظمات (مجتمع مدني) فاعلة تساعد في مراقبة الجهاز التنفيذي للدولة والضغط للتأثير عليه متى ما دعت الحاجة لذلك من خلال التحركات والتوجهات (المطلبية) في الشارع.
الموضوع دا ما صعب ولكن لازم أي زول يبدأ بنفسه!!
وإذا لم نتغير كشعب، وبرضو إذا ما اشتغلنا على تصحيح الأخطاء وتعديل النهج الحالي السائد في الساحة السياسية، سنظل ندور في نفس المكان ولن يتغير شيىء وسيستمر الحال على ما هو عليه.
ما رأيكم؟🔹
الجمعة ٥ يناير ٢٠٢٤م.
استاذ التاج لك التحيه
بالرغم من أن الدعوه لنبذ الخلافات والمهاترات جاءت صادقه فى المقال الا ان كم التناقض الذى اعترى سطوره قد طغى على الهدف من الطرح
اذ كيف تدعى ان قروبات السوشال ميديا لا يتعدى ما يطرح فيها من اراء اعضاء ذلك القروب وكأنك تقول انه ليس بذى بال ومضيعه زمن ثم تأتى بدعوتك التاليه
إقتباس
(ولذلك يجب أن نجعل من مجموعات الواتساب منبراً للتسامح والتوافق وقبول الرأي الآخر وتبادل الأفكار البناءة التي تخدم الوطن بدلاً من المهاترات والتعصب لجهة أو رأي معين.)
الن تكون دعوتك هذه مضيعه للوقت ايضا حسب زعمك طالما ان السوشال ميديا محدوده بأعضاءها
؟؟
فى الفقره الاخيره مارست لعبه القفز بالزانه اذ ذهبت لطرح رؤيتك فى تعديل وضبط بوصله السياسيين والعسكر والجهاز التنفيذى من خلال منظمات المجتمع المدنى ، وهل هناك جهاز تنفيذى فى الوقت الراهن ليتم مراقبته؟؟؟؟
ثم ان ممارسه الضغط الجماهيرى المطلبي على الجهاز التنفيذى تتم التعبئه له من خلال الأحزاب والكيانات السياسيه وليس منظمات المجتمع المدنى التى ينحصر نشاطها فى المسائل المدنيه مثل توفير وننميه الخدمات الاجتماعيه وتقديم الارشادات والتوعيه فى مسائل ليس لها علاقه بالسياسه او بالجهاز التنفيذى مثل محاربه الظواهر السالبه فى المجتمع.
اخيرا يا استاذى الكريم اقول ان نبذ الخلافات السياسيه التى تصل الى مرحله الخصومة لن يتأتى الا فى اجواء ديمقراطيه تكفل حريه التعبير مع وضع ضوابط لممارسه هذه الحريه بالقدر الذى يسمح للجميع بالمشاركه فى حدود
ما يسمح به القانون الذى يكفل هذا الحق.
الأمر الذى يتطلب درجه عاليه من الوعى السياسي والحقوقي الذى حتما سينمو ويترعرع فى جو ديمقراطى
والعكس صحيح سيموت ويقبر فى جو ديكتاتورى يتسلط فيه العسكر والاحزاب الدينيه
فالدعوه فى الوقت الراهن هى لوقف الحرب واستعاده الديمقراطيه التى من خلالها يمكن وضع القوانين التى تكفل تضبط حريه التعبير وحتى ذلك الحين سوف تكون هناك سجالات ونقاشات وخصومات وتعديات وانفراد بالرأى وديكتاتوريه فى الطرح طالما لا نزال نرزح تحت ثقل بوت العسكر وأيديولوجيات احزاب الظلام.