مقالات سياسية

حكاية لقاء عابر مع الشيخ عصام أحمد البشير حفظه الله

عمر القوني

أديت العمرة قبل عدة أيام في فترة عطلة الكريسماس، كعادة الكثير من السودانيين المستقرين في الدول الغربية، فلمحت الشيخ عصام أحمد البشير في المسعى بين الصفا والمروة، وللحظةٍ انتابني السرور لرؤية شخص طالما أحببته في صغري، وكدت أن أقطع السعي للسلام عليه ومصافحته، علماً بأن هذه أول مرة أرى سودانياً ممن كنت أعرفهم في صباي في العشرين عاماُ الماضية، ولكني تذكرت الدمار الذي حدث ومازال يحدث في السودان نتيجة الحكم غير الرشيد للبشير والترابي وأن هذا الرجل من المحسوبين على تلك الحكومة فاعترتني حالة من الغضب أعمتني ولم أستطع أن أسلم عليه، ولما عدت إلى الفندق أحسست بالندم وتأنيب الضمير، وسألت نفسي: هل أخطأ الشيخ عصام بقبول الوزارة في تلك الحكومة ؟ وهل أخطأ حين دعا الناس للنفرة والجهاد ضد الجانجويد؟ لا ولا، ولكنه أخطأ حين دعا الناس للقتال تحت راية عميةٍ يقودها المنافقون من رعاع الجبهة غير الإسلامية، ثم تعجبت أين ذهب كل الحب والاحترام والإجلال الذي كنت أكنه لهذا الرجل في صباي؟ لقد آلمني كثيراً أن ألتقيه في البقاع المقدسة ثم أعرض عنه!

ثم تأملت وتعجبت كيف تقلب قلبي في الثلاثة عقود الماضية، فأصبحت أحترم جون قرنق وياسر عرمان أكثر من احترامي لرموز الإسلاميين في السودان، فالنفوس جبلت على احترام الإخلاص والمخلصين وبغض النفاق والمنافقين، مهما اختلفت الأديان والثقافات، فالآن أصبحنا كلما نرى صورة الترابي جاشت قلوبنا ببغضه وقلنا: لعنه الله حيّاً وميتاً، وذلك لأنه عاش منافقاً ومات منافقاً، وفي حين أننا إذا رأينا صورة قرنق امتلأت القلوب احتراماً لرجلٍ عاش ومات مخلصاً لقضيته، وكنا قبل سنوات على العكس تماماً، فسبحان مقلب القلوب!

ختاماً، أحب أن أعتذر للشيخ عصام أحمد البشير مما فعلت، وأقول له: لقد تعلمت منك الكثير كصبي يافع في منطقة الديوم، تعلمت منك علوماً نفعتني في ديني ودنياي، ولك في عنقي من الديون في الدنيا والآخرة ما لا تلغيه الأيام ولو طالت ولا الفتن ولو تعاظمت. ولك العتبى حتى ترضى وإن اختلفت معك في كيفية قتال الجانجويد، ولكني أوافقك على ضرورة قتالهم، والله الموفق.

[email protected]

‫5 تعليقات

  1. ليتك لم تعتذر.
    وهل اعتذر المدعو عصام وما هو بعصام لجموع الشعب السوداني عما فعله بتأييد زمرة الكيزان.
    ألم تكن تعلم أن المدعو المنافق عصام عندما كان إماما لمسجد شارع خمسطاشر بالعمارات كان يكثر من انتقاده العنيف لما سُمِيٌ ذورا وبهتانا الإنقاذ فقامت حكومة النفاق بضمه لصفوفها فانقلب عصام المنافق ممجدا لها مسبحة بحمدها بعد ان اصبح وزيرا. هل هناك نفاق اكثر من هذا.
    بكل آسف هذا شخص ولا اقول رجل فالرجل عند السودانيين هو كلمة باقية هو لا يستحق الاحترام.

  2. كلامك صاح يا عمر فهولاء هم نكبة السودان رعاع بارو صعاليك الحركة المتأسلمة لمصالح ذاتية لعنهم الله لعنا كبيرا من فوق سماواته و شوهو صورة شيخ الدين الذي كان اماما و اماما للناس ،،،، رمم رعاع ،،،، ملاقيط ،،،،

  3. 😎 كاتب المقال كالعادة لا يعرف الايدلوجية الاسلامية السياسية لانه من مسلم طقوسي لكن بما انه نفى قطعيا انتماء الكيزان للاسلام و هو في هذه الحالة يقصد الاسلام الطقوسي الجميل اريد ان اساله سؤالًا واحدا حتى نفيد القاري و نتوقف عن نفي انتماء الكيزان للإسلام السياسي او الطقوسي ؛

    اعطينا فعلا مستنكرًا واحدا قام به الكيزان و لم يقم به المسلمون الاوائل ؟🥺

  4. أولا من الناحية الشرعية الجهاد هو ما كان لاعلاء كلمة الله تعالى و بالتالي ما يحدث الان من صراع على السلطة ليس جهادا , من يرى أنه على حق , يمكن أن يسميه قتالا مشروعا و يكون في هذه الحال محدودا بالحصول على حقه أو دفع الضرر المتحقق و لا يتجاوز ذلك قيد أنملة

    الفتوى أمر خطير يحتاج الى علم و معلومة محققة

  5. قال نجارتا صاحب التعليق فوق ( أعطينا فعلا مستنكرًا واحدا قام به الكيزان و لم يقم به المسلمون الاوائل ؟ ) وانا اقول ليك الكيزان معروفين انهم ……. لدرجة ان الصحفى محمد طه محمد احمد كتب عنوان كبير فى صحيفته ( يا خرطوم جوطى ضد الشيخ ال……. ) وهذا ما لم يكن يفعله المسلمين الاوائل
    واللبيب بالاشارة يفهم

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..