رساله واعتذار في بريد المجتمع المدني

كنت من المدافعين عن حق الاخوان المسلمين في العمل السياسي، فكنت ضمن من استنكر تدخل الجيش الجزائري لقطع الطريق علي جبهه الإنفاذ بعد فوزها بأغلبية مقاعد البلديات بداية تسعينات القرن الماضي. كذلك قمت بإنتقاد الجيش المصري بعد أن اطاح بحكومه المرحوم مرسي قبل عشر سنوات تقريبا.
بيد أن تلك القناعات تبدلت تماما بعد أندلاع ثوره ديسمبر في السودان حيث كانت أمام تنظيم الأخوان فرصه تاريخيه للمساومه والمراجعه وشراء المستقبل من أجل الإستقرار والسلام والتنميه ومعالجه المظالم التاريخيه المتوارثه. وفي المقابل ظلت تترسخ لدي قناعه كل يوم بأنه من الصعب جدا إقتلاع الاخوان المسلمين بعد أن وصلوا إلي سده الحكم، بل وتدهشني قدرتهم علي الحركه والإنتشار رغم جرائمهم الكبيره ضد إنسان السودان منذ اليوم الاول لإنقلابهم المشئوم في العام ٨٩م.
إن نجاح إنقلاب الجبهة القوميه الإسلاميه بقياده حسن الترابي والبشير كان غفله من الاحزاب السودانيه خاصه الحزبين الكبيرين وقتها الاتحادي والأمه، وهو خطأ لايمكن للأجيال القادمه ان تغفره علي الاطلاق لأن تنظيم الاخوان بحكم بنيته structure إتضح أنه عباره عن شبكه من العلاقات المتشابكه اقتصاديا واجتماعيا وثقافيا وإعلاميا، وهي شبكه قادره علي الصمود وهي في المعارضه فما بالك وقد رضعت من ثدي السلطه !
لابد من مواجهه حقيقه أن العنف او الجهاد وتحديدا ما عرف ب ” جهاد الطلب” يتعارض مع العمل السياسي المدني وحقوق المواطنه، وهو أمر يحتاج منا إلي مراجعات شامله وقد كان دائما في خدمه التنظيم الإسلاموي لابتزاز المجتمع المدني المتسامح وظل إستخدام الاخوان المسلمين للعنف ضد المختلفين معهم من مواطنيهم في المدارس والجامعات لينتقل إلي بقيه المؤسسات هو السمه السائده في ممارستهم للعمل السياسي . وهاهي الحركه الإسلاميه تستخدم فقه جهاد الدفع في مواجهه الدعم السريع تحت مسمي معركه ” الكرامه ” وقد اتخذت الجيش مطيه لتنفيذ أجندتها في العوده الي السلطه مجددا، بعد أن كانت قد وظفت كتائب ظلها وعناصرها في الاجهزه الامنيه والجيش لجهاد الطلب ضد خصومها من القوي المدنيه فقتلت من قتلت من المتظاهرين السلميين وكل من ينادي بالتغيير .
ولذلك فإن فكره حظر تنظيمات الاخوان المسلمين أصبحت تجد قبولا كل يوم في المنطقه خاصه بعد تجربتهم في السودان والتي بدأت بتقسيمه ثم إنتهت بحرب أهليه.
أسجل إعتذاري عن كل مواقفي المتساهله وكل تصوراتي الساذجه السابقة المتعلقه بالدفاع عن حق الاخوان المسلمين في العمل السياسي المدني وأري ضروره محاصرتهم وهزيمتهم وعزلهم إذا اردنا نهايه لهذه الحرب البشعه ووضع حدا لمعاناه الشعب والتشريد الذي يتعرض له.
لابد من ان تتوحد القوي السياسيه والمدنيه حول هدف هزيمه هذا النبت الشيطاني البغيض فالسودان الان يكون أو لايكون ، والناس تتغرض للتشرد والفناء في هذا للظرف الدقيق والحرج وكان الله في عون هذا الشعب.
طلعت محمد الطيب
وجود الاخوان_ وصدقني _لايعني نهاية السودان فقط كدولة بل يهدد وجود الإسلام كدين. والايام ح تثبت ذلك
مقالة ممتازة جدا
ان تأتي متأخرا خير من ان لا تأتي ابدا. لك قدرات في الكتابة والتحليل آمل أن توظفها من أجل القضاء على هذا الطاعون.
شكرا استاذ طلعت
الإعتذار مفردة غائبة من قاموسنا نحن السودانين بشكل عام ؛ تجد الحزب او التنظيم يسئ التقدير او يحسن الظن ثم يتبين له لاحقا ااخطأ في موقفه وقد يتراجع عنه ولكنه يظل يدافع عنه ويسعى لتبريره وهذا عند الأفراد من الأكاديمين والسياسيين كثير جداظ وحتى يومنا هذا تجد افرادت او جماعات أسأت التقدير او أحسنت الظن وصححت موقفها ولكنها تكابر في الدفاع عن موقفها السابق (ركَوب راس او مسألة كرامة بس) بادرة طيبة مرة أخرى مشكور على ذلك
كاتب المقال ليس لديه علم عن تاريخ الصراع السياسي في السودان
و آفة السياسة في السودان ( الإقصاء السياسي ) و إذا كان لديه علم و يطالب بإقصاء الاسلاميين فهذا يعني انه لا يريد الاستقرار السياسي و الامني للبلد.
في عام ( 1958 ) حين تأكد قادة حزب الأمة ( الحزب الحاكم ) من ذهاب السلطة من بين ايديهم سلموا السلطة للفريق عبود بدل الدعوة الي انتخابات مبكرة و للأسف الشديد إقصاء حزب الأمة كان بالقانون.
في عام ( 1965 ) قامت أحزاب اليمين بإقصاء الحزب الشيوعي من الحياة السياسية و تضييق الخناق عليهم و ردة فعل الحزب الشيوعي كانت انقلاب مايو ( 1969 ).
و انقلاب الكيزان المشؤوم في يونيو ( 1989 ) كان بوادر اقصاء بعد ان تقدم ضباط من الجيش بطلب الي الامام الصادق المهدي ( مذكرة الجيش )بطرد اعضاء الجبهة الاسلامية القومية من الجمعية التأسيسية.
بعد ثورة ديسمبر و سقوط البشير قامت أحزاب قحت (بإقصاء) الآخرين مما أدي الي إضعاف المكون المدني و وجدها البرهان فرصة للانقلاب علي حكومة الفترة الانتقالية.
و بعد كل ما سببه الإقصاء السياسي من مشاكل و عدم استقرار سياسي و امني يطالب كاتب المقال بإلاقصاء السياسي للإسلاميين… فلنفترض قمنا بإقصائهم هل سوف يجلس الكيزان في بيوتهم و يعتزلوا العمل السياسي؟ بكل تأكيد لا و سوف يعملون علي جبهتين واحدة سرية تحت الواطة ( عندهم ارتباط وجداني مع الواطة )داخل المدن و محاربة كل حكومة قادمة و بالأخص إقتصاديا سوف يشترون المواد الاساسية ( سكر ، دقيق و وقود ) و يتم تخزينها ( فعلوها من قبل ) لخلق ضائقة اقتصادية و الشعب يثور ضد
الحكومة.
و الجبهة الثانية جبهة حركة مسلحة
و لديهم القدرة المالية من الاموال التي نهبوها و لديهم عشرات الألاف
من كوادرهم مدربين علي حمل السلاح ( دفاع شعبي و ضباط كلية حربية ) و ما يجي واحد ساذج و يقول الجماعة بتاعين الإسلام السياسي ديل مكروهين من قبل دول الجوار و بالتالي لن يجد الكيزان دعم لوجستي طوالي اقولك اركن بجنب لأن اول نظام سوف يدعمهم هو النظام المصري لسببين الاول تماشياً مع سياسة مصر تجاه السودان و هي سياسة زعزعة الاستقرار السياسي و الامني في السودان ( دعمهم لكل الانقلابات )و السبب الثاني حكم الكيزان للسودان في مصلحة مصر لانه يعني عودة المقاطعة الدولية و الحظر الاقتصادي و إقعاد السودان عن التنمية ( الزراعة/ المياه ).
تكبيل الكيزان يتم عن طريق تطويقهم ( بالدستور ) و في ظل نظام ديمقراطي و في ظل اعلي سلطة تكون هي ( المحكمة الدستورية ) لن يحكمنا حزب علي هواه.
اقتلوا ( الدش ) في يدهم علشان ياخدو سيك في قبلوهم.