أهم الأخبار والمقالات

جنوب الحزام تحت مرمى النيران

الخرطوم : رشا حسن

بعد أن ضاقت بهم السبل عاد عدد من سكان منطقة جنوب الحزام بالعاصمة السودانية، إلى ديارهم وسط مرمى النيران، فاختاروا الموت بديلاً للنزوح وغلاء المعيشة .

وفي التفاصيل يقول المتحدث باسم غرفة طوارئ جنوب الحزام، محمد كندشة، إن المنطقة تشهد منذ يوم الثلاثاء الاسبوع الجاري، تساقط للقذائف في منطقة السلمة القديمة وسوبا مما أدى إلى ارتفاع عدد الوفيات إلى (30) شخصاً منها (18) شخصاً بسوبا المحطة جراء القصف الجوي بالإضافة إلى (12) شخصاً بمنطقة السلمة القديمة.

معاناة قاسية

وأشار كندشة، في حديثه لـ”الراكوبة”، إلى أن استمرار عملية القصف بمنطقة جنوب الحزام والتي أكملت يومها الرابع على التوالي لافتاً إلى استمرار سقوط القذائف على سوق “العشاي” مما أدي إلى أغلاق السوق بالكامل فضلاً عن وجود عدد من الإصابات التي تعمل غرف الطوارئ على رصدها ولم تكتمل عملية الحصر حتى الآن .

ويروي المتحدث باسم غرفة طوارئ جنوب الحزام، تفاصيل قاسية عن الحادثة التي هزت المنطقة يوم الخميس الماضي، بسقوط قذائف في أحدى المنازل التي كانت تزف عريساً ليتحول العرس إلى حزناً بمقتل (10) أشخاص من الأسرة، واصفاً الحادثة بـ” المأساوية” .

ضحايا القصف

في المقابل تأسف القيادي بحزب الأمة القومي عروة الصادق، على هذه الحادثة وقال إنها ليست الأولى ولن تكون الأخيرة طالما أن الحرب مستمرة ويصر طرفيها على استخدام المدفعية الثقيلة في المدن مضيفاً أن مثل هذه الحوادث تكررت عدة مرات، وراح ضحيتها الآلاف في مختلف مدن الخرطوم ومدن دارفور ومؤخرا أحياء مدينة ود مدني، واصفاً ما يحدث بانها نتيجة “قبيحة” وحتمية لاستمرار الحرب، وتكاد تكون نسبة العسكريين المصابين في حوادث القصف المدفعي والجوي بالصفرية، ويرى أن جميع الضحايا من المدنيين وسوادهم الأعظم من النساء والأطفال.

حوادث وجرائم حرب

وذهب الصادق في حديثه لـ”الراكوبة” إلى أن هذه الحوادث لا تخرج من دائرة تصنيفه كجريمة حرب وجريمة عدوان وجرائم ضد الإنسانية، تستوجب الرصد والإدانة والملاحقة الجنائية والتقديم للعدالة لنيل مقترفيها الجزاء الرادع والتأكيد على عدم الإفلات من العقاب، متوقعاً أن هذه الحوادث لن تتوقف إلا بالتحلي بالشجاعة من أطراف الحرب واستشعار المسؤولية وتعظيم حرمة النفس الإنسانية والمضي نحو التفاوض بإرادة وصدق لقفل هذه الصفحة التي وصفها بـ” الدامية” وطالب بالإسراع بتوقيع على وقف إطلاق النار الدائم، لحقن دماء الأبرياء وتدمير ما تبقى من بنى تحتية وتضييع الفرص والموارد وتشريد أفواج جديدة من النازحين واللاجئين طبقاً لـ” عروة الصادق”

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..