من يتحمل مسؤولية الإبادة الجماعية في دارفور؟

احمد داوود
في سياق فض الاشتباك وتفكيك سردية الجنجويد حول الإبادة الجماعية كمدخل لتحديد المسؤوليات الأخلاقية و الجنائية و السياسية يبقي من المهم التساؤل .
علي من نلقي اللوم ؛ دولة ٥٦ التي وظفت جماعة ما لإلغاء وجود الجماعات الأخري ام علي الجماعة التي لم تراع حقوق الجيرة و التعايش المشترك و تعمدت الخيانة؟.
علي من تقع المسؤلية ؛ الدولة التي تاسست كاداة للعنف و الإبادة ام علي الأخ الذي استضيف لمئات السنوات في حواكير الجماعات الأخري لكنه قام بخيانتها في اول منعطف سلطوي؟
الإجابة علي هذا السؤال يمكن أن تكون المدخل الصحيح لفهم ما يحدث الآن و بلورة الموقف حياله.
بالنسبة للدارفوريين – لم تكن الدولة منذ تاسيسها سوي آلة عنف موجهة ضدهم كشعوب مختلفة و مغايرة . كانت الوظيفة الأساسية للدولة تتمثل أما في الحاقهم قسرا بسياقها الثقافي و الحضاري أو ابادتهم و تنزيحهم ماديا و ثقافيا.
وبما ان ذلك هو وظيفتها ، فلم يكن علي الدارفورين من الشعوب الافريقية توقع دور مفارق لوظيفتها كاداة عنف . توقع أدوار مختلفة لهذه الدولة كان أشبه بتوقع تحول الأسد لكائن نباتي لو استعرنا إحدي المقولات الشائعة.
من وجهة نظرهم اذا ؛ أن الجزء الأكبر من المسؤؤلة الأخلاقية و الجنائية تقع على رفاق الأرض و التاريخ المشترك الذين قايضوا سنوات من التعايش بوعود مركزية للحصول علي الأرض عبر تفريغها منهم و تشريدهم و تنزيحهم.
لن يستطيع الدارفورين علي الإطلاق التصالح مع سردية الجنجويد عن الابادة . سوف يظل الجنجويد بنظرهم مجرد خونة و قتلة غير جديرون بالتصديق.
من هنا ينبع موقفهم من مغامرة الدعم السريع الاخيرة. فهي برأيهم مجرد خيانة من خيانات الجنجويد التي لا حصر لها للسودانين.
لن يقبل الدارفورين بأن يتحولو لارجوازات للجنجويد تحت دعاوي المصالحة و تفكيك دولة ٥٦ . الجنجويد ليس ضحية . انه عنصر أساسي من عناصر الأزمة التاريخية، و بالتالي لن تحل الأزمة الا بسحقه و هزيمته.
الجهل والتخلف وثقافة الكراهية والإفلات من العقوبة وادعاء المظلومية دون تحمل المسؤولية
ذكري ٢٤ نوفمبر ١٨٩٨م احد اعظم ايام التاريخ في حياة النهريين
………………………
لماذا يفترض علينا (كشماليين) ان نقيم الاحتفالات ونذبح الذبائح ونؤلم الولائم في شهر نوفمبر من كل عام ؟؟؟
لان في اليوم الرابع والعشرون من شهر نوفمبر عام ١٨٩٨م تم نحر اكبر سفاح عرفته ارض وادى النيل ارض كوش،
ففي صباح هذا اليوم الاغر هلك الرجل الدموي السفاح القاتل والعنصري الداعشي ابن دولة دارفور (نيجيري الاصل) السفاح/ عبدالله التعايشي الذي قضي نحبه وقتل علي يد جيش الانجليز وهو موليا الدبر هو وجنوده الهمج الاوباش من ارض المعركة التى بدأت في كررى بامدرمان وانتهت في ام دبيكرات قرب الابيض بعد ان فر اليها السفاح التعايشي وجنوده المتوحشين العنصريين القتلة،
فلقد ارتكب هذا السفاح الدموي العديد من الجرائم البشعة والمجازر الرهيبة في قبائل الشماليين مالا يخطر علي بال، بل انه اباد قبيلة كاملة حيث لم يسلم من سيفه وانكشاريته لا طفل ولا شيخ ولا امراة ولا مريض،
حيث قتل من قتل وذبح من ذبح واغتصب من اغتصب وهجر من هجر وخرب اراضي وديار ومناطق الشمال او اولاد البحر (كما كان ينعتنا بها هذا المحتل العنصري البغيض)
ما ارتكبه هذا الداعشي الدموي ابن دولة دارفور من مذابح وجرائم باسم الدين لم تشهد ارض النيلين (ارض كوش) طوال تاريخها مثلها ابدا ابدا.
فجانب دمويته التى كان يغلفها بالدين كان تظهر عنصريته وحقده وكراهيته لقبائل الشمال خاصة كراهيته المعلنة لقبيلتي الجعليين والشايقية.
هذا السفاح المجرم وبعد ان احتل ام درمان عمل علي افراغها من قبائلها الاصلية وسكانها الاصليين فقتلهم وشردهم وهجرهم ومن بقي منهم ارهبهم واستعبدهم، ثم جلب اهله وقبيلته التعايشة من منطقة ام دافوق الحدودية ومن بقية اصقاع دولة دارفور ووطنهم في الخرطوم وام درمان في اماكن اهلها الاصليين بعد ان طردهم منها.
الهالك السفاح التعايشي اول من عمل علي سياسة التغيير الديغرافي في بلدنا وعلي ارضنا وكان هدفه هو السيطرة علي ارض النيلين (ارض كوش) والاستيطان فيها لجعلها وطنه الجديد ووطن لبقية اهله من مقاطيع ومناكيح صحاري غرب افريقيا وامتداداتهم المجهولة في دول ومجاهل وسط وغرب افريقيا مثل نيجيريا والنيجر وافريقيا الوسطي وغيرها.
لابد من ان يعلم اهلنا هذه الحقائق ولابد من تدريس التاريخ الحقيقي وان تملك المعلومات الحقيقية لشعبنا المغلوب علي امره عن جرائم ومذابح وفظائع فترة المهدية الغاشمة التى امتدت ل ١٣ عاما حسوما ذاق فيها اهلنا طعم الموت والجوع والخوف والارهاب والاحتلال.
يجب ان يكون يوم ٢٤ نوفمبر من كل عام يوم وطنى تقام فيه الاحتفالات والمهرجانات ونستذكر فيه مرارات وجرائم وارهاب وعنصرية فترة المهدية الغاشمة.
تبا للتعايشي وتبا للمغفل محمد احمد عبدالله ودالفحل الذي جلب هذا الاجنبي الدموي ليحتل بلده ويقتل شعبه من اجل السلطة والمأرب الشخصية والخرافات التى كان يؤمن بها.
مايعرف بفترة المهدية هي اصلا فترة احتلال لان السفاح التعايشي كان من دولة دارفور (سلطنة دارفور ) ووادى النيل كانت هى دولة سنار (سلطنة سنار) وكل واحدة عبارة عن دولة مستقلة ولا يجمع بينهم اى شئ بل كانت هنالك حروب بين الدولتين بسبب طمع الدارفوريين في اراضي اقليم كردفان التابع لدولة سنار ومهاجمته بصورة مستمرة واحيانا احتلاله واحتلال مدينة الابيض عاصمة الاقليم، فكان السنانير (الشماليين) يكونوا الجيوش ويذهبوا ويطردوا الدارفوريين من اقليم كردفان ثم ينصبوا حاكم الاقليم مرة اخري.
السفاح المحتل عبدالله التعايشي دارفوري واستغل الجاهل الرجعي الدجال محمد احمد عبدالله ودالفحل (المهدى الكذوب) لاحتلال ارضه ودولته بأيهامه بانه المهدى المنتظر ثم بعد ذلك يتخلص منه ومن كل من يعارضه وهذا ماحدث بالظبط.
لولا لطف الله ودخول المستعمر الانجليزي لكانت اليوم الخرطوم وارض الشريط النيلي ملكا للدارفوريين ومليشياتهم واحقادهم وبقية مناكيح الصحراء ومقاطيع غرب افريقيا ولكان الجلابة هائميين علي وجوههم في صحاري ودول الجوار بلاوطن ولا ارض ولا هوية.
الدارفوريين من زمان عينهم علي الشريط النيلي (عشقهم الكبير) وطمعهم فيه ومحاولاتهم المستمرة للوصول اليه والاستيطان فيه ولو بطرد الجلابة او حتى بقتلهم، فدارفور ارض صحراوية جرداء ناشفة تعانى من الزحف الصحراوى وفيها ندرة المياة الصالحة للشرب وصعوبة العيش فيها وهي دولة مغلقة اى لاتطل علي اى بحر اومحيط ولاموانى لها او شواطئ بحرية.
فليعلم اى جلابي مغفل موهوم ان محاولات استيلاء الدارفوريين علي الشريط النيلي قديمة وفي القرن ال ١٩ اجتمع برلمان دارفور واصدر امر لسلطان سلطنة دارفور (السلطان تيراب) بغزو ارض النيلين واحتلالها وقتل وطرد الشماليين منها وهو ماحدث فقام السلطان تيراب بنفسه (رئيس دولة دارفور) وقاد جيش كبير من الدارفوريين وغزا ارض النيلين ارض كوش ونجح بعد عدة معارك في ان يصل الى تخوم ام درمان الا انه مرض وهلك ومات وانتهي جيشه وتشتت واتهزم بعد ان لاقي مقاومة من قبائل الجلابة.
ولعدم تكرار كل المأسي التى لحقت بنا كشماليين من هؤلاء الدارفوريين فعلينا ان نكون واضحين وان نعلن قيام دولتنا والانفصال من دولة دارفور واقليم جبال النوبة والغاء هذه الخريطة المشوهة الاسمها السودان وانهاء هذه الوحدة المصنوعة وان نعود لدولتنا سنار التى قامت علي ارض كوش وما ادراك ماكوش دولة وحضارة عمرها الاف السنين وهي الرافعة الحضارية التي يفتقدها ابناء دارفور واقليم جبال النوبة.