مقالات سياسية

وسوف يقتلعون من ارض السودان إقتلاعاً

تصر الحركة الاسلامية علي الرجوع الى المشهد السياسي السوداني مرة أخرى و لو كان ذلك عن طريق استخدام القوة بعد ما لفظها الشعب السوداني عبر ثورة ديسمبر عقب فترة حكم دامت ثلاثين عاما لم يضيف فيه الاسلاميين للسودان سوي المزيد من الحروب الأهلية واثارة النعرات القبلية والعنصرية، انتهي الفصل الاول بفصل جنوب السودان الذي اختار شعبه الانعتاق والتحرر من عقلية حكومات السودان التي لا تعرف الاستقرار او الوفاء بالعهود و بلا شك فان لابناء الجنوب لهم الف عذر في ذلك الاختيار  فهناك العديد من السوابق والتجارب التي جعلتهم يستوعبوا الدروس منها اتفاقية اديس ابابا 1973م التي انتهت باندلاع حرب 1983م عندما قرر الرئيس الراحل النميري اعادة صياغة الاتفاقية من جانب واحد بدون الرجوع الي الطرف الآخر وزاد الطين بلة اتخاذه لقرار تطبيق الشريعة الإسلامية علي عموم السودان بدون مراعاة وضعية جنوب السودان وقد كانت تلك الفكرة من وحي دهاقنة الاسلاميين للنميري الذي سقط في العام 1985م عبر انتفاضة شعبية خالدة و بعدها خاض الشعب السوداني انتخابات حرة ونزيهة اختار من خلالها حكومة مدنية

لكنها تعرضت الي الغدر من ذات الحركة الاسلامية التي كانت في السابق ضمن نظام النميري لتعود وتعمل على الاطاحة بحكومة الراحل السيد الصادق المهدي في العام 1989م ، اذا بالتالي فان للحركة الاسلامية سجل غير نظيف في اجهاض الحكم المدني في السودان وقد اتخذت من الجيش مطية لتحقيق اهدافها و ما انقلاب الجنرال عبد الفتاح البرهان في الخامس والعشرين من اكتوبر 2021م علي الحكومة الانتقالية ببعيد عن الأذهان

 

ان الحرب الدائرة الان في السودان يعلم الجميع انها من بنات افكار الحركة الاسلامية والهدف منها اجهاض ثورة ديسمبر العصية على الانكسار فالديسمبريين ثورتهم

تختلف عن كافة الثورات الشعبية الماضية بسبب انتشار الوعي السياسي بين الجماهير السودانية والتي  تاكد لها ان الحركة الاسلامية هي العدو الاكبر للسودان فالحركة الاسلامية لاتريد لهذا البلد من يخوض تجربة ديمقراطية حقيقية فقط تريده مجرد مستعمرة تنهب ثرواتها وقد اتضح ذلك من خلال لجنة ازالة التمكين التي كشفت فساد اصحاب المشروع ، لو كانت فترة حكم الإسلاميين طوال السنوات الماضية اتسمت بالعدالة الاجتماعية و الاقتصادية ما كنا لنشاهد اعمال النهب والسلب التي تتعرض لها المنازل والمرافق العامة خلال الحرب التي تدور الان اذا  هذا دليل قاطع علي تفشي الفقر والبطالة في البلاد منذ ان انقلاب الاسلاميين في العام 1989 و اذا نظرنا إلى الدول التي لا تعرف شعوبها الفاقة والعوز والحرمان نجد ان كل الثورات التي حدثت فيها لم تتعرض خلالها المصارف والمؤسسات والمنازل للنهب بمثل ما يحدث الان بالسودان و بالمقابل نجد ثراء فاحش لعناصر النظام السابق لذلك لم يقبلوا

بالتغير السياسي الذي يسعي الي استرداد ما حصلوا عليه عبر استغلالهم  للنفوذ والسلطة فكانت حربهم ضد لجنة ازالة التمكين شرسة و من ينظر اليهم وهم في تلك الحالة لا يقول انهم  نفس العناصر التي كانت تهتف في الماضي (هي لله لا للسلطة ولا للجاه) و تاكد لنا ان الحركة الاسلامية لا علاقة لها بالاسلام الا بالاسم فقط وان هدفها الأول هو التسلط على رقاب الشعب والذي كل ما فكر في الانتعاق سوف يكون مصيره الجوع والفقر ولكن شعب السودان لن يقبل برجوع خفافيش الظلام مرة أخرى فالنور في انتظار السودان لتعانق بلاد النيلين شمس الحرية والديمقراطية

ان سناريوهات الاسلامين للرجوع وحكم السودان مرة اخري باتت مكشوفة فهي لا تخرج عن اطار الانقلابات العسكرية او اشعال البلاد بالحروب  الاهلية والتي سوف تنتهي بهم الي الاقتلاع نهائيا من ارض السودان

علاء الدين محمد ابكر

𝗔𝗹𝗮𝗮𝗺9770@𝗴𝗺𝗮𝗶𝗹.𝗰𝗼𝗺

‫6 تعليقات

  1. احلام زلوط.. خمسة سنة نسمع نفس الكلام والحاصل الإقتلاع تم للسودان وليس للكيزان.. يكون انتو شغالين بمبدأ علي وعلى أعدائي ولا شنو.. أليس فيكم رجل رشيد.

    1. يا Mohd المشكلة ان الكيزان خربوا بيتهم بيدهم

      يعني هم اللي قلعوا انفسهم بغباء القيادات و جهلها و عنصريتها , فأخلاق الاسلام و العنصرية لا يتعايشان

  2. يا علي، ما تسميهم جنجويد جايينك، أرجاهم لو راجل. كل محل يدخلوه أشاوس الدعامه تولون لهم الدبر. أخزاكم الله يا أولاد حاج نور. عن أي إسلام تتحدثون و أنتم أكثر من يكون لطخة عار على الإسلام و الانسانية. ما فيكم ذرة مرجله. من أسس على الباطل فهو باطل، و أنتم كذلك.

    1. تاني تعال انت وجنجويدك كن تقدرو، الكيزان هم من صنع الجنجويد وهم من يحركونهم حتى الآن لو ما عارف اعرف، وأسأل حسبو عبدالرحمن نائب الرئيس البشير أحد قيادات الإنقاذ الراسخة لثلاثين عاما.

  3. ولكن للاسف يا أبكر، الكيزان الأن أكثر قوة ومنعة و كل يوم يزدادوا قوة على قوتهم والدليل على ذالك هو اختراقهم لكل الاحزاب خاصة حزبى الامة والاتحادى، بفروعهما كلها وكذلك اختراقهم لكل التنظيمات العسكرية (بما فى ذلك الدعم السريع وحركات دارفور المسلحة) بل وصلوا مرحلة من النفوذ أنه بإمكانهم اختراق اى لجنة يتم تشكيلها خاصة لجان أعدائهم. وقد وضح ذلك جليا فى تشكيل لجنة الدعم السريع للتفاوض فى جده ومستشارها الكوز حسبو نائب المخلوع ونائب رئيس الحركة الإسلامية. و المؤلم حقآ هو تجزر الكيزان فى المجتمعات السودانية على النحو الذى يتمظهر الآن فيما يسمى بالمقاومة الشعبية . لا تدفنوا رؤسكم فى الرمال هذا هو الواقع وليس اى شى غيره.

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..