كيف تتوقف الحرب في السودان ؟ هذا هو السؤال المركزي الوحيد الذي يتطلب جوابا بغض النظر عن كل شيء اخر .لكن للاجابة على هذا السؤال نسأل ايضا لماذا لم تتوقف هذه الحرب رغم كل المبادرات والمساعي والمحطات والمسارات ؟ من المعروف ان العداء بين الجماعات المتشابهة في تقافتها تكون اكثر حدة وعدائية وعنفا وامتدادا في الزمن من الجماعات التي تعيش تنوعا في الثقافة . والكل يعلم ان الجيش السوداني هو جيش امتيازات وليس جيش تضحيات والدعم السريع جيش سلب ونهب وليس جيش فداء وكلهما تجرعا ثقافة كيزانية واحدة فادى هذا التماثل الثقافي بينهما الى اعتمادهما الخيار الصفري في الحرب “نحن او لا أحد ” . اما ما ظهر من شراسة ووحشية في سلوك الجنجويد أكثر من الجيش يرجع الى انتماء قادته الى ثقافة قبلية صافية عكس الجيش الذي ينتمي قادته الى ثقافات قبلية متنوعة . كما ان استمرار الحرب يساهم في صون الامتيازات الاقتصادية للطرفين واي جنوح نحو السلم سوف يحرمهما معا من نهب خيرات وثروات السودان .اضافة الى ذلك هناك عناصر خارجية تتداخل مع المعطيات الداخلية تساهم في تاجيج الصراع .
لذلك نظن ان المبادرة التي اطلقتها تقدم لجمع البرهان وحميدتي ستكون نتيجتها منح الطرفان مزيدا من الوقت لايهام اهل السودان باستعدادهما لوقف الحرب لكن في الواقع سنشهد جولات عنف جديدة وانتشار اوسع في رقعة الحرب وبالتالي ستفشل هذه المبادرة كما فشل منبر جدة واوركسترا ايفاد في وقف الحرب . لذلك ندعو تقدم الى التخلي عن لعب دور البومة ظاظا في فيلم الصور المتحركة “ويني الدبدوب” Winnie the Pooh)) وندعو حمدوك الى الكف عن مشاركة حميدتي في الحج الى ضريح الشيخ زايد في ابو وظبي وبالمقابل على البرهان وصحبه التخلي عن الحج الى ضريح محمد مرسي في القاهرة خصوصا وان الحكم المصري يبيح زيارة ضريح مرسي للسودانيين فقط ويحرمه على المصريين بتاتا . وهذه هي الخطوة الاولى على طريق وقف الحرب ، يليها خطوات اخرى منها ايجاد سبل واقعية لتجفيف منابع تمويل هذه الحرب وفضح الجهات الممولة والداعمة بالعتاد والسلاح اضافة الى خوض معركة ثقافية تنقذ الشباب السوداني من خوض معركة النذالة ” الكرامة وفق الادعاء الكاذب لعلي كرتي “. اما بالنسبة للتيار الجذري اي التيار الانصرافي نتهم الحزب الشيوعي بالتخلي عن دوره والتقيد بتعليمات الشاعر احمد فؤاد نجم الذي قال :
(/ما تتعبش عقلك/فى شغل السياسه/ وشوف انت شغلك/ بهمه وحماسه/ ورزقك ورزقي ورزق الكلاب/ دا موضوع مؤجل ليوم الحساب/)
كما ندعو لجان المقاومة الى تمزيق كتب ووصفات البروفيسور جين شارب الذي كتبها لخدمة مخططات اميركا في تفتيت الدول وليس لاسقاط الدكتاتورية وخدمة الشعوب لقد كنتم الضحية لكن في خدمة الجلاد .
