التحديات التي تواجه بناء الدولة الجديدة في السودان بعد 15 ابريل
تاريخ 15 أبريل لن يُنسى في تاريخ السودان، حيث شهد هذا التاريخ تغييراً جذرياً في البلاد بعد سقوط النظام السابق. ومع هذا التغيير الجوهري يأتي مجموعة من التحديات التي تواجه عملية بناء الدولة الجديدة في السودان. في هذا المقال، سنستكشف هذه التحديات وسنناقش كيف يمكن التغلب عليها لتحقيق نجاح العملية الانتقالية في السودان.
تحدي واحد كبير يواجه بناء الدولة الجديدة في السودان هو تأمين الاستقرار السياسي والأمني. فبعد سنوات من النزاعات والحروب الأهلية، يجب أن يتوحد السودانيون ويعملوا معاً لبناء مستقبل مستقر وآمن للبلاد.
تعد الانقسامات القبلية والاثنية من أبرز التحديات التي تواجه السودان منذ استقلاله،
ولعل من أهم أسباب هذه الانقسامات هو التنوع العرقي والثقافي الكبير في السودان، حيث يضم أكثر من 500 قبيلة، لكل منها لغتها وعاداتها وتقاليدها الخاصة. كما أن هذه الانقسامات قد تعززت بسبب السياسات المركزية خاصة في عهود الحكومات العسكرية الاستبدادية، التي عملت وعززت تلك الانقسامات في بحثهم عن الشرعية الجماهيرية ؛ وقد أدت إلى العديد من النزاعات المسلحة التي خلفت مئات الآلاف من الضحايا، كما عرقلت التنمية الاقتصادية والاجتماعية.
يجب أن تكون هناك جهود مشتركة للمصالحة والتسامح وتعزيز الحوار الوطني لتحقيق السلام الدائم في السودان.
تحدي آخر يتعلق ببناء الدولة الجديدة هو تعزيز الديمقراطية وحكم القانون. يجب أن يشارك الشعب السوداني بفاعلية في صنع القرار وأن يحصل على فرصة حقيقية للاختيار والتعبير عن آرائه. لان سياسات الاقصاء وعدم اشراك المواطنين وغياب الحرية كانت من الاسباب التي ادت الحروب في الكثير من المناطق ومازالت هذه المناطق مشتعلة لم تعالج قضاياها والجرائم التي ارتكبت في حقهم والمجرمين مازالوا لم يقدموا للمحاسبة ، لذلك يجب أن يتم تعزيز حكم القانون وتطبيقه بشكل عادل ومنصف لضمان المساواة والعدالة في المجتمع السوداني.
ومن التحديات لتأسيس السودان الجديد يتمثل في قدرات البشرية المشتغلين في عملية التغيير. فالعديد من هؤلاء الأشخاص لم يمارسوا العمل الحكومي لفترات طويلة، لأنهم قضوا جل زمنهم في المعارضة.
وهذا يعني أن هؤلاء الأشخاص قد لا يكونون على دراية بالتحديات العملية التي تواجه السودان، وقد لا يكونون قادرين على إدارة مؤسسات الدولة بكفاءة.
وهذا ما رأيناه في الفترة الحكومة الانتقالية التي انقلب عليها العسكر بصورة واضحة من خلال البطء في اتخاذ القرارات وعدم الاستجابة السريعة للمشكلات اليومية التي تواجه كثير من القطعات في الحكومة خاصة في قطاع الاقتصادي والامني مما فاقمت النزاعات والعنف في السودان
التحدي الرابع لتأسيس السودان الجديد أيضًا تحديًا يتمثل في الدولة العميقة، التي تتكون من بقايا النظام البائد، والتي تسعى إلى إعادة النظام القديم. وظهروا بصورة واضحة بعد انقلاب 25 اكتوبر ,
وبنفوذها في العديد من المؤسسات الحكومية، كما أنها تمتلك موارد مالية وعسكرية كبيرة عملوا على افشال التوقيع النهائي للاتفاق الإطاري بإشعال الحرب في 15 ابريل .
ويمكن أن يؤدي نجاح الدولة العميقة في إعادة النظام القديم إلى تقويض مسار الانتقال الديمقراطي في السودان او تقسيم السودان بمزيد من خطابات الكراهية واللعب على الانقسامات الاثنية وما يحدث في الولايات التي تسيطر عليها الجيش من قتل المواطنين السودانيين علي اساس العرق والجهة دليل على ان الدولة العميقة تقف حجر عثرة في بناء الدولة الجديدة التي تقوم على اساس العدالة والمساواة والسلام والحرية .
تحدي الخامس يتعلق ببناء الدولة هو تطوير الاقتصاد وتحقيق التنمية المستدامة. يجب أن يقوم السودان بإصلاحات هيكلية واقتصادية شاملة لجذب الاستثمارات وتعزيز القطاعات الانتاجية المختلفة في البلاد. يجب أن تتمتع السودان بنمو اقتصادي قوي يوفر فرص عمل للشباب ويحسن مستوى المعيشة للمواطنين.
إن تحقيق اقتصادي قوي في السودان ليس مهمة سهلة. إلا أنها أمر ضروري لتحقيق استقرار البلاد وتعزيز التنمية المستدامة. من خلال التركيز على التعاون والحوار والمصالحة ، يمكن تجاوز التحديات وتحقيق السلام والازدهار الذي يستحقه الشعب السوداني.
ضابط اداري / ادم بركة دفع الله
اتكلمت في موضوع أكبر من امكانياتك
خلفيتك العلمية وتحصيلك لا يؤهلانك لذلك