وجهك ريق البدر

د عبدالرحيم عبد الحليم محمد
وجهك ريق البدر
الى زينب عبدالحليم في عليائها
1
كيف لم ترجعين
كان حولك رهط
من العاشقين
حجزوا بالدعاء اماكنهم
في المصاعد كانوا طلوعا
نزولا
ونجوى تمد الايادي
لرب حنون
النازلون يقولون انها نائمة
الصاعدون يقولون
عند النزول
راينا ملامحها ساهمة
أما أنا فرايتك عالية تنظرين
لشيء تراه عيونك
لا أراه
تقرأين
خطابا جديدا
يأتيك من آخرين
أ‘تابع احساس قلبي
أحادث وجهك أسال
تيم” الأطباء“
هل من اجابة يا محسنين
تجيبين انت بهمس بعيد
أفهم انك صابرة
تحمدين اله مجيد
أسابق مر الثواني
أغمس عيني في
وجهك القمري
طيبة عينيك والشلخ
أحلب ضرع السنين القديمة
لألقاك صافية وحميمة
وثوبك يلتف بالزهر
حولك يا رائعة ووسيمة
أحط رحال همومي عندك
أحمل طنبور عادل
أعزف أغنية
عذبة وحنونة
نهلة تأتي بصفرتها
ومهند يطلب نجدتها ويبين
كانت تفاصيل ماض تمر
بذهني سراعا
وأنت هنالك تستعجلين
لتلتحمين بإحدى المجرات
في عالم من سكون
لم يطلع البدر في
الطابق العلوي
يعالج روحي
ويخفف من حزني الدموي
لم يطلع البدر
أو يعود الى بيته
ويعيد الصفاء الى العالمين
رجعت لمنفى بعيد ونعشك
يحمله صابرون
بين شواهدهم كنت سنبلة
سرَّت الناظرين
كلوزة قطن
توسطتِّ تلك الشواهد
كنت إماما على الراقدين
وقلبي جريح
ودمعي سخين.
2
ليتك يا بدر تأتي
تعالت همومي
وأظلم قلبي الذي شع
دهرا بنورك
تعالي
فطيفك حين يود
لقائي لا ينتظر
يعبر عبر الحنان
وعبر الحنين
وعبر السنين التي ستمر،
يفتح كل جداول عمري
ينشئ مدنا وجزر
يضِّمد كل جراحي
ينظِف كل غبار العُمر
يمسح وجهي بالرقة
يا محبوبي
ويصادرُ أحزان سنيني
الآن
على فلواتي تحجر صمتي
وخلف قوافل حزني
تبعثر صوتي
عودي تعود المساءات للشدو
تحيا عروقي بعد فنائي وموتي
تعود زياراتنا لرحابك
يا جنة الحب في بيتنا
وحديقة بيتي
تعالي يعود لعينيك
معنى التشافي بها
يا طعامي وزيتي.
3
اليوم
طائر طيفك حط
على غصن عيوني
دون استئذان
يعيد صياغة فنِّي وحنيني
وبرفق يهبط من علِّيينِ
يحمل لي مصباحا
وكتابا
وملاذا يؤويني.
4
الآن يكون قدومك طيفا
تتأنسن فيه الروح
تهاجر من عنصرها الأرضي
إلى عهد التكوين
تتجدد عبر الزمن الكاسح
في طيات سنيني
وبلا استئذان يلفتني وجهك نحوي
لا البحر الجاثم غيُر
مجرى سيرك نحوى
أو زمن يتسلل منه الخوف
كتنِينِ
اطلع يا طيف البدر
.ودع نورك يتسلل للقلب
وللعين
وجهك طيف البدر
ومأوى يحويني
من شرياني ينبت …يشعل حزني
يغمر ارجاء الكون المحزون
ويصادر مني أمل اللقيا
يقذف قلبي في كل أتون.
5
يأتيني طيفك بدرا في الأحلام
يحررني من بعض الآلام
ويشحذ جمر سنيني
ينشر شيئا سحريا حولي
عند مجيئك
أعرف أنِّك جئت
وتلك طريقة رمزك
في تبريحي وحنيني.
إن كان جموحا
وصفي لقدومك
أو كان جنوناُ
هذا حسي الظاهر والباطن
هذا ولهي وجنوني.
هذي سُنني
هذا مدُّك ، هذا قبس النور
القادم منك إليّ يباركني
وينجِّيني.
6
برفق تهبط يا محبوبي
في ميدان شئوني
ما الرفق سوى طبعك
يا رفقا يشرب من ريق التدوين.
وترِقُّين كنهر رقِّ
وفاض على صحرائي
وحنيني
وتخلل كل شقوق أنيني
يغسل كل ركام الزمن القاسي
ويجدِّدُ كل عناصر
صدقي ويقيني
لا تستأذن ما جدوى الاستئذان؟
إني أترقب مقدمك الميمون
أتوهج إني
تتطاير أفراحي
إذ تأتيني.
لا تطرق بابي مأذون أنت
وبابي يعرفه العابد
في محرابك..
يا رمزاُ يجمع بين الحكمة
والهيبة ..والدين.
7
مبيّضاُ وجهك يأتي
ياقوتا غسلته بحار النور
هنالك بين الياء وبين السينِ
مبيضا يأتيني
..مأسوراً يلقاني
أتقلب في جمر عذاباتي
وضياع سنيني.
فمعالم تكوينك من تكويني.
في الحلم رأيتك محبرة
من نور رباني
ملأت كتُبي نورا
منحت فلوات شرودي دوُراُ
إني آنست بجنبك طوراُ
فلعلك من بحرك ترويني
قلت لأهلي سيروا
قالوا فلتضرب هذا البحر،
عصاتك في البحر لزينب
تلق عصاتك في البحر
فيخرج من عينيها صوت غاب
يسأل عني ويسائلني عن سامر
أو أعناب
بدائرة يتخللها تينٌ زيتوني
تخبرني عما دار مع
الشيخ الذاكر ذاك المتهجد
همهمة وأنين.
عن نور ينبع
من وجه عصام الدين
نتعاهد أن تأتيني في الحلم
ويرسل لي هدهدك النبوي
أخبارا من شيخ ذاكر
يشرب من نبع الدين.
نتعاهد أن تأـيني طيفا
آه لو تأتين.