مقالات سياسية

مرحب برفع قضية بالمحكمة الجنائية الدولية ضد انتهاكات الدعم السريع..!

بالإشارة إلى جهود دولة جنوب أفريقيا المقدرة فى رفع دعوى قضائية ضد إسرائيل بالإبادة الجماعية أمام محكمة الجنايات الدولية، أشكر المحاميان (الشهمان) اللذان تجرى فى جسديهما دماء الغيرة على (الوطن)  و(الشعب السودانى) لرفعهما دعوى قانونية أمام المحكمة الدولية ضد (الفرع) الخبيث من (الشجرة) وهو (الدعم السريع) وضد انتهاكاته أثناء الحرب الحالية من قتل للمواطنين وانتهاك حرياتهم واقتلاع بيوتهم، ونحن نؤيد العمل (الوطنى) الذى قام به المحاميان الهمامان دفاعا عن حرية الشعب السودانى وكرامته..!

ومن المؤكد أننا نعرف (هوية واتجاهات) المحاميين الهمامين كجزء من الدعاية الواجبة لحزبهما كإضافة لجهد المليشيات المحاربة فى سبيل تحقيق أمل حزبهما فى وأد حلم الشعب السودانى فى دولة مدنية منفصلة السلطات، دولة ديموقراطية يسرى القانون فيها على جميع فئات الشعب السودانى دون تمييز قبلى أو جهوى أو حزبى أو مناطقى..الخ

ولا يمكن أن نرجو من المحاميين أكثر من ذلك، لأنهما مجندان لخدمة قضية فى (مظهرها) خدمة للشعب السودانى ولكن فى (جوهرها) تدمير لشعب وأمة، لأنها تصب فى خانة تقوية (الظالم) للاستمرار فى ظلمه وسيره فى طريق تدميره للوطن..!

نحن لا نريد لهما أن يكونا إلا انفسهم لأنهما حبيسان فكرة معينة، من الصعب بل من المستحيل اقناعهما بأن حزبهما يسير على الطريق الخطأ المؤدى لنهاية وطن..!

فهؤلاء – رغم وصفى لهما- مشكورين برفع قضية ضد (الفرع الخبيث) من الشجرة..! وجهدهما – مع التحفظ – مقدر، ولكنه لايعالج المشكلة من جذورها لأن الشجرة الخبيثة (الأصل) موجودة ومتجذره فى أضابير المجتمع بالأموال التى نهبتها من الشعب بطرق غير شرعية، وهى بأموالها وإعلامها تعتبر المهدد الحقيقى لوجود الأمة السودانية..! وهى لازالت تلد المليشيات من رحمها المتعفن مثل البراء بن عازب، والدفاع الشعبى، والأمن الطلابى، وكتائب الظل، ومليشيات مخابراتها بأشكالها المتعددة التى تعمل لصالح الحزب وليس لصالح الوطن، ومع ذلك تتقاضى رواتبها من كد وتعب الشعب السودانى؟ وما حربها على الدعم السريع إلا لخروجه عن طوعها، ورفضه الاشتراك فى تحقيق أغراضها الخبيثة فى السيطرة على الوطن. قد تكون له أهداف ضارة بالوطن، ولكنها تتقاصرعن أهداف الشجرة الخبيثة التى تحاول إعادة ابتلاع وطن بكامله بحجم السودان..!

دعونا من هذين المحاميين وقضيتهما، ألا توجد مجموعة من المحامين والقضاة الوطنيين حقيقة (وغير المتحزبين إلا للوطن) لرفع قضية  أمام المحكمة الجنائية ضد (الشجرة الخبيثة الأصل) سبب كل معاناة الشعب السودانى والسير بالدولة السودانية إلى مصير مجهول، يتجاوز بكثيرعن عمليات الاستيلاء على بيوت المواطنين وبعض الانتهاكات هنا وهناك؟  حيث جريمة هذه الشجرة الخبيثة (الأصل)  أعم وأخطر لأنها تهدد مصير أمة بكاملها، تم اختطافها بمؤسساتها، وجيشها، وشرطتها، ومخابراتها، واقتصادها، وثرواتها، ومصادرة حق شعبها فى الحرية والديموقراطية لتصب فى مصلحة حزب واحد فاسد هو المؤتمر الوطنى الذراع السياسى للحركة الاسلاموية الفاسدة التى قامت بإبادة جماعية لأعداد كبيرة من الشعب السودانى يفوق المليونين، بدءا بحرب الجنوب والنيل الازرق وجبال النوبة، مرورا بمذابحها فى بورسودان والشمالية (ضحايا سد مروى وقرية كجبار)، وانتهاكات أجهزة أمنها للشعب فى بيوت الأشباح، وقتل الطلبة المجندين بمعسكر العيلفون، وطعن بالسكين 12 طالبة من طالبات التجمع بجامعة الجزيرة ببقربطونهن وتقطيع أرحامهن، ومرورا أيضا بقتل المتظاهرين، وفض الاعتصام بقتل الشباب وإلقاء جثثهم فى النيل..!

ثم التحايل بإزاحة البشير وتغيير جلدها بترشيح من هو أسوأ من البشير لقيادة الثورة بخبث منقطع النظير لم يتعوده الشعب السودانى ذو النزعة الإسلامية الفطرية (المؤمن صديق)، لكى يتنكر ذلك الوغد للثورة ويخرج على الوثيقة الدستورية ويعمل على وأد الدولة الديموقراطية الوليدة بانقلابه المشؤوم، إرضاءا لأسياده، ولتحقيق حلم فاسد لأبيه بالإجهازعلى بذرة الدولة المدنية التى بدأ العالم يحترمها، ويساعدها على علاج أدران وسيئات ثلاثين عاما من الإدارة السيئة اللصوصية المدمرة للبلاد، مرورا بإشعال الحرب الحالية والإبادة الجماعية لأكثر من خمسين ألف مواطن حسب التقديرات الأولية لقتلى الجيش والدعم السريع والمواطنين الأبرياء؟ دعكم من نشر الفوضى فى البلاد وتدمير مؤسسات الدولة وبنياتها التحتية من كبارى ومنشآت وتهجير أكثر من 7 مليون مواطن الى دول الجوار..!

كل هذا لم يعشه ولم يره المحاميان الهمامان، فقط شاهدوا انتهاكات الدعم السريع واستيلائهم على بيوت المواطنين، هل عميت أبصارهما، وضلت ضمائرهما، وانمحت قيمهما الدينية، وتقوقعت إرادتهما لتتخندق فى شرنقة حزبية بغيضة إلى هذا الحد؟ متعامية عما حدث للوطن من دمار منذ عام 1989حتى الآن؟ وذلك بسبب النظرة الأحادية القاصرة والفاسدة والمدمرة للوطن ومصادرة حرية أربعين مليون سودانى هجروا ربعهم فى الثلاثين سنة الماضية إلى دول العالم المختلفة شرقا وغربا، والربع الثانى هجروه إلى دول الجوار نتيجة اشعالهم الحرب الحالية..؟

هل عقم محامو وقضاة بلادى إلى هذه الدرجة فى نصرة الوطن المكلوم، كما عجز محامو الدول العربية مجتمعة، عن تقديم دعوى جنائية ضد اسرائيل، وتقدمت جنوب افريقيا الصفوف بعد خذلان اتحاد المحامين العرب لفلسطين، وعدم التقدم لرفع الظلم عنها؟

إذا كان الأمر كذلك وعجزمحامو وقضاة بلادى عن إنقاذ الوطن، أناشد المحامون الأحرار فى دولة جنوب أفريقيا الشقيقة (ولدينا الأدلة الموثقة) لرفع دعوى قضائية أمام المحكمة الجنائية الدولية فى لاهاى لانقاذ الشعب السودانى من سيطرة (الشجرة أم الخبائث) وهى (الحركة الإسلاموية) التى دمرت أمة وشردت شعب..!

‫3 تعليقات

  1. بارك الله فيك فأنت رجل والرجال قليلون لا فض فوك ….فهذا الشعب قد أدمن الاستكانة لذل ولا بد ممن يخاطب بهذه الحقائق عسى ولعل أن يحرك ساكن ، بارك الله فيك وسددك وقواك على قول الحق والحرص عليه ( وما أكثر الناس ولو حرصت بمؤمنين ).

  2. مشكور أخى الغالى غريب..
    لم يعد فى استطاعتنا الا الكلمة..لعلها تفيد فى انقاذ ولو ذرة تراب فى الوطن الغالى..الذى ضيعه بعض أبنائه غير البررة..!

  3. لقد تناولت او علقت علي المذكرة المقدمة للمحكمة الجنائية الدولية من ناحية فنية و من خلال خلصت الي ان المحكمة الجنائية الدولية لا تلاحق الدول او الجماعات انما تحقق في مواجهة الافراد و بالتالي الزملين تنكبا الطريق. مقالي في بريد هذه الصحفية لمدة تزيد عن 48 و لا ادري ما سبب تأخير نشره؟ مع خالص الشكر

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..