نيل زينب

نيل زينب
1
لست وحدك
يسقيك من نبعه رجل ذاكر
يعرف الذكر ويعلِّي بنوده
صوت ناى تلاوته
تُسمع الناس
في تخوم بعيدة
ابريقه تستحم
بساحاته الصالحات
بماء طهور يعزَُ وجوده
لست وحدك
يا ساحة الحب في بيتنا
يا معاني وجوده
لست وحدك
ذاك عصام ببسمته
يرسل الضوء والحبِِ
في معان مفيدة
إنَّك الآن تلتحقين
بباقة حب فريدة
لست وحدك بين الأحبة
تبدين مشرقة وسعيدة
بنبع صفائك
يا اخت روحي
مجددة للفضيلة
في زمن القهر والحزن
باذلة مستزيدة
وتحكين لي قصصي
في الطفولة يا ام روحي
كنبع أحب وروده.
لست وحدك
قبلك سالت
الى جنة الروض
ألف قصيدة
ل”ست” لجيل
وجرة نم
تداعب حول القريض
وروده
وقربك شيخ التلاوة
يخرج من نبعها
صوته وسجوده
وينثره
في مقام كريم على طرقات
صعوده
ومرقاك يختزن النور
في جنبه باهرا وجديدا
2
يا للجلال
في نيل مصر تدفقت
في مجاري فريدة
حسنك والنيل كانا حضورا
لتلك المشاهد
وأنت تربعت بين الشواهد
وغردت للنيل
إني هنا يا سليل الأماجد
النخل يرقب مقدم نعشك
طير الروابي يحييك
والزهر يبدي سعوده
كنهر تدفقت بين الشواهد
وأذكيت في النيل لحن خلوده
لست وحدك
أنجم مصر تحييك
اهرامها تصطفيك بساحاتها
يا ودودة
النيل كان مصبك
يا عذبة الطعم
يا معاني تدفقه
لسنين عتيدة
لن تكونين وحدك
إن رصيدك في
الصالحات مجيد
وأنت مجيدة.
3
أعود لدارك
علي اشم قميصك
الحزن يعصف بي
ويروعني برقه ورعوده
الحزن يغمرني
يا حبيبة قلبي
فلعلي أجيده
لن أراك بثوبك
ذاك الجميل
وبسمة ثغرك
دافقة وسعيدة
أشجار جودك
تمطر فوق السحاب
فيمطر فوق الثرى
ويبارك نبتا
ويحيي صخورا عنيدة
لن يأخذ الموت وجهك
تبقى مفاتن وجهك
ملهمة وتليدة
وتبقين في دمنا
جنة للتلاوات في الخلد
تغريدة في فضاءاتنا
يا قصيدة.