القيادي بتنسيقية “تقدم” د. بكري الجاك: الحرب في جوهرها أزمة سياسية (1 من 2)

أبدى الدكتور بكري الجاك، القيادي بتنسيقية القوى الديمقراطية المدنية (تقدم) أسفه للواقع الذي آلت إليه الأوضاع السياسية والدبلوماسية في البلاد بعد قرار حكومة الأمر الواقع في بورتسودان تجميد عضوية السودان في منظمة الإيقاد. واعتبر الدكتور بكري الجاك في حديث لراديو دبنقا أن هناك أزمة سياسية في البلاد، والحرب في جوهرها أزمة سياسية وبغض النظر عن السرديات التي تطرحها القيادة العسكرية والتي تتراوح ما بين الحديث عن قوة متمردة، ومن ثم انتقلت للحديث عن مليشيا وبعد ذلك بدء التصعيد الشعبي والحديث عما يحدث باعتباره غزو خارجي. وأضاف الدكتور بكري الجاك أن هذا التأرجح خطأ سياسي كبير له تبعاته على البلاد والعباد. بداية هو خطاء في التفكير الإستراتيجي بالنسبة للعسكريين والإسلاميين من خلفهم حيث إن هناك عرف في العمل الدبلوماسي يقول بأن كل كرسي فارغ هو دعوة لخصمك للاستفادة منه فمن الطبيعي ألا تعادي الجميع وألا تحول الأصدقاء إلى أعداء.
وزارة الخارجية تعبر عن المؤتمر الوطني
وشدد القيادي بتنسيقية (تقدم) بأن الإتحاد الأفريقي رغم أنه جمد عضوية السودان منذ انقلاب 25 أكتوبر، لكن مواقفه كان فيها شيء من الإيجابية حيث تم التعامل مع سلطة الفريق البرهان باعتبارها سلطة أمر واقع. في المقابل، رفض منبر جدة التعامل مع ممثلي العسكريين كممثلين للحكومة السودانية، لكن الاتحاد الأفريقي والإيقاد تعاملا مع الشكل الخاص بشرعية الدولة كسلطة أمر واقع. وذهب القيادي (بتقدم) إلى وصف سلوك حكومة الأمر الواقع بالغباء بتحويل الجهات التي بدأت في التعاطف معك وتفهم مواقفك من أصدقاء إلى أعداء لأنهم لم يلبوا كل تطلعاتك في إطار التنازل عن الشرعية. وكان واضحا منذ البداية في منبر جدة أنه بمجرد حدوث تقدم في ملفات السلام والعودة إلى صوت العقل، تصدر وزارة الخارجية بيان أكثر تطرفا يقود لتغيير معادلة المواقف الدولية.
ولم يستبعد دكتور بكري الجاك أن يكون تجميد السودان لعضويته في منظمة الإيقاد وعدم التعامل مع أي مبادرة خارجية لوقف الحرب، شكلا من أشكال الصراع الداخلي بين أطراف سلطة الأمر الواقع. وخطورة ذلك أنه لا توجد حاليا أي صيغة للتعامل مع ما يحدث في السودان، حيث أصبح منبر جدة شبه مجمد بتراجع قيادة الجيش عن توقيع الاتفاق في اخر لحظة. أما الإيقاد، فقد أعدت خارطة طريق وكانت هناك مشروعات مقترحة للقاء مباشر بين الفريق البرهان والفريق دقلو، لكن احتجاج حكومة السودان على بيان قمة الإيقاد التي عقدت في جيبوتي فيه شيء من الغرابة لأن وفد حكومة الأمر الواقع حضر القمة وشارك في فعالياتها وأمن على مخرجاتها قبل أن يتراجع ويحتج على البيان الختامي للقمة وبعد ذلك رفضوا المشاركة في قمة الإيقاد في كمبالا بحجة عدم تطبيق قرارات قمة جيبوتي. وقمة جيبوتي هي نفس القمة التي رفضت حكومة الأمر الواقع قراراتها ببيان مشهور من وزارة الخارجية.
غياب الرؤية السياسية والعسكرية
وأشار القيادي (بتقدم) إلى أن ما يحدث تخبط وعبث وعدم وضوح رؤية، لكن الأسوأ من كل ذلك عدم امتلاك هذه المجموعة حتى لرؤية عسكرية، فهم لم يحددوا ما إذا كانوا يرغبون في الحرب أو ما إذا كان يسعون لصنع السلام. الاستنتاج الوحيد الذي يمكن أن يستخلصه أي متابع أو قارئ حصيف هو أن يكون الهدف الكلي لهذه السيناريوهات هو إدخال البلاد في حرب مفتوحة وفي كل الاتجاهات وإنهاء أي فرص لتحقيق السلام. المخطط الإستراتيجي قد يكون إذا لم تكن قادرا على العودة للسلطة، فلتحرق كل البلاد.
لقاء (تقدم) بقائد الجيش
وحول رد الفريق البرهان على رسالة الدكتور عبد الله حمدوك، رئيس لجنة الاتصال بتنسيقية القوى الديمقراطية المدنية (تقدم) لعقد لقاء بين قائد الجيش، قال الدكتور بكري الجاك أنه ومنذ البداية كانت المخاوف الأساسية من احتمال أن يتعامل الفريق البرهان مع الدعوة كصيغة للمناورة وإضاعة الوقت وألا يكون جادا ومخلصا في مسألة تحقيق السلام. كل من تعامل مع هذا الرجل في القضايا السياسية والقضايا اليومية يعرف أنه من الصعب أن تصل إلى قناعة في ماذا يفكر، فهو يقول شيء ويفعل شيء آخر ويمكن أن يغير رأيه عشرات المرات في اليوم الواحد. وكان السؤال من البداية هل سيقبل الفريق البرهان الدعوة وأن يكون صادق وجاد في الاستجابة بالنظر للأوضاع السيئة التي وصلت إليها البلاد وأن واقع الحرب مختلف عن واقع المناورات السياسية لأنه مرتبط بحياة الناس ومعايشهم وهذا الواقع فيه موت وفيه سحل وفيه خروج البلاد بالكامل عن سيطرة أي سلطة مركزية محددة.
كنا نعتقد أنه سيتعامل مع الأمر بجدية، لكن المخيف أن البرهان وافق في البداية شفاهة من غير أي التزام مكتوب. وكما تخوف البعض، جاء الرد المكتوب بالتأمين على الموافقة على الجلوس من حيث المبدأ، لكنه وللأسف تعامل مع تنسيقية القوى الديمقراطية المدنية (تقدم) وكأنها الناطق الرسمي باسم خصمه العسكري على الأرض وقام بوضع شروط هي في الواقع نفس الشروط التعجيزية التي ظلوا يرددونها في كل المحاولات السابقة.
تحقيق مكاسب عسكرية عن طريق التفاوض
ونوه الدكتور بكري الجاك إلى أن منطق الأشياء يقول إنه لا يمكن وضع شروط للتفاوض تشمل الأشياء التي فشلت في تحقيقها عسكريا. الوضع الطبيعي إنك تنخرط في عملية تفاوض للوصول إلى وقف عدائيات والوصول إلى وقف إطلاق نار شامل وأن يتم التوافق على التزامن في تطبيق كل المتطلبات مثل خروج القوات من الأحياء السكنية ومن المدن ومن منازل المواطنين وأن يكون ذلك جزء من شروطهم.إذن ما كان متوقعا يبدو أنه للأسف الشديد في طريقه للحدوث، وأتمنى رغم كل ما يحدث أن تكون للفريق البرهان تصورات مختلفة وأن تكون هذه المواقف هي جزء من الصراع الداخلي بدلا من أن تكون فرصة دعوة (تقدم) هي وسيلة للمناورة وكسب الوقت على حساب حياة الناس ومعاشهم وفرص المستقبل. لأنه في حال التعامل مع هذه الفرصة كمناورة وأنهم مستمرون في الحديث عن حوار سياسي مع كل القوى السياسية لا يستثني أحدا، وهي الصيغة المفضلة لعودة الفلول وبقايا النظام البائد ليلعبوا دور سياسي في الحياة السياسية المستقبلية وهو جزء من المخطط الكلي للبرهان.
السلام مقابل الإفلات من العقاب
وأضاف القيادي (بتقدم) أن السودانيين كانوا مستعدون لسماع هذا الخطاب في حال إذا ما كانت هذه القوة الغاشمة بكل ما ارتكبته من جرائم مستعدة لشراء المستقبل وتتعاون مع جهود وضع البلاد على طريق الانتقال الديمقراطي والاستقرار السياسي وتحقيق السلام وأن تناقش كل القضايا في إطار مشروع وطني شامل وعدالة انتقالية مع مراعاة أن قضايا الحق الخاص لا يمكن لأحد أن يفتي بشأنها. الإفلات من العقاب هو جزء من التاريخ الطويل والمرير في السودان ولا أعتقد أنه بعد هذه الحرب والكلفة الكبيرة التي دفعها السودانيون هناك سبب يدفعهم لقبول هذه المساومة. الحقيقة أنه لم يتبق لهم شيء كما لا يمكن إقناعهم بعد كل هذا القتل وهذه الخسائر بصيغة “أنا مستعد لصنع السلام مقابل ضمان بقائي على رأس السلطة وألا أحاسب على ما فعلته من قبل.”
فراغ سياسي مصنوع
وحول الفراغ السياسي الناتج عن عدم وجود أي مبادرات لحل متفاوض عليه لأزمة الحرب واحتمالات التصعيد العسكري في هذه الظروف، أكد الدكتور بكري الجاك أن (تقدم) تبنت توجها واضحا منذ البداية يقوم على التواصل مع طرفي الحرب وسنواصل بذل جهودنا ونستمر في التواصل مع القوات المسلحة ولن نيأس. سنعيد تجديد الاتصال مع الفريق عبد الفتاح البرهان وقيادة القوات المسلحة بصورة مباشرة وبالرسائل المكتوبة أو حتى عن طريق الاتصالات غير المباشرة مع بعض القادة لحثهم على أن هناك صيغة ما لإنهاء النزاع.
كما سنواصل الاتصالات والحديث مع قوات الدعم السريع للتفكير بجدية في كيفية إنهاء عذابات المدنيين. نحن واعون أن هناك الكثير من الصراعات المعقدة داخل هذه القوات تحول دون السيطرة عليها وهذا ليس بالأمر الجديد. ومن المعروف أنه عند انهيار سلطة الدولة وحدوث الحرب من السهولة لأي فاعل أن يتحرك، هذا لا ينفي أن قوات الدعم السريع ترتكب انتهاكات جسيمة وبشكل ممنهج. هذا لا يعني عدم وجود قوات أخرى لا تتبع لأي من طرفي الحرب وتستفيد من هذا الصراع وربما لديها تحالفات هنا وهناك وهي التي تقوم بعمليات التخريب. ولا يمكن وقف هذه الممارسات بتوجيه صوت لوم وإدانة لجهة. نفس الجهة التي يمكن أن تدين انتهاكات الدعم السريع صباح ومساء، لكن حقيقة الأمر الواقع والشروط الموضوعية التي تتيح ارتكاب هذه الانتهاكات هي هو غياب سلطة القانون وغياب أي سلطة من سلطات الدولة.
دبنقا
لم تأتي بجديد.. نفس المربع كل واحد يلوم التاني والحرب مستمرة.
الدعم السريع لا علاقة له بالسياسة من قريب لا من بعيد لأن من تأسيس الدعم السريع كان على النهب والسلب وحرق القرى وتشريد سكانها وهو ما فعله المخلوع البشير الدعم السريع خسر المعركة بتكلفة عالية جدا وليس لديه مقومات القتال لكسب اي جوله وما يكتب في الوسائط كله كذب نحن في نسكن في منطقة تمثل آخر جيب للدعم السريع الدعم السريع إنتهى وما يحدث في السودان نهب مسلح
الفوضى والتفلت هي نتاج طبيعي للحرب، اوقفوا الحرب تقف التفلتات والاعتداءات على الممتلكات والاعراض.
الدعم السريع يسيطر على اكثر من 95 من دارفور، وموجود في كردفان والجزيرة والعيلفون الخرطوم.
ده ما تفلت ووضع استثنائي، ده شغل ممنهج ومتكرر بنفس النمط