مقالات سياسية

بين (علوب) و (سناي) .. حكايات من الحياة!!

كثيرا ما نجد أناس رزقهم الله تعالى طيبة القلب وصفاء النية وحب الخير للآخرين .. هؤلاء الناس أصبحوا (عملة نادرة) في زماننا هذا الذي انتشر فيه كل قبيح (للأسف) وأصبح الفرد منا لا يجد الأمل ولا الطمأنينة ولا الإرتياح في الكثير مما ينشر على وسائل التواصل الإجتماعي.

هؤلاء (القوم) أصحاب الكتابات المتفردة هم من أسميهم (صانعوا الفرح)؛ لأنهم يبعثون في النفس الطمأنينة ويدخلون السعادة إلى الروح بما يكتبونه وينشرونه في المجموعات المنتشرة في الفضاء الإفتراضي الفسيح والمليء بالغث والسمين.

لقد منح الله تعالى هذه الفئة من الناس الروح الإيجابية والمقدرة الجبارة على صنع الفرح وإشاعة كل ما هو جميل بين الناس .. وهم بذلك يبعثون الهدوء والطمأنينة في النفوس ويساعدون الناس على تجديد الأمل والعزيمة لمواجهة تحديات الحياة وصعوباتها.

هؤلاء (الخيرة) من الناس ينثرون كل ذلك الحب والخير على من حولهم (بلا من ولا أذى) ولا ينتظرون مقابلاً لذلك؛ كما أنهم لا يتصنعون هذا الفعل الجميل؛ بل يكتبون بصدق وإخلاص عما تجود به قريحتهم وما يجيش بخواطرهم من أفكار محاوليين تبسيط الأمور والحرص على نشر التفاؤل وتقوية العزيمة لدى الناس .. والواضح أنهم جبلوا على هذا الأمر وأصبح ديدنهم في الحياة؛ ولذلك لا نكاد نراه غريباً عليهم؛ لأنها هبة من الله الخالق القدير الذي منحهم هذه القدرة على إسعاد من حولهم من خلال ما يكتبونه وينشرونه من التفاؤل والطاقة الإيجابية والتحفيز المستمر؛ وهم أيضاً ينشرون معلومات تفيد القاريء وأحياناً تلفت نظره لأشياء لم يكن ينتبه إليها، وكل ذلك في قالب سهل ومبسط وبدون تعقيدات وهذا هو أكثر ما يميزهم.

بالنسبة لي أعتبر “أن الكتابة لدى هؤلاء هى مجرد (إلهام) يطوف عليهم فينقلونه لنا لأجل إسعادنا” .. ولا أخفي عليكم سراً أنني أكتب الآن عن هذا الأمر وفي مخيلتي أحد هؤلاء (المبدعين) أو (صانعوا الفرح) كما أطلقت عليهم وهو الأخ العزيز أحمد سناي، والذي جمعتني به إحدى المجموعات على تطبيق (الواتساب) .. وقد أمتعنا حقيقة بكتاباته المميزة والمتجددة من خلال إبداع يصل حد الدهشة في كثير من الأحيان ويحسه القاريء في البساطة والتناول السهل والمتنوع للمواضيع وإختيار الكلمات وصياغتها في قوالب محببة .. وقد أستمتعنا كثيراً بما يكتبه، كما أضاف لمعلوماتنا الكثير بكتاباته الثرة والمتواصلة.

أيضاً يندرج تحت الإشراقات المضيئة المنتشرة على الأسافير؛ تلك السيمفونية الرائعة (يوميات علوب) .. وهي اللوحة الإجتماعية الوارفة التي يكتبها الإعلامي المتميز الطيب عبد الماجد ويستعرض فيها نماذج ملهمة من الحياة الإجتماعية السودانية الزاهية بكل تفاصيلها (العجيبة) وما تزخر به من لطف في المعاملة وسماحة الأخلاق والشهامة والمروءة والكرم والكثير من قيم المجتمع السوداني الأصيلة والمتجذرة.

(يوميات علوب) ينتظرها جمهور الفضاء الإفتراضي بلهفة وشوق كبيرين؛ نظراً لما تحتويه من مضمون أنيق بأسلوب السهل الممتنع الذي يبعث الفرح والسرور في نفوسنا جميعاً، وكثيراً ما يدخلنا في نوبة من الضحك المستمر الذي يصل حد (القهقهة)؛ فهي عبارة عن لوحة سودانية إجتماعية شاملة ومكتملة الأركان، ترسم (في كل حلقة) مشهداً متسلسلاً يتذكره ويعرفه كل منا جيداً لأنه لابد قد مر به خلال مرحلة من مراحل حياته؛ وهنا تتجلى (روعة المشهد) كما قال الفنان محمد الأمين (يرحمه الله) في رائعتة (الموعد).

لا شك أن الناس في زحمة الحياة ومنغصاتها الكثيرة يحتاجون لمثل هذه (الجرعات) من الأمل التي تبعث في النفس الحياة من جديد وتزيل عنها بعض ما يعلق بها من الكدر والضيق بسبب ما يقرأه المرء من أخبار الحروب والنزاعات والأخبار الكاذبة والشائعات والخلافات التي لا تنتهي.

أخيراً؛ فإن أمثال أصحاب هذه الكتابات التي تمثل نماذج مضيئة ومشرقة مما ينشر على وسائل التواصل الإجتماعي؛ لاشك أنهم كثر ولكن لم يسعفنا الحظ لقراءة كل ما يكتبونه ويسطرونه .. أو ربما لم يسعف الحظ بعضاً منهم لنشر ما يجيش بخواطرهم من أشياء جميلة تستحق أن تُروى للأخرين.

ولكل هؤلاء أقول أطلقوا العنان لكتاباتكم لتحكي هذه الإبداعات المختزنة وأملأوا الفضاء بالحب والخير وعذب الكلام؛ ونحن في إنتظار إبداعاتكم فلا تحرمونا منها.🔹

[email protected]

الثلاثاء ٢٣ يناير ٢٠٢٤م

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..