السلام المؤجل

يعتبر وزير خارجية السودان ان دار الاسلام هو حيث الكيزان وفلول البشير وجماعة الاخونجية وخارج حدود هذه الجماعات دار حرب ، لذلك يمارس هذا الوزير سياسة عزل السودان ومقاطعة المنظمات الدولية والاقليمية وعبر هذا النهج يصبح السودان دولة نائية منبوذة مما يفسح المجال لهذه الزمرة الاجرامية التنكيل بالمعارضين في مناطق سيطرتها مع تعتيم اعلامي شامل تمهد له هذه السياسة الانعزالية .
ومما لا شك فيه ان الهدف من تصفية المعارضة في مناطق نفوذ الاخونجية هواستعدادهم بشكل مبكر لسيناريو تقسيم السودان بعد ان تلقوا هزائم في مدن العاصمة الثلاث على يد ولدهم الشرعي الدعم السريع وانسحاباتهم الطوعية من ولايات دارفور والجزيرة . وما رفضهم لوقف الحرب سوى تمويه لاخفاء نواياهم التقسيمية عبر ايهام السودانيين بانهم عبر معركة الكرامة يرغبون بدحر الجنجويد واعادة توحيد البلاد، ولا عجب في ذلك لانهم اتباع دين يدعو الى التقية اي الى الخداع والتدليس والغش والغدر .
وفي الجهة المقابلة لا يمكن ان يصافح اي سوداني فيه ذرة من الوطنية سواء كان من دارفور مسقط رأس الدقلوين او اي مكان من السودان برابرة الجنجويد لان ما فعلوه في المناطق التي اجتاحوها يشبه هجوم الجراد على الحقول المزروعة في زمن الجفاف .والجدير ذكره في هذا السياق بان اغلب اركان برابرة الجنجويد هم من اتباع الترابي بعد المفاصلة وبالتالي هي حرب تصفية حساب داخل تيار اسلامي منقسم على نفسه يدفع ثمنها اهل السودان الذين لا ناقة لهم فيها ولا جمل. واما م هذا المنعطف الخطير في تاريخنا تقع على اي سوداني مسلم ان يختار احدى الشهادتين ، الاولى وهي ان يشهد بان لا اله الاالله وان محمدا رسول الله وبالتالي يكون قد قرر طوعا الانتماء الى تاريخ المسلمين وما يحمله هذا التاريخ من عفن وتراث من الاكاذيب والروايات والشهادة الثانية البديلة هو ان يشهد بان لا اله الاالله وان القران الكريم كتاب الله لاشريك له ( أي لا شريك للقران) وبالتالي يكون قد قرر طوعا الانتماء الى تاريخ الاسلام الذي يستجيب لهواجس المؤمن الذي ينشد الخلاص الفردي ولمن يحسم أمره ويختار الانتماء الى تاريخ الاسلام كل الاحترام اما من يجتر اكاذيب الفرقة الناجية وجداول العنعنة ( عن … عن…..قال ) التي أوصلت المسلمين الى الدرك الاسفل بين الامم . نقول له لا تقليد لميت وما عليك الا المصالحة مع الذات واتباع الصراط المستقيم كفى عوجا .
وحول الحرب الدائرة بين الوحوش: نستبعد نهاية قريبة لها خصوصا وانه لم يعد امر السودان وماسي اهله ضمن اولويات الدول الفاعلة حيث ان الصراع المستعر على النفوذ والسيطرة على البحر الاحمر اضحت له الاولوية وبعد حسم ذلك الصراع تنعكس نتائجه على وضع السودان بحيث يتم وضعه من جديد على خريطة النظام الاقليمي الجديدة اما كدولة فاعلة او كدولة مفعول بها .
هون عليك يا رجل لا تيأس .. الحرب دي ستنتهي لا محالة ولو بعد ١٠٠سنه..هو نحن اول بلد يدخل في حرب مش قبلنا كان في ناس داحس والغبراء.