مقالات وآراء

ضيعوك!!

 

الصباح الجديد

أشرف عبدالعزير

الحديث عن الخسائر الاقتصادية التي حدثت جراء الحرب لا تحتاج سبر أغوار أو إدامة نظر لاكتشافها، فهي مبذولة وشاهد العيان عليها حجم الدمار الذي طال المؤسسات الاقتصادية العامة والخاصة ..وقبل أيام بثت (الجريدة) على صفحتها على بـ(الفيسبوك) مقطع (فيديو) كشف حجم الخراب الذي لحق بمعامل (نوبيا) التي كانت تنتجها وصحف أخرى فنياً قبل طباعتها ومطالعتها من قبل القراء وربما لا يعرف كثيرون من يعملون خلف الكواليس من أجل تنويرهم وإمدادهم بالمعرفة.

أكثر من ٥ مليون عامل في السودان فقدوا وظائفهم بسبب الحرب ، واصبحوا هائمين على وجوههم بعد تسريح المؤسسات التي يعملون بها لهم نتيجة فشلها في الصمود جراء الخراب الواسع الذي طال الأصول وقضى على رأس المال.

في المقابل لم يجد هؤلاء العمال في ظل إحتداد المعارك والهجوم الفظ والعار على المواطنين من الطرفين سواء بالنهب والسلب من قوات الدعم السريع أو غارات الطيران الحربي على مساكنهم..لم يجُد طريقاً غير النزوح للولايات الآمنة للبحث عن الأمان وفرص العمل، فيما غادر بعض منهم البلاد إلى عواصم أخرى ولكن ما ينتظرهم كان سيان فقد فشلوا في الحصول على فرص عمل في الداخل والخارج.

اعتماد الأسر السودانية أصبح لحد كبير على المغتربين الذين ارهقتهم امتدادات الأسر المتضررة وبالتالي صعوبة توفير كل احتياجاتها من السلع الضرورية.

اما حكومة الأمر الواقع فهي غير مهتمة بمواطنها وكل همهما هو المحافظة على الكراسي ، وسيدرك أهل السودان ضخامة الفساد الذي حدث في زمن الحرب سواء في الاغاثة أو احتكار النقل والبترول وسيكشفون دونما عناء كيف عبث الممسكون بمفاصل الدولة بالاقتصاد السوداني في وقت الحرب والمعاناة والمسغبة.

بالأمس القريب وبينما تشتد الوطأة على المواطنين وتفتك بهم الحرب العبثية لم تجد وزارة المالية حلاً للازمة غير زيادة الدولار الجمركي من جديد ، وليت ذلك لتوفير الأغذية ووقف النزيف الذي بلغ مداه بأكل المواطنين لقمح (سام) أو مواد منتهية الصلاحية وإنما لتوفير العملات الصعبة لشراء المسيرات الايرانية للمواصلة في حرب الخاسر فيها هو المواطن السوداني.

أليس لكم عبرة في حرب الصومال التي استمرت قرابة الثلاثين عاما بسبب التعنت والتشرذم وما اشبه سودان اليوم بصومال الأمس …فإذا لم يعد للاطراف المتنازعة صوابها فهذا يعني أن الحرب ستكون حرب وكالة وحرب أهلية لن تخمد نيرانها قريباً.

ويبقى السؤال هل سأل المسؤولين اللذين يمسكون بتلابيب الأمور في البلاد كم أسرة الآن لا تجد ما تسد به رمقها نتيجة تشردها ونزوحها وفقدان عائلها لعمله؟ ، وماذا عن القلق الذي أصاب الأسر المستقرة جراء التهديد المتواصل لها بفقدانها الأمان والدخل الذي تعتمد عليه في العيش الكريم؟ ..من المؤكد بل والواضح أن المسؤولين لا يعيرون لحقوق الانسان وحقه في العيش الكريم إهتماماً ..وسيستمرون في بلع ما تبقى من موارد البلاد وتمتع أسرهم وأبناءهم بالحياة في أجمل عواصم دول العالم ومع ذلك يريدون من المواطنين حمل السلاح لحمايتهم.
الجريدة

 

‫9 تعليقات

  1. والله العيب في هذا الشعب الذي لم ولن يعرف أين مصلحته…
    ٩٠% من الشعب بعد الحرب انقسم اما مع الكيزان او الجنجويد او الحركات المسلحة سبحان الله!!..
    هذا الثالوث المجرم الفاشي الذي يدمر في البلد الان والشعب مغيب وجاهل والغريبة هذا الثلاثي ضد المدنية والديمقراطية والعدالة والسلام…انهم مجرد لصوص قتلي مجرمين اولاد زنا مجردين من الاحساس والإنسانية والتمدن جاءوا من الشوارع الخلفية المظلمة لا يهمهم ما يعاني منه المواطن من تشرد ونزوج وجوع ومرض وعدم تعليم وعلاج ومستقبل مظلم غير الافرازات الاجتماعية السالبة للحروب من ضياع أجيال وفاقد تربوي وتفكك اسري وانتشار الطلاق بين الازواج وانتشار المخدرات والدعارة وضياع الأخلاق وعندها يصبح المجتمع مثل الغابة التي تعيش فيها الحيوانات …
    الله لا بارك في الكيزان والجنجويد والحركات المسلحة اولاد الزنا…
    لا للحرب#

  2. المشكلة انو الكيزان يفوقون سوء الظن عليهم اللعنة الي يوم الدين ،هؤلاء ليسوا بشر والحرب لازم نستمر حتى القضاء على اخر كوز واتمنى من حميدتى أن يهجم علي بورتسودان حتى ينتهى من امر هذه العصابة التى تضم حكومة بنى كوز فكى جبريل والبرهان وابراهيم جابر ياسر العطا المخنث والعب كباشي لابد من تدمير بورتسودان وخليك من بابنوسة الآن لابد من القضاء علي بورتسودان اولا يا حميدتى.

    1. تاني في واحد مغفل نافع و عايش في غيبوبة جاب سيرة الكيزان و كأن الحرب ضد الكيزان و ليس الشعب السوداني و كأن المجرم حميدتي زعيم مرتزقة جرذان صحاري افريقيا يحارب من اجل الديمقراطية و هو الذي قام بضرب المعتصمين في القيادة العامة و هو شريك أصيل في الانقلاب ضد حكومة الفترة الانتقالية.
      الكيزان + قحت و بقية الأحزاب السودانية و ( النكب ) السياسية
      = وجهان لعملة واحدة و الضايع هو الشعب.

  3. أشرف عبدالعزيز كان كوز وكان رئيس تحرير صحيفة صوت الشعب والان رئيس تحرير صحيفة المخابرات الاماراتيه ( الجريدة )

    1. يا عزيزي جعفر نحنا ما عندنا صحفيين انما عندنا ( ارزقية) مقالاتهم مدفوعة القيمة.

  4. الكيزان رضوان الله عليهم عاش السودان فى زمنهم عصره الذهبي رغم أنف الرباعيه والثلاثيه

  5. اتقوا الله يا اشرف.. الشعب لم يقصر قام بالثورة ضد الفساد وضعف الاقتصاد وسلمها جماعتك ناس الحرية والتغيير لكنهم فشلوا في الحفاظ على الأمانة ولو في حدها الأدنى بانتخابات عاجلة ويا ليتهم اعترفوا بفشلهم وتركوا الأمر لآخرين لكنهم لا يزالوا يحلموا بالعودة بنفس الوجوه وتكرار نفس الفشل ذلك أن الأمر بالنسبة لهم سباق على السلطة والثورة وليس تحقيق الأمن والرفاهية للشعب.

  6. يا اخ المر الحنظل، ما قلته يؤكد المؤكد بأن المستفيد من الحرب ليس الكيزان كما تزعم قحت، بل ، على العكس تماما، المستفيد من إشعال الحرب هى قحت التى خططت واشعلت الحرب لابادة الكيزان. عليه فزعم قحت بأن الكيزان هم من اشعلوا الحرب لأنهم هم المستفيدين منها ما هو فى الحقيقية الا مجرد محاولة فاشلة لإخفاء حقيقة أن قحت هى وهى فقط من أشعلت الحرب لأنها هى، وليس الكيزان، المستفيد الأوحد من إشعال الحرب للقضاء على الكيزان. وهو الهدف الذى من أجله تحالفت قحت مع حميدتى وشقيقه ابتداءا .

  7. لما قحت عملتك المحلل السياسي وصاحب البصيرة النافذة المعبر عن رؤيتها وفهمها الضيق وغزت بك الصحف والفضائيات لماذا لم يفتح الله عليك برؤية استباقية لما حدث من اجل تفاديه؟ هذا في افضل الحالات انك كنت اعمى وقدمت للناس بأنك صاحب بصر وبصيرة!
    لماذا عملت على تعميق الخلاف والانقسام الهائل في صف السودانيين ولم تنصح قحت التي كانت تدعي تمثيل السودان وتدعي الشرعية بوجود فولكر ولجنته الاممية في صفها، لماذا لم تقل لهم نريد حوارا شاملا لا يستثني أحد؟ لماذا كنت تحرض على الاقصاء وحين حدثت نتائجه اصبحت تتباكى على الاطلال؟ لماذا لم تحدثهم عن النتائج التي ستقود لها لغة الكراهية وتمزق الصف الوطني؟ لماذا لم تقل لهم عن ضرورة الاتفاق على الحد الادني
    لماذا ايها المحلل العبقري لم تقل لهم اقصاء الاخرين بحجج مختلفة لاستبعاد فئات المجتمع المؤثرة سواء اردنا ام ابينا بمسميات لا يمكن ان تغني عن الحقيقة شيئا مثل “الفلول” ومثل “الاغراق” وغير ذلك من اجل الاستفراد بالحكم؟
    هذه يا اشرف بلادة ما مثلها بلادة ونجن الان اصبحنا لاجئين بالملايين رغم اننا من افقر شعوب العالم واصبحت كل الدول تعاملنا كما تعامل لاجئي العالم معاملة لا اريد ان اسميها.
    بالمناسبة الكيزان ديل تمكنوا بمعنى تمكنوا وهم ممكن يكونوا من حيث الحجم عشرة اضعاف قحت وجامعات السودان خرجت لهم خلال العقود الثلاثة الماضية ملايين الخريجين، فكيف ايها العبقري تجاهلت ذلك وظللت تدعم الحل بالقوة ضد هذه الفئة مقابل الحل بالتفاهم والحوار؟!
    ارجو الا تتباكى على النتيجة المحزنة التي وصلناها فأنت من مهندسيها ومن المجرمين الذين قادوا ملايين السودان لها بما فيهم الفقراء والضعفاء والايتام ومن ينامون الطوى لقلة ذات اليد.. انها جريمة واي جريمة هي

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..