مازال يرفرف شعار لا تعليم في وضع أليم

الخرطوم: عفراء فتح الرحمن
كلعنة حلت على التعليم والطلاب الجامعيين مازالت تستمر معوقات الدراسة في السودان، فمنذ اقتلاع نظام البشير وجائحة كورونا ومد وجذب في صراعات الحكومة الانتقالية وانتهاءاً بحرب 15أبريل.
فما مصير مستقبل الطلاب في ظل هذا المستقبل الضبابي؟
“ربما هي حرب الجهل أو حربا ضد التعليم”
هكذا ابتدر حديثه ماهر محمد طالب كلية الهندسة بعد أن قاربت الحرب على تمام العام، استأنفت جامعته الدراسة بولاية الجزيرة فما كان منه وأهله إلا أن أرسلوه إلي مدني التي كلفته الكثير حتى استقر ووجد سكن مع عدة طلاب آخرين يحاولون إنقاذ ما تبقى من مستقبلهم، لكن سرعان ما أشتعلت الحرب هناك من ما تسبب في توقف الدراسة وضياع كل مصاريفهم سدى. ولا يختلف كثيرا الحال عن ريان نصر الدين الطالبة بالسنة الأخيرة والتي عادت مع أسرتها مرة أخرى للخرطوم رغم استمرار الاشتباكات بعد أن فقدت بصيص الأمل لإكمال مستقبلها قائلة: “لا يوجد هناك ما نفعل من أجل حياتنا، لانملك مستقبل ولا أمن، على الأقل ننتظر نهايتنا في رقعة نملك جدرانها..”
الحرب حولت كل شيئ إلي خراب، طالت الأمن، العلاج، الغذاء وكل أساسيات آلحياة.
في محاولة يائسة نفخت بعض الجامعات في رماد ركود التعليم، وحاولت أن تنقذ ما تبقى وتسابق الأيام في ولايات أكثر أمن ولكن للأسف طالتها نيران الحرب أيضا وضاع كل المجهود في مهب الريح.
ولبعض الجامعات محاولة أخرى إذ ابتدرت الدراسة عن طريق (الاون لاين) وهذا ما قابله البعض بقلق شديد مثل ريل أسامة طالبة الطب بجامعة إبن سينا التي مازلت في وسط الخرطوم تعايش قلق الحرب وويلاتها مؤكدة أن الأمر معقد جدا من نواحي كثيرة قائلة: “بعيدا عن تردي الأوضاع أمنيا وماديا، نحنا بنعاني من صعوبة في شبكة الانترنت وانقطاع الكهرباء كيف حا نقدر نستمر في دراسة أون لاين!”
أما حسن عثمان الذي تحط المليشيا كالقرود على أشجار جامعته وهو طالب في السنة الأولى بجامعة الخرطوم قال: “هو نحنا فينا عقل للقراية في الوضع ده، ولا في زول عندو إمكانية دفع رسوم دراسة اصلا نحنا بالعافية بنحاول نلقط من حاجات هامشية نطلع بيها مصاريف لينا”
يبقى التعليم هاجس الكثيرين حتى الذين فروا خارج البلاد من نيران القصف مثل روضة حمزة طالبة جامعة الرباط التي فرت من ويلات الحرب لدولة مصر “ما بنقدر على تكاليف الدراسة هنا، وغير كده أنا ما مخططة اكمل دراستي غير في جامعتي، أنا حالياً نازحة ما شاغلني غير كيف ينتهي الاسم ده من وصف حالتي وأرجع لي بلدي”
وهذا أشبه بتفكير محمد فتح الرحمن الذي قال” أن الشروع في الدراسة فيه نوع من عدم المساواة فمنتسبين الجامعات هم طلاب قوميون يختلفون عن المدارس، فهم من ولايات مختلفة وظروف مختلفة والآن الحرب وضعت كل منهم في رقعة بها ظروف خاصة، فلن يستطيع الجميع الحصول على هواتف متطورة وانترنت وكهرباء وسداد الرسوم لمتابعة دراسته أون لاين، نحن حتى لا نعلم من فقد حياته ومن مازال على قيد آلحياة، كيف لطالب لاجئ مع اسرته في ولاية أن يسافر لولاية أخرى لمتابعة دراسته، الأمر برمته معقد، وهو يشبه بحال كثير فوضى هذه الحرب”
وفي محاولة من استنباط الواقع من أعين القائمين بالأمر سألنا الاستاذة إسراء محمد فأجابت قائلة: ” بعيدا عن ما نأمل وما مصير الطلاب أو التعليم العالي برمته، ففي ظل هذا الواقع نرى فقط جامعات سلبت وحرقت ودمرت واتلفت سجلات بعضها، ولايوجد سوى الرماد في الجامعات الحكومية والخاصة، ولا تعليق”
ووفقا للإحصائيات والتقديرات فاليوم حتى لو وقفت الحرب فأكثر من 60% من الجامعات فقدت معاملها ومكتباتها ودمرت بالكامل، وفشلت محاولة الدراسة عن بعد عندما تصادمت مع نزوح عدد كبير من الطلاب لمناطق لا تصلها شبكات الاتصالات والبعض لا يملك حتى امكانية الحصول على وحدات انترنت وغيرها من العراقيل.
في هذا الواقع الضبابي يقع مستقبل شباب هذه البلاد بين المطرقة والسندان، بعيون قلقلة يراقبون أيامهم تمضي وهم تحت ويلات تداعيات الحرب ينتظرون انفراج الوضع الأمني حتى يتنفسوا الصعداء ويعودوا إلي حياتهم التي يكسوها الأمل، يهرولون من جديد في طرقات الحياة.
فهل ستطول وقفتهم على محطة المستقبل؟
لعنة الله على الكيزان المنافقين تجار الدين.
حسبي الله ونعم الوكيل على الكيزان ومن لف لفهم.
اللهم يا الله انتقم من الكيزان ومن شايعهم من المنافقين تجار الدين
اللهم سلط عليهم الدعم السريع لكنسهم
من ارض السودان الي الابد
يستجب الله لدعاك اليوم قبل قد.