ما زال الامل مفقودا

من مهازل هذه الحرب تحول من أشعلها الى رحالة ومكتشفين . فالاول بات كولومبس ، حتى حطت به الاقدار مكتشفا متحف الجماجم في روندا. والرحالة الثاني، ابن بطوطة اكتشف في ترحاله بلاد المليون شهيد .والغريب في الامر انعدام الخجل الى حد اللامعقول!! فبأي عين يا برهان وبأي عين يا حميدتي تقابلان رؤساء الدول تاركين خلفكما عشرة ملايين مشرد والاف القتلى والجرحى ودمار في كل مكان وجوع ومرض في كل الحواكير والبيوت . أتذهبان للبحث عن وقف الحرب في الخارج ؟! وقرار وقف اطلاق النار بايديكما في الداخل . لكن معاذ الله ان يعلناه لان برهاننا منهمك في رد الكرامة وحميدتينا مشغول في حياكة جلباب الديمقراطية ولا وقت لديهما لوقف سفك دماء السودانيين . وفي الجهة المقابلة صحيح ان التيار المدني المناهض للحرب ليس في عداد الرحالة او المستكشفين الرسميين لكنه اختار طريق الاستطيان بديلا ، والدليل ان مبعوث الامين العام للامم المتحدة الى السودان رمطان لعمامرة ( اسمه يشبه اسماء السحرة ) قال انه قابل وفدا من “تقدم ” يقيم في كينيا اي مناضلين مستوطنيين خارج ساحة النضال وربما لاحقا سيلتقي مستوطني القاهرة واديس بابا وابو ظبي . وحقيقة الامر ان مايسترو الحرب الاميركي يتلاعب بالزمن عبر اختراع مسارات ومنابر جديدة عاقرة اخرها ما رشح عن لقاء جمع كباشي بدقلو الاخ في المنامة . ان نهج التنويم المغنطيسي التي تمارسه أميركا في معالجة حرب السودان لا يخفى على عاقل لكن للاسف معظم القوى السياسية المدنية مشدوهة بعظمة اميركا ولا تدري اننا ضحية تركيب نظام اقليمي جديد للبحر الاحمر قد تكون الاطاحة بوحدة السودان احدى مستلزماته ولعبة اميركا مكشوفة اذ تطلب انتقال السلطة الى حكم مدني علما ان فعالية التيار المدني تعادل صفرا امام قدرات الجيش والجنجويد فهل البرهان وحميدتي من القديسين حتى يخليان الساحة طوعا ام انهما سيدافعان عن مصالحهما ومصالح من يمثلان حتى الرمق الاخير هي لعبة مكشوفة لكن النحس حمدوك الذي واكب الثورة حتى اجهضها اختاروه مجددا ليواكب الحرب حتى تقسيم البلاد . ولا مخرج لنا من هذه الحرب الا ان تتدخل دولة ما وتفعل ما فعلته دولة جنوب افريقيا مع اسرائيل حيث ان مصيبة السودان تفوق مصائب غزة ، والدعوة واضحة هو ان جيش السودان يشن حرب ابادة ضد شعب السودان ومن المؤكد ان الدعم السريع هو جزء لا يتجزأ من جيش السودان . لان السلحية اذا تخلت عن ذيلها كي تبقى على قيد الحياة لا يعني ان ذنب السحلية المقطوع ليس سحلية . ان حجة التمرد لا تعني ان الدعم السريع ليس جيشا سودانيا يفتك بشعبه كجيش البرهان تماما .
وهل يسمعون او يقرؤون..لا بد من تجمع جديد لأصحاب الأجندة الوطنية فقط يقود المقاومة الشعبية السلمية والمسلحة للحفاظ على وحدة البلد ويكبح جماح أصحاب الأجندة الشخصية والحزبية والاجنبية الذين تسببوا في كل هذا الدمار ولا يزالون.