دافع الحرب وايقافها. لوتبصرون

***************
النظر للحرب الدائره الان فى السودان بمنظور انها صراع بين فئتين اومؤسستين احداهما صاحبة شرعيه والأخرى متمره جامحه ، ربما يختزل الأشكال فى الجانب الشكلى دون الغوص فى لب الموضوع وجوهره،. وهذا أيضا يقود لنتيجة غير سليمة لقصور النظره للعرض الخارجي دون الاعتبار لاصل المرض الذى قاد لهذه الحرب ، ودون ذلك يصعب توافر معالجة سليمة للازمه من جذورها و واجتثاث العله من مكمنها .
اساس الموضوع وجوهره ان دولة السودان الحاليه ورمزياتها المؤسسيه فى مسيرتها منذ الاستقلال وحتى يومنا هذا قد وصلت إلى طريق مسدود والى ذروة تفككها وعدم قدرتها على البقاء والمواكبه ،. وبدأت تتأكل وتبرز تناقضاتها بصورة صارخه ومتفاقمه مثلها مثل البالون الذى تم شحنه بأكثر من سعته مما جعل امر انفجاره حتمى ومنطقى .
وما يحدث الان هو بداية الانفجار التى تمثل الحرب الحالية نواته ،.
الحرب الحاليه ليس التغير لكنها بالضروره جزء من وسائل وادوات التغير الحتمى الذى لا مفر منه مطلقا حيث الحالة القديمة للدوله السودانيه أصبحت ظلام و جاهليه واوثان واصنام لا تتماشى مع الإشعاع التوعى التى اقتضته المرحله ومتطلباتها من قيم انسانيه متوافقه عليها عالميا باعتبارها ديانة وعقيدة العصر الذى يتوافق عليها العالم طوعا او كرها ، بالغصب او التراضى . الشعب السودانى مثل غيره من الشعوب كان تواقا لتلك القيم الانسانيه وظل يناضل ويقاوم ويكافح من أجلها فى دعاوى وحركات التغير بكل مسمياتها انقلاب او ثوره او انتفاضة.
وما يحدث الان ذروة الصراع بين جاهليه الماضى باصنامه ورمزياته ومكوناته المدنيه والعسكرية وبين مفاهيم التغير ومكوناته المتناثره بين فئات الشعب بدون عقد منظم او منتظم . حتى فئات وأفراد الجاهليه القديمه ان آمنت بالتغير تصبح جزء منه ، و الشاهد على ذلك أن المسلمين قبل البعث النبوى فى الجاهليه اسمهم الكفار والمشركين لكن عندما اشاع الهدى والنور فى عقلهم تغير سلوكهم واسمهم إلى المسلمين الاخيار و كذلك الحال الجنجويد والشعبى والوطنى وغيرهم من كيانات العهد القديم ان آمنوا بالتغير وركبوا فى سفينته ، مثلما عبد الاسلاف اللات والعزه ومناة الثالثه فى عهد الجاهليه هم أنفسهم من كسرها وحطمهما عندما استبان لهم طريق الهدى والرشاد ونور الحق حين لاح . يمكن اعتبار اؤلئك المذكورين رواد نهضه وتغير وينطبق عليهم او يطلق عليهم الإصلاحيين الثوريين والمجددين حيث عظمة روح التغير تجوب هنات الظلام مهما عظمت واشتطت، وايضا عظمة اى دعوة أن تخلص الناس من ماضيهم السئ المظلم وتقودهم إلى حاضر زاهى ومستقبل مشرق ليس،محاكمتهم والبطش لجرائم او سلوك لم يكونوا على بصيره من أمره حين فعلوه ،.
فيصل القول ان الحرب لن ولم يوقفها انتصار احد الفئتين المتصارعتين على الأخرى انما يوقفها انتصار التغير ودعاته على أعداء التغير وجاهليته باصنامها واوثانها وكهنتها القدامى المتصلبين قولا وفعلا .
انها حرب وصراع لا تقبل انصاف الحلول لأنها قدريه بأن يكون السودان بالتجديد او الفناء بالركون للجاهليه .. لا منطقه وسطى
يا ويل الشعب لو يرجع يعيش نفس جاهلية ما قبل ١٥/٤