مقالات سياسية

إِنَّ الحَياةَ قَصيدَةٌ أَعمارُنا *******أَبياتُها  وَالمَوتُ فيها القافِيَه

اتهم  مندوب السودان لدى الأمم المتحدة قوات الدعم السريع  بانها  جلبت المدافع والأسلحة الثقيلة والطائرات المسيرة بمساعدة الإمارات وتشاد، فضلاً عن تجنيد الأطفال، وجلب مرتزقة من موريتانيا والنيجر ومالي وبوركينا فاسو. وفي سياق منفصل  اعلن البرهان رفضه التحدث مع أي وسيط  سواء كان ذلك  في جوبا أو في القاهرة وطلب من حمدوك المجيء إلى السودان . اضافة الى ذلك أعاد الحرارة الى علاقة السودان بايران رغم ما يجري من احداث في البحر الاحمر حتى  ان اخبارا  وردت تفيد عن رحلات منتظمة لطائرات  شحن ايرانية  تحط في مطار بورتسودان حاملة اسلحة وقذائف مختلفة مع طائرات مسيرة لصالح الجيش السوداني.  ناهيك عن انسحابه من منظمة ايغاد التي اتت تتويجا لسياسة عزل السودان عن المنظمات الاقليمية والدولية المعتمدة  من قبل البرهان ، اضافة الى رحلته المفاجأة الى الجزائر . هذه الحيوية السياسية المفتعلة  تؤشر الى حالة من الارباك الشديد يعانيه مشروع الحركة الاسلامية  المصمم من علي كرتي والذي ينفذه البرهان بذهنية قاتل فرج فودة  حيث تجلت هذه الذهنية المأساوية الغبية خلال محاكمة القاتل عبر الحوار التالي:    سأله القاضي : لماذا قتلت فرج فودة؟  أجاب: لأنه ينشر كتب تدعو إلى الكفر والإلحاد.وعلى ىسؤال : هل قرأت هذه الكتب؟ أجاب القاتل: لا، أنا ما بعرفش أقرأ ولا أكتب.                                                                                                                           لماذا يصر البرهان على التصرف كأنه خريج جامعة افريقيا الاسلامية ولا يتصرف كخريج الكلية الحربية السودانية ؟ هل يعلم البرهان ان تعاليم البنا وسيد قطب الاجرامية لو صنع منها حقن لكانت قضت على كينيث إيوجين الذي  أعدمته ولاية ألاباما الخميس الفائت مستخدمة غاز النيتروجين بشكل اسرع بكثير . خصوصا وان تعاليم الثنائي البنا – قطب مجربة اذ قضت على ملايين السودانيين من الجنوب وحتى النيل الازرق واليوم في كل البلاد . حتى ان فكرة الحرب بالوكالة هي من انتاج العقل الاسلامي المدمر حيث ان الدعم السريع خاض حرب بالوكالة نيابة عن الجيش واخذت اميركا  هذا النموذج لاستعماله في استراتيجيتها الخارجية بينما المسلم لا يجيد الا قتل اخاه لذلك استخدمت داخليا في السودان .

وعلى البرهان ان يتعظ  لما يجري في ليبيا  حيث ان  الاسلوب المعتمد  من  أميركا مع الملف الليبي  سيجري تطبيقه في السودان لاحقا والدليل انه مع اقتراب الانتخابات البلدية هناك يبدو ان أميركا تريد تمكين حفتر من الهيمنة على السلطة حيث نشطت الوفود الاميركية في تقريب وجهات النظر بين الغرب والشرق مع انحياز واضح لتحقيق مطالب حفتر اضافة الى تناغم روسي اميركي في الموقف من الحرب الليبية حيث ان الطلاق بينهما في الملف الاوكراني يقابله مساكنة في الملف الليبي . وبالتالي فان أميركا سوف تميل لاحقا الى حميدتي بسبب ارتباط الجيش مع حركة علي كرتي . وبالنسبة لما يجري في البحر الاحمر فرغم ما يبدو من عداء بين اميركا وايران فان القراءة الصحيحة  يجب ان لا تخفى على أحد ، ان ايران بالنسبة للاستراتيجية الاميركية  هي صديق في ثياب عدو حيث انه قبل التفجيرات الاخيرة التي نفذتها  حذرت الاستخبارات الاميركية  السلطات الايرانية قبل وقوعها وهذا دليل طازج ناهيك عن مجاورة الجيوش الاميركية لحدود ايران من ناحية افغانستان والعراق لسنوات طوال ولم تحاول اميركا ضرب ايران حتى بوردة واحدة .ناهيك عن الدلع التي تحصل عليه ايران في ما يسمى الملف النووي. بالمختصر ان ايران هي حصان طروادة اميركي لتمزيق العالم العربي وخلق شروخات في العالم الاسلامي هذا هو الوجه الحقيقي للحصان لكنه يرتدي قناع العداء لامريكا. لذلك على البرهان ان يتخلى عن عناده ويلتزم  سياسة فصل الجيش عن الحركة الاسلامية لان استمراره في هذا الخط سيؤدي الى انهيار الجيش وما يترتب عنه من تمزق لوحدة البلاد وهذا ما تريده أميركا . لكن ما اوردناه في المقدمة لا يعني اننا  نميل الى برابرة الجنجويد كلاب ود زايد  او ان يبقى حمدوك يدعي الوطنية  ويمارس النضال الوهمي الكاذب من خارج البلاد مع زمرته . على تقدم ان تتقدم الى البلاد  وعلى حليفها حميدتي ان يحميها  هي ورقة مكشوفة فلماذا الخداع ؟

تعليق واحد

  1. لا أظن أن الأمور بهذه السهولة بالنسبة للبرهان.. 30عام من الحكم لا يمكن شطبها بجرة قلم.. سذاجة قوي الثورة وقلة خبرتها وغباء مفكريها ان وجدوا قادتنا الي هذه التهلكة.

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..