مقالات سياسية

 قصاصات في نقد العقل النيلي

في الحق أن الكتابة عن تاريخنا، وعن الهجرات التي جرت في سهوله وبواديه، يحتاج منا إلى صبر وأناة، ونحن في بلاد النيلين، نكره هذا الصبر، ونبغض هذه الأناة، نحن سيدي لا نجيد إلا النوم والغطيط الذي نلح عليه، ونسرف فيه، أنا لا يخالطني الظن، أن من أسعد الأوقات التي ننتظرها ، ونتوق إليها، هي الساعة التي نتجه فيها إلى مضاجعنا، ونطفئ وميض الأسرجة اللاغبة، ينبغي علينا   أن نطنب في تقريع أنفسنا، ولومها وعتابها على ذلك التقصير، ومجاهدة هذه المهج التي لا تميل إلا إلى الدعة والركون، إن الحقيقة التي يجب أن نحفل بها ولا نهابها، أن حصاتنا تأنف أن تبقي خلاياها في حركة يقظة قوية، هذه الحركة الوثابة بلا شك، كفيلة بأن تبعث فينا واقعا نتبينه دون مشقة أو جهد، أن كل فردا منا، باستطاعته أن يكون مفكرا مغرقا في التفكير، حتى وإن كان بينه وبين صومعة الفكر آمادا طوال، حينها فقط يعود للسودان تأثيره ، يعود إليه ألقه وبريقه ونضاره، ويتحرر حينها من أسر هذه الحسرة اللاذعة التي أدميناه بها، بفضل تقاعسنا وخمولنا الفكري.

نحن في السودان نخشى كثيرا من أهوال الفكر حتى قبل أن نطرق أبوابه، والباحث لو تدبر في كنه هذه الأهوال لن يظفر منها بشيء، ورغم هذه الحقيقة الناصعة، إلا أن أحاديث الباحثين عنها لا تنقطع، إن الواقع المرير الممض، أن كل باحث يريد أن يعبر بحر الفكر العباب، محمولا على كتف احد اخوته، وأن يجد في حمله إياه مظاهر الرفق واللين، هذه الخشية وهذا التواكل، يعيننا على أن نفهم هذا الازورار على اقتحام ميادين الفكر، رغم أن السودان، يحمل طائفة من   خصائص الفكر التي تختلف في   أمزجتها وطباعها،والتي من السخف أن نغض عنها الطرف، ولا ننكب عليها لأن فئة كبيرة من باحثي السودان لا تستطيع تحمل هذه الآثار التي  نستطيع لها دفعا، والتي تصطدم في الكثير من معالمها مع ألوان الحياة الاجتماعية.

وحتى نحلل هذه الهيبة ونلخصها نقول في اختصار، أن من أكبر عوائق الفكر في السودان، نظم المجتمع وقوانينه، فهي التي تحد من ركضه وانطلاقه، إن حياتنا الفردية والاجتماعية هي التي تفسد كل ما نرتجيه من رياض الفكر، وتنقص علينا رياحينه التي نبتغي لثمها واستنشاق عبيرها، كما أن الشخصية السودانية تنفر من مذاهب الفكر الفلسفية، فأوصاب الحياة وعنتها، تسيطر عليها سيطرة كاملة، فالناس في سوداننا كل الناس،

منتظمين في حياتهم المادية والمعنوية، وملتهين عن ثروة السودان الضخمة التي نغمض أعيننا عنها، ونخشى أن تضيع بسبب الخشية والتردد والاشفاق

د. الطيب النقر

‫8 تعليقات

  1. (أن من أكبر عوائق الفكر في السودان، نظم المجتمع وقوانينه)
    هذا ما جادت به قريحتك النتنه
    وانا اقول أن من أكبر عوائق الفكر فى السودان هو انصاف المثقفين من الدهماء أمثالك. أيها الكوز الدعى مالك أنت والفكر؟ دعك فيما أنت فيه من مراهقه فكريه وكتابات هايفه فى زمن يموت فيه انسان السودان الذى تتهمه بالكسل تحت انغاض منزله بسبب طائرات البرهان الحربيه
    هذا اذا لم يمت جوعاً او بسبب انعدام الدواء. وحينما يرمى الشعب السودانى بأمثالك من منتجات الفكر الأسلاموى وسواقط الكيزان الى مزبله التأريخ حينها فقط ستتاح الفرصه لنخوض غمار الفكر بعيداً عن منتجات الهوس الدينى . لن تجدى محاولاتك البائسه نفعاً فى صرف الانظار عن جرائم جيش على كرتى بقياده المعتوه البرهان.
    كلما كتبت عن الشعر الجاهلى وادوات النقد والفكر والقبيله سنكتب عن جرائم البرهان وحثالات اللجنه الامنيه
    وكلما حاولت أن تذر الرماد فى العيون بمواضيعك المبتزله لتخفى جرائمكم سنؤكد على تدوين هذه الجرائم ونثبتها فى الذاكره. وهذه دعوه لكل القراء الذين طالهم بطش إخوان الشيطان خلال هذه الحرب او قبل ذلك فى بيوت الاشباح ومعتقلات امن الدوله وزنازين المخابرات لكل من عانى الأمرين بسبب شطط وبشاعه ولا إنسانيه الكيزان
    أدعوكم جميعاً بالرد على هذا الكوز المأجور فقط بتدوين جرائم الكيزان وأن لا تعيروا ما يكتبه من مواضيع هايفه ادنى اهتمام، حتى لا ينال مقصده وينجح فى صرف الانظار عن ما يرتكبه جيش على كرتى من جرائم وأهوال فى حق الشعب السودانى.

    1. شكراً ود السكة حديد
      قولك : (ثروة السودان الضخمة )
      ما أوردنا الي الهلاك إلا مثل هذا ( البوبار ) عندنا وعندنا , نحن اكبر بلد , نحن اشجع ناس , نحن أكرم ناس , وقولي شنو وقولي منو , يا أخي البوبار لبسناهو شعار وسوار في يد نسوانا , وجات نأكل مما نزرع وشعار الإنقاذ الغبية . وضاع ثلث السودان بعد الحروب العبثية ونحن الأن علي إعتاب ضياع الثلث الثاني (دارفور) يلا خموا صروا . بلد زي الامارات مساحة وتاريخ , الحاج يوسف اكبر وأقدم منها هزموا جيش الهنا بالريموت كنترول . خليك في ( الفلفسة ) علي قولة بدو (اللمارات) .

  2. الطيب النقر: وصية الترابي الاخيرة.. والمنظومة الخالفة
    https://www.raialyoum.com//الطيب-النقر-وصية-الترابي-الاخيرة-والم/
    وفيها يقول الكوز المطرعق الطيب عبد الرازق:
    حملت “منظومة النظام الخالف” تلك الورقة التي اقترحها الترابي مُراجعات وتقييماً كاملاً لتجربة الإسلاميين في حُكم السودان، فضلاً عن تجربة المؤتمرين الشعبي الذي يقوده هو والوطني الحاكم- فيما مضى- بقيادة الرئيس عمر البشير، لا سيمَّا أن الورقة … الخ .. الخ

    يا جماعة الكوز عمرو ما بنضف !! او كما قال عنه احد المعلقين “الكوز ذلك الجهلول” !!

  3. هذا العالم النحرير طرح قضية يقتضي معالجتها التفكير الفلسفى العميق. ما علاقة هذه المبادرة بالكيزان أو الشيوعين أو اليهود. من العدل أن ننقاشه فكره بفكره . اما أن نطلب منه أن لا يفكر فى زمن الحرب فانظروا إلى ما يفعله الاجئون السودانيون فى مصر، مثلا ، من الحفلات والمراقص فى نفس فترة الحرب.

    1. نقطة في غاية الوجاهة ونأخذها في الاعتبار … ولكن يا اخ كريم احمد يحيى ليت الطيب النقر كان يتراقص مسكسكًاً مع الآجئين الراقصين في حفلات القاهرة … او ليته كان يفكر ..

      ابداً النقر كعادة الكيزان عامل فيها باحث ومفكر بلا منهج او ذائقة مدربة ..

      يعتقد مثل معظم عاهات الجهل النشط الكيزاني ان التنطع اللغوي -تشبهاً بالترابي- هو البحث العلمي ..
      ويظن مخطئاً ان الانشاء والانطناب والحذلقة والفذلكة هي ما يقوم به المفكرون !!
      ولا نلومة كثيراً فيبدو ان الجماعات الملايزية ضعيفة في تدريب طلابها علي مبادئ و اوليات المنهج العلمي والالتزام بالصرامة والاستقامة المنهجية ..

      إسهاب وتطويل وحشو فارغ وجمل غير مترابطة ، ولايقول لنا شيئاً سوي انا موجود إذن انا اكتب !!
      حتي يفوق الطيب النقر ويكتب مقالاً رصيناً فيها منطق وحجج خارج المحسنات البديعية ، مقال مترابط .. حتي يفعل ذلك فسوف لن يجد منا سوي التقريع والسخرية !!

  4. اين نقد العقل فى هذا المقال ؟ كن حصيفا ولا تلقى بنفسك فى مهالك فلسفية لا قبل لك بها!! رحم الله الاستاذ محمد عابد الجابرى لو قرأ هذا المقال لاستفرغ مافى جوفه من سذاجة الطرح.

  5. الكيزان تنظيمهم قائم علي المنقول وانا هنا لا اتكلم عن منقول التراث الاسلامي كحزب اسلامي لا انا اتكلم عن المنقول الهرمي من القيادة للقاعدة ولايوجد اي مجال او حق للفكر والتفكير للقاعدة وما عليهم غير السمع والطاعة وهذا واضح الآن القاعدة الكيزانية كل كلامهم و اكاذيبهم واحد لانها منقول لهم ولديهم توجيه بنشرها للعامة دون تفكير او نقاش لذا تجد جميع الكيزان يتحدثون عن كلام غير منطقي وغير معقول وغير عقلاني وتجدهم مصريين عليه والطريقة دي افقدت جميع نشطاء الكيزان والمتعاونين معهم فقدوا مصداقيتهم ولا يستمع لهم غير حيرانهم وقطيعهم

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..