مقالات سياسية

البرهان، و خطة البصيرة ام حمد

خليل محمد سليمان
العنوان مقتبس من تعليق احد الاصدقاء، اعتقد العنوان الانسب للخطة التي إنتهجها البرهان، و القيادة في هذه الحرب، و لا تزال قائمة.
الحقيقة المجردة ان البرهان، و القيادة تتحمل المسؤولية الاخلاقية، و الجنائية في قضية الانسحاب من مدني..
الشاهد..
عدم التحقيق في القضية طيلة هذه المدة..
هذا يعني ان القيادة تعلم بالإنسحاب، و هو مدرج ضمن جدول الخطة العامة لها و الذي بدأت بإسقاط الحمولات الزائدة..
شرحنا في مقال سابق كيفية التخلص من مؤسسات، و مناطق، و مدن لعدم توفر قوة كافية للدفاع عنها، و ربما حملها سيشكل عامل ضعف، و ضغط..
 في هذه الحالة يكون الإحتفاظ بالقوة فقط للدفاع عن جدول من المناطق و المؤسسات يتم وضعه بعناية حسب مصلحة القيادة، و تماسكها..
ما يؤكد ما ذهبنا اليه تم التركيز علي مواقع تُحسب علي اصابع اليد الواحدة هي القيادة، ، و المدرعات، و المهندسين، و وادي سيدنا، و الاشارة كجيب في بحري.
لماذا هذه الخطة؟
لإدراك القيادة بإستحالة الدفاع عن مواقع اكثر من ذلك حسب ما لديها من إمكانيات..
تُعتبر هذه الخطة جريمة مكتملة الاركان..
لأن إعتمادها يسقط مسؤلية دستورية وهي حماية الجيش للشعب، والحفاظ علي ممتلكاته، و مقدراته..
لطالما إنكفى الجيش ليحمي نفسه، و جزء من مقراته، و شعبه يتعرض للقتل، و التهجير القسري، و النهب، و السلب فاصبح وجوده و عدمه سيان لدي الذي قُتل، او نهبت امواله، و ممتلكاته، و اهدرت كرامته و هجر من بيته، او من اغتصبت، و فقدت كرامتها.
البعض ذهب ليبرر بان الجيش حافظ علي الدولة من السقوط و تنفيذ المخطط لإختطافها..
هذا واجبها، و حماية المواطن اوجب واجباتها، و لا تنفك مسؤولية بسبب اخرى مهما كانت الاسباب، او المبررات..
لطالما كل إمكانيات الدولة تحت تصرف القيادة قبل الحرب بزمن كافي فلابد من السؤال..
لماذا لا يوجد جيشاً لحماية المواطنين، و الحفاظ علي حياتهم، و ممتلكاتهم، و صون كرامتهم امام ايّ خطر في ايّ لحظة كانت معلومة او غير معلومة..
مع العلم القاصي، و الداني كان يعلم ان البلاد تسير نحو المواجهة، و الحرب، إبتداءاً بالانفلات الامني، و ما ادراك ما تسعة طويلة..و عدد تسعة جيوش داخل العاصمة..
شعرت القيادة بالحرج حيث تطاول امد الحرب دون احراز تقدم، فكان لابد للقيادة ان تبحث عن خطة بديلة تجعلها تخترق هذا المشهد..
لم تمتلك القيادة قوة جديدة تدعم خطتها، لتحقيق إنتصاراً مطلوباً و لو بشكل جزئي، او زائف للحفاظ بالحد الادنى من تماسك الرأيّ العام، و عدم تآكل التأييد الشعبي الذي يمكن ان يصل الي فقدان شرعية وجود الجيش نفسه.
الذي تمتلكه القيادة هو ان تجعل من العدو ان ينتشر في اوسع رقعة حتي  تضعفه، ثم تحدث إختراقاً في المشهد..
البديهي لا يملك الجيش بشكل مباشر المبادرة ليقوم بفرض الامر الواقع علي العدو للإنتشار…
بل اثبتت الايام ان للقيادة تواصلاً مع الدعم السريع  في صورة قادة، و ضباط في صفوف الجيش يعملون مع الدعم السريع..” طوابير”
ما يُثبت هذا ان للقيادة علم  بكل تفاصيل الضباط الذين يعملون لصالح الدعم السريع، و الإحتفاظ بهم في مواقع قيادية حساسة..
الثابت ان اللواء احمد الطيب دعامي بعلم القيادة، و اشرنا في هذه المساحة لبعض الضباط الذين ظلوا يعملون لصالح الدعم السريع نهاراً جهاراً، حتي المواطن العادي اصبح يعرفهم، و كل تفاصيل حركاتهم، و سكونهم.
إذن الإنسحاب من مدني لم يكن تكتيكياً لأن الإنسحاب التكتيكي لا تذوب القوة او تختفي لطالما هناك اعمال تقوم بها الفرقة المنسحبة..
اقتربنا من الشهر الثالث، و لم يرى احداً ايّ وجود لفرقة كاملة، و إختفى قائدها، و ضباطها عن الوجود..
لا مبرر لعدم ظهور الفرقة لطالما لم تسقط باعمال قتالية، اذن تم الإنسحاب بشكل منظم وفق خطة.
المعلوم تحتاج الوحدات التي تنسحب نتيجة لخسارة في القتال الي فترات زمنية للتأهيل النفسي..
من البديهي إنسحاب الفرقة الاولى تكتيكي، ففي هذه الحالات تقوم الوحدات المنسحبة باعمال قتالية بعد ساعات، قبل ان يتمكن العدو من المكان لطالما كانت الوحدة المنسحبة تسكنه و تعرف كل تفاصيله الجغرافية اكثر من العدو..
عسكرياً.. مرور ايّ ساعة تعزز وجود العدو في الانتشار، و معرفة الارض، و الجغرافيا..
عسكرياً لا يفصل الإنسحاب التكتيكي و القيام بعمليات قتالية وفق خطة القيادة سويعات.. إن زاد عن الايام في اصابع اليد الواحدة، فيُعرف بالإنسحاب الإستراتيجي، او الإنسحاب وفق خطة سياسية..
الثابت ان القيادة امرت بالإنسحاب، و تعلم يقيناً انها لا تمتلك القوة الكافية لإسترداد الجزيرة  في المدى القريب او المتوسط حسب عمر الحرب قاب قوسين او ادنى من تجاوزه.
اخيراً..
يظل عار تسليم الجزيرة، و الإنسحاب منها بهذه الصورة يلاحق البرهان، و قيادة الجيش مدى الدهر..
طال الزمان او تقاصر لابد من الحساب، لا يجب ان تسقط هذه الجريمة حتي بعد الموت، فلابد من عقد محاكمات رمزية علي شواهد قبورهم و إصدار احكاماً لتكون شاهداً علي الخيانة، و الخنوع  الذي ادى الي موت الآلاف، و فقدان  اهم ولايات السودان من الناحية الإستراتيجية، و تشريد ملايين النازحين الذين هم في الاصل نازحين..
كسرة..
كل المدن التي سقطت هي مهمة بالدرجة الاولى، و سكانها سودانيون بالاصالة فجميعها قاومت، بعد حصار، و صمود و قتال لشهور عددا ، فهذا رفع عنها الحرج، إلا مدني برغم اهميتها الإستراتيجية لكل مواطن سوداني حيث كانت المركز لتوزيع السلع، و البضائع لكافة اقاليم السودان، و إدارة كل إقتصاد البلاد..
زد علي ذلك لقد نزح إليها اكثر من ثلثي سكان الخرطوم..
 لقربها من الخرطوم ، و اهميتها لا يمكن ان نتجاوزها ما لم يؤخذ بالقصاص..
تظل خطة البصيرة ام حمد ” البرهان” جريمة تستوجب العقاب..
اها كدا فهمتوها، و لا لسة؟

‫5 تعليقات

  1. نعم واسف ان أجد نفسي اتفق معك ولو جزئياً وانا على علم بأنك داعم من الدرجه الأولى لجيش على كرتى وقد صرحت بها جهاراً.
    اقول نعم سوف يحاكم بيدق الكيزان المجرم البرهان ولكن ليس بسبب سقوط مدنى بل بسبب ما ارتكبه من جرائم فى حق السودان وفى حق الشعب السودانى ابتداءاً بجريمه تغويض الدستور والانقلاب على الحكومه الانتقالية ومروراً بجريمه فض الاعتصام ونشر الفوضى والرعب عن طريق عصابات الكيزان ( تسعه طويله) والاغتيالات اثناء المسيرات المليونيه والتحريض على الفتن القبليه وضرب الاقتصاد بالتحريض على قفل الميناء وبتهريب مجرمى المؤتمر الوطنى من سجن كوبر والتستر عليهم وإنتهائاً بأشعال الحرب وقتل المواطنين بالطائرات الحربيه والمسيرات الأيرانيه . هذا غيض من فيض جرائم البرهان التى يجب أن يحاكم عليها وليس سقوط مدنى، فجيش على كرتى الذى كنت تنتمى اليه فى يوماً ما بقياده الدميه نمر الورق البرهان وسواقط اللجنه الامنيه، سيذهبون الى مزبله التاريخ وستعود مدنى ويعود كل السودان الى بنيه بقياده القوه الديمقراطيه.

  2. وكل هذا التلاعب في امن السودان واستقراره يعود لضعف وهوان الجيش المؤدلج المهزوم المهلهل. …

    جيش يقتص اكثر من 80% من ميزانية الدوله لا يستطيع حماية مقراته دعك من حماية البلاد !!! .

    …لواءات وفرقاء الجيش المؤدلج رصعوا اكتافهم وصدورهم بكل ما طاب لهم من النياشين والدبابير ومنحوا انفسهم الرتب العسكريه العليا من دون اي حق.

    ..وخير مثال لهوان الجيش هو سلاح البحريه ،دونكم الكوز القمئ الفريق أول بحري فتح الرحمن محي الدين ، وكم هائل من الفرقاء البحريين من بينهم ابراهيم جابر ولكم بعض المعلومات :
    ..فريق أول بحري تعادل رتبة Admiral…
    …فريق بحري تعادل رتبة Vice Admiral. .

    قارنوا عدد هذه الرتب العليا في سلاح البحريه المصري والسعودي او حتي الدول الاوروبيه ( من قوقل ) مع ما يسمي بسلاح البحريه السوداني الذي لا يملك سوي لنشات ومراكب للصيد ,رغما عن ذلك تتعدي اعداد الرتب العسكريه العليا فيه تلك الدول التي تمتلك سلاح بحرية يمخر عباب البحار. !!!!.

    ..لابد من تسريح هذا الجيش المؤدلج، والقاء القبض علي قادته ،ومحاكمتهم في محاكم عسكريه ميدانيه علي الملأ ،وابادتهم بتعليقهم علي المشانق لانهم لا يستحقون القتل بالرصاص وهو اكرم للعسكر. دون ذلك لن تنعم بلادنا بالامن والامان والاستقرار والتي هي أساس التنميه.

  3. هههه.. تحاكموا منو وتعاقبوا شنو يا جماعة.. خليكم على قدر حالكم وشوفوا طريقة لإيقاف الحرب دي اولا وبعدين اذا سلمت البلد نقعد نتفاصح في الحساب والعقاب وحلق اللحية واطالة الجلباب.

  4. Mohd الكوز الظريف طبعا إنتو اسستو الدعم السريع والحرب قومتوها برضو انتو او دعمكم السريع على السلطة المهم هسه دايرين توقفوا الحرب ونرضى بيكم حكومة او حكومة دعمكم السريع او حكومة مشتركة بينكم بعد الاتفاق زي ما بيحصل في المنامة
    طبعا دايرين تعملوا فينا قصة جحا مع الراجل البيتو ضيق

    ذهب رجل يشكو لجحا مشكلته، فقال له: يا جحا أنا أسكن مع زوجتي وأطفالي الستة، وأمي، وحماتي، في غرفة واحدة فماذا نفعل؟!
    فقال له جحا: اذهب واشترِ حمارا وأسكنه معك بنفس الغرفة ومن ثم عد بعد يومين.. ذهب الرجل وحين عاد قال له: لقد أصبح الأمر أكثر سوءا، فقال له جحا: اذهب واشترِ خروفا وضعه معك في نفس الغرفة ومن ثم عد بعد يومين. ذهب الرجل وحين عاد أصبح وجهه شاحبا وقال: ان الأمر لم يعد يطاق بوجود الخروف والحمار معنا بنفس الغرفة، فقال له جحا: اذهب وأشترِ دجاجة ومن ثم عد بعد يومين. ذهب الرجل وحين عاد أصبح يفكر بالانتحار بسبب أن الوضع أصبح مأساويا، فقال له جحا: اذهب الان وقم ببيع الحمار. فذهب الرجل وباع الحمار وحين عاد قال له جحا: كيف أصبحت الامور؟! فقال له: لقد تحسنت الامور قليلا. فقال له جحا: اذهب وقم ببيع الخروف. فذهب وباع الخروف ومن ثم عاد فقال له جحا: كيف ترى الوضع الان؟! فقال له: لقد تحسنت الأمور كثيرا. ثم قال له: اذهب وقم ببيع الدجاجة. فذهب الرجل وحين عاد أحضر معه رطلا من العسل لجحا لأن الوضع أصبح تمام التمام!

    الكيزان والجنجويد قلوط واتقسم النص

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..