اصحاب القرار الاقتصادى مازالوا في طغيانهم يعمهون !!!

عبدالمنعم على التوم
وردت كلمة يعمهون فى القرآن الكريم خمسة مرات فى سورة (البقرة الاية (15) الانعام (110)الاعراف الاية (186)يونس (11) الاية (75) المؤمنون) وفسرها اهل العلم فى معجم المعانى الجامع عمه /عمه فى يعمه ، عمها وعمهانا وعموها ، فهو أعمه وعمه و عامه ، وهى عمهاء ، وعمهة ـ و المفعول معموه فيه.
عمه السائر : تحير وتردد فى الطريق ولم يدر اين يذهب !!! عمه البصيرة : اى عمى العقل و الفطنة أى أصابه العمه : أى فقدان ملكة الادراك بالحس وعدم القدرة على التميز بين اشكال الاشياء و الاشخاص وطبيعتها – بحيث لا يدرى الى اين يذهب أو يتوجه !!!!
و من الملاحيظ التى نشاهدها فى كتاب اللـه العظيم الذى أمرنا بالتفكر والتدبر و التعقل مرافقة كلمة الطغيان فى جميع الايات التى وردت فيها كلمة (يعمهون ) ، و بالرجوع الى معجم المعانى الجامع وكما هو معلوم فى لغة العرب حمالة اوجه فى المعانى ، وكلمة الطغيان ليست استثناءا فى المعنى فهى تحمل فى كياناتها عدة معانى نذكر منها على سبيل المثال : تطاغى ـ يتطاغى ، تطاغ ، تطاغيا ، فهو متطاغى – تطاغ الموج : هاج وتدافع – الطاغية : شديد الظلم ، متكبر عات ، جبار ، عنيد ، يأكل حقوق الناس وتعنى ايضا كلمة استبداد اوطغيان اساليب الحكم الطاغية المستبدة ، حكم مجحف ومتعسف ، و الطغاة هم الاشخاص الذين يتجاوزون حدودهم ويدخلون فى حقوق وحدود الآخرين !!! وقد عرف جيمس ماديسون ( 1751ــــ1836) الطغيان والتعسف على أنه تجمع لكل السلطات والصلاحيات من تنفيذية و استشارية وقضائية بيد و احدة .
يقول البرت إينشتاين ( من الحماقة أن تعتقد بأنك سوف تحصل على نتائج جديده وانت تكرر وتمارس نفس الشئ .!!) ويقول اهل العلم فى جميع العلوم ( أكتشاف موقع العطب يمثل 75 % من الحل ) ولكن سادتنا علماء الاقتصاد السودانى الذين يديرون الاقتصاد منذ 1989 وحتى اليوم ـ يصرون اصرارا مستبدا بتكرار نفس العواقب الكارثية الوخيمة والحلول المجربة التى تعمق جراحات هذه الدولة الثرية بإنتاجها و أؤكد مرة آخرى الثرية بإنتاجها والفقيرة بعقول من يديرون دفة الاقتصاد السودانى !!!!
قفزة أنبوبة الغاز كالقفز فى الظلام ، من سبعه مليون جنيه سودانى الى 21 مليون جنيه سودانى ، أليس هذا الالف جنيه سودانى المتداول بين الناس كان بالامس القريب يسمى مليون جنيه سودانى ؟؟؟!! ولا أنا غلطان ؟؟؟!!!!!
أم يبدو اننى فى حلم مخيف – أو فلم من افلام الخيال العلمى الامريكية الرهيبة المرعبة أم يا ترى ويالهفى وحسرتى على زوجتى و ابنائى السبعة لو طشيت شبكة ولم اتعرف على احد منهم ؟؟!! حيث لا استطيع أن أميز بين الالف و المليون !! وتذكرت فى تلك اللحظة ,, ايام صبانا كنا نسمع كثيرا (يا اخى انت تغيان كده اصلو عندك نص الالف ) ، أم يا ترى حقيقة دخلنا عهد ياجوج وما جوج حيث ذكر بعض اهل العلم بأن ياجوج و ماجوج ليس اسم لأشخاص و انما هم قوم – ياجوج وماجوج يأكلون الطعام و يتجولون فى الاسواق وياكلون اموال الناس بالباطل وهم عن ضلالهم و طغيانهم يعمهون !!! حقيقة إنه لشئ عجاب !!!؟؟؟
الصادرات تخرج من السودان حتى فى ظروف هذه الحرب !!!، ثروة الدولة تهرب رغم الحرب ، أذهبوا الى اقرب اسواق المواشى فى مناطقكم ستجدون ارتفاع اسعار الخراف الذكور يوميا ، ولو سألت ابسط الرعاة المنتجين عن سبب الغلاء سيرد عليك بكل براءة و يقول ليك : (الصادر فاتح ) ،وهو لا يدرى مسكين بأن هذا الفتوح محسوبا عليه حيث يمنح اوراق من النقد السودانى او الجنيه السودانى كأوراق اللعب (الكوتشينة) ليست ذات قيمة عالمية يستطيع من خلالها جلب ما يحتاج له من اسواق العالم الاخرى بمعنى انه تعرض لعملية احتيال مستتر،تحت مرأى و سمع الدولة السودانية وبين جمهورها ، أذ أخذوا منه قيمة عالمية معتبرة فى جميع اسواق العالم (الخروف) وأعطوه أوراق لا تغنى و لا تسمن من جوع !!! أخذوا منه مطايب اللحم فى الذكور وتركوه يأكل و يذبح فى الاناث واهدارواضعاف الثروة الحيوانية و العمل الجاد على القضاء عليها ، – أذهب الى اى مسلخ فى السودان (الذبيح أناث فقط ) علما بان المستعمرين الانجليز الذين حكموا هذا السودان كانوا يمنعون ذبح الاناث حتى لا تنقرض الثروة القومية الحيوانية السودانية وليس الانجليزية !!!! كانت تخشاهم الرحمة !!!
اما عن انتاج الذهب ورغم ظروف الحرب ، التنقيب مستمر ولا يعلم احد اين يذهب الذهب ؟؟؟!!!، واين تذهب حصائل صادرات الذهب ؟؟!! من العملات الصعبة فى ظل المنشور الكارثى 20/20 الذى مازال حيا يرزق ويمشى بين المصدرين و لايعلم عنه معظم اهل السودان شيئا !!!
تهريب البشر عبر الحدود مستمر وخاصة الى جمهورية مصر العربية التى تغض الطرف عند تهريب البشر !!! فما بالك عند تهريب الحيوانات و السمسم و القطن السودانى ….وجميع الخامات !!!(هل من رقيب؟!!)
صدقنى يا جبريل ومن وراء جبريل ومن خلف جبريل ومن ابراهيم البدوى الكبير الذى نصحناه ولم يستبين النصح وذهب الى مذبلة التاريخ غير مأسوف عليه !!!- وحمدى الصغير فيلسوف زمانه و احد طغاة العصر المعمهوين وكل طغاة العصر الانقاذى البغيض ، لا تقوم قائمة للاقتصاد السودانى عبر جيب المواطن وزيادة الغاز او المواد البترولية حتى ولو ارتفع جالون البنزين الى 150الف جنيه وانبوبة الغاز الى 500الف جنيه نلتمس منك التواضع ووضع القلم والاعتذار للشعب السودانى بكلمتين – فشلنا ونعتذر – (عجزنا وهرمنا ) يا جبريل !!!
السودان دولة غنية جدا ، ولكن القائمين على امر الدولة والطاقم الاقتصادى على وجه الخصوص ليس لهم برامج او حلول او فكر او علم او ابتكار او قنوات او شوارع متعددة – شارعهم اتجاه واحد فقط يؤدى و لا يجيب – هو السطو على جيب المواطن بالقوانين الوضعية الاستبدادية (اهو كده لو عجبك تشترى انبوبة الغاز بالمبلغ الذى نفرضه وتشترى جالون البنزين و الجاز كما يحلو لنا ! هو أنت تعرف احسن مننا !نحن الحكومة !!) سمعنا قالوا سعر الدولار فى السوق الاسود الف جنيه هل يعقل ان يكون جالون البنزين بسعر 7دولار ونص وسعر انبوبة الغاز بسعر 21دولار ؟؟ ألا تستحون ؟!! جالون البنزين فى اغلى بقاع الدنيا لا يتجاوز 4 دولارات !! طيب يا جبريل لمن يحصل سعر الدولار 5000الف حتعمل شنو ؟؟!!! يعنى قصدك تجرد هذا الجنيه السودانى من المحيط و المخيط وتنتهك سيادتنا الوطنية فى عملتنا بأكثر من ما هى منتهكة ؟!! ولا عاوز تعمل كيف ؟!! تحت ذريعة هذه الحرب !!
الاقتصاد ينمو و يزدهر عندما تعرف الدولة تسيطر على ثروتها القومية ممثلة فى الصادرات ، ويمكن ان يحدث ذلك عبر التبادل السلعى ، وعلى سبيل المثال طن الذهب فى الاسواق العالمية 60 مليون دولار ، طن السمسم السودانى 2000 دولار ، طن القطن 2335 دولار طن الصمع العربى 4000دولار طن الكركدى 2200دولار و الطن من مخلفات شوائب بذرة القطن يعادل 5000دولار و يستعمل فى صناعة المتفجرات لسرعة اشتعاله كما ذكر اصحاب المجال …الخ وهذا يعنى كل هذه المنتجات السودانية وهى خام لديها اسعار تبادلية معتبرة فى الاسواق العالمية وليس كما يدعى بعض المثقفين( بأن سبب انهيار الاقتصاد السودانى لان صادراتنا تذهب خام !!! هى خام كده اين يذهب النقد الاجنبى حقها !!! هل يدخل البنك المركزى ؟؟!! …)، أذا ما تمت مقارنتها بسعر الطن من البترول الذى يعادل 600دولار والذى كان سببا رئيسيا فى ثراء معظم دول العالم المصدره له يتأكد لك تماما بأن السودان اغنى وأثرى دولة فى العالم !!!
معظم دول العالم ذات الاقتصاديات المستقرة تعرف تماما أهمية الصادرات من اجل ترجيح كفة الميزان التجارى لصالح الصادرات وتعظيم امرها اما الدول الفاشلة كالسودان عبر المنشور 20/20 يقنن تعظيم الواردات ويدعو جمهور المصدرين بأخذ حصيلة الصادر من اجل تدويرها فى عملية آخرى للاستيراد او بيعها لشركة زين الكويتية لمقابلة نشاط عائداتها من الجنيه السودانى !!! وعلى الشعب السودانى الاستمرار بشراء العملات الصعبة من تجار العملات حتى تتمكن الدولة من استيراد أحتياجات السكان ( بالله ده كلام ياجماعة ، الدولة تفرط فى ثروتها القومية وتذهب الدولارات فى جيوب المصدرين وتبحث عن الدولار عند تجار العملات عشان تجيب ليكم الغاز !!!) يا أستاذ جبريل خلل الاقتصاد السودانى فى سياسات وقواعد وقوانين و نظم و لوائح التجارة الخارجية للبلاد !!!
المغرب العربى بلد مستقر اقتصاديا ، يسيطر سيطرة كاملة على تجارته الخارجية رغم انه لا يملك ما يملكه السودان – ومعظم صادراته من الفوسفات و الفواكه والخضروات والاسماك المعلبه ، تتم عبر التبادل السلعى ، ويلزم جميع المصدرين ببيع حصائل الصادرات من النقد الاجنبى الى البنك المركزى بالسعر المحدد إجباريا ، عدا ذلك لا يسمح له بالتصدير ويجب ابراز مستند بيع العملات الصعبة قبل اى عملية تصدير آخرى جديده !!
الصين الدولة العظيمة ، يجب على كل المصدرين كتابة تعهد بإحضار حصائل الصادرات من النقد الاجنبى بعد التأكد من تحديد اسعار السلع فى الاسواق العالمية ، تدفع لهم باليوان مع حافز 15% للمصدر تدفع له باليوان مع صوت شكروثناء بأنه مواطن صالح استطاع ان يدخل عملات أجنبية الى خزينة الدولة الصينية !
اليابان الصناعة عبر القطاع الخاص و لكن التجارة الخارجية للصادرات عبر الوكالات الحكومية فقط !!!
كل الدول الاسيوية التى نهضت وانطلقت من اجل شعوبها كانت الصادرات وسيطرة الدولة على تجارتها الخارجية عليها ، هى رأس الرمح فى تحقيق النهوض نحو العيش الكريم لمواطنيها ، وكل الدول التى ذهبت و اقترضت من صندوق النقد الدولى واستجابت لشروط الصندوق ، ذهب اقتصادها الى الوراء و اقرب مثال الدولة المصرية و نحن نشاهدها و هى تترنح بعد اخذ حوالى 12 مليار دولار فى عهد الرئيس السيسى ، ونتابع ايضا العراق الذى ينتج اربعه مليون برميل نفط فى اليوم ، ابتلع الطعم و ذهب فى العام 2016 ووافق على شروط صندوق النقد الدولى وتم منحه 5.6 مليار دولار ذهبت ادراج الرياح ودخل فى النفق المظلم !!!كل هذه المعطيات وانتم فى سدة قيادة العمل الاقتصادى فى البلاد ألم تسمعوا بها أو تقرأوا عنها ؟!!!
الدول التى استطاعت ان تبنى احتياطيات كبيرة من النقد الاجنبى فى بنوكها المركزية هى الدول التى وصلت لمرحلة الاقتصاد الحر ، ويمكن ان تخفف حركة التقيد فى ضوابط حركة النقد الاجنبى ، وبما أن معظم ابناء السودان الذين خرجوا و تعلموا وفق منظومة الاقتصاد الراسمالى الغربى ، يأتون الى السودان و هم يحملون افكار ومنظومات الدول الغربية يظنون بأن ما تعلموه هناك يمكن ان يحقق نجاحات وازدهار فى السودان ويحاولون التطبيق وفقا لذلك علما بأن علماء الاقتصاد ذكروا فى كثير من الكتب بأن علم الاقتصاد هو علم ابتكار و ليس هو علم تقليد ومحاكاة ، علم اجتماعى هلامى فضفاض ، لا توجد له قوانين او معايير اقتصادية تصلح مع كل مكان وزمان ، فالسياسات الاقتصادية الامريكية لا تتواكب ولا تتماشى ولا تتلاءم مع الاقتصاد السودانى ، ففرض الجمارك و الضرائب فى امريكا او كندا!! ربما يجوز حسب منظورهم و لكنه لا يتوافق ولا يتناسب مع حال الاقتصاد السودانى فلكل وضع وضع مختلف !!!فهل انتم منتهون ؟!! ام ستظلون فى طغيانكم تعمهون ؟!!!
يا كاتب المقال السودان دا بلد عامل ياكلوها الكيزان بهذه الطريقة ولكن حقنا عند الله قاعد وخليهم الكيزان وفكى جبريل والبرهان وكل العفن خليهم يوم الوقف العظيم سيكونوا هم المفلسون ،أكلوا مال الشعب السوداني وضربوه وقتلوه فياخذ من حسناتهم إذا كان لهم حسنات ونعطى نحن الشعب السوداني تلك الحسنات و يأخذوا سيئاتنا ويطرحوا في النار ،ونكون نحن الشعب السوداني من الفائزين بالجنة اللهم آمين
المقال في الصميم
و عدم السيطرة على عائدات الصادر يعود الى اسباب فساد النخبة و العامل الرئيس في هذا الفساد هو تقسيم ابناء الوطن شيعا بحيث ان هناك مناصب في الدولة هي حكر على مكون واحد الا ما ندر , بحيث شعر ابناء هذا المكون بان بقية ابناء الوطن من الهامش لا وزن لهم و فقد هؤلاء من النخبة المسيطرة الشعور بالوطن و الوطنية , حيث ان لهم بيوت و مساكن فخمة و استثمارات في بعض دول الاقليم و غيرها
و نتيجة لذلك فان هؤلاء بكل سهولة مستعدون لبيع مقدرات البلاد لاصدقائهم في الدول التي يكنزون سرقاتهم فيها..
فلذلك تجد ان جزءا من أموال الصادر لا يعود الى السودان بل يستعمل بواسطة هذه التماسيح كأرصدة خاصة لهم في الخارج او لشراء اسهم او عقارات في بعض الدول .
هناك ملاحظة و هي انه بالرغم من ان سعر طن البترول يعادل 600دولار, كما ذكر كاتب المقال , الا ان الكمية المصدرة من اطنان البترول يوميا او سنويا هي عشرات اضعاف ما يمكن تصديره من الصمغ او الكركدى أو غيرهما فمثلا , الدولة التي تصدر مليون برميل يوميا من البترول هي بحساب الاطنان تصدر 52 مليون طن من البترول في السنة الواحدة