مقالات وآراء

السودان خارج التغطية

يوسف السندي

غرق السودان في ظلام دامس بفعل انقطاع شبكات الجوال والانترنت، نتيجة للحرب الدائرة والصراع العسكري المكلف في السودان.

جنرالات الحرب تعودوا منذ ايام ثورة ديسمبر على قطع الانترنت والاتصالات كلما أعلن الثوار عن مليونية حاشدة، فان يقطعونها اليوم (فمتعودة دااائما).

الكلفة الاقتصادية لهذا الانقطاع سوف تكون كارثية، خاصة وان الشعب السوداني يتعامل في ظل صعوبة الحصول على الكاش عبر التطبيقات البنكية، مما سيعقد من قدرة الناس على شراء الحاجيات الضرورية، وفشلهم بالتالي في توفير الطعام والدواء.

اذا قرأنا ذلك مع التقارير الدولية التي تحدثت عن موت السودانيين جوعا، فان النسبة ستتضاعف أكثر واكثر، وسيكون الموت في الطرقات جوعا هو العادي وليس الاستثناء.

وتفشي حالة الجوع والبطالة سيقود الشباب نحو الانضمام لطرفي القتال من أجل الحصول على المال والطعام، وهو ما سيقعد الازمة ويزيد من امد الحرب.

وليس بعيدا عن كل ذلك التحول الخطير بدخول إيران في الحرب، مما جعل السودان مرشحا لحدوث ما فعلته ايران في سوريا ولبنان.

في سوريا دعمت إيران مليشيات مسلحة بعينها بالسلاح والاموال، مما جعلها تسيطر على مناطق واسعة في سوريا، واصبحت تديرها كأنها دولة قائمة بذاتها. اما في لبنان فان تغذيتها لمليشيا حزب الله بحجة المقاومة جعلته يكاد يبتلع الدولة اللبنانية.

في ظل التقارب الكيزاني الايراني، فإنه من غير المستبعد في حال جنوح الجيش للسلام، ان تدعم إيران مليشيات الكيزان مثل كتائب البراء ومليشيات العمل الخاص وهيئة العمليات، وتحويلها الى نسخة من حزب الله او من المليشيات السورية المسلحة.

وبما ان الكتائب الكيزانية تسيطر على منطقة المدرعات، وعلى سلاح المسيرات، فهي شبه جاهزة لتنفيذ المخطط الايراني الجديد في السودان الرامي لمواصلة القتال في حال جنج الجيش للسلام.

ستستغل ايران والمليشيات الكيزانية حالة التحشيد والكراهية والغبن التي افرزتها الحرب، للحصول على دعم من المهووسين، الذين سيكون على رأسهم قادة الجيش من الاسلاميين، وهو السيناريو الذي يعني فعليا انشقاق الجيش الى اكثر من فصيل، وهو بالضبط ما حذر منه الرئيس الصومالي في اخر لقاء قمة افريقية، حين قال مخاطبا قادة السودان: لقد بداءنا الحرب في الصومال في التسعينيات طرفين فقط وانتهينا الى خمسين، قائلا ان الحرب اذا استمرت سينقسم الجيش الى فصائل عدة وينقسم الدعم السريع كذلك، وهو ما قاد الى انهيار الصومال وتفتت الدولة فيها لسنين طويلة جدا.

[email protected]

‫2 تعليقات

  1. كل شي متوقع ومفهوم لكن الغير مفهوم ان تصر أطراف على رؤيتها لوقف الحرب دون الأخذ برؤية الأطراف الأخرى او محاورتها بحجج واهية.

    1. و انت ايها الكويز هل لديك رؤية اخرى غير ايقاف الحرب ؟
      هل الذين تصرون على قتالهم بالرغم من الدعوات المتتالية الى السلام هم كفار او مشركون

      مع ان الشرك موجود في قباب القبوريين و بعضكم يتمسحون فيهم

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..