ظنوا في حيرتهم انهم عائدون!

الفاتح ابراهيم
“من أين جاء هؤلاء” المقال الذي صارت به الركبان وتناقلته الأسافيرولهجت به الالسن كان – على بساطة فكرته- كأنه السهل الممتنع الذي عناه البحتري .. لقد كان ضربة عبقرية للمرحوم الطيب صالح لنظام الإنقاذ أفقدته التوازن وهو في قمة عنفوانه وطغيان جبروته حتى ظن زبانيته أن هذه نهاية التاريخ الفكرة التي بنى عليها الكاتب الأمريكي فوكوياما كتابه في هذا الصدد والتي وصفها تلميذه هنتنقتون
بالفكرة القاصرة ..
من أخطر دلالات ذلك المقال المدهش أنه جمع معظم صفات الشخصية السودانية التي ورثتها من جينات الأمهات والجدات والعمات والخالات والتي تعانقت مع الطبيعة الزاخرة بالجمال في حقول القمح وثمرات النخيل والمزاج الذي تكون من مدائح حاج الماحي وود سعد .. وترقت ذائقتها الفنية بأغاني سرور وخليل فرح وحسن عطية والكابلي واحمد المصطفي وغيرهم كثر ..هكذا أبرز المقال الصفات الحميدة للشخصية السودانية والتي لا تنطبق عليهم واحدة منها .. فهم بذلك يكونون نبتا شيطانيا لا علاقة لهم ببيئة السودان السمحة النبيلة ولا هم نتاج لها.. ولو كان المرحوم الطيب مازال بيننا لعرف كما عرفنا نحن الأحياء إلى أين ذهبوا لقد ذهبوا الى مزبلة التاريخ ..
عندما ظهر ذلك المقال وعلا صيته تململ نظام الإنقاذ وتوجس خوفا من الأثر الذي أحدثه لدى المواطن السوداني داخل وخارج الوطن ..
وسط ذلك الزخم قابلني أحدهم هنا في العاصمة الامريكية واشنطن وكان عضوا في المجلس الأربعيني سيء السمعة وهو يعرف صلتي القوية بالطيب صالح الذي كان عنوانه داري عندما يزور أمريكا بدعوة من إحدى الجامعات التي تدرس أدبه بادرني بالقول: “صاحبك دا مالو ومال السياسة ما احسن ليهو يكتب في الادب”.. عندها تذكرت رد صلاح أحمد إبراهيم المفحم على مثل هذا القول الفطير بسؤال استنكاري بقوله: “أليس كلما كتبه الطيب صالح يمكن وضعه في سياق السياسة” .. نعم ولكن السياسة في ذلك المعنى العميق الذي لا يفهمه أمثال هؤلاء .. على أي حال كان ردي عليه في نفس المستوى الذي يفكر فيه فسألته هل أنت عندك إقامة أمريكية دائمة ” Green Card
أجاب مزهوا نعم بل أحمل الجواز الأمريكي .. لم تفاجئني الإجابة وأنا أعرف أمثال هؤلاء كانوا من أوائل من تحصل على هذه الوثائق بسهولة وسرعة عن طريق المؤسسات الإسلامية وكانت أمريكا تسهل لهم ذلك أيام الحرب الباردة والصراع مع الاتحاد السوفيتي وحرب أفغانستان وهم لا تفوتهم انتهاز مثل هذه الفرص .. قلت له أن الطيب وهو الذي ما أسهل أن يحوز على جواز الانجليز لكنه ظل قابضا على جمر الجواز السوداني رغم كل المتاعب التي جلبها له في مطارات العالم خاصة في أمريكا وهو كثير الاسفار .. فصمت محدثي ولم ينبث ببنت شفه كأنه الذي حاج سيدنا إبراهيم في ربه “فبهت الذي كفر” ..
وعلى أي حال فإن كلنا يتفهم ويدري موقف الطيب في عدم سعيه لحمل جواز اجنبي وهو الذي اصبح اسمه رمزا للسودان ويتجول في اسفاره كوزارة اعلام متحركة تعكس افضل صفات انسان السودان .. ولا شك أن هناك من اضطرته الظروف وظلم أنظمة الحكام وفي مقدمتها نظام الإنقاذ المباد أن يتحصل على الإقامة وجواز السفر في بلد آخر حماية له ولاسرته من بطش أنظمة القمع في السودان ..
وبعد أن سقط نظام ا”لكيزان” وانكشفت عوراته افرزت المرحلة بعض الكتاب “الإسلاميين” الذين انتقدوا على استحياء بعض الممارسات ولكنهم ابرزوا إنجازات النظام ..
معظم هؤلاء من الذين يعيشون في الخارج ولم يكتووا مباشرة هم او اسرهم بنار الإنقاذ مثل الشعب السوداني في داخل السودان ..
بعضهم من الإسلاميين المدجنين بالبترودولارز ويتكلم عن الديمقراطية ..
ولو كانوا أمناء مع أنفسهم لعرفوا انه كل في داخل السودان لا يرى أي إيجابيات وهو الذي عايش وعاصر ما يسمى الحركة الإسلامية وتطورها واحابيلها وميكاڨيليتها من القاعدة حتى الانقلاب العسكري في مجتمع مسالم مسلم بالفطرة عاثت فية فسادا وارهابا تحت ما اسمته اعادة الصياغة ..!!
وغاب عنهم كيف يستطيع أيا من كان اعادة صياغة مجتمعات ظلت تنمو وتتطور منذ آلاف السنين ؟ انها قمة السطحية والغباء ..
وياليت النظام الذي أقاموه نظاما عسكريا صرفا لتضاف جرائمه إلى جرائم الانظمة القمعية التي سجلها التاريخ الانساني ولكن ويا للخطيئة ادعوا ان هذا هو الاسلام
نسبوا كل ذلك البؤس والشقاء الذي اصاب الامة السودانية في عهدهم إلى الإسلام كأنهم لم يقرأوا ويعوا على الاقل الآية الأولى والثانية من سورة طه:
طه .. ما أنزلنا عليك القرآن لتشقى .. صدق الله تعالى العلي العظيم ..
د. الفاتح إبراهيم
واشنطن
[email protected]
طيب دا دكتور قل لنا عن ايجابيات قحت وحكم فحت وانجازات قحت كمان الله يخليك
انت قريت شي تاني غير المقال ده؟ اسي علاقة كتابة الزول بقحت شنو؟ و هو زاتو علاقتو بقحت شنو؟ لكن اجاوبك انا غلى سؤال بأن أسألك، قحت دي حكمت كم سنة ؟ ستة عبود و الا ١٦ نميري و الا ٣٠ السواد الاسمو إنقاذ؟ كلها سنتين ما تمتها انقلعليهم تيسكم ده و اعتقل الوزراء برئيسهم و قال عايز يصحح مسار ما قدر يكون حكومة في النهاية قلبها حرب مع ربيبه و ربيب الإنقاذ مسخ العسكرية و عار الإنسانية الوظفتو و قننت ليهو مشوهة الدين المسماة زورا حركة إسلامية، و في النهاية عايزين ترموه وسخكم في قحت في ممارسة سمجة ل [ رمتني بداءها و انسلت] الله يسل روحكم
التحية والسلام: ردك مفحم وداعم لتيار الوعي .. كفيت ووفيت ولامثالكم استمر في الكتابة..
ابو هلال و النعم؛ العقل الرعوي العكلتة المساخة ؛ النسبة المئوية مرتفعة وديتونا الحضيض غفر الله لنا و لكم . في حالة انك واحد من الدهماء و ليس كوزا