مقالات سياسية

الحرب ليست سوى خيارا لمن لا خيار له …

الأنين والازيز
علاء الدين الدفينة.

الإنسان السوداني البسيط لا يعلم اسبابها ولا اطرافها… اما الابسط من البسيط فلا يعلم ان هناك حربا قد نشبت في بلاده… هؤلاء الذين انقطعوا في بلاد الله الواسعة يتعبدون كل على طريقته… اذ ان بعضهم يرى العبادة في الصلاة واخرين يرونها في القيام والصيام…ورهط عبادته عمل دؤوب يسد به الرمق.

شعبنا ابسط من ان تشغله حروب البلقان والقوقاز… وانبل من تداعياتها…واقوى من آثارها… شعبنا انقى من النزوح واطهر من اللجوء واقوى من التشرد…شعبنا الذي اختبرته الطبيعة والتواريخ بكل قسوتها يعلم ان معادلات الموت عنده عادة وكل موازنات الحياة في وعيه عيادة… شعبنا اعرق من البنادق واقوى من الرصاص…وهو أكبر من تهافت الساسة واعظم من مغامرات ومؤامرات العسكر.
شعبنا أقدم من تواريخ النخاسة والنخاسين.
……

ان اتفاقا وشيكا تداعب تفاصيله الان الطاولات ننتظر ان يضع حدا للدماء… ننتظر ان يوقف تدفق الدماء وينهي حالة الروع والهلع التي عصفت بالابرياء من المدنيين والعاجزين من النساء والاطفال والمرضى وكبار السن والمغلوبين على امرهم.

الاتفاق المتوقع سيمثل بداية النهاية لكل الحروبات في السودان… وبالتالي هو بداية النهاية لكل الزيف الذي كان ممارسا باسم السياسة والوطن طوال العقود الماضية… كما انه يمثل البداية الفعلية لمرحلة اساسها الانسان وتنميته.
…….

شكرا لكل من ظل يدرك ان اعظم مراحل تطور الإنسان هي تلك المرحلة التي يبلغ فيها درجة انه إنسان.
وهي درجة لا يمكن ان تتسق مع اراقة الدماء.

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..