
عثمان بابكر محجوب
ليس مفاجئا او مستهجنا ان تعود العلاقات بين السودان وايران الى ما كانت عليه قبل الحرب اليمنية حيث ابتعد السودان عن سربه واليوم ببساطة يعود اليه.
لقد كان انحراف السودان عن السرب والتدخل لصالح السعودية والامارات في اليمن بمثابة “يمن غيت ” وهو ما يشبه “ايران غيت” ابان الحرب الايرانية –العراقية حيث اباح الخميني لنفسه التزود بالاسلحة من اسرائيل، هي التقية المباحة شرعا اي الكذب والاحتيال والتدليس فالغاية تبرر الوسيلة نص ثابت في الاسلام. وحركات الاسلام السياسي واحدة سواءً انتمت حواضنها الى الروافض او النواصب.
لذلك علينا ان لا نبحث عن فرق في الاهداف بين ما يسمى الصحوة الاسلامية التي توجت بثورة الخميني في ايران واهداف الاخوان المسلمين حيث ان اهدافهم واحدة تتلخص في تدمير الدول العربية والدول الاسلامية باعادتها الى عصور التخلف والتبعية باسم اعادتها الى عصرها الذهبي عصر الخلفاء الراشدين الذي قتل فيه الخلفاء عمر وعثمان وعلي .
وسبب قتلهم على ما يبدو اعتبارهم ذهبا وفضة لذلك قتلوهم انفاذا منهم منهم لما ورد في ايات الله البينات في سورة التوبة “والذين يكنزون الذهب والفضة ولا ينفقونها في سبيل الله فبشرهم بعذاب أليم يوم يحمى عليها في نار جهنم فتكوى بها جباههم وجنوبهم وظهورهم هذا ما كنزتم لأنفسكم ” ولا تفسير اخر لما حصل.
وكما احتضن الغرب وما زال يحتض الاخوان المسلمين احتضن ثورة الخميني اذ حينها اقنعت باريس واشنطن بنقل التاج الى عمامة بغية اجهاض طموحات الشعب الايراني في نيل حريتهم . وليكن واضحا للجميع بان الاسلام السياسي بمختلف فروعه وحركاته ينمو ويزدهر او يندحر وفقا لما تقتضيه خطط اميركا والغرب لان الاسلام السياسي اداة طيعة لقتل المسلمين وتأبيد تخلفهم باعتبار بلدانهم ثروات بلا بشر .
ففي افغانستان طالبان والقاعدة دمرتا افغانستان بهدف خطر التمدد الشيوعي وفي سوريا والعراق داعش وفي اليمن الحوثيون والجدير توضيحه في هذا السياق ان دخول الحوثيين الى العاصمة صنعاء كان بمباركة اميركية حتى ان اميركا رفعت الحوثيين عن لائحة الحركات الارهابية واليوم تحاربهم اضافة الى ذلك فان المذابح التي حصلت في العراق بين السنة والشيعة وانتشار مقولة الصراع السني –الشيعي انتشار الهشيم في النار كان الهدف منها نقل عنوان الصراع في الشرق الاوسط من صراع اسرائيلي- عربي الى صراع سني-شيعي بحيث تلتها مرحلة التطبيع التي شارك فيها البرهان نتيجة ارتباطه بالاسلام السياسي . ومن يتابع تاريخ العلاقة بين الاسلام السياسي والدول الامبريالية لا بد من ان يستنتج بان جبريل نقل ايات الله البينات الى الرسول لخدمة من يعتنقها فاذا بها اتت لخدمة اعدائها فالاسلام هو عدو المسلمين على يد هذه الجماعات الارهابية الظلامية الارتزاقية .
وما يجري في البحر الاحمر اليوم هو ابتزاز اميركي لروسيا والصين لانهما المتضرر الاكبر من عرقلة الملاحة فيه وما صواريخ الحوثين الا لتحقيق هذا الهدف بحجة غزة . وكخلاصة علينا ان نقتنع بان الاسلام السياسي هو لخدمة المشروع الاميركي وليس ضده لذلك علينا قراءة التقارب السوداني –الايراني بالسؤال ماذا تريد أميركا من هذا التقارب؟