الموقف السياسي مع إقتراب عام من الحرب (٤)

عزام عبدالله ابراهيم
♦️ موقف كتله المؤتمر الوطني و العديد من الإسلاميين و ما يسمي بقوي الرده، موقف واضح و مفهوم في السياق السياسي و طبيعه تفكير هذه الفئة من التنظيمات العقدية.
📌 قيام ثوره ديسمبر يمثل نهاية فتره الازدهار للإسلاميين حيث تمكن من خلالها هذا التوجه من إستخدام ادوات الدوله لمصلحه مشروعه الذي ينادي بتغيير المجتمع و تمكين المواليين لهم من مفاصل الاقتصاد و المجتمع و إبعاد كل المخالفين.
📍 اهم أساليب الإسلاميين كانت الخطاب العاطفي الذي يدغدغ أشواق البسطاء من الشعب و تخوين كل المخالفين و إستخدام اسلوب التخويف و الأكاذيب التي ترسخت عبر التكرار.
🔹️ ومن جهه اخري كان تسطيح المجتمع (المقصود هنا نشر ثقافه التفاهه و إقصاء المثقفين من خلال تشكيل تيار عام رافض للحداثه و الأفكار الجديدة او الحديثه)، ونشر وعي جمعي رافض لإستخدام الأساليب العلميه و منع العديد من الكتب و محاربه الكُتاب و الناشرين غير الموالين سلاح فتاك لتعزيز فكرهم البالي. ولكن مع دخول عالم الانترنت و وسائل التواصل الاجتماعي تمكن بعض المعارضين من خلق حاله من التململ و المعارضه المبنيه علي نفس الاسلوب الكيزاني (الغوغائيه و العاطفيه) لخلق حاله من الغضب من النظام القائم. و مع مرور الزمن تمكن هذا التيار من خلق حاله من الغضب في صفوف الشباب و الجيل الحديث الذي يستخدم وسائل التواصل الاجتماعي بكثافه.
و لكن هذا التيار نسي او تناسي اهميه رفع الوعي الجمعي بتصدير المثقفين و خلق حاله حوار مجتمعي يخطاب كل شرائح المجتمع. عدم تمكن المعارضه او تناسيها لهذه الخطوه المهمه سهل مهمه الإسلاميين من العوده عبر نفس الطريقه التي استخدمتها قياده الثوره (و لسخريه القدر استخدموا عدد من الأبواق التي دعمت الثوره).
📍 الأسلوب الآخر للإسلاميين كان إستخدام كل أدوات العنف (اللفظي و المعنوي و الجسدي) ضد كل المخالفين (بيوت الاشباح مثالا). هذا العنف تربي عليه كل من مارس السياسيه في عهد الكيزان بدايه من النشاط الطلابي و أركان النقاش التي تحولت الي معارك شخصيه همها الأول الانتصار للذات و العنف بكل أشكاله.
♦️ هذه المقدمه كانت مهمه لفهم أسلوب و مصالح قوي الرده. من هذه المقدمه لا نستغرب إشتعال الحرب ولا إستخدام دعايه حربيه معتمده علي التخوين و الترهيب والاكاذيب والعنصرية.
عليه فإن مصالح الإسلاميين هي الحفاظ علي وجودهم في المؤسسه العسكريه مع الحفاظ علي مليشياتهم المسلحه و كذلك الحفاظ علي مصالحهم الاقتصادية والتي تمكنهم من إجهاض اي محاوله حقيقه في التغيير.
♦️ ختاما، لا مناص لقوي الرده إلا الاستمرار في الحرب لحمايه مصالحهم ووجودهم في الساحه السياسيه والمجتمعيه لأنها حربهم الوجوديه. او إيجاد تسويه سياسية تحافظ علي وجودهم السياسي و اكبر قدر من نفوذهم الاقتصادي و العسكري.
ونواصل.