مقالات سياسية

الموقف السياسي مع إقتراب عام من الحرب (٥)

عزام عبدالله ابراهيم

♦️ موقف القوي السياسيه من غير الإسلاميين الداعمه للجيش لا يرتكز علي ركيزه واحده ولا علي مبدأ واحد. للعديد من هؤلاء منطلقات مختلفه يمكن إختصارها في التالي:
📌 الخوف من المجهول و المحافظه علي الوضع السياسي الراهن علي عِلاته مع الأمل علي تغييره في المستقبل. وهذه رده فعل و طريقه تفكير طبيعيه للإنسان محدود القدرات الذي يفشل في وضع سيناريو موضوعي للمشهد السياسي او إيجاد حلول منطقيه و يتخوف من فقد الإمتيازات علي قلتها، أو الذي ينظر من منظور ذاتي بحت في أمر يخص اكثر من أربعين مليون إنسان. قد يتفق العديد منهم مع غالبيه السودانيين علي فشل النموذج السوداني في إداره الدوله و ضروره التغيير لكن يمكن الإختلاف في كيفيه و مألآت التغيير.

🔹️ يتطلع البعض الي تغيير جزئي يحافظ علي مصالحهم الضيقه او تغيير يأتي بهم للسلطة مع الحفاظ علي النظام الفاسد الذي يسمح لهم بالفساد الإداري و المالي لزياده نفوذهم علي حساب الآخرين. ومعظم هؤلاء يقفون اليوم خلف الجيش السوداني والدوله القديمه التي تحارب من اجل مصالحها (راجع الجزء الرابع).
📌 البعض الآخر متخوف من فكره انتصار الدعم السريع اما لانه ضد مصالحهم او لان الدعم السريع هو عدوهم التاريخي او لتوقعهم ان فرصه الدعم السريع في الانتصار قليله ومن مصلحتهم مسانده الجانب القادر علي الإنتصار.

من ما سبق يتضح ان مرتكزات معظم هؤلاء هي من باب الإنتهازيه السياسيه و الأنانية.
📌 من جانب آخر يوجد قليلي الخبره السياسيه و ضعيفين المقدره التحليله، الذين يعتمدون علي رد الفعل و ليس صنع الفعل. من يحاول ان يتعامل مع الوضع الراهن من غير أفق استراتيجي للتغيير لمصلحه الجميع ويحاول الخروج بأكبر مصلحه ذاتيه من غير عمل او محاوله تغيير الواقع او مصلحه آنيه.
📌 أيضا يوجد من يدافع عن الدوله القديمه لأن الطرف الآخر لم يُلبي مطالبهم او لم يوافق علي التحالف معهم، حتي وان كان التحالف مع الدوله العميقه ضد مصالحهم الاستراتيجية، وهناك من حارب الجيش السوداني وفقد اهله و رفاقه من أجل أن يغيير النظام السياسي الذي يدافع عنه اليوم.

التغيرات في المواقف و المصالح مفهوم في عالم السياسيه و بل مطلوب في بعض الأحيان لكن مع رؤيه واضحه مرحليه و استراتيجية. كذلك مطلوب من كل الفاعلين السياسيين ان يكون لهم تعريف واضح لمصالحهم و ترتيبها مع وضع أولويات كل مرحله. مع إفتقاد الفاعلين السياسيين في السودان لهذه البديهيات السياسيه، لابد أن يكون الفشل هو العنوان الأبرز للدوله السودانيه.

📌 وهناك أيضا من لديه ميول إسلامية واضحه او خفيه ويسعي للحفاظ علي النموذج الإسلامي و فكره استخدام الخطاب الديني في السودان لأنه فرصتهم الأفضل للتواجد في المشهد السياسي السوداني.
📌 ختاما، من إصطف مع الجيش لأسباب عنصريه وما أكثرهم. بعضهم بمعرفه و البعض الآخر من غير ان يعرف انه عنصري.
ونواصل

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..