مقالات وآراء

أكرر: لا تشتموا مصر

عثمان بابكر محجوب

تبين لنا من خلال القراءة التاريخية الموضوعية ان الفترة الممتدة بين انعقاد مؤتمر الخريجين سنة 1942 واتفاقية 1959 لتقاسم مياه النيل مع مصر هي الفترة التاريخية المحورية التي تشكل فيها العقل السياسي السوداني المعاصر بحيث تولدت عنها النقاط الارشادية التي اختارت فيها الحركات السياسية والحزبية بوصلة توجهاتها وارتباطتها اي نهجها السياسي العملي .اما الاحداث التي كان السودان مسرحها قبل تلك الفترة فاما اختفت القوى المشاركة فيها او اعادت تدوير نفسها نحو خيارات أخرى . مثلا اتباع المهدية حملة ارث العداء للانكليز زمن المؤسس انتقلوا الى الارتماء في احضان الانكليز في الفترة مع الحفاظ على كراهيتهم لمصر والعرب وبالتالي اصبحت مرحلة المهدي الجد بحكم الماضي سياسيا رغم استمرارها بيولوجيا وقس على ذلك ،اما ما ترسخ من الحقبات التاريخية السابقة ايضا هو ان التشوهات التي طاولت البنية الاجتماعية ما زالت مستمرة نعني بذلك تسميم القبلية بالسياسة التي لا تدخل في بنيتها من حيث المبدأ .

ماذا حصل في تلك الفترة المحورية ؟ بعد طرح مؤتمر الخريجيين حق تقرير المصير تدخلت بريطانيا فانقسم المؤتمر الى تيارين تيار الاتحاديين (حزب الاشقاء والحزب الاتحادي) وتيار الاستقلاليين (حزب الامة والانكليز) .بالمقابل كانت مصر في الفترة الملكية متمسكة بالسيادة على السودان بدعم من احزابها دون تمييز بين حزب موالي او معارض ( الوفد، الاحرار، الدستوري، الاخوان المسلمين،مصر الفتاة ) سوى ان الحزب الشيوعي المصري والحركة اليسارية المصرية ايدت حق تقرير المصير للسودانيين . وقبل فترة وجيزة من اندلاع ثورة يوليو المصرية سنة 1952 انجزت بريطانيا دستور الحكم الذاتي وطلب الحاكم العام الانكليزي من مصر ابداء الرأي .

وافق الحكم المصري الجديد على استفتاء حق تقرير المصير للسودانيين باشراف هيئة دولية وشكل هذا الموقف قفزة نوعية ايجابية في نظرة مصر للسودان بزوال فكرة استتباع السودان لمصر لكن عشية اعلان استقلال السودان وبالتحديد منتصف سنة 1955 لم يكتف حزب الامة بتبعيته للانكليز بل بدأ التنسيق مع الاسرائليين حيث طلب الصديق المهدي من وفد اسرائيلي تزويد الانصار بالسلاح وتدريبهم وانخرط في مشروع تكوين كتلة أفريقية من السودان والحبشة تشكل حزاما متعاونا مع اسرائيل يؤذي مصر دون اشهار السيف والسبب تحكم الدولتي بمجرى نهر النيل وبعض منابعه وكانت الحبشة تدعم حزب الامة ماليا عبر التجار اليهود وفي تلك السنة اشعلت بريطانيا حرب الجنوب لارغام الحكومة السودانية على الارتباط معها بحلف بعد انتهاء الفترة الانتقالية باظهارها عاجزة عن السيطرة على الاحداث دون معونتها وبالفعل استعان رئيس الوزراء السوداني انذاك بالحبشة وبريطانيا لحل ازمة الاغتيالات في الجنوب .

وفور اعلان استقلال السودان اعترفت مصر فورا باستقلال السودان ورغم ذلك بقي حزب الامة بشكل أساسي جزءا من المشروع البريطاني لانشاء حلف يضم الحبشة والسودان واوغندا وكينيا لابعاد السودان عن مصر او الحلف الاميركي الذي يضم السودان والحبشة حتى ان حزب الامة امتثل لاتصال بريطاني للانسحاب من الحكومة مع بدء احداث الجنوب وبعد ان تخلص السودان من هاجس التبعية لمصر سعى ما يسمى بالتيار الاستقلالي الى التبعية للحبشة انفاذا للرغبة الاميركية البريطانية في تلك الفترة كانت الحكومة المصرية تنظر بعين الريبة الى التطورات السياسية في السودان وبعد انقلاب عبود وتوقيع معاهدة اقتسام مياه النيل سنة 1959 تحولت العلاقات السودانية المصرية الى علاقة الند للندوانحسرت افكار وحدة وادي النيل في استراتيجية الدولتين وانتقلت الى من يؤمن بها من بعض الاحزاب السياسة على جانبي الحدود .

توضيح :

اسشهدت في المقال السابق بايات تؤكد صبر الله على ابليس حتى اليوم المعلوم وقد اخترت هذه المقارنة كي يدرك الجميع ان ارتباط مصر بالسودان هو ارتباط ازلي. وهناك فهم كلامي انه اشراك بالله اقول لمن ينصب نفسه محاميا عن الله اخجل ولا يشرفني ان اعبد من تعبد وهناك من تمادى في شتم مصر وكأن السياسة سفاهة وثأر .حتى هؤلاء ابلغهم اني امتلك رؤية سلبية عن ممارسات كثيرة للحكم المصري ورغم ذلك اؤكد ان علاقتنا مع مصر ليست خيارا بل قدرا.
(يتبع)

[email protected]

‫6 تعليقات

  1. ( المتمصر ) عثمان بابكر محجوب مقالك بيش و ملئ بالاكاذيب و اعيد و اكرر مصر هي العدو الأول للدولة السودانية عدا لامثالك من المتمصرين.

  2. انا من ذكرت لك ان وصفك فيه تشبيه للخلق بالخالق فأنت شيهت مصر بالله عز وجل و هذا بلا شك باب من أبواب الشرك .

    أنا أعبد الله تعالى الذي خلقك فسواك فعدلك , هل هذا لا يشرفك ؟؟؟

    الغباء فنون
    هذا كلامك يا كاتب المقال / اسشهدت في المقال السابق بايات تؤكد صبر الله على ابليس حتى اليوم المعلوم وقد اخترت هذه المقارنة كي يدرك الجميع ان ارتباط مصر بالسودان هو ارتباط ازلي. وهناك فهم كلامي انه اشراك بالله اقول لمن ينصب نفسه محاميا عن الله اخجل ولا يشرفني ان اعبد من تعبد وهناك /

    يبدو انك تعاني من الدونية حيث تسمي الانتقاد و المطالبة بالحقوق سبا و شتما لسادتك

  3. في مقاربتك بين مصر والسودان، من هو الله ومن هو ابليس؟
    “من كان منكم عميل فليحسن عمله”

  4. ما الرابط بين ان ينظر ربنا ابليس الى يوم الدين وعلاقة السودان بمصر لا توجد اى مقاربة فى مقارنتك الفطيرة هذى وانتقاد سياسة مصر السالبه تجاه السودان لا يعنى سب بل هو انتقاد لتلك السياسة الخاطئة التى لا تخظئوها عين تبصر ومن يرى غير ذلك نقول له انه لا تعمى الأبصار انما تعمى القلوب التى بالصدور اى البشوف القلب وقلب المحب قد لا يرى عيوب حبيبه لذالك نلتمس لك العذر فيما ذهبت اليه

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..