مقالات سياسية

الموقف السياسي مع إقتراب عام من الحرب (٦)

عزام عبدالله إبراهيم

♦️ مواقف قوي الكفاح المسلح من الحرب متباينه كتباين مصالحهم و اساليبهم في التعاطي السياسي.

الصوره الكبيره تشي بوجود اربعه مواقف رئيسة: دعم الجيش و دعم الدعم السريع و الوقوف في الحياد او الوقوف مع الكتله المدنيه لإيجاد حل جذري للازمه السودانيه.
🔹️ اولا لابد من فهم طبيعه تعاطي حمله السلاح مع المواقف السياسيه المعقدة. بطبيعه تركيبها و طبيعه تركيب الشخصيه السودانيه تميل الحركات المسلحة في السودان الي الإنشقاقات مع أول إختلاف مؤثر حول القضايا الراهنه مما يضعف موقفها جميعا واكبر دليل هو وجود قرابه المئه حركه مسلحه في السودان الآن. ثانيا مع تطاول الصراع المسلح تبرز المصالح الشخصيه للقيادات العليا و التقاطعات لداعمي هذه الحركات (الدعم الخاجي و الداخلي). أيضا فقد الأخوه و الرفقاء و الثمن العالي الذي يدفع أثناء الصراح المسلح يجعل تقديم التنازلات اكثر ألماً لهذه الفئه مما يجعلهم اقل مقدره علي المناوره السياسيه و اتخاذ مواقف مرحليه فيها الكثير او حتي القليل من البرغماتيه السياسيه.

♦️ من هذه المقدمه نفهم لماذا يصعب اقناع بعض الحركات بتغيير مواقفها او محاوله عقد اتفاق سياسي معها بعيد عن مواقفها المعلنه وهنا اقصد الحركات ذات الموقف الثابت في ظل كل التغييرات السياسيه. هذه الحركات (تحرير السودان عبدالواحد و الحركه الشعبيه عبدالعزيز الحلو ) يصعب إقناعهم بالتنازل عن مبادئ حاربوا من أجلها عشرات السنين من غير ضمانات لايملك تقديمها الا من يملك السلطه. من خلال هذا الشرح المبسط اتوقع ان تفشل كل محاولات القوي المدنيه لضم هذه الحركات ولكن يمكنها توقيع بروتوكولات مرحليه اذا تنازل الطرفين.

♦️ من جهه اخري يوجد بعض الحركات التي تحركها المصالح الذاتيه و تتمتع بإنتهازيه سياسيه عاليه و تبحث عن السلطه والثروه من خلال المزايده السياسية و الخطاب العاطفي المعتمد علي التهميش و التضحيات من غير رؤيه سياسيه واضحه. مواقف هذه الحركات متوقع ان يتسبب في تشظيها و انقسامها (كما حصل لحركه العدل و المساواة و بدرجه اقل لحركه تحرير السودان جناح مناوي اركو مناوي). بالرغم من مواقف هذه الحركات غير الواضحة من البدايه لكن تجاربهم مع النظام السابق وتوقيعهم لعده اتفاقيات معه تجلهم أقرب إليه من الآخرين و ان في إمكانهم الحصول علي بعض المصالح في حاله عوده الإسلاميين كما حدث من قبل. وهنا أيضا لاتنسي التوجه الإسلامي الواضح لقائد حركه العدل والمساومة.

♦️ أيضا تحاول بعض هذه الحركات الوقوف في موقف وسطي غير منحاز في إنتظار نهايه الحرب او إتِضاح الموقف الميداني ومن بعدها اخذ موقف من المشهد السوداني. وبعضهم يري ان الحرب في صالحهم لأنها تضعف كلا الطرفين وهذا ما يعطيها وضع سياسي افضل في المستقبل، أو أن يدخلوا الحرب بعد ضعف الطرفين لإكتساب أكبر مكاسب ممكنه.

♦️ الكتله الثالثه هي الكتله التي انحازات للدعم السريع وهذه قد تكون جماعات منشقه من هذه الحركات لانه حتي كتابه هذا المقال لم يسمع كاتبه بحركه مؤثره أعلنت إنضمامها للدعم السريع بالكامل. وهذه الجماعات منطلقها هو (المُر و الأمْر منه). راجع المقال السابق.

♦️ الكتله الرابعه هي التي تميل الي عمل سياسي حقيقي لتأسيس سياسي حقيقي لإيقاف الحرب. وهذه الحركات تواجه تحدي حقيقي من بعض القيادات المدانيه التي تري ان النخبه السياسيه نخبه فاشله و مناطقيه وانه لابد من مواجهه التحديات الراهنه بالأسلوب الذي يعرفونه وهو السلاح. مع إيمان هذه القيادات الميدانيه بالوقوف علي الحياد حتي نهايه الحرب لتحديد موقفهم من العمليه السياسيه او شروط الإنضمام إليها كموقف برغماتي.

📌 ختاما، موقف معظم حمله السلاح موقف غير مفيد للإنتقال الديمقراطي الحقيقي لان معظمهم يطالب بتمييز إيجابي يعتقد أنه مستحق من طرفهم قد يؤدي الي إثاره مخاوف الآخرين. أضف الي ذلك عدم وجود رؤيه قوميه واضحه لمعظم ان لم يكن كل حركات الكفاح المسلح. وهذا يتطلب تجرد حقيقي من كل الاطراف و تقديم تنازلات مؤلمه من الجميع.
ونواصل

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..