القصف العشوائي يدمر منازل أم درمان القديمة ويقلق المواطنين

بورتسودان: الراكوبة
قبل أن يفيق سكان العاصمة الخرطوم من صدمة الحرب ومآسي القتل والنزوح، حلت كارثة دمار المنازل لتضاعف القلق والهموم ويخيم اليأس على سكان مدينة أم درمان القديمة.
واظهرت مقاطع فيديو بثها الجيش السوداني بعد دخوله أحياء أم درمان القديمة لأول مرة بعد أندلاع الصراع المسلح والتي كان تسيطر عليها قوات “الدعم السريع”، حجم الدمار الذي لحق بمنازل المواطنين والمرافق العامة والطرقات، مما جعل سكانها يتحسرون عليها نطراً لصعوبة إعادة إعمارها في ظل شح الامكانيات، فضلاً عن كونها تمثل إرث تاريخي للأباء والأجداد.
تخريب وتدمير
يتحسر المواطن حمزة النور، على الحال الذي وصلت إليه العاصمة الوطنية في ظل الحرب وحجم دمار وخراب المنازل والمرافق العامة والطرقات، وكذلك مؤسسات التعليم ومراكز الثقافة والفنون.
يقول النور لـ (الراكوبة) : القصف العشوائي بالمدفعية الثقيلة من قبل “الدعم السريع”، أسهم في فداحة التدمير بأحياء عدة ارتبطت بمبان تمثل إرث تاريخي للأباء والأجداد يصعب تعويضها.
وأضاف : ما حدث يحتاج إلى خطة إعمار طويلة تتطلب تكاليف مالية باهظة، بالتالي فإن كثير من المواطنين الذين تعرضت منازلهم للدمار فقدوا الأمل في إعادة بنائها من جديد بعد نفاد أموالهم وتوقف أعمالهم”.
كارثة وأضرار
يصف أحد سكان حي العمدة، ويدعي الطيب حسين، ما تعرضت له أحياء أم درمان القديمة بـ”الكارثة”، نظراً للأضرار البالغة نتيجة القصف العشوائي لقوات “الدعم السريع”، من مدينة بحري إلى جانب القصف الجوي من قبل الجيش، ليطاول التدمير ممتلكات عامة وخاصة على حد سواء”.
وأوضح في حديثه لـ (الراكوبة) أن البلاد تعاني من أزمة اقتصادية طاحنة وظروف صعبة ستقف حائلاً بين الأمنيات والآمال والواقع الأليم، ولذلك تفشل أية جهود من قبل السكان في بناء المنازل من جديد أو أجراء عمليات ترميم على ما تبقى من ركام.
وأشار إلى أن “توقف الحرب يسهم في المحافظة على المبان التاريخية والمنازل التي لم تتعرض للتدمير.
قلق وتوتر
يخشى عامر حسن الذي استقر مع أسرته في كمبالا ، على منزله في مدينة أم درمان القديمة من التعرض للقصف والدمار بخاصة مع تصاعد وتيرة المعارك.
ولفت إلى أن “رحلة اغترابه في دول الخليج استمرت أكثر من 25 عاماً، نجح خلالها في تشييد منزل العائلة، وعاد إلى السودان بشكل نهائي من أجل الاستقرار والبقاء مع أسرته الصغيرة”.
وتابع المتحدث “من خلال مجريات الأحداث في العاصمة فإن الوضع غير مطمئن، وظللت اسأل نفسي كيف يكون حال منزلنا، فتارة أكون متفائلاً وأخرى أكثر تشاؤماً بالنظر إلى استمرار الصراع المسلح وعدم وجود بوادر حلول تلوح في الأفق القريب.
الجنجويد خلو في ناس يا اعلام يا مرتزق