أخبار السودان

التقدم في أم درمان دعاية من البرهان لتخفيف غضب الجيش

قائد الجيش السوداني عبد الفتاح البرهان لم يجد من حل لمواجهة تقدم قوات الدعم السريع سوى إطلاق التصريحات حول النجاحات الميدانية. والهدف داخلي بالأساس في ظل وجود مواقف معارضة لاستمرار الحرب في غياب أي أفق للحل، وخاصة بسبب اتساع دائرة الأزمة الإنسانية.

أعلن الجيش السوداني تحقيق أول تقدم كبير له منذ بداية الحرب قبل عشرة أشهر، وأنه استعاد السيطرة على جزء من مدينة أم درمان، لكن قوات الدعم السريع كذبت هذه التصريحات ووصفتها بالدعاية، في وقت تحذر فيه مؤسسات مختلفة من خطورة استمرار الحرب على الأزمة الإنسانية الكبيرة في البلاد.

وقال الجيش في وقت متأخر من مساء الجمعة إنه نجح في ربط القاعدتين الرئيسيتين له في المدينة، في تقدم احتفل به الجنود والسكان. ونفت قوات الدعم السريع أن الجيش أحرز التقدم. وقال المكتب الإعلامي لقوات الدعم السريع في بيان “تحول الجيش إلى الدعاية وهو على وشك الهزيمة”.

يأتي هذا في وقت يقول فيه المراقبون إن قائد الجيش السوداني الفريق أول عبدالفتاح البرهان يسعى بين الفينة والأخرى لإطلاق تصريحات عن “تحقيق النصر” لرفع معنويات الجيش وتجنب اتساع دائرة الغضب التي قد تدفع إلى التفكير في الانقلاب كما حصل في أم درمان قبل أسابيع قليلة، بالرغم من أن تلك الأنباء قد وصفت بأنها تدخل في سياق التخلص ممن يعارضون الحرب من قادة الجيش.

ونشرت صحيفة “السوداني” في الأسبوع الأول من فبراير الحالي تقريرا ذكرت فيه أن استخبارات الجيش في منطقة وادي سيدنا العسكرية اعتقلت ضباطا فاعلين بقيادة متحركات أم درمان بتهمة الإعداد لانقلاب، وأن حملة اعتقالات طالت ضباطاً نشطين في إدارة العمليات في هذه المدينة. وتم وضع الضباط المعتقلين في معسكر سركاب، بينهم قائد المتحركات بأم درمان ومدير الإدارة الفنية بالدفاع الجوي ومسؤول عن الرادارات وأجهزة التشويش المضاد للمسيرات ومسؤول عمليات الدعم والإسناد الإستراتيجي لمواقع المدرعات والشجرة.

وبدأ الصراع بين قوات الدعم السريع والجيش من أجل السيطرة على السودان منذ أبريل 2023 في حرب أسفرت عن مقتل الآلاف وتشريد ما يقرب من ثمانية ملايين وأثارت تحذيرات من حدوث مجاعة. وبعد فترة وجيزة من اندلاع الحرب، سيطرت قوات الدعم السريع على معظم أنحاء العاصمة الخرطوم، وشقيقتيها بحري وأم درمان، ومعظم الأراضي في ولايتي غرب كردفان ودارفور.

وحافظ الجيش على السيطرة على معظم قواعده في العاصمة لكنه لم يحرز تقدما كبيرا حتى بداية العام عندما قال سكان إنه استخدم الطائرات المسيرة بشكل أكبر. ويبدو أن ذلك ساعد الجيش على التقدم بمحيط قواعده شمال وجنوب المدينة وإنشاء نطاق سيطرة بمحاذاة العاصمة. وتحتفظ قوات الدعم السريع بالسيطرة على مناطق في شرق أم درمان وكذلك منطقة أمبدة مترامية الأطراف التي تربط العاصمة بالمناطق الغربية.

وفشلت محاولات وقف الحرب عبر المفاوضات، كما فشلت التحذيرات من أزمة إنسانية كبيرة في التأثير على مجريات الحرب في وقت يتمسك فيه كل طرف بمكاسبه الميدانية ويعلن قدرته على تحقيق النصر. ويراهن السودانيون على المؤتمر الدولي حول السودان الذي تستضيفه فرنسا في منتصف أبريل في باريس، الذي يهدف إلى “تسليط الضوء على هذه الأزمة الخطيرة للغاية” التي يجب ألا ينساها المجتمع الدولي، وفق أوساط مقربة من وزير الخارجية الفرنسي ستيفان سيجورنيه.

وقال مصدر مقرب من الوزير “نحن نواجه أزمة هائلة على المستوى الإنساني والجيوسياسي.. تفكك السودان ستكون له عواقب كارثية على المنطقة بأكملها”. وأضاف “في سياق الأزمات الدولية المتزايدة، نعتزم تسليط الضوء على هذه الأزمة الخطيرة للغاية والتي يجب ألا تذهب طي النسيان”. وقال الوزير ستيفان سيجورنيه الأربعاء إن المؤتمر الذي سيعقد في 15 أبريل القادم في مركز المؤتمرات بالوزارة، ينبغي أن يتيح جمع التمويل اللازم للبلاد التي مزقتها الحرب المستمرة منذ أبريل 2023.

ووجهت الأمم المتحدة وشركاؤها نداءً لجمع 4.1 مليار دولار في 7 فبراير للاستجابة للاحتياجات الإنسانية الأكثر إلحاحا للمدنيين، بما في ذلك أكثر من 1.6 مليون شخص اضطروا إلى الفرار إلى البلدان المجاورة. ويحتاج نحو 25 مليون شخص، أي أكثر من نصف سكان السودان، إلى المساعدة، ويعاني ما يقرب من 18 مليونًا من انعدام الأمن الغذائي الحاد، وفقًا للأمم المتحدة.

وقالت الأوساط المقربة من الوزير الفرنسي إن الأموال التي ستُجمع خلال مؤتمر باريس ستُخصص للأعمال الإنسانية ليس فقط في السودان ولكن أيضا في البلدان المجاورة “التي تستضيف مئات الآلاف من اللاجئين”. وقال مصدر دبلوماسي إن المؤتمر الذي يشترك في رئاسته الاتحاد الأوروبي، “يجب أن يتيح أيضا مناقشة وصول المساعدات الإنسانية وهو من الأمور الصعبة في الواقع”، لافتا إلى ضرورة وقف إطلاق النار “على الأقل على المستوى المحلي” لإيصال المساعدات.

◙ الأمم المتحدة وجهت مع شركاؤها نداء لجمع 4.1 مليار دولار في 7 فبراير للاستجابة للاحتياجات الإنسانية الأكثر إلحاحا للمدنيين

ودُعيت إلى المؤتمر البلدان المجاورة للسودان والمنظمات الدولية والإقليمية ذات الصلة وجميع الجهات المانحة الدولية الرئيسية الموجودة في هذا الجزء من أفريقيا والدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي والجهات الفاعلة الإنسانية ووكالات الأمم المتحدة وجميع المنظمات غير الحكومية الكبيرة. وقال المصدر نفسه “نرغب في الاستفادة من هذا المؤتمر لإجراء نقاش حول مختلف الوساطات من أجل المضي قدما نحو الحل السياسي”.

ووصف رئيس وكالة المساعدات الألمانية غير الحكومية “فيلت هونجر هيلفه” المعنية بمكافحة الجوع الوضع في السودان بأنه مأساوي بشكل متزايد. وبعد عودته من زيارة إلى للسودان قدم ماتياس موج الأمين العام للوكالة وصفا للوضع في مراكز اللاجئين المكتظة والصعوبة المتزايدة في مجال الإمدادات اللوجستية واحتدام القتال في الحرب الأهلية الدائرة في البلاد.

وطبقا لأرقام الأمم المتحدة، أصبح السودان الآن البلد الذي يشهد أكبر عدد من اللاجئين والنازحين في العالم. وفرّ حوالي ثمانية ملايين شخص داخل البلاد أو عبر الحدود بسبب القتال. وذكر موج أن العاملين في المجال الإنساني يواجهون مشكلات هائلة. وقال في نيروبي الجمعة إن وضع الإمدادات في إقليم دارفور غرب البلاد كارثي وإن الجوع آخذ في الارتفاع.

وأعلنت تشاد “حالة طوارئ غذائية” في جميع أنحاء أراضيها، بموجب مرسوم صدر الجمعة مع تدفق أكثر من نصف مليون لاجئ خلال عشرة أشهر هرباً من الحرب في السودان. ولم يتضمن المرسوم الذي أصدره الرئيس الانتقالي محمد إدريس ديبي تفاصيل عن إجراءات الطوارئ ولا عدد الأشخاص المعنيين، لكن برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة حذر في نوفمبر الماضي من “توقف وشيك” لمساعداته في مواجهة تدفق اللاجئين السودانيين إذا لم يتلق التمويلات الدولية اللازمة.

ويقدم برنامج الأغذية العالمي “مساعدات غذائية لنحو 1.4 مليون شخص” في تشاد، وهو عدد النازحين واللاجئين في البلد شبه الصحراوي في وسط أفريقيا، بسبب النزاعات المستمرة محليا وكذلك إقليميا في السودان وجمهورية أفريقيا الوسطى والنيجر ونيجيريا وليبيا والكاميرون. وتستضيف تشاد أكبر عدد من اللاجئين السودانيين، ومعظمهم فروا من دارفور منذ بدء الحرب الأهلية عام 2003 في الإقليم الواقع في شرق السودان، وكانت تستقبل أكثر من 400 ألف لاجئ قبل النزاع الجديد.

العرب

‫7 تعليقات

  1. إذا لم تستحي فأفعل ما تشاء كل العالم شاهد تحرير امدرمان لعنكم الله أنتم والدعم السريع

  2. يا المدعو الحسم أمدرمان لازالت في قبضة الدعم السريع صدقنى كل ما يقال كذب، أنا موجود في بانت.

  3. ألمشكلة فى هذه الحرب عدم وجود صحافة استقصائية محايدة تستطيع أن تشاهد ما يحدث على الارض فى الميدان وتعطى المعلومة الصحيحة من المتقدم ومن المتراجع, فيما يخص الجيش يبدو أن هنالك مبالغة فى مسألة تقدمه فى أمدرمان فوصوله على الطريق من كررى الى المهندسين أو العكس لا يعنى تقدما أو انتصار فى حرب كر وفر تتحين فيها الفرص لصنع اختراقات و تسلل هنا وهناك وهذا لا يعنى شيئ مستدام طالما أن العدو منتشر ومتواجد فى كل المناطق التى لم تحدث فيها معارك حقيقية حاسمة بل فى الغالب بعض التسلل والمناوشات فقط لذا فأمد هذه الحرب سيطول كثيرا خاصة فى العاصمة وغرب البلاد.

  4. كلام مضحك لتطمين الذات وتثبيت المقاتلين المخدوعين من الجنجا الكلاب البرهان يخدع الجيش والجيش في الميدان ههههههههههههههههه
    التقي جيش البطولات (الوادي) بجيش التضجيات المهندسين
    شوف كضبالقحاطة والحجا قال قاعد في بانت وعنده نت ويقرا الراكوبة ويعلق !!!!!
    هههههههههههههه
    وبعدين حتى لو حوالينك في بانت كلهم دعامة لا يعني ان ام درمان في قبضتهم
    انت وهم بس

    1. مع معنا تلحم تقابل في نقطة هذا سيطر ايمنا تقبل …وبس اذا كان ناس مهندسين خرجو من الحصار وتقدمو ابعد من ذلك معناها ناس وداي سيدنا يتجه الي اتجاة آخرة هذا علوم العسكرية ليس رقص في ميدان يكون نصر والشارع النصر هو عندما يحتلون مكان مهم …

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..