الإحساس ما يحتاجه الوطن !!!

تنسكُب الكثير من الدموع فى جميع مناسباتنا الوطنية وكذلك عندما نُردد فى حفلاتنا وتجمعاتنا لأغانيننا الوطنية التى يحفظها الكبير والصغير على حدٍ سواء يحدث ذلك دون رياء او مجاملة للآخرين فالوطن للجميع لا مُزايدة فى ذلك او تعيين البعض لأنفسهم اصحاب وطنية وحب للوطن أكثر من البقية !! هذا هُراء غير مجدى وتقليلك لغيرك فى شيئ ليس ملكا لك وحدك مهما تعاظم دورك فانت والصامت عن التعبير متساويان فى الحق المعنوى والملك والإنتماء والجنسية .
كل تلك الأحاسيس او ترديد الأغنيات الوطنية وحفظها وذرف الدموع لها ، هو تعبير صادق وجميل ويظل تعبير عن مشاعر ولكن هُناك أسئلة إن أجبنا عليها !! فماذا يحدث للوطن ولشعبه وماذا نفعل نحن تجاه ذلك !!؟ الإجابة بصدق من كل شخص مع نفسه هى ما تُقربنا من الحل الجميل الذى نسعى له جميعنا ولكن بمختلف الطُرق إلا من لا يشعر بداخله بالإنتماء لهذا الوطن وهذا الشخص غير مُلام فلا يستطيع الإنسان ان يبذُل أى مجهود تجاه شيئا ليس لديه معه إحساس وإلا يكون عمله نفاقا لا يُقدم او يُؤخر وعادة المنافق يظهر خلاف ما يبطن .
الإحساس الحقيقي ليس بالتعبير والكلمات والإنفعالات عبر ما نسمع من شعر او غناء وطني !! لكن الإحساس الحقيقي هو أن يترجم هذا الإحساس الى عمل وفعلا وجدية تامة لا تهاون فيها ، فعندما نُريد تحقيق أى هدف وعكسه الى أرض الواقع لا يتم ذلك بالحديث عنه ، فالأمنيات كثيرة جدا ومن يُفكرون فى الخير كذلك يتواجدون وبكثرة فى وقت الشدائد والمحن ، لكن من يكسر حاجز صمته وسكونه ويعكس ذلك عمليا دون خوف هو من إستطاع ان يصل الى الهدف والمُبتغى من مكان التمنى الى مكان التنفيذ وتحديدا إن كان الأمر جلل وعظيم لا يحتمل المشاهدة كقصة فيلم تنتظر نهايته وأنت مستمتع بصبر ولهفة .
مصائب وطننا الحبيب أتت عليه تباعا منذ إستقلاله وزادات سوءا مع العهد المُباد، وعدم وضع الخُطط المدروسة دراسة مستقبلية وبأساس سليم ، نحو اى مشروع لدولة ما لم يستطصحب فى معيته برنامجا مستقبليا تُفيد الجميع ، يُعتبر مشروعا فاشلا حتى ولو طالت عليه السنون فلا بيت يقوم دون أعمدة او أساس ليكون البنيان صالحا ممتدا وحاميا لكل من بداخله فرداً فردا .
من يُرددون بإستمرار الحرب هؤلاء تجردوا من كلمة إنسانية تماما ، فلا يوجد إنسانا سليما صاحب عقل وضمير نظيف ونفس سوية يتمنى الموت والضياع لغيره واغلب هؤلاء يعيشون فى أمان هم وأسًرهم لذلك لا تعنيهم الحرب فى أى شئ ومثلهم يجب ان لا نُعطيعهم مجالا للنطق فهم وأشباههم من مدمرى البشرية والخير ، والدنيا خُلقت لتُعمر وليست لتنتهى ومثلهم لا يوجد فى دواخلهم الخير فعزلهم عن المجتمع رحمة للجميع ورضا الى الله وقُرب منه .
أما من يُنادون بصدق بلا للحرب يستحقُون الحياة الكريمة والعيش الكريم والوطن الآمن الذى يشبه أشياءهم الجميلة ، فلن يدعُ للخير إلا من كان بداخله خيرا حقا ، ومثل هؤلاء هم من يحمل بداخله الأهداف والرؤى المستقبلية لغدٍ أفضل له ولغيره ، مثلهم تُرفع لهم القُبعات تعظيما لأمنياتهم النبيلة التى تعمل على إنماء الإنسانية والوطن معا ، فلهم نقول عليكم بتحويل أهدافكم ومشاعركم النبيلة الى مواقف عملية كثير ة جدا ولا تحتاج الى مجهود فوق إستطاعتك فبالقليل و البسيط لكنه مجهودك على مجهود الآخر يخلقان قاعدة للخير والإنسانية تتسع دائرتها رويدا رويدا حتى تعم جميع أرض بلادنا فلا تستهين بما تفعله للخير البسيط مثلا ، عدم نقل خبر كاذب ، لا تُجارى من يقول نعم للحرب فبداخله غٍل عليك بتجاوزه لتسلم من أحقاده ، رفع صوتك فى المنابر او التجمعات التى لا تتعامل مع الأوضاع فى بلادنا بجدية وعليك بتكرار لا للحرب دوما فى كل فرصة تُتاح لك، بث الأمل فى غيرك بأن غدا سيكون أفضل لنا ولبلادنا فلا نيأس ،التذكير المستمر بأننا نحن من يُعمر الوطن وليس غيرنا ، تحويل الشعور والإحساس دائما الى أفكار تُحرك وجدان الاخرين للخير ولعمار الوطن وتكاتف شعبه , السلام يأتى من كلمة ، التطور ياتى من بذرة شجرة تتوالد وتأتى بالخير ، التطور يأتى بفكرة تُنفذ ثم تكون مصانع ومشاريع لا حد او طائل لها ، لا تستهين بالخير فى داخلك وأطلق عنانه ليسلم الوطن ..
دمتم ودام الوطن ….
#الحرب لازم تقيف ونهائيا …
د. منى الفاضل …
يا سنا الروح و يا مداما و يا عواطفنا الخدراء النبيلة .
فالشعب السودانى بحضارته السامقة الباسقة الاصيلة الوحيدة الفريدة البعيدة القريبة النائية الدانية المتجزرة العريقة , يفيض احساسا متفردا و لطالما عبر عنه بالمراكيب و السراويل و الفليق و الارداف و اولاد الحرام فى انتاجه الادبى الثرّ و الباذخ , ارثا للختان و البطان و الجرتق ودق الريحة ورش اللبن.
ورثوا احاسيسهم المرهفة بجرعات القونات و الدلوكة ودق النحاس فعبروا عنها حضارة باذخة مترامية يشهد لها العالم أجمع , فالسودانيين هم من عمروا الدول العربية و أسسوا لبناتها , الا أنهم حرصوا على اصالتهم فى المراحات و السعن داخليا خوفا من تسرب الحداثة و العولمة و الاسمنت القذر – داخليا , و استبدلوها بالرواكيب و الصارقيل و الضانقيل لحرصهم على أصالتهم و مخدرتهم و مغبشتهم السمحة.
وما يحدث من حرب , ليس سوى تكريس لحضارتنا الباذخة مرة تلو الاخرى فى دوائر لا تنتهى لحفر اصالتنا السمحة فى ذاكرة الاجيال.
ولما نرجع بالسلامة و ترجع ايامنا الخدراء الاصيلة.
شكرا على المقال و أود أن أضيف عليه يجب أن تكون هنالك اقتراحات عملية للخروج من هذه الأزمة الحالية. مثلا أن يتوجه الجميع في السودان إلى المطالبة بالتدخل الدولى لحماية المدنيين.. و تكون هنالك دفع لهذا المقترح من السودانيين في الخارج و خاصة الدول الغربية. هذا مجرد اقتراح فقط كمثال لما اقصده