صُدم الشعب السوداني، بمقطع فيديو تم تداوله بكثافة، يظهر جنود يرتدون زي الجيش السوداني، وقد فصلوا رأسين عن جسديهما، وهم يلوحون بهما، في حالة من الهذيان والتوعد، ظناً منهم أنهما للشابين ينتميان إلى قوات الدعم السريع. أتضح من مصادر موثوقة لوسائل التواصل الاجتماعي، أن الضحيتين من منطقة ود الحدّاد، جنوب ولاية الجزية، ولا علاقة لهما بقوات الدعم السريع، وإن الجريمة وقعت في نقطة إرتكاز تابعة للجيش السوداني في مدينة الأبيض.
قولبت هذه الجريمة البشعة “الداعشية”، باستهجان شعبي عارم، من كافة المكونات في البلاد، وهو تصرف دخيل على المجتمع السوداني المتسامح، والذي عُرف بتدينه واعتداله. هذا التصرف البشع واللاإنساني، دخيل على البلاد، وهو مآل حتمي لإزاحة الإسلاميين عن سدة الحكم، التي استمروا فيها لأكثر من ثلاثة عقود، والذي كان قائماً على الهوس الفقهي والتطرف الديني، والتعطش لإراقة الدماء.
أن هذه البشاعة، نتيجة لسماح الجيش السوداني، لمليشيات إرهابية، وكتائب إسلامية متطرفة القتال جنباً إلى جنب في صفوفه، مثل كتائب البرداء بن مالك وغيرها من الفصائل الدموية، لذا فإن الجيش السوداني، يتحمل مآل إنزلاق الحرب الدائرة الآن في البلاد إلى هذا الدرك من البشاعة والتطرف، التي وصلت إلى حد جز الرؤوس والتمثيل بيها ونشر مشاهدها المقززة لعامة الشعب بدافع التخويف والإرهاب، في محاولة لعودة الإسلاميين مرة أخرى لسدة الحكم.
على القوات المسلحة السودانية أن تدرك، أنّ الشعب السوداني قال كلمته في حكم الحركة الإسلامية، في ملاحم بطولية شهد على بسالتها العالم أجمع، خلال ثورة ديسمبر المجيدة، وأن مساندة الجيش لكتائبهم المتطرفة لاستعادة الحكم مرفوضة من الشعب، ولن يكلل بالنجاح، وعلى قادة القوات المسلحة، تعريتهم، والتبرؤ منهم والقضاء عليهم، إن أرادوا الحفاظ على ما تبقى للجيش السوداني من أرث مهني وتقاليد احترافية. وعلى الذين يساندون الجيش وكتائبهم الإرهابية، أن يراجعوا أنفسهم، قبل وفوات الأوان.
وعلى الشعب السوداني، أن يكثفوا جهودهم لوقف هذه الحرب، التي أوشكت أن تنزلق بالبلاد إلى ما لا يحمد عقباه، إذ أنّ رأس الشابين قد تم جزهما، والتمثيل بهما خطأَ على الهوية.
//أقلام متّحدة ـ العدد ــ 137//
