مقالات سياسية

قلب الموازين

أحداث الحرب الدائرة قلبت الموازين في السودان ولنا العبرة في القرآن في قول الله عز وجل:

 

(فما كان جواب قومه الا أن قالوا أخرجوا آل لوطٍ من قريتكم انهم أناس يتطهرون).

هذه الآية تحكي عن حالة قلب الموازين، موازين الحق التي يقلبها أهل الباطل بكل خبث وعند ذلك يصبح كل شيء معكوس تماماً، الطيب خبيث والخبيث طيب، الأمين خائن والخائن أمين، التقي شقي والشقي تقي، الصادق كاذب والكاذب صادق، الجلاد ضحية والضحية جلاد، العادل ظالم والظالم عادل، العاقل سفيه والسفيه عاق.

انقلاب الموازين في عصرنا وفي سوداننا لهو من صدق نبوة نبينا محمد صلى الله عليه وسلم. أليس هو من قال:(سيأتي على الناس سنوات خداعات يصدق فيها الكاذب ويكذب فيها الصادق، ويؤتمن فيها الخائن ويخون فيها الأمين وينطق فيها الرويبضة. قيل: يا رسول الله وما الرويبضة قال: الرجل التافه ينطق في أمر العامة).

هل هنالك رويبضة أكثر من حميدتي راعي الإبل الأمي الجاهل، الذي استبدل عقال البعير بربطة العنق وصال وجال بعد أن حرق دارفور وغدر بابن عمه موسى هلال وغدر بمن صنعوه من عساكر وصنعوا منه قائد في آخر الزمان، زمان العجائب وحرق القرى والمدن وترويع الآمنين المرتزق الجاهل الذي يباع ويشتري

في الحروب وعمالة الارتزاق كما تباع النعاج، جنوده فروا من جميع معسكراتهم في يوم واحد تحت وطأة ضربات الطيران وهم المسلحين لكنهم استأسدوا على المواطن الأعزل وأخرجوه من دياره وسكنوا فيها والأدهى والأمر ان هؤلاء الأطناخ يسمون أنفسهم الأشاوس. أسد علىً وفي الحروب نعامة ربداء تفر من صفير الصافر.

ولكن الحكومة السابقة هي سبب تمكين هذه الكلاب المسعورة وقد كانت تلك الحكومة فاشلة بكل المقاييس مما أدى لسقوطها، سئل أحد حكماء بني أمية عن أسباب سقوط دولة بني أمية، فقال:

“أمورٌ صغار سلمناها لكبار وأمورٌ كبار سلمناها لصغار فضعنا بين إفراطٍ وتفريط، قرّبنا العدو طمعاً في كسب وده وبعّدنا الصديق ضامنين ولاءه فنالنا غدر الأول وخسرنا ولاء الثاني” كم لنا في التاريخ من حِكمٍ وعِبرٍ ولكن هل من مُعتبر؟

حالنا يعبر عنه الشاعر في قوله:

مَتَى تَصِلُ العِطَاشُ إِلى ارْتِوَاءٍ

إِذَا اسْتَقَتِ البِحَارُ مِن الرَّكَايَا

وَمَنْ يُثْنِي الأَصَاغِرَ عَنْ مُرَادٍ

وَقَدْ جَلَسَ الأَكَابِرُ فِي الزَّوَايَا

إِنَّ تَرَفُّعَ الوُضُعَاءِ يَوْمًا

عَلَى الرفعاء مِنْ أدهى الرزايا

إِذَا اسْتَوَتْ الأَسَافِلُ والأعالي

فَقَدْ طَابَتْ مُنَادَمَةُ المنايا.

والمدهش حقاً تلك الأقلام التي لا تنتقد أفعال جنجويد حميدتي، الكلاب المسعورة، من قتل للمدنيين ونهب ممتلكات واحتلال بيوت واغتصاب نساء، مع أن الحقيقة التي لا تقبل الجدل أن أي مدينة أو قرية دخلها الدعم السريع هرب منها المدنيون والعكس عندما يدخل الجيش.

أن تكون صحفياً بهذا المستوى فأنت الذي قال ترامب في أمثاله:

 

Let us accept that (these kind of people) are the symbol of mental inferiority, laziness and emotional incompetence, to make the matter worst they can do everything possible to defend their stupidity. This is untreatable disease.

انهم رمز الدونية العقلية والكسل وعدم الكفاءة، ومما يزيد الأمر سوءاً أنهم يستطيعون أن يفعل كل ما في وسعهم للدفاع عن غبائهم. وهذا داء لا يقبل العلاج.

مما يجعل الشخص في حيرة من أمره، كما قال انتشتاين:

A question that sometimes drives me hazy: am I or are the others crazy?

السؤال الذي يبعث في نفسي الحيرة وضباب الرؤية: هل أنا المخبول أم هم المخبولون؟

 

 

حسين إبراهيم علي جادين

‫2 تعليقات

  1. ولكن الحكومة السابقة هي سبب تمكين هذه الكلاب المسعورة وقد كانت تلك الحكومة فاشلة بكل المقاييس؟؟؟

    أي حكومة سابقة ياهذا؟ لماذا لا تسمي الأشياء بمسماها؟ دي الطرطشة وكلام الرويبضات! وهل الحكومة الانقلابية ليس لها دور ولا علاقة؟ ألم تكن الكلاب المسعورة دي جزاً من الحكومة السابقة؟ إذا بتقصد قحت والحمدوكيين فأنت فلولي بكل مقايي الكذب والافتراء فهي حكومة لم تمكن من السطة والحكم مطلقاً؟ هل قرار السجمان بمساواة الجنجا بجيش الفلول الذي يقوده وحكومته المكونة من أرزقية الحركات المسلحة اللصوص حرامية حتى الإغاثة الإنسانية لا علاقة لهم بتمكين هذه الكلاب المسعورة الضالة . الكلمة أمانة يا هذا وستسأل ويسألون؟؟ إلى متى الكلام الخارم بارم بعد كل هذا الخراب؟؟

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..