مقالات سياسية

15 أبريل …حرب التهجير  والتجويع

اصدرت  محكمة البيئة ببورتسودان حكما قضى بنزال  عقوبة على عدد من  النازحين بالغرامة (تتراوح مابين 300 الى 500 الف جنيه)  لقيامهم بمزاولة العمل فى السوق بدون ترخيص !! او السجن (3) اشهر ،وذكر النازحون لمراسل الراكوبة التى اوردت الخبر أنهم لا يملكون اى خيار سوى العمل فى الاسواق للحصول على اموال تمكنهم من توفير احتياجات اسرهم ،ولم يحصلوا على تصاديق للعمل بحجة ان السلطات اوقفت اصدارها

حكمة والله وحكاية ، سلطة الامر الواقع فى بورتسودان تفرض مشيئتها على المواطنين وتشن الحرب وتصادر الحقوق المدنية وحتى الاقتصادية وتحرمهم من حق العمل رغم ظروف النزوح القاسية ، وبالطبع لا نتوقع من هذه السلطة احترام حقوق الانسان، وهى تصادر حق الحياة ،مما يؤكد ان الحرب الدائرة الان هى ضد المواطنين فى المقام الاول ، الذين باتوا اما  فى حالة نزوح او لجؤ،وهؤلاء اوضاعهم اسوأ ،فلقد اُجبروا ترك بلادهم وقصدوا دول الجوار، وسلطة الامر الواقع لا تعرف عددهم بالضبط  حيث قال معتمد اللاجئين بالسودان فى  رده على سؤال وكالة السودان للانباء حول عدد اللاجئين (20 فبراير الجارى) قال (  للاسف الشديد لا توجد ارقام موحدة وكل جهة سجلت لوحدها ولديها معلوماتها،لكن استطيع القول ان العدد كبير والذين لجؤوا لتشاد لايقل عن مليون لاجئ والذين لجؤوا الى مصر مابين 500 ألف الى 700 ألف ، فى اثيوبيا نحو 100 ألف ، وذهب عدد غير قليل الى جنوب السودان )

النازحون يقاسون الامرين داخل بلدهم ،واللاجئون يواجهون العنف وقسوة الظروف فى المراكز التى تأويهم فى دول الجوار حيث كشف تحقيق لراديو دبنقا 19 فبراير الجارى فى معسكر (كومر) فى اثيوبيا عن مقتل اثنين من اللاجئين وحالات اغتصاب لفتيات مع النقص فى خدمات المياه والرعاية الصحية ، وبالطبع النساء هن الاكثر معاناة فى حالة النزوح واللجؤ خاصة الحوامل  وكبار السن وذوى الاعاقة والاطفال ،وتزيد المخاوف فى (كومر) نتيجة انتشار السلاح مما يرفع القلق من استشراء العنف وسط اللاجئين  بسبب هشاشة الوضع الامنى،ويعتمدون على ما يقدمه برنامج الغذاء العالمى للحصول على احتياجات محددة من الطعام .

وكما يقول المثل :ماذا يجبر على المر غير الامر منه، اتجه سودايون نحو ليبيا البلد الذى تمزقه الحرب ،ياللماساة ،وحسب الراكوبة 19 فبراير الجارى فأن (4) مدن ليبية قصدها الاف السودانيين، والبعض يقصد ليبيا لتكون معبر لعالم افضل عن طريق ركوب طريق الهجرة نحو اروبا بكل السبل الممكنة،  واوضح برنامج الحد من الهجرة غير الشرعية أن السلطات المحلية فى مدينة الكفرة ذكرت ان بها  نحو (400) ألف لاجئ سودانى ،الا أن العدد الحقيقى يفوق ذلك، يواجهون اوضاعا قاسية مما قد يدفع البعض نحو الطريق الصعب بمحاولة الوصول الى اروبا بمراكب غير آمنة وغير مهيأة لحمل اعداد كبيرة من البشر ، حيث غرق (40)  مهاجرا سودانيا الاسبوع الماضى وهم يحاولون العبور لاروبا .

كما تمثل دولة جنوب السودان ملاذا لاف السودانيين وتشهد مدينة الرنك اتنظارهم فى اوضاع صعبة لاجل الوصول لهناك، بينما تكافح المنظمات الانسانية الدولية لاجل توفير التمويل اللازم لتقدم الدعم الغذائى والصحى للسودانيين فى مراكز الايواء ومعسكرات اللجؤ، يحدث كل ذلك واطراف الحرب يتحدثون عن الديمقراطية والكرامة وبكل جرأة  يتحدثون باسمنا نحن الذين نواجه ضياع الحقوق والمهانة على حدود الدول بل المطاردة داخل الوطن بينما كل الحقائق على الارض تقول ان هدفهم مشترك هو شن الحرب على المدنيين وضرب تطلعهم لتاسيس دولة المواطنة

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..