حرب الشعارات الكاذبة

اسم «العقدة المغاربة» قد لا يسترعي الانتباه، ولا يعني شيئاً للكثيرين، حتى من السودانيين، إلا لو كانوا من الناشطين في أحداث ثورة ديسمبر (كانون الأول) 2019 الشعبية التي أطاحت بحكومة البشير في أبريل (نيسان) من العام ذاته. قرية «العقدة المغاربة» رغم اسمها المركب، قرية صغيرة تقع في ولاية الجزيرة بوسط السودان، يسكنها مئات من المزارعين البسطاء، لكنها تحولت خلال أحداث الثورة إلى أيقونة شعبية يعرفها الملايين.
بدأت أحداث الثورة بمظاهرات احتجاجية في مدن خارج العاصمة، ثم انتقلت الاحتجاجات المنظمة، التي كان يدعو لها تجمع المهنيين السودانيين عبر صفحته في وسائل التواصل الاجتماعي، لكل السودان. وكانت الاستجابة للدعوات تتم بشكل متصاعد، فتنتظم المواكب في العاصمة والمدن الأخرى، وكنوع من التواصل ظل الناشطون في العاصمة والمدن الأخرى والقطاعات المهنية والنقابية يقومون بتوثيق المظاهرات والفعاليات الاحتجاجية وينشرون ذلك في الوسائط المتاحة.
من بين زحام المدن والتجمعات المهنية الكبيرة برزت هذه القرية الصغيرة «العقدة المغاربة»، تخرج مواكبها بانتظام وفي الموعد المحدد، ترفع الشعارات المطالبة بإسقاط النظام وتحقيق شعارات الثورة المتمثلة في «حرية، سلام وعدالة». ما غابت مواكب القرية الصغيرة، ولا تأخرت يوماً عن موعدها طوال شهور الحراك الجماهيري الذي استغرق أربعة أشهر، حتى صارت مصدر تفاؤل، حينما ضعف الحراك في فبراير (شباط) 2019، ربما بسبب الإنهاك المتواصل، وكان شعار المتفائلين باستمرار العمل الشعبي وتصاعده هو «المهم… أن العقدة المغاربة كانت حاضرة».
غابت القرية الصغيرة عن الأنظار والأسماع بعد سقوط النظام، لم يعد يذكرها أحد، حتى فجع الناس في الأسبوع الماضي بأخبار اقتحام «قوات الدعم السريع» للقرية، وقتل وجرح عدد من سكانها، ثم نهب وسلب المنازل. دعاية «الدعم السريع»، التي لم يصدقها أحد، تقول إنهم يحاربون الفلول «أنصار النظام السابق» ويسعون لاستعادة الديمقراطية، ثم لم يجدوا إلا القرية التي ما ارتبطت في أذهان السودانيين إلا بمعاداتها للنظام السابق وسعيها لوضع البلاد على مسار الانتقال الديمقراطي. فهل تتم معاقبة القرية على موقفها في ثورة ديسمبر؟ غالب الظن أن هذا هو السبب، ويجب ألا يندهش أحد، فهذه الحرب، كما قلنا أكثر من مرة، لا منطق لها ولا عقل، غير الرغبة في الحرب، وأي دعاية هنا أو هناك، هي محاولة لذر الرماد في العيون.
من الجانب الآخر يستمر الهجوم والتحريض ضد شيخ الأمين، وهو شيخ طريقة صوفية في منطقة ود البنا بأم درمان القديمة، وهو رجل معروف وسط السودانيين، وكان مثار الحديث والانتباه لأن أنصاره من الشباب صغار السن، ومن طلاب وطالبات الجامعات، وكثير منهم من الأسر الثرية. يقيم شيخ الأمين في منزله «مسيداً»، ولفظة «مسيد» هي في الغالب تصريف عامي لكلمة مسجد، وهو مقر الطريقة الصوفية حيث يلتقي المريدون للصلاة وتلقي الدروس وإقامة الذكر والمديح. عموماً لا نناقش هنا الأمور الدينية والمعتقدات وصحتها من عدمها، بقدر ما نحاول التعريف بالرجل، بعد قيام الحرب ظل شيخ الأمين وكثير من مريديه يلازمون «المسيد» الذي تحول إلى مقر آمن للناس، ثم تحول إلى عيادة طبية توفر الطبابة والأدوية مجاناً، وتقدم الوجبات المجانية للآلاف من سكان الحي والأحياء المجاورة بشكل يومي، لا يأتون فقط لـ«المسيد»، وإنما يتم توزيع الوجبات في المنازل.
هذا الأمر لم يرضِ الإعلاميين من أنصار الجيش، لأن منطقته تقع تحت سيطرة «قوات الدعم السريع»، التي زارته مرات وقدمت له بعض المواد الغذائية، فشنوا عليه حملة شعواء باعتباره متعاوناً مع «الدعم السريع»، وحرضوا عليه الجيش، بل وسجل بعضهم فيديوهات تطالب الطيران بقصف «المسيد» ومن فيه باعتبارهم خونة وعملاء، فعلوا ذلك وهم يسمون هذه الحرب «معركة الكرامة».
لم يروا الكرامة في من يقدم الطعام لآلاف الناس في ظروف الحرب، ويقدم لهم المأوى والعلاج والدواء، ويحترم موتاهم فيسترهم ويصلي عليهم ومعه المئات، ثم يقوم بدفنهم بطريقة تحفظ كرامتهم وإنسانيتهم. من الأفضل لهم، أقصد الإعلاميين المنادين باستمرار الحرب، أن تستمر معاناة الناس الذين يقيمون في مناطق «الدعم السريع»، ليتم تصويرهم واستخدامهم قرباناً لمعركة الكرامة. هذا هو الوجه الآخر للحرب، الذي يرفع شعار الديمقراطية يقتل وينهب من ناضلوا من أجلها، ومن يتحدث عن الكرامة يريد للناس أن يجوعوا ويتعروا ويموتوا في الشوارع.
صدق من قال إنك تستطيع أن تشعل حرباً لأي سبب، لكنك لن تستطيع أن تحدد نهايتها، ولا أن تسيطر على مجرياتها، فالحرب تطور ميكانزماتها الخاصة، ويتغير فيها الأعداء والأصدقاء، وتبتذل فيها المصطلحات والشعارات، فيصبح المنادون بالديمقراطية ضحايا للقوة التي ترفع شعاراتها، ويروح الأبرياء ضحايا الموت والنزوح واللجوء تحت شعارات الكرامة.
الشرق الاوسط
يا استاذ فيصل
انت كشأن الاعلاميين السودانيين الصورة لديهم اما ابيض أو اسود ولا لون بخلاف ذلك، ولذلك دائما تجد هؤلاء الاعلاميين بعيدين عن الحقيقة بلونها الطبيعي!
انا من اشد من اثنوا على العمل الخيري الكبير الذي يقوم به شيخ الامين وانا من حي سوق الشحرة القريب منه واعرف كثيرا من الناس لم يبارحوا ديارهم واعتمادهم الكلي على الله وشيخ الامين.
اعرف أحد اعمامنا من المنطقة وكنت كلما اتصل عليه واسأله عن كيف يحصل على الطعام والشراب كان يقول لي عند شيخ الامين. وهذا الرجل معروف في الحي بأنه مدمن للسجائر بقوة وانه يفضل ان يموت على ان يبقى حيا دون تبغ، وحين سألته ومن اين يحصل على التبغ، اجاب : (شيخ الامين حيرانه ما بقصروا)!!!!
الشئ الوحيد الذي يؤخذ على شيخ الامين ما يمكن وصفه بعمل دعاية سياسية للجنجويد والتأكيد في فديوهات متوالية بأنهم هم المسيطرين وههم من يحفظ الامن وانهم يتحركون في حمايتهم..الخ، وفي احد فديوهاته الاخيرة كان في جلسة انس مع بعض الجنجويد الذين زاروه حول الوضع عموما وقال لهم (ياخ ما تنهوا لينا الفوضى الحاصلة دي) اي يدعوهم لحسم المعركة عسكريا!!! وهو يعلم تماما ان الحديث مسجل وان الفديو سيوزع على الملأ.. والرجل أعزل وكان عليه ان يلزم الصمت على الاقل عدم نشر هذه الدعايات على وسائل التواصل الاجتماعي لخطورة ذلك عليه فالطرفان المتحاربان يتراشقان بالدم وليس الماء!.
ليت شيخ الامين ركز على العمل الخيري دون ابراز اي تحيز أو دعايات سياسية لطرف من الاطراف، والاستفزاز لاي طرف يمثل خطورة بالغة عليه وعلى هذه الارواح التي تعيش معه. الخطر عليه من الطرفين وليس من طرف واحد: من الشباب المناصر للجيش الذي يرى في ما يقوم به مناصرة للدعم السريع، ومن الدعم نفسه فهم ليس لهم اخلاق حرب ويمكن ان يستهدفوا المسيد بمن فيه ليجعلوا من ذلك مبكاة على رجل البر والاحسان الذي قتله الفلول، وهذه دعاية ممتازة مغرية للجنجويد كي يفعلوها.. ومعروف ان الجنجويد لا يتورعوا ان يستهدفوا المدنيين عمدا كما كان يحدث في منطقة كرري وغيرها لانها تحت سيطرة الجيش، كانوا يستهدفون الناس والمستشفيات ولا يخفون ذلك.
لا احد يهتم بمصادر حصوله على بعض التعيينات من الدعم بقدر الاهتمام بمساندته القوية سياسيا واكرر سياسيا للدعم.
بلدكم خربت وانتم بتتلاوطو بالكلام.
على الاقل الرجل بعمل عمل خير في الناس المساكين وجازف بحياته ولم يهرب كي ينقنق بي بفلوسه مثل ما هربو رجال الشرطه وعجز الجيش من حماية الناس.
لو فعلا انضم للدعم السريع يكون اختياره صائب لان جيش الكيزان وضباط شرطة الكيزان هربو بأموالهم التي نهبوها كي ينقنقو في دول أخرى الجانجويت أحقر ما صنعه الكيزان ولكنه افضل منهم مارسوا ما تعلموه من صلاح قوش ورجال أمن الكيزان الخريات بكل رجاله للأسف ولم يفحطو ويتركون الناس ميطي يخس على العقل الرعوي وملة بني حاسد وعبيد العرب براطيش المصاروه.
ده جيش عشان انحن نأيده؟؟؟
تفوه نخامه على وشكم. يغتصبو ويقتلو قدام بوابة القياده فى فض الاعتصام والجيش يتفرج وفرحان وحدث ما حدث
ياخى اسكت واتلهى ثورة ديسمبر أتت بك وزيرا لكن طلعت ماسورة ولم تغير شيئا وكنت تتلقى التعليمات من عميد فى التلفزيون..