مقالات سياسية

ما الجيش براه، وانما البلوة كلية غردون (جامعة الخرطوم!) محتاج يتفكك!

محبوب حبيب راضي

توهم الشعب والثوار لعقود عديدة بعد الاستقلال أن العدو الذي يجب أن يخضع هو الجيش، ولكن في حقيقة الأمر أن الجيش يقوده افراد محدودي التفكير والتأثير على ثقافة الشعب. ولا رؤية فكرية لهم سوى اخضاع الشعب بالسلاح والقوة للاستمرار في الحكم.

ولكن للأسف في المقابل، نجد أن المستعمر ترك لنا بلوة اكبر بملايين المرات من الجيش. ترك لنا كلية غردون التذكارية، المخففة لاحقا ل تسمى (جامعة الخرطوم) ووضعها بجوار القصر الرئاسي وفي محيط قيادة الجيش ومراكز السلطة، ربما كانت صدفة أو لظروف الجغرافيا آنذاك.

حسنا،
دعونا ننظر لحالنا واسباب الانشقاق المجتمعي الخطير الذي وصلنا اليه وقضى على دولتنا التي تحتاج إلى معجزات خارقة لتعود للحياة.
ماذا فرخت لنا كلية غردون منذ نشأتها سوى من كانوا السبب المباشر لتدمير البلاد.

اولا: اصبحت جامعة الخرطوم وكرا لكل عاهات السودان من شتى بقاعه، وجعل الوصول إليها حدثا فريدا خارقا يحيط من استطاع إليه سبيلا بهالة من الاجلال والهيبة الزائفة، وصارت تحكى الاساطير عن مرتاديها وانهم ربما رجال خارقون أو عباقرة أو علماء او مجانين او مهترشين…. إلخ
المهم انهم ليسوا بشرا عاديين، مما اصاب من التحقوا بها من غرور وتعالي ارعن زيادة على رعونتهم الفطرية حيث أن من استطاع الوصول إليها لا يرى سوى نفسه فقط، وحتى لا يكن تقديرا لرفقائه، حيث أن جرثومة انه شخصا مميزا لا تزال تلاحقه حتى بين زملائه ورصفائه فتراه لا يستطيع أن يوافقه في الرأي حتى وأن كان مقتنعا به ولكن لابد أن تكون له نسخته الخاصة التي تميزه عنه.
مرض عضال لازم العاكفين على هذا الصنم.
ربما يقول قائل أنني اتحامل عليهم إذ أنني ربما لم استطع اللحاق بها، ربما.
ولكن ايضا ربما أن ذلك من انعم الله علي التي لا تعد ولا تحصى، فأنا لا اتخيل كيف كان يمكنني أن اقبل نفسي ان كنت فردا من هؤلاء العاهات امثال الترابي ونافع وحتى نقد الذي فصل منها ليمكل في صوفيا، هؤلاء فقط امثله هالكة مشهورة، ولكن الحقيقة أنهم جميعا سواء ولا داعي للمزيد من الامثلة الحالية التي جلها قد ((تبلبس)) بلغة اليوم أو تخندق مع المناوئين.
تعودت أن اكتب على عجل وبإختصار، ولكن احاول هنا أن استفيض قليلا.
لماذا اقول ما اقول؟
حسنا، سأطرح على نفسي بعض الاسئلة واحاول الاجابة عليها.
؟
-من المتسبب في تخلفا وقادنا للاحتراب؟
-كيف ولماذا تسبب في ذلك؟
-لماذا قاد ذلك إلى تفكيكنا وإحترابنا؟
ساجيب عليها تلخيصا في التالي:

لنعود لذلك المتباهي الارعن الذي نال شهادة العابد المميز بمرتبة الشرف.
ماذا فعل، وكيف كانت خطاه بعد ذلك ونهجه وتأثيرة (الايجابي) على حياة الآخرين والمجتمع.
لا شئ
لماذا؟
لأنه ببساطة اصبح لا يرى إلا نفسه، بمعني، أنه ظل يبني على ما حصل عليه لمزيد من الخصوصية وحب النفس والصعود ولو على اكتاف الآخرين ولم يعنيه من حوله كثيرا، فهو قادر على الحصول على عمل، وقادر على اكتساب المال الكافي ليغطي له احتياجاته في ظل خصخصة كل شي ، ذلك لن يكون مشكلة بالنسبة له، فهو بالتالي يستطيع أن يتكاثر كما بقية الكائنات في هذا الكوكب، بسهولة وسيمتلك منزلا وفارهه وحتى أن تعسر ذلك داخل الوطن، فسوف يهاجر او يغترب ويكتنز المال ويحقق لنفسه واسرته الصغيرة كل متطلبات الحياة المادية التي يظن أنها ستحقق لإسرته ما وصى به النبي أن لا يترك الانسان رعيته معوذين.
هذا السلوك هو أخف ما يمكن من ضرر.

حسنا ماذا سيحدث لو إنه بدلا من سعيه لجمع الثروة ليكتنزها لاولادة بناءا على ما لا يسعى إلى اصلاحه، أي انه لو ساهم في اصلاح الوطن مدارسه، شوارعه، مستشفياته، انديته، مسارحه، جيشه، مطاراته….. إلخ، هل كان سيحتاج أن يكدس المال لاجيال لم تأتي من بعد ويترك البشر من حوله يتساقطون لا يهم الاخرون الآن ولم المهم نسله القائم والقادم إلى يوم الدين.

هو من صنع هذه التركيبة للحياة والحكم وهو من يتصلب في الدفاع عنها وأن قادت المجتع ليكون غالبيتة متخلفين اميين (انصرافيين)، فكل ذلك لا يعنيه، وربما يجيبك بأنهم لا يسحتقون من الحياة إلا البل بس، فهم لم ينالوا شرف الانغماس في الجميلة ومستحيلة كما كانوا يسمونها امعانا في غيهم وضلالهم.
اظن اني ساذهب الآن، ولكني ساعود للتفصيل السياسي قريبا.
تفكيك كلية غردون اولا هو المدخل لسودان جديد وليس الجيش فقط.

[email protected]

‫9 تعليقات

  1. الف شكر وتقدير لك يا استاذنا العلامة النحرير الفذ محبوب حبيب “الاخ واحد رفيق سيم سيم” …
    اتفق معك تماماً علينا ان نهتدي بالمثال الناصح لثورة التعليم العالي التي فجرها المشروع الحضاري الاسلامي العظيم ومن ثماره الطيبة التي لا ينكرها غير الخبثاء من الشيوعين واهل الكفر مثلا لا حصراً:
    – جامعة كرري باركهها الله والتي منحت وداد بابكر حرم امير المؤمنين درجة الدكتوراة… وكلنا يعلم الخلفية الاكاديمية الضخمة للسيدة وداد التي توقف تعليمها عند الابتدائية.
    – معهد اسلام المعرفة بالمنشية التابع لجامعة الجزيرة منح اميرنا وقائد المشروع الحضاري البشير درجة الماجستير رغم عدم حصوله علي باكلاريوس او دخوله لاي جامعة.
    – معهد شروني للقرآن الكريم وعلومه.
    – كلية طب الاعشاب والرقية الشرعية – بام بدة كرور.
    – مركز مجمع معهد الرشاد الاسلامي التعليمي لتأهيل الدعاة – بالفتيجاب
    وهذه شذرات من قبس شجرة الانقاذ ودوحتها الوريفة الظريفة !!

  2. Beautiful, yet immpossible

    it is just a graduate school
    and a research centre
    for many desciplines in knowlegge
    you can not judge and institution because of some its graduale

    you are typical writer that belongs to times of war , the time of disaster and deterioration
    I see you have the same stance against Nugud and al Turabi
    that looks exactly like what you wrote
    You should be ashamed of yoursel a…hole

    1. ? What are the achievements of the university of Khartoum graduates?
      In terms of ranking, it is ranked #1201-1400 in QS World.
      In the Arab Worl universities, its rank is 81-90.

  3. يا كاتب المقال المتحيز، لسبب ما/ هل درس هؤلاء بكلية غردون أو جامعة الخرطوم: مناوي، التوم هجو، عسكوري، ترك، مبارك الفاضل، أردول، حسين خوجلي، ياسر عرمان، حميدتي، البرهان، ياسر العطا، كباشي؟! ماكم كيف تحكمون؟ لولا كلية غردون لسادت الأمية والجهل في أوساطنا ولرزحنا في تخلف القبلية والتحارب بين العشائر.

    1. ديل مادرسوا فى كلية غردون
      لكن قبيل لو كانت النخبة الإتخرجت
      من كلية غردون شافت حال البلد صاح
      صدقني ماكنت حتشوف مناوي ولا عسكوري
      المشكلة فعلا كانت من بعد الإستقلال فى النخبة
      كانت نخبة فـــــــــاســـــــدة – احسن اسكت قبل ما ادعي عليهم

  4. كلام مضحك. كلامك دا ذكرني كلام زوجة عمي لمن تعمل مشاكل مع عمي تقول ليهو إنت أصلك عندك تراكمات من بنت عمك الكنت خاطبة خمسة سنوات وما عرستك والكلام دا ليهو اكتر من أربعين سنة وبنت عمو ماتت. ياخ ناس كلية غردون ديل اخر واحد توفي فيهم قبل ٤٠ رحمهم الله جميعهم. شوف ليك شماعة تانية يا مرة عمي.

  5. أغلب المعلقين القلائل على هذا المقال يختلفون مع كاتب المقال في رايه هذا و أنا أرى ان مضمون المقال فيه جانب كبير من الصحة في عالم الواقع و هذا رايي منذ سنوات طوال .
    الجامعة الأقدم في السودان هي جامعة الخرطوم و استمرت حتى فترة التسعينات لم يقترب منها الا جامعة امدرمان الاسلامية و فرع الخرطوم بجامعة القاهرة (ذات ال كليات الأدبية ) و بالتالي فان النخبة الفاشلة التي سيرت البلاد هي نتاج جامعة الخرطوم بالضرورة .
    و من الملاحظ انه في السودان حتى سنة 2000 كان هناك قصور في خريجي كليات الهندسة و تقنية المعلومات و في تلك الفترة تم تحويل معهد الكليات الى جامعة مما يعني أنه كان هناك خلل في رسم خطة للتعليم العالي تلبي حاجة البلاد و من المسؤول عن وضع تلك الخطط ؟ اليس خريجي جامعة الخرطوم ؟؟
    عموما هناك أمور كثيرة تبين ان خريجي مرحلة ما بعد الاستقلال و جلهم من جامعة الخرطوم لم يطوروا او يواكبوا العالم بدرجة لا تخفى على ادنى مختص .

  6. 😎 You missed the point

    كلية غردون او ما صار لاحقًا جامعة الخرطوم ما هي الا موسسة تعليمية علمانية لم تكن لتوجد لولا ايمان الخواجة ان المجتمعات الحديثة تحتاج لاناس مؤاهلون في مجالات العلوم التطبيقية و الدراسات الإنسانية 😳

    في وجهة نظري المتواضعة يجب ان ننظر إلي المنظومة الأخلاقية التي تقوم على الحلال و الحرام حتى ولو كان الحلال و الحرام يتناقض مع المنطق و العقل و الحس الانساني 😳

    أخلاق المسلمين وأخلاق اليابانيين

    صلاح يوسف

    يعتقد الكثير من البسطاء، خاصة من تأخذهم الحمية على الإسلام، أن تخلف المسلمين وسوء أخلاقهم وقذارة بلدانهم هو قضية مختلفة وبعيدة كل البعد عن مباديء وقيم الإسلام، وبهذه الذريعة نجد بعضاً من مجاهدي ومجاهدات الإنترنت يتلبسون لباس العلمانية وأحياناً الإلحاد للهجوم على الفكر المتحرر الناقد لعيوب المقدس، وجميع هؤلاء يجمعون على عبارة واحدة متفق عليها وهي ( لماذا تخلطون بين الإسلام والمسلمين )، وكأن المسلمين لم تتكون عقولهم وتعجن بمباديء الإسلام، وكأنهم لا يصلون خمس مرات في اليوم ولا يحتفلون بشهر رمضان وكأنهم هبطوا على المريخ أو اخترعوا الغواصة أو اكتشفوا عقاراً لمكافحة الإنفلونزا.

    إن الإنسان يتعلم في المدرسة وفي البيت ومن وسائل الإعلام ومن خطباء المساجد ما يكوّن عقله ويصوغ تصرفاته ويبرمج ردود فعله تجاه ثوابت ومتغيرات الكون والحياة. كثيراً ما يتساءل أي عاقل: لماذا اليابانيين مثلاً بهذه الأخلاق الرفيعة وهذا التهذيب الرائع. لماذا هم متعاونون ويحبون بعضهم ويعلمون لخير بعضهم وخير المجتمع ولمصلحة تقدم بلادهم. لماذا خرجت اليابان من الحرب العالمية الثانية منهكة مدمرة، وتمكنت من صياغة هويتها وكرامتها بصورة تدعوهم للفخر – رغم تواضعهم الشديد -، بينما غالبية المسلمون يكرهون بعضهم وبلادهم قذرة ولا يهتمون بالعلم ولا بمنجزاته وقد فقدوا كل دور لهم في صناعة الحضارة الإنسانية. هل لازدياد التدين علاقة بسوء أخلاق المسلمين وانتشار الكذب بينهم والنفاق وازدياد التسلط والاستبداد والهمجية وعدم احترام حقوق الاخر المختلف في طريقة التفكير ؟؟؟؟

    لقد قمت بالبحث في أدب الطفل الياباني، ووجدت موروثاً هائلاً من الأساطير الجميلة التي تعمل على صياغة أخلاق اليابانيين بصورة فاضلة تحمل كل نوازع الخير والحب والعطاء، وإليك عزيزي القاريء أحد هذه الأساطير:

    خرج الفلاح الفقير ليحتطب يوماً في الجبال، فصادف في طريقه طائر غرنوق جريح، فما كان منه إلا أن احتضن الطائر وعاد به أدراجه إلى الكوخ فجعل يضمد جرحه ويطعمه إلى أن تماثل للشفاء فأطلق سراحه.
    وبعد أيام، وفي وقت المساء، إذا بفتاة رائعة خارقة الجمال تدق باب الكوخ وتعرض على الفلاح الفقير أن يتزوجها، فأخبرها أنه فقير وليس لديه المال الكافي ليشتري مؤونة الشتاء، فطمأنته وأخبرته أنها تعلم كيف تساعده.
    قبل الفلاح بهذا العرض الجميل، وتزوج الفتاة، وبعد أيام، عاد الفلاح من الجبال بحزمة من الحطب، فوجد زوجته الجميلة قد نسجت له ثوباً حريرياً لامعاً وطلبت منه أن يذهب إلى المدينة لكي يبيعه ويشتري بثمنه مخزون الشتاء. فعل الفلاح ما طلبت منه زوجته، وهناك في المدينة، تفاجأ بأن التجار يسألونه باهتمام عن مصدر هذا الثوب وطلبوا منه أن يحضر المزيد من هذه الأثواب. أخذ الفلاح مبلغاً مجزٍ من المال وابتاع بثمنه كل ما يحتاجه لمؤونة الشتاء وعاد أدراجه إلى الكوخ، ليخبر زوجته بما حدث معه في المدينة، ونقل لها رغبات التجار بالحصول على المزيد من هذه الأثواب الحريرية الرائعة، فقالت له: لا اعرف إن كان بإمكاني عمل المزيد منها، ولكن إذا وعدتني ألا تنظر من ثقب الباب وأنا أعمل فسوف أحاول، فوعدها بألا ينظر إليها كما طلبت منه. دخلت زوجته الغرفة وأغلقت الباب خلفها وبدأت تعمل، وبعد دقائق صدرت من الزوج شهقة عالية، فعرفت الزوجة أن زوجها قد حنث بيمينه،؟ فماذا رأى الزوج عندما نظر من ثقب الباب ؟ لم تكن زوجته الجميلة هناك، بل كانت أنثى طائر الغرنوق تنزع من ريشها الأبيض الجميل فيستحيل حريراً لامعاً.
    قالت له: نعم، أنا أنثى طائر الغرنوق الذي عالجته يوماً في الجبال وقد أتيت لأرد لك حسن صنيعك، أما وقد عرفت الآن حقيقتي فلا يمكنني البقاء معك بعد الآن، وانطلقت إلى عنان السماء.
    انتهت القصة

    لو حاولنا عزيزي القاريء تفكيك مجموعة المباديء والقيم التي تصنعها القصة فسنجدها كما يأتي:

    1- بدأت القصة بمبدأ الرفق بالحيوان وضرورة تقديم المساعدة له في حال الخطر.
    2- من المهم ملاحظة المبدأ والقيمة المركزية في القصة وهي رد المعروف لأصحابه.
    3- مبدأ الزواج قائم على قرار من الفلاح والفتاة دون تدخل أي أطراف أخرى.
    4- أليس في نزع الريش من الجسد ألماً وتضحية لأجل الآخرين ؟!
    5- ضرورة ملاحظة أن الكارثة حلت على الفلاح وفقد زوجته الجميلة ومعها فقد الحرير والمال فقط عندما كذب عليها وحنث بيمينه.
    6- يلاحظ عدم وجود مبدأ الرعب والخوف كأساس لصياغة الأخلاق.

    تجدر ملاحظة أن القصة قصيرة جداً ولا تحتاج لوقت طويل لتعليمها، بينما تحفل لدينا كتب الأطفال بالكثير من القصص الطويلة والمملة والتي لا تحتوي هذا الكم من المباديء والقيم الرائعة. كذلك قارن عزيزي القاريء بين الأحلام السعيدة التي يحياها الطفل الياباني مقارنة بالإرهاب البشع لعذاب القبر وما يفعلانه ناكر ونكير والشجاع الأقرع وعذاب النار.

    ورداً على جميع البسطاء المسالمون الذين يحلو لهم تبرئة الإسلام من انحطاط أخلاق المسلمين نورد هذا الحديث:

    روى البخاري ومسلم عن أبي ذر رضي الله عنه قال: أتيت النبي – ص – وعليه ثوب أبيض وهو نائم، ثم أتيته وقد استيقظ فقال: ما من عبد قال لا إله إلا الله ثم مات على ذلك إلا دخل الجنة، قلت وإن زنى وإن سرق، قال وإن زنى وإن سرق، قلت وإن زنى وإن سرق، قال وإن زنى وإن سرق، قلت وإن زنى وإن سرق، قال وإن زنى وإن سرق على رغم أنف أبي ذر.

    وقد جاء في شرح الحديث ما يأتي:

    وهذا ما يقرره النووي – رحمه الله – فيقول “واعلم أن مذهب أهل الحق من السلف والخلف أن من مات موحداً دخل الجنة قطعاً على كل حال، وأن كانت له معصية كبيرة ومات من غير توبة فهو في مشيئة الله تعالى، فإن شاء عفا عنه وأدخله الجنة أولاً وجعله كالقسم الأول وإن شاء عذبه القدر الذي يريده سبحانه وتعالى ثم يدخله الجنة فلا يخلد في النار أحد مات على التوحيد ولو عمل من العاصي ما عمل… كما أنه لا يدخل الجنة أحد مات على الكفر ولو عمل من البر ما عمل”.
    وهذا المذهب أي مذهب أهل السنة والجماعة هو الذي يوافق عدل الله ورحمة الله وحكمته… ولله الحمد والمنة.
    http://www.egyig.com/Public/articles/hadith/11/94958218.shtml
    =====================

    لو حاولنا تفكيك الحديث المحمدي، سننجد أنه من مسببات انحطاط أخلاق المسلمين، فهو مقرر على الطلبة في أحد مقررات التربية الدينية، وقبل أن يتهمنا أحد بشتم الإسلام، نقول أن هذا الحديث من صميم الإسلام وقد وضعنا رابط الجماعة الإسلامية التي قامت بدورها بتوثيق مصدر الحديث ومصدر شرحه وتفسيره، وأننا لم ندعي على الإسلام شيئاً من عندنا كما تفعل المجاهدات اللواتي يكتبن من عندهن أن الإسلام حرر المرأة بينما حض القرآن على ضربها واعتبرها محمد نجس تقطع الصلاة كالحمار والكلب.

    موجز الحديث أن الإيمان بالله وتوحيده كفيل وحده بإدخال السلم الجنة حتى لو فعل من الموبقات ما فعل !!! يا قوم، أليس هذه مباديء فاسدة وأخلاق منحطة ؟؟؟ إلى متى الخوف والجزع من محمد وما قاله محمد ؟؟؟ لماذا يتساءل البعض عن انحطاط أخلاق المسلمين بينما الإسلام يبشرهم بالجنة حتى وإن سرق وإن زنى ؟؟؟!

    مبدأ آخر في القرآن يتكرر مليون مرة، ولا يكاد يخلو منه درس ديني أو خطبة جمعة، وهو أن الله غفور رحيم. هذا المبدأ ينسجم بالكامل مع الحديث، فمهما فعل المسلم من موبقات، لو قتل وسرق وزنى وكذب وغش، فالحل بسيط جداً، إعلان التوبة، والله جاهز وعلى أتم استعداد لقبول التوبة وعفى الله عما سلف، وعندها ينام المسلم هاديء البال مرتاح الضمير. لهذا نجد المسلم في الغالب لا يهتم بمشاعر غيره ولا بمشاعر جاره ولا زميله في العمل، بل يتصرف كالبهيم ثم يذهب إلى المسجد ويصوم رمضان لأن مبدأ تماسك المجتمع غير موجود. ليس هناك إيمان بشيء اسمه مجتمع، فهناك نفسي والله الذي يغفر ذنوبي يوم الجمعة بمجرد الدعاء والاستغفار. نتساءل: ألا يلعب الله هنا دوراً سيئاً في تحريض المسلمين على ارتكاب الموبقات والفساد ثم يستغفر عقب كل صلاة، أو يصوم رمضان وينتهي كل شيء. قال محمد: ( من صام رمضان إيماناً واحتساباً غفر له ما تقدم من ذنبه وما تأخر ) !!!! تخيل عزيزي القاريء، يغفر الله حتى الذنوب المتأخرة، أي التي لم يفعلها ولم يرتكبها المسلم بعد !!! هل هذه المعتقدات جديرة بالاحترام وعدم المساس وعدم المناقشة ؟!؟ لماذا الخوف والجزع من استخدام العقل الذي يضيء للإنسان طريقه وسط الخوف والرعب من ناكر ونكير وخرافات الشجاع الأقرع ؟!

    وللتأكيد على صدق ما ذهبنا إليه نرجو من القاريء الرجوع لرابط الحديث ومشاهدة هذه الكلمات: ((فلا يخلد في النار أحد مات على التوحيد ولو عمل من العاصي ما عمل… كما أنه لا يدخل الجنة أحد مات على الكفر ولو عمل من البر ما عمل)). يا عزيزي المسلم، ما رأيك أنت في هذا الكلام ؟ لهذا يعتبر المسلمين جميع العلماء الذين ساهموا في تقدم البشرية كفار ومصيرهم النار إذا لم يموتوا على التوحيد، بينما المسلم وبمجرد إقراره بالتوحيد يصبح لديه ( جرين كارد ) إلى الجنة مهما فعل من معاصي ؟ أليس هذا هو الإسلام أم أن مجرد تعرية القبيح بالمنطق والعقل يعتبر في نظر البعض شتماً ومساساً بكرامة مليار وربع مسلم ؟؟؟ وحتى لو كان عدد المسلمين عشرين مليار نسمة فهذا لا علاقة له بالصح والخطأ، وسأوضح ذلك:

    اعتقد اليونان القدماء أن الإبصار يحدث عندما ترسل العين شعاعاً إلى الجسم، وظل هذا الاعتقاد سائداً لأكثر من ألف وسبعمائة عام، إلى أن جاء الحسن بن الهيثم بذكائه الخارق فتساءل: لو كان الأمر كذلك لتمكنا من رؤية الأشياء في الظلام !! ما يحدث هو العكس، أي أن الضوء ينتقل من الأجسام إلى العين. ما يهمنا هو السنوات الألف والسبعمائة التي كان خلالها يعتقد الناس بصورة خاطئة بأن العين ترسل شعاعاً إلى الأجسام. كم من الناس كانوا يؤمنوا بهذا الاعتقاد الخاطيء ؟ الملايين، بل معظم سكان الأرض الذين نقلوا علوم اليونان دون تمحيص آمنوا بهذا الكلام. ولهذا فإن الاستمرار بالتباهي بعدد المسلمين من كائنات آدمية وشبه آدمية، لهو في غير محله ولا يعني للباحث عن الحقيقة شيئاً.

    لا يجادل عاقل في أن الطفل المسلم يولد كما الطفل الياباني وأن الفروق التي تتكون في الشخصية بعد ذلك إنما تعود إلى التربية العاقلة والإنسانية التي يتلقاها الطفل الياباني مقابل التربية الفاسدة التي يتلقاها الطفل المسلم، ولا يوجد حل للأمة العربية سوى بتدمير شامل لمناهج الأطفال وإلغاء التربية الدينية، وحذف جميع خرافات الرعب وعذاب القبر لأن الإنسان الذي يصوغ الخوف سلوكه لا يتردد في ارتكاب الشرور بمجرد زوال عامل الخوف، وبعكس ذلك، فالإنسان الذي يحب فعل الخير وينشأ بصورة إنسانية نراه يبدع في بناء وطنه ومجتمعه بصورة يفاخرون بها بالتقدم والنظافة والابتكارات والاقتصاد القوي وضمان مستحقات الشيخوخة. إنهم ببساطة لا يعلمون أطفالهم أن الله غفور رحيم مهما فعلوا من موبقات، ولا يعملونهم أن مجرد الحج وصيام رمضان والاستغفار والدعاء يمحو الأخطاء والشرور.

  7. مشكلة السودان واضحة و صريحة و لا يختلف فيها اثنان هي عدم التربية الوطنية السليمة … الولاء الاسري و القبلي و الجهوي و المناطقي و اخيرا ضعف الاداء السياسي .. كل الدول القائمة في العالم تجد انسانها وطني غيور و مخلص لوطنه و يعمل جاهدا ليرفع من شأن اسرته ومنطقته و مجتمعه الا نحن نسرق من الداخل لندخر العائد في الخارج. لا احد فينا يحب السودان .. كراهية حقد حسد هي مجموعة امراض مستوطنة في اعماق اعماقنا ..

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..