ما الجيش براه يتفكك، وانما كلية غردون (جامعة الخرطوم!) ذلك الصنم 2

محبوب حبيب راضي
وسقط القرشي شهيدا…!
ثم ماذا بعد..!
تجمع ابناء الشعب من كل الوان الطيف في شارع الجامعة واسقطوا الدكتاتورية الاولي وصيرتم الشهيد منكم ليخلد نضالاتكم.
ولكن هل كان ما بعد الثورة لصالح الشعب أم تمدد التصارع بينكم بشكل متصاعد في التعادي والتمادي في اقصاء الاخر وبل أشد من ذلك الاشتباك بينكم بكل اشكال العنف.
ألم يكن استشهاد القرشي كفيلا بإن تضعوا في ما بينكم ما يعرف بي Code of Ethics “مدونة لقواعد السلوك” تكون نواة دستور للبلاد لإدارة الاختلاف في الرأي.
ولكن بدلا من ذلك، تعصب كل العاهات لما جاؤوا به من اوساطهم وبيئاتهم وحواضنهم وصارت (الجامعة) ساحة للصراع الفكري والقبلي المتخلف الاستبدادي الاقصائي.
وصار الهدف الاخبث رويدا رويدا هو استغلال المتاح للوصول إلى السلطة بكل السبل لا لغاية نبيلة، وانما نصرة لتنظيم بعينه او استغلال وسائل أخرى كالدين والطائفية والتحرر والافكار الاشتراكية، لإمتطاء الجيش بإحداها للتفرد بالحكم، ولم يتقن أحد الاستفادة من ما توفر له داخل الجامعة من تنوع في المشارب والخلفيات ليبني عليها ما يعني الشعب، وما ينتظره منهم المجتمع الذي خدع بخدعة تميزهم. وانه اصحاب فكر وهلم جرا، وان خريجها يجب أن يفسح له المجال ليرتقي.
قبل أن استرسل في كتابة هذه الجزئية اطلعت على بعض التعليقات، وهي على قلتها تستحق أن اتفاعل معها.
ظن البعض أن الهدف هو تفكليك كلية غردون لصالح قباب الجهل وصوامع التجهيل العالي التي سادت في السنوات العجاف الماضية. وللتوضيح، الأمر ليس كذلك، فالقصد من تفكيك كلية غردون هو كونها رمزية للفكر السوداني المعاصر الذي اضر أكثر من ان ينفع المجتمع والشعب والوطن.
ففي الجزء الاول من المقال تناولت جوانب من اشكالات الشخصية المكونة للمؤسسة والتي لم تختلف عن المؤسسة المنافسة لها إلا وهي الجيش، فقد تشابها شبها عظيما في انهما فقدا قيمتهما لاتباعهم نفس النهج المنحرف.
فتجد أن جرثومة استغلال المكاسب بالوصول للجامعة وخصوصا طبعا كلية غردون أو الانخراط في الجيش أصبحت الطريق للوصول إلى السلطة فقط ولإهداف شخصية بحته.
فكل من يلتحق بالكلية الحربية يكون واضعا نصب عينيه كرسي القصر الجمهوري وليس هدفه أن يستشهد فداء للوطن. ولم يختلف عن ذلك عاهات كلية غردون وإن بدرجة أقل، فربما يتفاوت جشعهم قليلا، فجلهم ربما يسعى لمريسة ايا كانت وياقة بيضاء.
لا اذكر آني رأيت يوما مهندسا وهو يحمل مفكا او منشارا أو يرتدي ابرولا عليه بقع من الزيت، ولكن أعرف أن برنامج الماجستير في إدارة الأعمال كان طلبه الهندسة يمثلون فيه النسبة الأكبر ربما تقارب ال 90٪.
ولم أرى من يحمل الطورية ليفلح بستانا، و…. إلخ
هذه اختلالات يجب النظر بعمق والتوقف عندها وتفكيكها واعادة صياغتها لتحقق اهدافها التي من اجلها شيدت.
حسنا
لنعود إلي تأثير كل ذلك على واقعنا اليوم وما قاد دولتنا للتفكك.
ولننظر كيف تسرب الضلال والارهاب والتطرف والطائفية والجهوية والقبلية إلى كلية غردون التذكارية بل والتعالي العرقي والجهوي والانصرافية ابتدأ من التعالي الفصلي بين السينير والبرلوم، واولاد المصارين البيضاء والروس.
هكذا هو حال هؤلاء العاهات، وإن كانت يتم تداولها بينهم بشيء من اشكال الظرافة البغيضة، ولكنها انعكاس لما فصلته في المقال السابق من اختلالات هذه الشخصيات.
اذكر أن اساتاذاتي الفاضلات واساتذتي كانوا حين التحقنا بمقاعد الجامعة أول ما يقولن لنا اننا الآن علينا أن نضع جابنا كل ما تعلمنا بأنه صحيح وأن نصغى من جديد لنتعلم ما هو صحيح.
هل فعلوا؟
ابدا، جاءا كل منهم بما يحمله ليحمل الاخرين بالاقنتاع به وحده فهو وحده يملك الحق في أن يتبع ويصغى إليه وان كان ما يحمله من موروث لا يختلف كثيرا عن ما حمله اجداده الاولين أن لم يكن ابعد من ذلك.
الاختلاف سنة الله في خلقه، ولذلك خلقهم، ألم يقرؤا هذه الاية.
إذا لماذا التصارع على أن تحمل الاخرين أن يكونوا مثلك وتتبع في ذلك كل اسباب تهميش وتقليل شأن الآخرين والاستخفاف بمتطلباتهم ورؤيتهم للحياة.
وتحتكر انت وحدك الحق كل الحق في أن تفرض رؤيتك وفكرك على الاخرين بالحيلة والتزوير والتدليس والاقصاء.
لماذا لا تتجرد كما امرك اساتذتك وتجالس الاخرين بأخلاق الكرام لتتناول معهم شأن الاخرين الذين يمثلونهم.
هذا هو مربط الفرس.
هناك تهميش مصدرة منظومة الفكر المتمثلة في هذه الجامعة الرمز التي طوال تاريخها لم تستطيع ان تصيغ انموذجا صالحا لإدارة التنوع…
ولا دستور يحكم حتى تداولهم لإبسط هيئة “اتحاد الطلاب” وفيه ما فيه من الذي يحتاج مقالا اخر، ولكنه صورة مجسمة لما طفى للمجتمع.
.. نواصل
محبوب حبيب راضي
[email protected]
يقول الاخ الحبيب الحبوب محبوب حبيب في عبارة مفتاحية هامة:
“القصد من تفكيك كلية غردون هو كونها رمزية للفكر السوداني المعاصر الذي اضر أكثر من ان ينفع المجتمع والشعب والوطن.”
طيب … كلام جميل عرفنا القصد من التفكيك !!
والسؤال يا حبيبنا، وهنا المحك، كيف سيكون هذا التفكيك ؟؟
وهناك ملاحظة اخري … لا اتذكر ان هناك دعوة لتفكيك الجيش او الكلية الحربية من اي كيان او جهة سياسية راشدة،
المعروف ان آخر نقاش قبل اندلاع الحرب كان حول الاتفاق الاطاري ودمح الجيوش المواازية في الجيش القومي الواحد فلا ادري من اين اتي السيد حبيب بحديثه عن تفكيك الجيش كأنه مسلمة بديهية بني عليها عليها حجته ودعوته..
التفكيك المتفق عليه بين كافة اطياف الفضاء السياسي هو تفكيك نظام الثلاثين من يونيو ومخالبه التمكنية ولا اظن ان جامعة الخرطوم تدخل في هذا الواجب المؤجل مؤقتاً.
“ميثاق الشرف المهني” اظن -والله اعلم- هذه هي الترجمة الصحيحة اـــ code of ethics
الخلاصة ليس هناك دعوة لتفكيك الجيش انما تفكيك ودمج الجيوش الموازية المتعددة.
اذا اردت تفكيك كلية غردون او جامعة الخرطوم سمها ما شئت يا حبيب علي الاقل اشرح لنا في مقالك القادم المرتقب كيف سيكون هذا التفكيك عملياً الخطوات والتفاصيل وبرنامج التفكيك !! اسوة بتفكيك نظام التمكين الكيزاني …
ذلك النظام الذي انتج لنا من ضمن انتج … كوارث وعاهات الجهل النشط … عباقرة عصر الانحطاط والتفاهة والامية الثقافية … واورثنا الجهل باسط قواعد المنطق وبناء وتركيب الحجج والتفكير المنهجي المرتب الموزون … كما انتج لنا نماذج مدهشة من فوضي العجز الفكري والثقافي والسياسي !!
وكانت الحرب والدمار نتيجة منطقية حتمية دبر لها وخطط لها واطلق رصاصتها الاولي فلول ذلك النظام المهترئ الساقط فعلياً ودينياً واخلاقياً ..
“لا اذكر آني رأيت يوما مهندسا وهو يحمل مفكا او منشارا أو يرتدي ابرولا عليه بقع من الزيت”
“ولم أرى من يحمل الطورية ليفلح بستانا”
لم تر ولا تذكر انك رأيت … ما رأيك ان قلت لك انا رأيت مهندساً مكنيكياً وآخرين طلاب الكهربا ولكهم كان يحمل مفكاً ورأيت مهندساً زراعياً يحمل طورية !!
خليك من الكلام الفارغ نبتاع التهميش والمصارين البيض … ما فضل ليك الا تقول وبعدين هم جكسو كل البنات السمحات !!
مشكلتك شنو انت بالضبط الداير تحلها …
النقطة شنو يا اللخو !!؟؟
خلفية بسيطة حتي نضع الامور في نصابها وسياقها الصحيح ..
هذه ثلاثة نماذج من مقالات العبقري محبوب حبيب في الراكوبة:
1- هل قام الروس حقا بغسل دماغ حمدوك ام من؟
2- ليس مليونيه بل مليارية سحب الثقة من حمدوك.
3- الى جانب من سيدخل العرب الحرب العالمية الثالثة القادمة على الأبواب ؟؟
اهلنا زمان قالوا : الجن بداوا بس كعبة الاندراوا ؟!!
والاندراوا هي حالة من تجده مرة يضحك يقرقر براهو وفجأة يقعد يسب ويلعن بي لغة غير مفهومة !! وبعد شوية تلقاهو زول نصيح يطالب باصرار بتفكيك وتحليل وتشتيت البتاعات الاسمها غردون ولا ما عارف شنو دي !!
خلفية بسيطة ولكنها وضعت الإمور فى نصابها
وسياقها الصحيح هو ليس نخبة جامعة الخرطوم لوحدها فاشلة ..
( والعرب طلعوا حيقيفوا مع منو فى التالتة
ولا طلعوا متفرجين …. ؟))
جزاك الله خير لقد تطرقت لصنم.
وكثير من القراء قد لا يفهم المقصود من التفكيك. نعم من المهم جدا أن نتخلص من العقلية العتيقة التي ترسخت في اذهان الكثير عن الافضلية التي يكتسبها من التحق بهذه الجامعة والتمييز الذي يتدثر به عن باقي القوم، وقد يكون في بعض الأحيان او كثير منها خريج هذه الجامعة آخر من جامعة اخرى افضل منه في الحكمة والإدارة. نعم كثير من القيادات السياسية تخرجت من هذه الجامعة ولكن لم تصنع لنا وطنا نعيش فيه بسلام بل كانت مؤامرات ودسائس تأتي تحمل شهادة من داخل الجامعة في رأس الخريج الذي زار جبل مرة و كسلا وجبال الانقسنا والنيل الازرق ليرى جمال السودان في تنوعه وليعمل من أجل صناعة مجتمع متجانس والاستفادة من طبيعته والسياحة المتوفرة في طبيعة جبل مرة وجبال كسلا والقاش والنيل الازرق واهرامات الشمال. لكن المؤسف يحصل عكس ذلك تماما لان الخريج في رأسه الوصول إلى هرم السلطة وراسها باي وسيلة ويكرس كل جهده وفكره هذا الامر لان والده حلم بأنه سوف يكون رئيس للسودان على جماجم ودماء ودموع أهل السودان. هذه الفكرة تهدم ولا تبني بلاد ولو كنتم من قبيلة واحدة كما قال واحد من المعلقين وكنتم الجاعليين والشايقية مع سوف يحصل بينكم الخلاف وتتقاتلون دون وعي.
هنالك المثلث الذى أضاع السودان
و اضلاعه الواجب تفكيكها و إعادة صياغتها هى :-
1 – الأحزاب
2 – الجيش
3 – جامعة الخرطوم
حتى الان منذ الاستقلال لا يوجد شارع مسفلت بطريقة يعتد بها بالعاصمة اين تكمن العلة .
1- ريشي سوناك- جامعة أكسفورد
٢- تريزا ماي- جامعة أكسفورد
٣- انجيلا ميركل- جامعة ليبزغ دكتوراه في الكيمياء
٤- باراك اوباما- جامعة هارفارد
الخ
العالم بيفتش على الناس المؤهلين عشان يحكموهم واحنا عاوزين نفكك الجامعة الوحيدة العندها مستوى شبه محترم بالنسبة لباقي العالم.
ما غريبة اذا كان برلمان البشير كان فيه ناس بيقروا الخطاب بالتهجي لغاية ما طلعوا قانون يقول دخول البرلمان بالشهادة الثانوية وواحد تاني اتعلم القراءة بعد ما بقى فريق خلا في الجيش. عجبي.
لو كان الناس المتعلمين لقو فرصة حكمو البلد ما كان ده بقى حالكم. الحكموكم دايما هم الجهلاء من الجيش والأحزاب والمتعلمين وقفوا بعيد او بالاصح شلتوهم بره من زمن المحجوب البدلتوه بالصادق المهدي.
“لا اذكر آني رأيت يوما مهندسا وهو يحمل مفكا او منشارا أو يرتدي ابرولا عليه بقع من الزيت”!،مقال سطحي و الكاتب يجهل تماما ما هو دور المهندس وماهي مهام وظيفته ، ويجهل ايضا ان اي طالب هندسة في الجامعة كان يتلقي تدريب صيفي في مراكز التدريب المهني علي اللحام والخراطة ومكانيكا العربات والبناء ، الكاتب يجهل ان مستوي خريج الهندسة السوداني يؤهله للعمل في هذا المجال بكفاءة في دول عديده وفي الغرب . لما نحرص علي تدمير كل الاشياء الناجحة في البلد!، مشكلة الكاتب هي قلب المشكلة السودانيه حينما ينبري المرء بكل جهاله للتنظير وابداء اراء فطيرة في كل شيء ويفتكر انو علامه زمانه !،