مقالات سياسية

الرعب الأحمر يتجول في شوارع أحياء العاصمة الخرطوم

رصدت متابعات اجتماعية مؤخرا، مقتل سيدتين من غرب السودان على أيدي قوات أمنية خاصة جبانة، تتخفى في زي مدني، قامت عناصر منها والتي بلا شك تتبع لأجهزة الدولة البوليسية، التي استولت على السلطة منذ انقلاب الـخامس والعشرين من شهر اكتوبر عام 2021م، قامت باقتحام منازل سيدتين في منطقة الشِقلَة، بالفتيحاب جنوبي أمدرمان، وإطلاق النار علي السيدة عادلة محمد آدم حبيب (ربة منزل، في الأربعينات من عمرها) وأبنها البالغ من العمر 18 سنة، توفيت السيدة في الحال، بينما لا يزال ابنها المصاب برصاص عناصر الأمن قيد الإسعاف بالعناية المرّكزة بالمستشفى، ثم غادرت العناصر القاتلة بكل نذالة ودموية إلى منزل السيدة الأخرى في نفس المنطقة، وفعلت ذات الشيء، لتموت في الحال، وهي شابة متزوجة في متقبل عمرها اسمها نضال صلاح أحمد شمو، ولم توفر معلومات كافية عن ملابسات مقتلها المؤلم.

الفقيدتان من منطقة أم سعونة، بمنطقة اللّعيت جارالنبي والطويشة، ولاية شمال دارفور، السيدة عادلة حبيب كل ذنبها، وقوع منزلها مصادفةً جوار إرتكاز مؤقت لقوات الدعم السريع لتصبح هي وأبنها ضحيتين لانسحابها من المنقطة، وجهت لها القتلة السفاحين، تهمة التعاون مع عناصر الدعم السريع، قبل تنفيذ التصفية الفورية بدمٍ بارد، ولم تتاح لها فرصة الدفاع عن نفسها أو رد التهمة الملفقة.

هذا السلوك الإجرامي، والنهج الدموي الذي جنحت إليه الأجهزة الأمنية مؤخرا، والمتمثل في التصفية الميدانية، ضاربين بذلك النيابات العامة، والأجهزة القضائية عرض الحائط، تنبئ بمرحلة خطيرة من الرعب الأحمر التي بات يتسلل إلى أحياء مدن العاصمة المثلثة، بحثا عن ضحايا من جهويات محددة وهويات بعينها، لتصفيتها بالشبهات الواهنة والمغرضة، القائمة على التجريم التلقائي والمسبق المفضي إلى القتل على الهوية.

بهذا المنحدر الإرهابي، لم تعد الخرطوم مكاناً آمناً للكثيرين من المكونات الاجتماعية، والأفضل البحث من أماكن أكثر أمنا حفاظاً على أرواحهم، وتجنب تكاليف مخاطرة البقاء في مدن الأشباح، التي بات الرعب يحّدق في معظم أحيائها.

نناشد محامي الطوارئ، رصد هذا السلوك الدموي والإجرامي لهذه القوات، وتوثيقها عسى أن تردعها عن التمادي في هذه الممارسات، رغم عدم غرابتها في سجل الدولة البوليسية التي ظلت تحكم البلاد منذ عقود.

# تقبل الله الفقيدتين قبولا حسنا، وربنا يعّجل شفاء الابن المصاب.

//أقلام متّحدة ــ العدد 138//

‫5 تعليقات

  1. اقتباس : ( بهذا المنحدر الإرهابي، لم تعد الخرطوم مكاناً آمناً للكثيرين من المكونات الاجتماعية، والأفضل البحث من أماكن أكثر أمنا حفاظاً على أرواحهم، وتجنب تكاليف مخاطرة البقاء في مدن الأشباح، التي بات الرعب يحّدق في معظم أحيائها
    .
    ..المكان المناسب للدارفوريين هو دارفور..

    . بعد إنهاء معركة طي الخرطوم ،لن ينسي اهلنا ما حاق بهم من ذل ونهب واغتصاب وقتل، قام بها جنجويد حزام البقارة ،وساندهم الدارفوريين الذين استوطنوا في بلاد النيلين..
    ،تصفية الحساب مع كل من اجرم في حق اهلنا قادمة لا محال،ولا مكان لمن غدر بهم في ديارهم..

    …انفصال دارفور وعودة الدارفوريين لبلدهم هو الحل الذي لا بديل له.

      1. يا مجنون قبل معركة طي الخرطوم كان السلاح في يد الدارفوريين فقط، افاق شعبنا من غيبوبة كل البلد دارفور والعفو عند المقدرة والمسامح كريم ،وحملوا السلاح في اغلب ولاية السودان.

        , الحرب ليست معركة واحدة،هزيمة الجيش المؤدلج لا تعني احتلال همج ورعاع دارفور لكل السودان ،نحن اصحاب الأرض وانتم الغرباء وما اسهل صيدكم ايها الجرزان ،فانتم غريبي الوجه واليد واللسان عنا،
        …ستولون الفرار من بلاد النيلين مثل ما فعل سلفكم الفكي القاتل عبدالله التعايشي وجيشه و الذين تمت ابادتهم في ام دبيكرات..
        .

  2. بعض النساء كن بعملن كمرشدات للدعم السريع مما تسبب في موت كثير من جنودنا الاشاوس واكيد الجيش السوداني لو لم يكن بينة على جرمهن لما فعل ذلك وان كان الصواب الا ياخذ العقاب بيد الجيش ولكن يسلم المجرم لشرطة النيابة العامة لتتحري في الدعوى ولو ثبت الجرم النيابة تحدد المادة التي أدين بها المجرم ويرفع ملف الدعوى للقضاء بمراحله الثلاث وما يصدر من القضاء في درجة المحكمة الجنائية العليا من عقاب يسلم المجرم للسجون لتطبيق القرار اما تدخل البيت وتقتله فهذا خطأ وقد يكون هذا المواطن قد ارتكب هذا الجرم تحت التهديد من الجنجويد

  3. من الأسباب التي تجعل الجيش ياخذ العقاب بيده ظروف عدم توفر بقية الأجهزة لمربع القضاء الذي يتكون من شرطة محاكم ونيابة وقضاء وسجون ووضع خاص وحرج جدا في الميدان قديكون من أسبابه ان هؤلاء المجرمين من داعمي ومساندي عصابات الجنجويد المتمردة لو لم تتم تصفيتهم ميدانيا قد يتسببون في ثقرات أمنية قد تتسبب في موت العديد من الجنود وافشال خططهم الامنية المرسومة لهم من القيادة وهنا يأتي ظهور أعمال قد تكون خارج نطاق القانون وقد ترقي لأعمال اجرامية

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..