مقالات سياسية

الوزير والبرلمانى القاتل

حتى لا ننسى

يركز إعلام كيزان الشؤم والخراب على الأكاذيب

وتلفيق الحقائق، ووصف الشرفاء من الحرية والتغيير والأحزاب السودانية وكل من يخالفهم بالعمالة والخيانة والارتزاق، رغم علمهم (الأكيد) بأن هذه الأوصاف لا تنطبق إلا على جماعتهم الفاسدة، ونحن لن نحذو حذوهم بإطلاق الأكاذيب، ولكننا سننشر مفاسدهم (التى لا تسعها عشرات المجلدات) بقدر الإمكان وسوف تتميز هذه الحلقات بوجود شهود أحياء يمكن لأى صحفى مهنى محايد إجراء حوارات صادقة معهم.

(1)

الوزير والبرلمانى القاتل

د.محمد عطا مدنى

قبل مجزرة معسكرالعيلفون بأسابيع قليلة، حدثت مذبحة أخرى بشعة سأذكر تفاصيلها فى هذا المقال. أما مذبحة معسكر العيلفون – لمن لم يعاصرها من صغار الشباب- فهى المجزرة التى تم فيها قتل عشرات من الطلبة المجندين حديثا بإطلاق النار عليهم بلا رحمة، فقتل البعض منهم رميا بالرصاص، والبعض الآخر غرقا فى النيل، بعد أن رُفض لهم طلبا بقضاء العيد مع أسرهم، ولا زال قائد المعسكر المجرم الذى أصدر الأمر بقتل طلبة تتراوح أعمارهم بين الثمانية عشرة عاما والعشرين، يعمل مندوبا للحكم غير الشرعى فى السودان لدى جامعة الدول العربية..!

أما المذبحة الأخرى والتى غطت على خبرها أخبار مذبحة العيلفون، ولذلك لم يسمع بخبرها كثيرون، فهى لم تحدث فى وكر من أوكار الجريمة، أو سجن من السجون، ولكنها حدثت فى دار من ديار العلم الأكاديمى، فى جامعة الجزيرة، وكان بطلاتها (المجاهدات) اللواتى نسبن إلى أخوات نسيبة ظلما وعدوانا فى أدبيات الكيزان، التى يقطر تاريخها ومدوناتها دما وتعذيبا وذبحا واغتصابا للحرائر وقسوة غير معهودة للفرد المسلم، لأن شعارهم (فلترق كل الدماء) يعبر عن هذه الأدبيات أصدق تعبير..!

ولقد عتم إعلام الكيزانى تماما على هذه المجزرة. وتفاصيلها كالتالى: حدث نقاش سياسى وقت العشاء

فى داخلية الطالبات بين طالبات التجمع الوطنى وطالبات الكيزان، وقد أدى النقاش الحاد إلى نوع من

العنف والاشتباك بالأيدى، وقد استنجد عمال الداخلية ببعض أساتذة الجامعة الذى يسكنون بالقرب من الجامعة، وجاء بعضهم وفضوا الاشتباك وأمروا الطالبات بالعودة إلى مخادعهن فى سلام..!

وكنا نظن – كشعب – أن الأمن لابد أن يكون مستتبا فى جامعة حكومية، وأن بناتنا فى الحفظ والصون وهن أمانة فى عنق إدارة جامعة أكاديمية، وأنهن آمنات فى داخلياتها وينمن فى هدوء وسلام. ولكن التربية الشيطانية التى تربى عليها الكيزان حولت الجنس اللطيف إلى جنس شيطانى قاتل. والذى حدث أن بعض طالبات المؤتمر اللاوطنى تسللن إلى المطابخ وحملن السكاكين الحادة وانطلقن الى مخادع طالبات التجمع وهن نائمات وبقرن بطون 12 طالبة من قيادات التجمع..!

وقد اهتزت مدينة ود مدنى كلها لهذا الحادث البشع الذى لم يحدث فى تاريخ السودان والعالم أجمع، حتى فى إسرائيل حيث الطالبات العربيات جنبا الى جنب مع الطالبات الاسرائيليات فى داخليات الجامعات اليهودية. وتم نقل الطالبات الى المستشفيات لعمل جراحات عاجلة لهن، وافادت التقارير الطبية أن عددا منهن تقطعت أرحامهن وأصبحن غير قادرات على الإنجاب عند الزواج. ورغم التعتيم التام من  الإعلام الكيزانى، وصل الخبر إلى الخرطوم والمدن الأخرى، فانهال على مدينة مدنى سيل من أولياء الأمور للاطمئنان على بناتهن، حتى بيعت تذاكر بصات مدينة مدنى فى السوق الأسود بضعف أسعارها يوم الحادث والأيام التالية.

ورغم بشاعة الحادث وغرابته، من تحول الجنس اللطيف إلى قاتلات، فى ظل الشحن المستمر فى ثقافة وأدبيات هذه الجامعة ضد (الآخر) المختلف معهم، ووصفهم بالزنادقة والكفار وأحيانا بأنهم شيوعيون وبعثيون..!! وكأن هذه الاتجاهات السياسية كافرة ولا تؤمن بالله، وأن (جماعتهم) هى الحارس الأمين على الدين وأنها هى التى تملك الحق وحده فيما يخص الدين، نتيجة هذا الشحن الخاطىء الذى يفرق المجتمع إلى شيع وتجمعات متنافرة، هو الذى أدى إلى وقوع ذلك الحادث الأليم، والذى كان يمكن أن يحصر فى إطار خلاف طلابى يتم فيه تحقيق عادل وإدانة الفاعلات وتوقيع عقوبات جامعية أو قانونية عليهن لمنع تكرار مثل هذه الحوادث فى الجامعات. وكان يمكن لوزير التعليم العالى السفر إلى مدنى وفتح ذلك التحقيق، وهذا فى إطار واجبه المتمثل فى الإشراف على مؤسسات التعليم العالى.

ولكن تصرفات الكيزان وخبث أخلاقهم وسوء طبائعهم، تدهش إبليس نفسه وتجعله يضرب رأسه بالحائط أو ينتحر ليتخلى عن مسؤولياته فى الوسوسة لبشر يفوقونه شرا وسوءا وخبثا وحقدا على الآخرين المختلفين معهم فى الرأى..!

استطاع أحد الصحفيين الذين تابعوا الحادث مقابلة (وزير التعليم العالى) وهو يدلف إلى وزارته وسأله رأيه فيما حدث فى جامعة الجزيرة من عنف..! فرد عليه الوزير قائلا: تصرف عادى من الطالبات المؤمنات ضد الطالبات الملحدات..!

وفى الصباح التالى كان المانشيت العريض الأحمر فى جريدة الأستاذة المناضلة آمال عباس (الرأى الآخر) (وزير التعليم العالى يحرض على العنف فى جامعة الجزيرة) وفى الافتتاحية على الصفحة الأولى قالت السيدة المحترمة آمال عباس (لا فض الله فوها): سيدى الوزير هؤلاء رعاياك..وهؤلاء رعاياك ،وهن طالبات وشابات صغار، ولايحق لك مناصرة فريق على فريق..!

وفى دولة الاستبداد كان لابد من مصادرة عدد الصحيفة الموجود فى المطبعة فى ذلك اليوم، وجمع ما نشر منها فى الأسواق ومصادرته، بل واصدار أمر نهائي بإيقاف الصحيفة التى لازالت متوقفة حتى الآن..!

ومثل هذه الحوادث البشعة التى تقصد الاعتداء على حياة الآخرين بهذا العنف الغريب على طباعنا كسودانيين، تحتاج إلى إجراء فتح تحقيق جنائى (شروع فى قتل) فى هذا الحادث مع الطالبات اللائى قمن بهذا الحادث الإجرامى الذى لا يسقط بالتقادم ومحاكماتهن جنائيا، ومع المحرض على القتل وزير التعليم العالى آنذاك.

الموضوع محال للاخوة المحامين للبحث عن ضحايا المجزرة وشهود الحادث من حارسات داخلية الجامعة لجمع المعلومات حول الحادث. ومن تطّلع منهن على هذا الموضوع من شهود الحادث أو من ضحاياه عليها أن تتوجه إلى النيابة لفتح بلاغ ضد الفاعلات، مع التواصل مع نقابة المحامين. حيث يجب ألا تمر هذه الجرائم دون عقاب وإلا انتشرت الفوضى فى البلاد. أرجو نقل هذا الملف إلى نقابة المحامين ومنهم إلى القضاء.

تبا لك أيها الوزير القاتل ابراهيم أحمد عمر أن صرت فى غيبة الزمن الردىء وزيرا للتعليم العالى وأنت لاتصلح لذلك المنصب إنسانيا ومربيا، ثم يتوالى الزمن الردىء لتصبح رئيسا لبرلمان ما، وإن كان برلمانا مزيفا مثل أخلاقكم وتوجهاتكم الفاسدة.

 

(نشر أيامها فى سودانيز أون لاين بتاريخ 21 نوفمبر 2019)

‫2 تعليقات

  1. الحل هو ان تسال دماء الكيزان الارهابيين والكوزات الارهابيات وتملا البلد يجب ان يتذوقو ما اذاقوه للشعب منذ قوانين سبتمبر الارهابية

  2. كلامك صح أخى الفاضل.. ونحن فى انتظار الشعب ان ينتقم منهم عاجلا او آجلا ولا يبقى منهم احدا فى ارض السودان الطاهرة التى تنجست بوجودهم..

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..