المترسب من تجربة الرق في فكر و ثقافة السودانيين (1)

إنتهي زمن الرق في السودان رسميا 1898م ، حيث أصبحت الممارسة محرمة قانونيا و لم يتم التقيّد بشهادات الحرية إلا في 1924م. حدثت عمليات إسترقاق لقوميات النوبة في جنوب كردفان و الجنوبيبن من بحر الغزال خلال حروب المركزالحديثة ضد الفصائل المسلحة التي ثارت ضد المركز بعد الإستقلال. قامت بعمليات الإسترقاق المليشيات القبلية المتحالفة مع القوات المسلحة السودانية. و لمن أراد الإستزادة هنالك الكثير من الكتابات و التقارير المتاحة في الإنترنت و غيرها من المنشورات.
الفرق بين الرق القديم و الحديث المرتبط بعمليات قمع الثورات المسلحة في جنوب كردفان و الجنوب في أن الأخير كانت مرتبط بالحرب الأهلية.
معلوم لدي الجميع أن الإنسانية جمعاء شهدت مرحلة رق في تاريخها و هي الحقبة التي سبقت عهد الإقطاع، و كما كتب الأستاذ محمد ابراهيم نقد في كتابه المهم علاقات الرِق في السودان ما معناه أن نهاية الرق كانت بفضل إستخدام الآلة في قطاعي الإنتاج الزراعي و الرعوي و ليس بفضل الوعي أو إرتقاء أخلاق المنتجين من أصحاب الملاكات في القطاعين المذكورين.
ما أود مناقشته الآن هو إنعكاس ثقافة عهود الرق بوجهيها من ناحية ملاك الرقيق التاريخيين و المسترقين التاريخيين. ما زال ضحايا الإسترقاق يعانون من تلك الوصمة إلي اليوم من ناحية المنحدرين من ملّاك الأرقاء. ما زال أحفاد ملّاك الرقيق يعبرون عن أفضليتهم علي الآخرين بطرائق مختلفة منها علي الأقل “دي واحدة خادم كيف تتزوجها و دا واحد عب ساكت” ما زال مثل هذا الكلام محكيا وسط قطاعات كبيرة و أحيانا مكتوب مثلا ما تسرب من تعليقات بعض قيادات الحركة الإسلامية علي مني أركو مناوي و مالك عقار و الكباشي و غيرهم و وصفهم بالعبيد.
مثلا في كتاب الإنداية للطيب محمد الطيب عليه رحمة الله ورد من ضمن ما ورد من أغنيات سكان مدينة مروي في الشمال ” يا المهدية حكمك ما بقالي .. سويتي العبد في راسي دلالي” رغم أن جنود المهدية كانوا من عرب دارفور و غيرهم. هؤلاء يتم وصفهم بالعبيد في المحكي من كلام. (slavery in Sudan, n.d.)
من أهم إنعكاسات تجربة الرق الإيجابية في السودان في تجاربنا السياسية إنخراط العديد من العمّال و المزارعين و المهنيين و المتعلمين و المثقفين و الكتّاب في الحزب الشيوعي السوداني و منظماته الحليفة ببرنامجه المعروف الرافض للرق و تكريس مصالح من إستفادوا من الرق. و كذلك الحزب الجمهوري بفكره النبيل المتسامي. الإنخراط في التنظمات القومية العربية و التفاعل الشديد و الإيجابي مع المنتج الثقافي و الفكري العربي كانت له رمزيته الضارة في خطابنا السياسي الذي أعقب إلغاء الرق. سأعود لمناقشة هذه الرمزية التي في تقديري كانت أحيانا جزافية. الموصوفون آنفاً هم الرافضون لميراث الرق الثقيل و تركته الثقافية الباهظة التكلفة. أطروحات العدالة الإجتماعية و المساواة في المواطنة هي ردة الفعل السياسية علي ميراث الرق و تركته الثقافية المدمرة. يقف برنامج السودان الجديد الذي تبنته الحركة الشعبية بقيادة الدكتور جون قرنق كشاهد آخر علي تفاعل الطليعة الساسية مع مطالب المساواة في دولة المواطنة العلمانية.
ليس مطلوباً من الدين الإسلامي تحريم الرق فهذا نوع من قراءة النص المقدس خارج سياقه التاريخي، لكن المطلوب من المتديين بالإسلام رفض الرق و تركته الثقافية كنوع من الممارسة اللازمة و الضرورية في هذا العصر حيث أصبح الرق جزء من التاريخ.
إنشَغَلت كثيراً بدراسة الإسترقاق تاريخيا في السودان في الفترة قبل التركية السابقة و بعد إنهيار الممالك المسيحية.
في السودان ذلك الزمن كان الإرقاء من الفئة العمريةالسداسية و الفئة الخماسية و لا أعرف أساس الترقيم لكن الفئة الخماسية هم اليافعون من 11سنة إلي 13 سنة و السداسية إلي سن ال15. بذلك كان يتم بالأساس إختطاف اليافعين. أسواق الرقيق هي الحواضر الكبيرة في كافة أنحاء السودان و المقصود زريبة العبيد أي مكان بيع الأرقاء. لإختطاف يافعين في هذه السن إحتاج تجار الرقيق لتعاون السكان المحليين. فكانت فرق النهّاضة ( هم ليسو الجلّابة) تشتمل علي ممثلين و وكلاء للتجار و عملاء من أهالي المنطقة ،المقصود أنهم يقومون بالإختطاف عبر واحد من طريقين إمّا بالخديعة أو بإستخدام القوة المفرطة. لأن الفئة المستهدفة بالأساس غير قادرة علي الدفاع عن نفسها و هم اليافعون. دون النظر لعمليات الإستراق كنشاط إقتصادي ضروري للتطور في تلك الحقب التاريخية سيترسب عندنا أحساس غير عملي و غير تاريخي في التعامل مع الظاهرة.
مثلاً ممارسة بشعة كالإخصاء كانت ضرورية بالنسبة لملأك رقيق الخدمة في بيوت الطبقة الحاكمة و المتنفذة. و لقد جندت الدولة العثمانية خِصيان ليخدموا الحجيج و كان يطلق علي الواحد منهم الأغا و الجمع أغوات. مفهوم لدينا إرتباط الأنساب بفكرة الملكية الخاصة و مفهوم لنا ضرور الحفاظ علي الحجيج النسائي من التهجم الجنسي . هذه أمور برغم فداحتها لكن علينا النظر إليها من الناحيتين ليس لإيجاد التبريرات و لكن من أجل الفهم، عمليات الإخصاء في سودان التركية و قبلها كانت تتم في الأديرة المسيحية المعزولة و ليس لقلة ورعٍ عند القساوسة و القائمين علي الأديرة، لكنها تحدث هناك نتيجة للحوائط العالية و العزلة مما يمنع سماع ضرخات الألم من الضحايا و السبب الثاني هو قدرة العاملين في الأديرة علي الطبابة اللازمة للناجين و بالمناسبة كانت نسبة نجاح هذه العملية فقط 10% . و من نافلة القول الإسم المصري ( الألْفِي) هو وصف لمسترق خصي سعره ألف ريال. ( راجع نسيم مقار شهادات الرحالة في السودان إبان التركية السابقة و قبلها)
” المرافيت” هم الأرقاء فاقدي الصلاحية بسبب المرض، الإصابة أو سوء الأخلاق. المرافيت يسكنون عادة في الأحياء الطرفية للمراكز الحضرية الكبيرة . ديم مرافيت في الخرطوم أيام التركية كان منطقة السجانة، الرميلة و الديم . حي مثل سلامة البيه في القضارف هو واحد من أحياء المرافيت. ( راجع تاريخ مدينة الخرطوم. أحمد أحمد سيد أحمد). من ديم مرافيت إنطلقت الثورة المهدية عندما كانت إحتجاج سلمي كان من ضمن هتافات الناس وقتها ( مليون في تُرْبْة و لا ريال في طُلْبَة) التُرْبَة هي القبر و الطُلْبَة هي الضريبة ( نفس المصدر مع كتاب الراحل دكتور محمد سعيد القدّال كتاب المهدي لوحة لثائر سوداني).
الإستثمار في الأرقاء. في قطاعي الزراعة و الرعي و الخدمات و الفندقة و المقصود بالفندقة خدمات الأنادي و المواخير. حيث كان مالك الأرقاء يختار الجميلات من أرقائه ليقدم خدمات الجنس للراغبين. كانت الأنادي حالها حال الحانات الفندقية. و كان بالخرطوم أيضا نشاط فندقي رجالي و كان للمثلين نوع من الرابطة الإجتماعية ( نوع من منظمة المجتمع المدني) نتيجة لطبيعتها الثورية فلقد تعامل معهم الخليفة عبد الله و قال حولهم “يا الملاوطية كلامكو زين إلا فعلكو شين” هذا عندما أظهروا تضامنهم مع الثورة المهدية و كانوا أحد مصادر المعلومات للخليفة حول الحياة في الخرطوم.
ما يهمنا هو المترسب من ذلك التاريخ في خطابنا السياسي و الثقافي و هو من القضايا واجبة التصويب و من الواجب أيضاً الكلام عنها. الأرقاء في عصور الرق أدوات إنتاج و مصدر للارباح بالنسبة للملّاك ، و كما أسلفت كانت تلك الظاهرة عالمية. و نتج عن تلك الممارسة ما يعرف بالصدمة العابرة للأجيال.
المترسب الثقافي من عهود الرق يسكن اللغة و اللغة صورة للحياة و رمز لها من حيث الطبيعة و من حيث الوظيفة فهي ناقل للتجارب الإنسانية راجع فلهالم رايخ كتاب ضرورة الفن. و اللغة الآن من ضمن تعريفاتها أنها أداة التفكير نفسه فنحن نفكر من خلال اللغة. تحضرني هنا تجربة مرّ بها دكتور في الموسيقي عمل في الجامعات السوفيتية كمحاضر حول تاريخ الموسيقي . ليدرس الموسيقي ترك جامعة الخرطوم و كان قول أهله له إن الموسيقي هي شغل العبيد. و نواصل
طه جعفر الخليفة
أونتاريو – كندا
6 مارس 2024م
الشخص الناقص من يكتب ويظل مطارد بعقده النفسية
البلبوس الكندي
ياطه
كيف وقيادية في الحزب الشيوعي السوداني الدكتورة اجسان فقيري تسخر من افريقي اسود لزواجه من امرأة بيضاء
😎 كتب السيد طه و الصحيح ان اسمه هو ط هـ كما تنطق الحروف المتقطعة في القرآن ؛
” ليس مطلوباً من الدين الإسلامي تحريم الرق فهذا نوع من قراءة النص المقدس خارج سياقه التاريخي”
السؤال للسيد ط هـ هو ما موقفه ممن يصدعون رؤوسنا بان الاسلام صالح لكل زمان و مكان ؟
العبودية في الإسلام
سردار أمد
الحلقة الأولى
العبودية كانت موجودة قبل الإسلام بين الأمم المتوحشة والشعوب الهمجية التي كانت بعيدة عن الحضارة، ولكنها أيضاً كانت جزءا من النظام الاجتماعي والديني في زمن النبي محمد وما بعده من التاريخ الإسلامي، وكان الإنسان يباع ويشترى في الإسلام كما الحيوانات، الإسلام لم يحرم العبودية أو الرق، حتى لو كان هذا العبد مسلماً ( لكن المسلمين سواسية كأسنان المشط !!)، 99% من المسلمين, لو سألتهم عن العبيد لقالوا لك “طبعاً الإسلام حرم امتلاك العبيد فهو دين العدالة والمساواة”، جوابهم نابع من كون تحريم العبيد من البديهيات عندما يكون هناك مذهب ما يدعو للعدالة، وهو يظن أن الإسلام هو ذلك المذهب (باعتبار انه مسلم بالوراثة)، و في النهاية بعد قوله إن العبيد محرم، لا مشكلة لديه لو اتضح له أن امتلاك العبيد محلل في دينه، فيحاول الدفاع عن الفكرة مستخدماً كل المبررات التافهة والطرق المتخلفة، وهنا لا أعرف ما الفرق بين عَبَدة البقر وعَبَدة غير البقر عندما يُنتَفَى التفكير.
* * *
العبودية في القرآن:
القرآن ليس فقط لم يحرم العبودية بنص أو آية، بل الأنكى من ذلك أنه أقرها وثبتها من خلال سن القوانين المنظِمة لمجتمع العبيد،، كما أنه شجع على امتلاك العبيد وذلك في آيات الزواج والنكاح فقد تم التطرق للعبيد في القرآن في 29 آية على الأقل ، وذكر” مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ ” 15 مرة، ((فقد تكرر ” مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ – مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُمْ – مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُنَّ ” في القرآن بالآيات التالية: سورة النساء 3 – سورة النساء 24- سورة النساء 25- سورة النساء 36- سورة النحل 71- سورة المؤمنون 6 – سورة النور 31- سورة النور 33 – سورة النور 58 – سورة الروم 28- سورة الأحزاب 50 (ذكرت مرتين) – سورة الأحزاب 52- الأحزاب 55- المعارج 30 ))
بالرغم من كثرة تكرار هذه الجمل إلا أنه في مجرى حديث شيوخ المسلمين وفقهائهم عن أيةِ آية من تلك الآيات عندما يصلون إلى ” … أو ما ملكت أيمانكم … ” يتوقفون محاولين تغيير الموضوع,أو تفسير ما قبلها، أو ما بعدها، لأن الموضوع فيه إحراجٌ وبُعدٌ عن المنطقِ، وليس هناك عاقل بالغ راشد إذا سمع تلك الكلمات وتفسيراتها الحقيقية يستطيع تقبلها.
ومن الناحية اللغوية هناك فرق كبير بين عباد الله وعبيد الله: ( ذَلِكَ بِمَا قَدَّمَتْ أَيْدِيكُمْ وَأَنَّ اللَّهَ لَيْسَ بِظَلَّامٍ لِلْعَبِيدِ ) آل عمران182، تفسير ابن كثير لهذه الآية ” قال تعالي:ونقول ذوقوا عذاب الحريق ذلك بما قدمت أيديكم وإن الله ليس بظلام للعبيد أي يقال لهم ذلك تقريعاً وتوبيخاً وتحقيراً وتصغيراً ” هذا ما يقوله ابن كثير.
فكلمة عباد بشكلٍ عام تضاف إلى لفظ الجلالة فيزداد العباد تشريفاً فيقال عباد الله ، أما كلمة عبيد فهي تطلق على عبيد الناس والله معاً وعادة تضاف إلى الناس، والعبيد تشمل الكل محسنهم ومسيئهم، والعباد يراد بها عبد الله، فالألف في كلمه عباد تستخدم للتشريف أما الياء في كلمه عبيد فتستخدم للتذليل والتحقير أو ما دون التشريف، وكما سيمر معنا لاحقاً هناك فرق كبير بين العباد والعبيد حتى في أمور العبادة، فالعبيد مثلاً صلاة الجمعة ليست مفروضة عليهم كي لا ينشغلوا عن خدمة عباد الله (أسيادهم).
فالآيات القرآنية تؤكد على وضعهم وحقوقهم كعبيد، والجانب الشرعي في الرق يركز على الاستِعباد، وعلى تحرير الرِقاب ككفارة في بعض الحالات، وعلى الحرية الجنسية، والمسلم له أجران، أجر عندما يستعبِِد الرقاب، وأجر عندما يحرر رقبة من هذهِ الرقاب الكثيرة، وطبعاً أن المُستعبَد أكثر بكثير من المُحَرَر في حال كل ما تمنوه أدركوه.
هل مسألة تحريم العبيد في الإسلام هي كتحصيل حاصل؟
بعض المفكرين (…) المسلمين يقولون، أن الإسلام (وخير ما يمثله القرآن) سن قوانيناً نهايتها عدم وجود العبيد كتحصيل حاصل، أستغرب جداً لهذا الكلام ولهذا الدجل والكذب، ألا يقولون أن القرآن لكل زمان ومكان (الآيات المتعلقة بالعبيد والمنظمة لحياتهم المختلفة عن حياة الأحرار أين نضعها في هذا الزمان)، ألا يقولون أنه كامل مكمل، كيف كامل مكمل وهو لم يحرم العبودية… هل تركها معتمداً على اجتهادنا الشخصي، كامل مكمل وحلل أمتلاك العبيد، ومعلوم أن تحريم المحلل في القرآن والإسلام مثله مثل تحليل المحرم ، فكيف للمسلمين تحريم أمور حللها القرآن!! وهناك آية موجهة للنبي بخصوص تحريمه لشيء محلل، فقد أقسم أن لا ينام مع إحدى الجواري (ماريه) مع العلم أن الله حلل النوم معهن:
(( يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ لِمَ تُحَرِّمُ مَا أَحَلَّ اللَّهُ لَكَ تَبْتَغِي مَرْضَاتَ أَزْوَاجِكَ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ (1) )) سورة التحريم
ألم يقل محمد اليوم أكملت لكم دينكم؟ كيف أكملها وترك وراءه سوق النخاسين!! كيف حرم رب محمد الخمر( على مراحل) ولم يحرم الرق، بل على العكس ففي بداية الإسلام لم يكن مسموحاً أن يصبح لمسلم ولا المسيحي ولا حتى اليهودي عبدا. الآيات متعلقة بالجواري والعبيد نزلت بعد موت خديجة أي بعد نزول الوحي بحوالي عشر سنوات، وليس من بداية الدعوة، وكلها تؤكد على حرية ممارسة الجنس معهن، كيف حارب محمد الأصنام المقدسة لدى أهل قريش ودعا لتوحيد الله بشكل مباشر وبجرأة كبيرة،« إن الله حرم بـيع الخمر والميتة والخنرير والأصنام » ولم يحارب فكرة حيازة وبيع وشراء البشر، بل ثبتها في نهايات دعوته، ألم يكن موضوع حيازة العبيد والجواري والسراري والمخصيين له تلك الأهمية حتى ينزل فيها نص صريح يحرمها، مع أن هناك الكثير من الآيات القرآنية نزلت لأبسط الأمور الخاصة بحياة محمد ،نزلت مثلا من أجل زواجات محمد ،ومن اجل تمييز نسائه عن غيرهن (وإنهن أفضل من المحصنات) وكيفية الدخول لبيته, وعدم إطالة الجلوس لديه، وآيات تحلل له مضاجعة من يشاء وتوسعه في النكاح من دون زواج وعدم تزوج نساءه بعد موته ….الخ، لا أعرف كيف تنزل آيات كثيرة من أجل شخص يقول ” أنا بشر مثلكم “، ولا تنزل آية واحدة فقط تحرر مجتمع بأكمله.
رغم كل تلك العيوب فمشايخ وفقهاء الإسلام وعلماؤهم يمتدحون فقه الرق في الإسلام ويعتبرونه من مظاهر عظمة الشريعة الإسلامية ودلالة على مناسبتها وصلاحيتها لكل زمان ومكان معتبرين أن خاتمتها تحريم امتلاك العبيد كتحصيل حاصل. لا أعرف أين مظهر العظمة وكيف حرر الإسلام العبيد كتحصيل حاصل في هذا الزمان من دون آية قرآنية, مع العلم أن الغرب والمجتمعات الحرة والمعاهدات الدولية، وكل ما هو ليس إسلامي هي التي حرمت الرق في النهاية، ( إلا إذا كانت بنود المعاهدات والمواثيق الدولية هي أجزاء من القرآن كتحصيل حاصل).
لكن كما هناك إسلاميون يدّعون أن الإسلام حرم العبودية كتحصيل حاصل، فهناك أيضاً مسلمون في يومنا هذا يدافعون عن تشريع وفقه الرق بقوة، ويعتبرونه تشريعا أبديا ابد الدهر، كما القرآن أبدي أبد الدهر، وفي الحقيقة هؤلاء هم المسلمون الحقيقيون، وهذه هي حقيقة الإسلام. ” فقد حث الشيخ السعودي البارز سعد البريك الفلسطينيين حديثاً للقيام بذلك بالضبط مع اليهود، قائلاً: إن نساءهم من حقكم شرعاً، لقد أحلهن الله لكم، فلماذا لا تستعبدوهن؟!!
وفي عام 2003 أصدر الشيخ السعودي صالح الفوزان فتوى قال فيها أن الرق جزء من الإسلام وأنه جزء من الجهاد، وأن الجهاد سوف يستمر طالما بقي الإسلام، ثم هاجم الشيخ فوزان علماء المسلمين الذين قالوا عكس ذلك زاعماً أنهم “جهلة وليسوا علماء بل مجرد كتّاب”، وأضاف أن أي شخص يقول مثل هذه الأشياء هو كافر ملحد، جدير بالذكر أن الشيخ الفوزان كان يشغل المناصب التالية عند إصداره هذه الفتوى: عضو مجلس كبار رجال الدين الذي هو أعلى هيئة دينية في المملكة العربية السعودية وعضو مجلس الأبحاث الدينية وخطيب مسجد الأمير متعب في الرياض ومحاضر في جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية التي هي مركز التعليم الوهابي الرئيسي في الدولة ” المرجع: مجموعة من الباحثين – نقلا عن answer.com تحت عنوان Islam and slavery- ترجمة: مركز الحوار للثقافة.
* * *
غباء أم استغباء أم الأثنين معاً:
– قال عمر مقولته الشهيرة والتي لا يعرف السادة المسلمين بالوراثة معناها حتى الآن ( يا عمرو متى استعبدتم الناس وقد ولدتهم أمهاتهم أحرارا ).
– قال محمد: ( ثلاثة أنا خصيمهم يوم القيامة … ورجل باع حراً فأكل ثمنه ) رواه البخاري وابن ماجه.
– وعلماء المسلمين عند سؤالهم عن تحريم العبيد يتذرعون بأن الإسلام أوصى بالمعاملة الحسنة للعبيد، وإن محمد أعتق عبده.
هم من خلال الأمثلة الثلاثة السابقة يحاولون اللعب بالألفاظ وغش الناس، عند اعتبارهم ذلك الكلام دليلا على تحريم العبيد، والحقيقة أن كل ذلك الكلام غير متعلق بالموضوع أصلاً وفصلاً، وفيه خلط كثير للأمور…. فحسن المعاملة شيء أما تحريم امتلاك العبيد فشيء آخر … وفيه إنكار لكثير من الآيات القرآنية المتعلقة بالعبيد، والمقصود من تلك الكلمات عدم استعباد الحر، ولا يُعنى العبيد بذلك الكلام لا من قريب ولا من بعيد، فالعبد عبد والحر حر، وهناك قوانين خاصة تنظم حياة العبيد في الإسلام، والحاج المصري الذي أساء إليه عمرو كان من سادة مصر وليس من العبيد ، وعمر بن الخطاب معروف بأنه في زمانه كان يمنع الجواري من ارتداء الحجاب، حتى انه ضرب جارية لآل أنس رآها مقنعة، وقال لها لا تتشبهي بالحرائر (يعني الأحرار أو المحصنات- وليست كل المسلمات محصنات وأحرار أو حرائر) ، و إذا كان محمد حرر ذلك العبد بعد كل تلك الويلات فإن حكيم بن خويلد بن أسد ابن أخي خديجة قد أعتق في الجاهلية مائة رقبة، ثم لماذا يذكرون في كل مناسبة أن محمد حرر عبداً واحداً، ولا يذكرون أن محمد أعتق في مرضه 40 عبداً ، (يوحون بأنه كان له عبد واحد وحرره، ولا يذكرون انه تم استِعباد الكثير بعد ذلك، ولا احد يقول أستَعَبدَ، بل يقولون حرر وأعتق، هل ورثهم عن جده وأعتقهم ؟!).
لو كان نهج محمد يدعو فعلاً لتحريم العبيد فلماذا لم يبدأ هو بنفسه، ولماذا أعتق في بداية الدعوة عبده، وبعد ذلك نال الكثير منهم بعد أن قوي دينه وأشتد إيمانه، حتى انه لما مات ترك خلفه أربع سراري، وقال ابن القيم : قال أبو عبيدة : كان له أربع : ماريه وهي أم ولده إبراهيم، وريحانة ، وجارية أخرى جميلة أصابها في بعض السبي، وجارية وهبتها له زينب بنت جحش. ” زاد المعاد- 1 / 114 ). وترك نبي الرحمة من العبيد غيرهن أيضاً، وكان مجموع التركة حوالي 20 رأساً من العبيد.
ولم يقتصر امتلاك العبيد على محمد فقط بل أن نساءه امتلكن الكثير من العبيد، وحررت زوجته عائشة 67 رأساًً (محمد تزوج عائشة بعد وفاة خديجة، وكان عمرها 9 سنوات، فمن أين لها هذا الكم من العبيد هل سبتهم أم اشترتهم بأموالها أم أموال أبو بكر الصديق، وهل كان البيع والشراء نشطاً لتلك الدرجة؟! وكيف تمكنت من حيازة أو امتلاك ذلك العدد الكبير منهم، وهي التي تزوجت النبي محمد في منتصف مسيرته الإسلامية وليس من بدايتها؟! وأين ذهب التدرج في حل مشاكل المجتمع كما يدعون؟!
نشب خلاف بين عائشة وبين عبد الله بن الزبير فأنذرت أن لا تُكلمه أبدا. … لكن في النهاية كلمته…. وأعتقت في نذرها ذلك أربعين رقبة … !! (البخاري ج 7 ص 118).
السبب الرئيسي أن رفاق النبي وأصحابه وأهله وباقي القرشيين كانوا يدفنون البنت حية هي الخوف من العار، هل تعرفون أي عار يقصدون، العار الذي تجلبه لهم إن لم يستطيعوا حمايتها وسبيت في غارة وتحولت إلى أداة للاستمتاع، وقريش بعد أن أصبحت قوة تغير على الغير وتسبي بناتهم ونساءهم، لم يعد لها داعي أن تدفن بناتها أحياء، ربما كان على غير القرشيين دفن بناتهم أحياء كي لا تصبحن سبايا وأداة متعة للمسلمين ودين الرحمة، الدين الذي كان الأحرى به منع السبي وليس التوسع فيه.
فعثمان بن عفان لما مات ترك خلفه ألف مملوك (المصادر:الطبقات الكبرى لأبن سعد- السيرة الحلبية- مروج الذهب).
وفي أيام بني أمية بلغت غنائم موسى بن نصير سنة 91هـ في أفريقية 300.000 رأس من السبي، فبعث خمسها إلى الخليفة الوليد بن عبد الملك 60.000 رأس (لأن الغنيمة خمسها لله حسب سورة الأنفال الآية41، ويمثله الوليد بن عبد الملك). ” وأستقدم موسى بن نصير معه إلى دمشق 30000 ثلاثون ألف عذراء من الأسر القوطية النبيلة ” (أبن الأثير 4/295)
الخليفة العباسي المتوكل على الله، كان له أربعة آلاف سرية وطئهن كلهن … ( المصدر مروج الذهب ج2 ص 92- تاريخ الخلفاء السيوطي ص 277- الأصفهاني مقاتل الطالبيين ص 598)، يبدو أن الدولة كلها كانت مشغولة بقضيب خليفة المسلمين حفظ الله سره وادخله فسيح جنانه وأنعمه برحمته، ولما قبض صلاح الدين على قصور الفاطميين بمصر، وجد في القصر الكبير (12000) نسمة ليس فيهم فحل إلا الخليفة وأهله وأولاده، ووجد إلى جانب القصر بئر تعرف ببئر الصنم كان الخلفاء يرمون فيها القتلى (المقريزى في المواعظ والاعتبار في ذكر الخطب والآثار الجزء الثاني).
والعبيد لم يكونوا طبقياً من الدرجة الثانية، بل كان لدى العرب في الإسلام الطبقات الاجتماعية التالية: أولاً العرب ، ثانياً الموالي ، ثالثاً الأقباط المصريين ، رابعاً العبيد والرقيق (كأسنان المشط)
😎
وهذا هو الرابط لمن يرغب في الاستزادة من بحث سردار عن العبودية في الاسلام و يحوي الراب 30 مقال عن موضوع العبودية في الإسلام ☝🏿
https://m.ahewar.org/index.asp?i=2379