مقالات سياسية

المجاعة تدق الابواب

(١)

💎 الزملاء والأصدقاء فى منبر زملاء الهند الوطنيين التحية لكم جميعاً لدعوتى للمشاركة فى هذا المنبر الحيوى والجاد لكوكبة من العقول المستنيرة الوطنية التى ترفض الحرب وتعمل على وقفها ، وأشكر لكم جمعى وصديق درب النضال الطويل الأستاذ ياسر عرمان ، لقد خصصت هذا العمود اليوم لمخاطبتكم لإستنهاض همتكم لنعمل سويا فى التعبئة والحشد والإستنفار الحميد ، من أجل وقف هذه الحرب اللعينة التى أزهقت أرواح الألوف ودمرت البنيات التحتية ونهبت ممتلكات المواطنين وأستباحت أعراضهم ، لايجب علينا إستغلال آثار الحرب على الأحياء والأشياء من إجل التحشيد لمزيد من الحرب ، بل يجب توظيفها لقفل المصنع الذى ينتج الإنتهاكات ،و بحشد كل الناس فى صف وقف الحرب وتحقيق السلام المتفاوض عليه ، للخروج من مستنقع حرب لا رابح فيها مهما تطاولت أيامها وشهورها وسنواتها لابد أن تنتهى على طاولة مفاوضات هذه سُنة الحياة وتجارب التاريخ.

 

💎 الزملا الأعزاء البلاد مقبلة على مجاعة حقيقية كل مؤشراتها تقول أنها مجاعة مدمرة غير مسبوقة لاتشبة آخر مجاعة ونقص حاد فى الطعام كالتي حدثت فى العام ١٩٨٣م ولكن من الممكن أن تحمل ملامح مجاعة سنة ستة التى أكل فيها بعض الناس جثامين الموتى ، ولم تسلم القطط والكلاب وتتبع الفقراء بيوت النمل للحصول على مخزون من طعامها هذه المجاعة القادمة تهديد جدى لوجود شعب السودان على قيد الحياة ، كلام جد ليست تهويل وخطر حقيقى لايحتمل الإستخفاف أو التأجيل ، لايمكن أن نكون واقفين دون تحرك مدنى كبير لمواجهة السبب الذى قادنا للمجاعة وهى الحرب الراهنة وتحلل الدولة .

 

💎لابد لنا لمواجهة هذا المنعطف الحاد من عمل مدنى جاد للضغط على طرفى الحرب اليوم قبل الغد لإيقاف هذه المهزلة فوراً ، بالإصطفاف المدنى فى كل المناطق الممكنة والآمنة للمناداة بوقف الحرب ، لابد من المظاهرات الحاشدة أمام السفارات بالخارج فى كل دول العالم من الجاليات السودانية للمطالبة بالوقف الفورى للحرب ، لابد من العمل المنظم فى الخارج لتعبئة أكبر حركة تضامن مع شعبنا لمواجهة مخاطر هذه المجاعة وسط الشعوب الصديقة والمحبة للخير والسلام ، خيارنا كمدنيين هو التنظيم والحركة بالداخل والخارج ، الصمت ليس خيار وهو الدفع نحو الهاوية ، الأمور وصلت حد إنقاذ حياة الملايين أو الموت ، الحياة أصبحت مستحيلة ، تقرير مساعد الأمين للأمم المتحدة للشئون الإنسانية يحمل مؤشرات مرعبة تقول ٩٥% من عدد السكان متأثرين بنقص الغذاء و حوالى ٢٥ مليون نسمة لايملكون وجبة يومية بانتظام ، منهم الآن ٥ مليون فى حالة جوع لدرجة الموت بينهم أكثر من ٣ مليون طفل ، قضايا أساسية بدأت تسقط من سلم الأولويات المشافى والعلاج والأدوية المنقذة للحياة أصبحت معدومة ، و إنقطاع ١٩ مليون طفل عن التعليم أصبحت حقيقة كعاهة مستديمة تصادر بها الحرب العبثية الحاضر والمستقبل

مواقع الهشاشة السابقة حيث فقراء هامش المدن والأطفال فى معسكرات النزوح يموتون يومياً بالعشرات ، المواطن المغلوب يدفع الآن فواتير الحرب موت مجانى فى معسكرات اللجؤ والنزوح مشهد مفزع يفوق تصورات كافكا للرعب لايحتمل السكوت أو الإبطاء .

 

💎 بينما الفريق البرهان وقيادات الحرب من كبار الجنرالات والقادة وأسرهم مازالت ضرورياتهم مؤمنة مع بعض الرفاهية

وقيادات الدعم السريع كذلك ، الجمرة بتحرق الواطيها وهو المواطن العادى صاحب المصلحة الحقيقية فى وقف الحرب يجب أن تتحزم القوة المدنية للنضال وتستعد لدفع ثمن مقاومتها للحرب مهما كانت التكلفة والمخاطر من أجل أن تكون صوت من لاصوت لهم ، ويفرض عليهم الموت بلا ضوضاء وإزعاج لقادة الحرب ولورداتها من كبار الجنرالات ، ومن خلفهم بعض المترفين أغنياء كل العصور الذين ينادون على الفقراء لحمل السلاح وأسرهم فى تركيا وماليزيا وقطر والقاهرة وأطفالهم فى المدارس والمشافى الخاصة جاهزة لإستقبالهم فى أى طوارئ صحية .

 

💎💎ختامة

الزملاء،والزميلات يجب علينا الآن النهوض والإستنفار فى الداخل والخارج لإنقاذ الشعب الفضل من براثن الحرب العبثية، لنشمر سواعد الجد للنضال المُر من أجل وقف هذه الحرب وحمل أطرافها غير المسئولة لمائدة التفاوض فوراً بلا إبطاء لوقف العدائيات بأعجل ما تيسر ، والعمل على تأمين وصول الطعام والدواء للمحتاجين فورا ، وتأمين إعادة التلاميذ للتعليم وإعادة المؤسسات الصحية للعمل ، ومن ثم الشروع فى عملية سياسية تعالج قضايا العودة للحكم المدنى الديمقراطى الذى تقوده القوى المدنية ، ويجبر طرفى الحرب القوات المسلحة والدعم السريع الخروج من المشهد السياسى والعودة للثكنات لإكمال متطلبات الترتيبات الأمنية ، لتأسيس قوات مسلحة موحدة ومهنية قومية التكوين من القمة للقاعدة ، لتبدأ بلادنا سطر جديد فى مسار التقدم والإستقرار والإزدهار، لن يحدث كل ذلك دون تنظيم حركة جماهيرية مدنية واسعة فى الداخل والخارج تقود النضال لإجبار المتنطعين من جنرالات الحرب وجرهم لطاولات التفاوض لتحقيق وقف القتال ، وهو مطلب الشعب

لقد قال الخليفة العادل عمر ابن الخطاب لاخير فى أمر جلل أبرم من غير شورى ، لقد وجدنا أنفسنا فى حرب لم نستشار فى إشعالها وليست خيارنا، يجب أن تقف فوراً نقطة سطر جديد.

 

#لاللحرب

#لالتجييش_المواطنين

#التفاوض_الحل

 

صلاح جلال

٢٤فبراير ٢٠٢٤م

‫5 تعليقات

  1. أستغرب أستهجان الكاتب للمجاعة ؟
    فالمجاعة أستاذنا الفاضل هى ارث حصرى و تاريخى لثقافتنا و حضارتنا الأخاذة منذ عهد المماليك الذين هاجروا الى السودان ابان عصرهم فى حكم مصر التى أزدانت بعشرين مجاعة خلال ستة قرون , بمعدل مجاعة كل ثلاثون عاما.
    وهذا الارث اللملوكى هو الذى شكل الذاكرة السودانية الراهنة بما فيها لباسك الذى ترتديه , حضرتنا الصوفية الخدراء السمحة فى الخلاوى و التقابات , أشعارنا و ادبنا الاصيل المنساب من البحور المملوكية وطريقة القاءها ومفرداتها , يكفيك فقط أن نهجنا السودانى الاغبش أختطه ود ضيف الله حبر الامة فى طبقاته السمحة.
    المهدى الذى ثأر لدولة المماليك المذبوحة برسالته كان ينوى أستعادتها لولا تدخل الانجليز القذرين الاوساخ.
    الاحزاب السياسة والممارسات العسكرية لتاريخنا كله تتحدر من منبع البهاء المملوكى السمح الاخدر الاصيل , فلما أستهجان أحد أهم تقاليدها الاصيلة وهى التى كانت حاضرة كما ذكرت أنت فى مقالك نفسه بقوة و تجاوزك لبقية المجاعات السودانية المسجلة فى الامم المتحدة ولا يذكرها المؤرخ السودانى السمح الاخدر الاصيل ؟!

  2. كلام يقبله المنطق والعقل الخاسر الاكبر هو المواطن فقد الشعب ممتلكاته وفقد المغتربين مدخراتهم داخليا وخارجيا والنزيف مازال مستمرا يا الله الطف بنا وعجل باطفاء نار الحرب والفتنة وولي علينا من يصلحنا آمين

  3. الدعم السريع هو جاع بعد اكل كل آلذي سرقه من الشعب السوداني انت في حزب الآمة و معاكم احزاب اليافطات السبب في دخول الدعم السريع في هذه الحرب من اجل السلطة حتي تكرر انقلاب الكيزان بالدعم السريع.
    كل هذه التحركات و التهويل من اجل إنقاذ مليشيا الدعم السريع من النهاية قاتلة.

  4. وهل هذا النداء يشمل من تسميهم ،( شاربي عصير البلح) من اهل الشمال،عازفي الاوتار، ؟ ام هذا النداء لاهلك الاشاوس فقط ؟.

    ..يا صلاح جلال ،انكشف امرك بعد مقالك الذي دافعت فيه عن ابن جلدتك العنصري،البغيض الوليد مادبو، وعن جرائم الجنجويد، وتوعدت اهلنا بجيوش لا حول لها، قادمة من الغرب قوامها شتات الصحراء وان اهلنا شاربي عصير البلح سيعانون الويل والثبور…

    … سودان ما بعد الحرب لن يكون مسامحا مجاملا،كل من اطلق الرصاصة وكل من كتب دفاعا عن من يطلق الرصاص كلهم سواسيه، كيزان ام (عطاوي) عنصري ..

    ..بغض اهلنا للكيزان لن يجعلهم يرتموا في احضان الجنجويد ،مهما تطاول اعلام الجنجويد عليهم…

    …نعم ستحدث مجاعة في بعض من أرض النيلين كما حدثت في سنة (سته) والمتسبب فيها هو نفس الزول القادم من حزام البقارة سواء كان التعايشي او حميدتي..

    … فصل دارفور عن بقية السودان قادم ولا راد له.
    .
    . اتمنى منك ومن كل الدارفوريين ان يكتبوا عن بلدهم دارفور ،واعلان دولة او سلطنة دارفور المستقلة كما كانت قبل عام ،1917 قبل قيام المستعمر بضمها قسرا لبلاد النيلين..

  5. يا حبيب، العنوان الصحيح هو “المجاعة دخلت السودان من كل الابواب وعشعشت في كل بيت ودار”…
    يا سيد صلاح، بقينا نعتمد في أكلنا اليومي علي منظمات الاغاثة ..ونلبس الثياب البالية التي قامت الحكومة باستيرادها من مصر، ونستعمل أدوية فاسدة انتهت صلاحيتها جاءت من دول الجوار ، واطعمة ومؤن غذائية مضروبة، وفي معسكرات اللاجئين طبخوا ورق الشجر، والحكومة الحالية منعت دخول الشاحنات المحملة بالغذاء والدواء والكساء للمناطق المتاثرة بالجوع والبؤس وحجزتها في ميناء بورتسودان بحجة انها ستدخل المناطق التابعة للدعم السريع.

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..