مجزرة ميدان مصطفى محمود بالقاهرة.. الحذر، وإلاّ فإنّ المآسي قد تعيد نفسها

مع تكدس أعداد النازحين واللاجئين السودانيين بالقاهرة، مجبرين لا أخيار، بسبب ويلات الحرب اللعينة، التي باغتت الجميع، دون سابق إنذار، ظلت وتيرة الشكاوى من سوء معاملة السلطات المصرية، تثير القلق بصورة، حرّضت الذاكرة اللجوء على اجترار إحداث مجزرة ميدان مصطفى محمود بحي المهندسين بالقاهرة قبل، وقعت في صبيحة الجمعة 30/12/2005م راح ضحيتها 27 قتيلاً كما ورد في بيان وزارة الداخلية المصرية، وكالعادة تم إلقاء اللوم على الضحايا من قبل الحكومة المصرية.
ولكن حسب تقديرات الناجين من المجزرة ان عدد القتلى حوالي 150 وإصابة 300، جميعهم كانوا من دارفور والجنوب وجبال النوبة، أجبرتهم ظروف مماثلة لما يواجهها السودانيين كافة بمصر.
وقعت المأساة بسبب اقتحام نحو ألفي شرطي من مكافحة الشغب المصرية ميدان مصطفى محمود بمنطقة المهندسين، حيث كان يعتصم نحو 3500 لاجئ منذ ثلاثة أشهر، بالقرب من مكاتب المفوضية العليا لشؤون اللاجئين التابعة للأمم المتحدة، احتجاجاً على ما وصفوه بالمعاملة السيئة من المفوضية والسلطات المصرية كذلك. وقال شهود ان الشرطة المصرية ضربت المعتصمين بالهراوات، واستخدمت مدافع المياه لإخراجهم من الحديقة، بعدما فشل مسؤولون في إقناعهم بمغادرة الموقع.
- السلطات السودانية تؤيد والمفوضية تأسف
وحسب قناة العربية، أعربت المفوضية العليا لشؤون اللاجئين عن “أسفها” لوفاة لاجئين، واصفة المسألة بالمأساة. وقال متحدث باسم المفوضية انها حثت مصر على التعامل مع الموقف سلميا. مضيفة، اعتبر المفوض السامي للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين أنطونيو غوتيريس في بيان، أنه “ليس هناك مبرر لمثل هذا العنف والخسارة في الأرواح”. لكن مسؤولاً سودانياً قال أن من حق مصر أن تنهي الاعتصام، وأشار المستشار الرئاسي السوداني محجوب فضل، في تصريحات نقلتها وكالة أنباء الشرق الأوسط إلى انه “من الحكومة المصرية ان تعيد النظام وتفرض هيبتها، كما هو حق كل سلطة في السيادة على أرضها. ومن حقها ان تفض الاعتصام الذي نظمه اللاجئون السودانيون”.
- جريمة بشعة
وحسب إفادات علي عبدالله من أبناء جبال النوبة، لصحيفة التيار السودانية، وهو أحد الناجين من المجزرة، يقول على: ” اعتصمنا في ميدان مصطفى محمود نحو أربعة أشهر وكنت من ضمن الثلاثة المسجلين في مكاتب الأمم المتحدة ، وعند المجزرة الدموية التي ارتكبتها أجهزة الأمن المصرية كنا في حدائق ميدان مصطفى محمود في العراء وسط موجة برد قارسة. وفي يوم الثلاثاء (28) ديسمبر 2005م جاءت قوة مسلحة كبيرة من قوات الأمن المصري عقب نداءات بفض الاعتصام. برغم الوجود الأمني الكثيف إلا أننا ظللنا نرابط في الاعتصام في الساحة الصغيرة ووصل إلينا ثلاثة آلالاف معتصم جديد.
- قبل ساعة الصفر
أحكمت القوات المصرية الخناق علينا وفرضت سياجاً أمنياً محكماً على ساحة الاعتصام وكانت هناك أعداد كبيرة من القنوات ومنصات الإعلام تتابع الموقف. وفي يوم الخميس وتحديداً في الساعة الحادية عشر وصل لساحة مصطفى محمود حبيب العدلي الذي كان يتولى حينها منصب وزير الداخلية وقال بنص العبارة، يا سودانيين يا لاجئين لازم تغادروا الموقع ده) وردينا عليه نحن في معية الأمم المتحدة ونطالب بحقوقنا من مكتب الأمم المتحدة كما أن هناك الكثير من الأسر لا تملك أي مسكن وليس لديها استطاعة لجلب قطعة خبز واحدة. وهنا أمهلنا وزير الداخلية ساعة بيد أنها لم تأتي بأي نتيجة وظل الجميع متمسكين بحقوقهم المتعارف عليها باعتبار أننا لاجئين.
- مُلاسنات ومشاحنات
ظل الوضع محتقناً في ساحة الاعتصام ولمسنا جنوح العدلي لاستخدام العنف المفرط وبعد دقائق قال بنص العبارة :” أنا أكبر سلطة أمنية في مصر وعليكم الذهاب من هنا فوراً”. أجبناه بواسطة ممثلينا بأننا لا نملك مكاناً للذهاب إليه وعلى الأمم المتحدة أن تهيئ لنا أي موقع.
بعد ذلك توجه حبيب العدلي إلى الناحية الشرقية من جامع مصطفى محمود وبعد لحظات توجهت القوات نحونا وهي تلقي النشيد الوطني المصري و من جانبنا أيضا رددنا النشيد الوطني السوداني.
- مداهمة سريعة
وهنا بدأت عمليات رش المعتصمين بالمياه القذرة والأجواء كانت باردة وكان معنا حوالي (500) طفل. تواصلت عمليات رش المتظاهرين بالمياه لقرابة الساعة وبدأت القوات المصرية في ضرب المعتصمين. وتبادلت القوات عديمة الضمير الإنساني الأدوار فما أن تنتهي قوة من ضرب المعتصمين تأتي القوة الأخرى وهكذا من الساعة الثانية والنصف صباحاً وحتى الرابعة صباحاً.
ومع هذه الأجواء المتوترة قاموا بالمداهمة السريعة، الفوج الأول من الشرطة جنود وضباط اعتدوا علينا من كل الجهات وبدون تمييز انهالت علينا الضربات، على الصغير والكبير وعلى الرجال والنساء والعجزة والأطفال، فأصبح لنا كأن يوم، يوم القيامة.
على آلاف الأسر التي وجدت نفسها مجبرة على النزوح لمصر، لاجئين ومقيمين، عدم التعويل كثيراً على مفوضية اللاجئين، وعدم الوثوق بالسلطات المصرية، وعليهم التحلي بالصبر، وتفادي عناد السطات الأمنية، وتحمّل الأذى من الشارع المصري، ومن غادر داره، قل مقداره، لأن مصر غدّارة، ولا تعرف العهود، ولن يتسامح الشعب المصري مع من يقاسمه لقمة عيشه، أو يضايقه في رفاهيته.
نسأل الله أن يعّجل إطفاء نيران الحرب في بلادنا، ويعود أهلنا إلى ديارهم ومنازلهم معززين مكرمين، وليس ذلك على الله بعزيز.
أقلام متّحدة ــ العدد ــ 140//
الحبوب، إبراهيم سليمان.
رمضان كريم.
لم يعلق عمر البشير علي الحادث وقتها لا من قريب أو بعيد، وفي خطاب الذكري الخمسين علي استقلال السودان الذي صادف يوم ١/ يناير ٢٠٠٦- اي بعد يومين من وقوع المجزرة في ميدان مصطفي محمود بالقاهرة- لم يقل ولا كلمة عن المأساة….. بل الأسوأ من كل ذلك، أن وزارة الخارجية أصدرت بيان جاء فيه، أن ما وقع للاجئين السودانيين في القاهرة هو شأن داخلي يخص المصريين.
البشير مانعاهم ولا قال كلمة ترحم عليهم ، ولا واسي أسر الضحايا، ولا قال ماهي الاجراءات التي يقوم بها تجاه اسر واطفال القتلى.
وكانت قمة الأحباط والدهشة والاحباط والاستنكار الشديد عند ملوك ورؤساء هذه الدول، عندما طالعوا البيان الرسمي الصادر من وزارة الخارجية بالخرطوم حول المجزرة، والذي اكد فيه الناطق الرسمي باسم وزارة الخارجية ان (ما وقع في القاهرة هو أمر داخلي وشأنا يخص الحكومة المصرية)!!.. استغرب الناس من هذا التصريح البليد الذي يصدر من الخرطوم وكأن الذين لقوا مصرعهم ماهم من بني جلدتهم!!!
في هذا الخطاب الباهت، لم يتطرق البشير ولا كلمة عن الشهداء الذين ماتوا في سبيل الاستقلال، في كرري “وأم دبيكرات” ومئات المواقع الاخري.
ومانطق ولا بكلمة عن الرعيل الأول عن السياسيين الذين جاوا بالاستقلال، امثال الامام عبدالرحمن المهدي، اسماعيل الازهري، المرضي، مبارك زروق، الشريف الهندي، محمد نورالدين، الشفيع احمد الشيخ.. وآخرون. لقد تجاهلهم البشير عن عمد بغرض إخفاء ماقاموا به من جليل الأعمال الوطنية.
ما حيا البشير في خطابه احدآ من الذين ساهموا في بناء اقتصاد السودان خلال الخمسين عاما الماضية، امثال، الشيخ مصطفي، ابوالعلا، عبدالمنعم، كمير،سعد، محجوب محمد. ولاحيا احدآ من الرعيل الاول من الصحفيين والكتاب وأساتذة الجامعات والأطباء والمهندسيين، والضباط القدامى بالجيش السوداني والشرطة.
جاء في تعليق عن الحادث:
بعض اخوانا المصريين الساكنين في عمارات حول ميدان (مصطفي محمود) بالمهندسين، بقوا متشائمين شديد من الميدان، وبقي عندهم اعتقاد راسخ وقوي، انو في أرواح بتحوم بالليل في الميدان!!، وناس قالوا مرات يسمعوا صراخ وبكاء باصوات موجعة!!، ومش كده وبس، البواليس وناس الشرطة ذاتهم داخلاهم الخلعة والخوف من الميدان!!. وعادي جدآ تسمع الأم بتقول لولدها بلهجة أمر وتحذير ( ماتمشيش تلعب في الميدان ياوااد)!!
ملحوظة: لا أعتقد الرئيس/ السيسي مثل تصرف الرئيس السابق/ مبارك.. رغم ما قيل وقال عن السيسي الا إنه اكثر عقلانية من مبارك.
ليس البشير فقط من تجاهل موت اللاجئين السودانيين في القاهرة، بل حتى جزء من الشعب السوداني كانوا من الشامتين على هؤلاء اللاجئين، بل انهم دافعوا عن أحقية السلطات المصرية في فض الميدان.
دارت الايام، واليوم الشامتين امسوا لاجئين في نفس البلد.
شعب فاسد.. تحت قيادة فاسدة..
ما قالو عليك حنين وسازج بشكل خيالي اين الحريات الاربعة بين البلدين ؟ نحمد الله كل شي انكشف في هذا الحرب المليشياتية نعلم الحريات حتي لو تم تنفيذها ليس في صالح الشعب السوداني نسمح 120 مليون مصري مابين مجرم وقليل ادب وحرامي يدخل السودان يعمل كل شي نحن الفينا مكفينا 120 مليون قصاد 40 مليون يملكون كل الموارد وبالمقابل 120 مليون صحن فول ماعندهم اي غباء هذا ؟
الاستاذ ابراهيم سليمان متعكم الله بالصحة.
لم أكن من بين المعتصمين بميدان مصطفي محمود ولاكني كنت ازور الميدان من حين لاخر للتضامن مع المعتصمين، لاذلت اذكر شكل الميدان تماما، اذكر الناس، اذكر العبارات التي كتبت علي يافطات القماش التي لفت اسوار الميدان. اذكر المشهد كأنه كان بالأمس القريب.
تركت مصر وافريقيا قبل حادثة الفض بأربعة ايام، ولاكني تفاجئت باتصال من صديق لي كان بالميدان أثناء فض الاعتصام. اتصل ليودعني لانة أعتقد أنه ميت لا محال ولاكن الله كتب له عمر جديد. ألف رحمة علي ارواح شهدا ميدان مصطفى محمود.
الاسوأ ان الصحفيين منسوبى الانقاذ ايد بيان وزارة الخارجية و قال ان السلطات المصرية اعاده هيبة الدولة .
اذكر منهم ابوحلقوب كبير المدعو الطاهر ساتى….انهالت عليه العنات و اجبرته للاعتذار.
و ها هو عاد لعهده القديم…..الجوع كافر.